مجلة الرسالة
اسم الكتاب : |
مجلة الرسالة
|
القسم الرئيسي : |
الجوامع والمجلات ونحوها - مرقم آليا
|
عن الكتاب : |
الكتاب : مجلة الرسالة
أصدرها : أحمد حسن الزيات باشا ( المتوفى : 1388هـ ) عدد الأعداد : 1025 عددا ( على مدار 21 عاما ) الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ، ورقم الجزء هو رقم العدد |
معلومات اخرى عن كتاب الكتاب : |
مجلة الرسالة - الزيات بعد عودة الزيات من بغداد سنة ( 1351هـ 1933م ) هجر التدريس ، وتفرغ للصحافة والتأليف ، وفكر في إنشاء مجلة للأدب الراقي والفن الرفيع ، بعد أن وجد أن الساحة قد خلت باختفاء السياسة الأسبوعية التي كانت ملتقى كبار الأدباء والمفكرين ، وذات أثر واضح في الحياة الثقافية بمصر ، وسانده في عزمه أصدقاؤه من لجنة التأليف والترجمة والنشر . وفي ( 18 من رمضان 1351 هـ 15 من يناير 1933 ) ولدت مجلة الرسالة ، قشيبة الثياب ، قسيمة الوجه ، عربية الملامح ، تحمل زادا صالحا ، وفكرا غنيا ، واستقبل الناس الوليد الجديد كما يستقبلون أولادهم بلهفة وشوق ؛ حيث كانت أعدادها تنفد على الفور . وكانت المجلة ذات ثقافة أدبية خاصة ، تعتمد على وصل الشرق بالغرب ، وربط القديم بالحديث ، وبعث الروح الإسلامية ، والدعوة إلى وحدة الأمة ، وإحياء التراث ، ومحاربة الخرافات ، والعناية بالأسلوب الرائق والكلمة الأنيقة ، والجملة البليغة . وقد نجحت الرسالة في فترة صدورها ، فيما أعلنت عنه من أهداف وغايات ، فكانت سفيرا للكلمة الطيبة في العالم العربي ، الذي تنافس أدباؤه وكتابه في الكتابة لها ، وصار أمل كل كاتب أن يرى مقالة له ممهورة باسمه على صفحاتها ، فإذا ما نشرت له مقالة أو بحث صار كمن أجازته الجامعة بشهادة مرموقة ؛ فقد أصبح من كتاب الرسالة . وأفسحت المجلة صفحاتها لأعلام الفكر والثقافة والأدب من أمثال العقاد ، وأحمد أمين ، ومحمد فريد أبو حديد ، وأحمد زكي ، ومصطفي عبد الرازق ، ومصطفى صادق الرافعي الذي أظلت المجلة مقالته الخالدة التي جمعت وصارت وحي القلم . وربت الرسالة جيلا من الكتاب والشعراء في مصر والعالم العربي ، فتخرج فيها : محمود محمد شاكر ، ومحمد عبد الله عنان ، وعلي الطنطاوي ، ومحمود حسن إسماعيل ، وأبو القاسم الشابي ، وغيرهم ، وظلت المجلة تؤدي رسالتها حتى احتجبت في ( 29 من جمادى الآخرة 1372هـ 15 من فبراير 1953م ) . ملأت فراغا ، وحلت أزمة نعم ، لقد كانت ثمة أزمة عند القراء بأنهم لم يجدوا ما يقرؤونه ، وأزمة للكتاب بعدم وجود صحيفة أدبية متخصصة تنشر إنتاجهم وتذيعه على الناس ، يتناقشون على صفحاتها ، ويختصمون ، ويتفقون . فقد كان هؤلاء الأدباء رهن إشارة مجلة الرسالة ، ففي أول ظهور لها وقفوا معها ، وأيدوها . وتشجيعهم هذا لم يكن لمجرد صداقتهم للزيات ، وإنما كان تحقيقا لأمنياتهم الأدبية . وسأذكر هنا كلمات سطرها هؤلاء الأدباء إجلالا وشكرا لها - شعرا ونثرا - : يقول الدكتور شكري فيصل : كانت مقالات الزيات أو الرافعي في مجلة الرسالة ترصد رصدا وتترقب ترقبا في بلاد الشرق العربي 1 . ويقول الدكتور مهدي علام : الذين يعرفون الزيات ، يعرفون مجلة الرسالة التي ظلت أكثر من ربع قرن ، تحمل رسالة الفكر العربي في كل مكان من العالم الناطق بالضاد والتي كانت مدرسة حقيقية ربت جيلا وأنشأت أدبا ، وثقفت وعلمت ، وقامت على صفحاتها معارك النقد والتجديد . وتروي لنا الدكتورة نعمات أحمد فؤاد في كتابها ( قمم أدبية ) : أن علي أمين سافر إلى الشرق بعد احتجاب الرسالة وعاد يقول : لو أن الحكومة أغلقت سفارتها في الشرق وأبقت على الرسالة لكان خيرا لها وأجدى عليه 2 . وينظم فيها أحمد العجمي : حي الرسالة واقبس من محياها . . . ما شئت من حسنها أو من حمياها رفت على الشرق أندى من أزاهره . . . كأن من نفحات الخلد رياها وأشرقت بشعاع الفكر ناضرة . . . تسبي القلوب وتجري في حناياها 3 ويصعب هنا حصر أقوال قراء هذه التحفة الأدبية ، ولكن حسبنا أن نستنتج من اهتمامهم بها أن جملة كلام جرايد لا ينطبق على الرسالة أبدا ؛ لأن تأثير الرسالة على قرائها يختلف عن تأثير المجلات الأخرى التي تحتال على طلبهم بألوان المسابقات واليانصيب . وإن كانت الرسالة ضعيفة المظهر من ناحية الطباعة والتصميم ، فإنها كانت قوية التحرير ، متقدمة الاتجاهات والرأي متعمقة فيما تنشره ، فأشبعت بذلك رغبات الباحثين عن الجوهر لا المظهر 4 . ويلحق بتأثيرها على قرائها أن مدرسي المرحلة الأساسية - وهم من عشاق الرسالة - كانوا يستخرجون موضوعات الإنشاء من هذه المجلة ويدرسونها لطلابهم . وبما أن وسائل الإعلام لم تكن قد تطورت خلال عمر الرسالة فإن القراء كانت عندهم فسحة من الوقت لاقتناء الرسالة . . . 5 . أما الأثر الأدبي لها ، فنقسمه قسمين : أولهما : ملؤها للفراغ الأدبي عند القراء والكتاب قبل صدورها وقد تحدثنا عنه . ثانيهما : هو موقعها من سلسلة المجلات الأدبية التي صدرت في مصر وغيرها من البلاد العربية ، فإن موقعها له ميزات أربع ، هي : 1 - العمر الذي عاشته المجلة . 2 - الاستمرار والانتظام في الصدور . 3 - المضمون الذي احتوته المجلة في أعدادها . 4 - الأثر الذي أحدثته 6 . من هذه الميزات نستنتج بأن الرسالة تعتبر أولى المجلات الأدبية الأسبوعية في التقييم منذ أن عرفت اللغة العربية المجلات الأدبية حتى توقفت الرسالة عن الصدور وحتى بعد توقفها 7 . ونستطيع أن نجمل الآثار الأدبية للرسالة في نقاط موجزة : * أولا : أنها مصدر لتاريخ الأدب ولدراسته . * ثانيا : أنها نشرت الأدب وتابعته بالنقد والتقييم . * ثالثا : كانت مدرسة لتخريج الأدباء والأديبات . * رابعا : كانت ناقدة للأدب العالمي . * خامسا : صنعت عشاقا للتعبير العربي السليم 8 . كما أنها لم تكتف بأن تترك أثرا أدبيا وحسب بل أثرت فكريا وثقافيا أيضا في مجالات عدة : • أما مجال الاتجاه الإسلامي : فإن طابع الرسالة هو طابع إسلامي ، فلقد كانت في كل ما تنشره تقريبا تخدم الفكر الإسلامي 9 . • وفي مجال العروبة : لم يكن دورها نظريا فقط ، بل طبقت عمليا لما تدعو إليه في مجال العروبة وقضية الوحدة العربية ، ويبرز هذا التطبيق في توزيعها في مصر والبلدان العربية . وأيضا يتضح في مداومتها نشر مقالات وقصائد الأدباء العرب من غير المصريين 10 . • ولم تنس أن تترك بصمتها الخاصة في المجتمع ، فقد كان لها دور في الرأي العام المصري والعربي ، وكانت تعرض المشاكل الاجتماعية وتعرض لها الحلول 11 . • أما أثرها في مجال الفكر والفن والعلوم والفلسفة : فيكفي أنها أغنت المكتبة العربية بما نشرته من فصول عديدة جمعت في كتب ، وأوضح الأمثلة : وحي الرسالة للزيات ، والبرج العاجي لتوفيق الحكيم ، وترجمات دريني خشبة ، وحي القلم للرافعي . لاسيما أنها أتاحت الفرص للظواهر الأدبية والفكرية الجديدة كالشعر الحر والشعر المنطلق . . . 12 . وكما أن بعد كل ليل صبح ، فإن بعد كل صبح ليل . . واحتجبت الرسالة ، فسطر الأدباء والشعراء خواطرهم حول ما نشر احتجابها من البؤس والكآبة . ومن تلك الخواطر تبرز خاطرة الأستاذ العقاد الحزينة حيث يقول : ولم يكن يدور بخلدي حين كتبت هذا أن مجلتين في طليعة مجلاتنا الأدبية تضطران للاحتجاب عن قرائهما قبل انقضاء شهرين ، فبدأت السنة الحاضرة باحتجاب ( الثقافة ) ، وقد مضى على ظهورها ( ست عشرة سنة ) ، ولم ينقض الشهر الثاني من السنة حتى أعلنت زميلتها ( الرسالة ) أنها تختم أعدادها ، وتودع قراءها ، وقد مضى على ظهورها أكثر من عشرين سنة ، ولا شك أنهما حادثان سيذكران من حوادث هذه السنة عند الكتابة عن تاريخ الأدب العربي الحديث 13 . وتعود الرسالة للظهور عام1963م ، باسم ( الرسالة الجديدة ) ، ويسند تحريرها إلى الزيات ، ولكنه حاول جاهدا أن يوقفها في وجه الآلام والأماني ، ولكنه لم يستطع أن يشحذ همتها وسط عوامل التجديد والسرعة ، وعوامل الثقافة المذبذبة ، أو أدب الساندويتش ، أو طغيان العامية على الفصحى . . . فتوقفت الرسالة كما توقفت أخت لها من قبل 14 . _________ 1 انظر : الزيات والرسالة : د . محمد سيد محمد ، ص 201 ، دار الرفاعي ، الرياض ، ط1 ، 1402هـ . 2 السابق : ص202 . 3 السابق : ص204 . 4 انظر : السابق ، ص206 . 5 انظر : السابق ، ص207 . 6 السابق : 207 . 7 السابق : ص208 . 8 الزيات والرسالة : ص209 - 211 - 213 - 214 . 9 انظر : السابق ، ص214 - 215 . 10 الزيات والرسالة : ص215 . 11 انظر : السابق : ص216 - 217 . 12 انظر : ص217 - 218 . 13 سلسلة اقرأ ، 367 ، 1981م ، أحمد حسن الزيات ومجلة الرسالة : د . علي محمد الفقي ، ص 189 - 190 . 14 المصدر السابق : ص192 . |
اسم تفسير الكتاب : | التفسير غير متوفر لهذا الكتاب |
ايزو | مجله الرساله |
تصفح الكتاب : | |
تحميل الكتاب pdf : | |
تحميل الكتاب doc : |