المحاضرة الأولى أ
اسم المقرر: |
الأدب العربي الحديث |
رقم المقرر: |
ARAB323 |
اسم ورقم المتطلب السابق: |
لا يوجد |
مستوى المقرر: |
المستوي السادس |
الساعات المعتمدة: |
ثلاث ساعات |
وصف المقرر : Module Description
يعالج الأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية في هذا العصر وأثرها على الأدب. |
|
يتحدث عن العوامل المؤثرة في نهضة الأدب في هذا العصر . |
|
يقف على اتجاهات الأدب الحديث وسماته وخصائصه الفنية. |
|
يقوم بدراسة أبرز الكتاب في هذا العصر. |
|
تحليل نصوص نثرية وشعرية . |
|
إبراز أهم ملامح الجمود والتطور التي اعترت الأدب في تلك الفترة |
|
أهداف المقرر : Module Aims
1 |
- تقديم صورة شمولية عن الأدب الحديث خلال فترة محددة 0 |
|
2 |
تعريف الطالبات باتجاهات الأدب الحديث من عصر النهضة إلى الوقت الحاضر . |
|
3 |
تعريف الطالبات بالأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية في هذا العصر وأثرها علي الأدب.
|
|
4 |
التعرف على المبرزين من الكتاب في هذه البيئة .
|
|
5 |
إدراك جوانب التجديد في هذا الأدب.
|
|
6 |
تكوين القدرة لدى الطالبات على التذوق الفني والإحساس بالجمال في العمل الأدبي .
|
|
7 |
مساعدة الطالبات على قراءة واعية لا تقف عند مجرد الاستحسان أو الاستهجان بل تعتمد علي تمييز الجيد من الرديء على هدى من بصيرة نفاذة ورؤية ثاقبة
|
|
مخرجات التعليم: (الفهم والمعرفة والمهارات الذهنية والعملية)
يفترض بالطالب بعد دراسته لهذا المقرر أن يكون قادرا على:
تقديم صورة شمولية عن الأدب الحديث خلال فترة محددة . |
|
|
2 |
أن تقف علي اتجاهات الأدب الحديث وسماته وخصائصه الفنية. |
|
3 |
معرفة الأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية في هذا العصر وأثرها علي الأدب |
|
4 |
معرفة الفنون الأدبية المختلفة في عصر النهضة الأدبية الحديثة . |
|
5 |
معرفة ابرز الكتاب والشعراء في هذا العصر. |
|
محتوى المقرر : (تتم التعبئة باللغة المعتمدة في التدريس)
قائمة الموضوعات (Subjects) |
عدد الأسابيع (Weeks) |
ساعات التدريس (Hours) |
تعريف الطالبات بالمقرر الدراسي والهدف من تدريسه ، مع ذكر مقدمة عن الأدب وحاله في العصر الحديث في مصر والعالم العربي وفي عصر ما قبل النهضة الحديثة وذكر أهم أسباب اليقظة |
1 |
3 |
المؤثرات العامة في الأدب العربي في العصر الحديث : التعليم . البعثات الإحياء والتأليف والترجمة: الطباعة الصحافة الأزهر الاستشراق والمستشرقون |
1 |
3 |
الأدب وحركة الإحياء" المحافظون " الاتجاه التقليدي وبعض لمحات التجديد المدارس الأدبية في العصر الحديث المدرسة الاتباعية «الكلاسيكية» محمود سامي البارودي «الكلاسيكية الجديدة» أحمد شوقي حافظ إبراهيم عزيز أباظة خليل مطران ــ شاعر الحرية |
1 |
3 |
حركة التجديد عند شعراء مدرسة الديوان مفاهيمها في وحدة القصيدة والتجربة الشعرية خصائص مدرسة الديوان |
1 |
3 |
شعراء الديوان : مقدمة : التسمية وأهم أفكارهم النقدية ، العقاد ، المازني ، شكري. مدرسة الديوان والتعرف على أهم روادها والظروف التي أدت إلى ظهورها . |
1 |
3 |
مدرسة أبوللو بريادة الدكتور أحمد زكي أبو شادي وبيان سبب تسميتها بهذا الاسم وظروف نشأتها وعوامل ظهورها ، وأعلام هذه المدرسة والتعريف بهم ، وبيان السمات الأسلوبية والفنية من حيث المضمون ومن حيث شكل القصيدة ، أوجه الاتفاق بين مدرسة أبوللو ومدرسة الديوان |
1 |
3 |
مدرسة شعراء المهجر
فنون الشعر المهجري ،خصائص الشعر المهجري أعلام الشعر المهجري التعريف بأعلام المدرسة من أمثال جبران خليل جبران ، إيليا أبو ماضي رشيد خوري ، ميخائيل نعيمة .......وبيان أسباب الهجرة ، والعوامل التي أثرت في أدبهم ثم بيان أهم مظاهر التجديد عندهم وأجه الاختلاف والاتفاق بينهم وبين من سبقهم من المدارس الأدبية تحليل نموذج من شعر المهاجر((للشاعر إيليا أبو ماضي)) تحليلاً شاملاً وبيان ما بها من مظاهر للتجديد ومواطن الجمال
|
1 |
3 |
مدرسة الشعر الحر المدرسة الواقعية والشعر الجديد ، ومن رواد المدرسة ،مع بيان عوامل الاتجاه إلى الواقعية ، مع بيان الخصائص الفنية للشعر الجديد من حيث التجديد في المضمون والموضوع والشكل والبناء حيث بيان نشأتها في العالم العربي مسميات الشعر الحر وأنماطه ومميزاته ،مفهوم الشعر الحر جوهر الشعر الحر، نشأة الشعر الحر ودوافعه ومميزاته
|
1 |
3 |
نماذج شعرية تطبيقية § الصباح الجديد للشاعر أبي القاسم الشابي § "يقولون" للشاعر العراقي الرصافي، § وهم رائع للشاعر/ محمد رجب البيومي § وقفة على طلل للشاعر/ محمود غنيم § نماذج من شعر الشاعر الكبير محمد بن عثيمين |
1 |
3 |
فنون النثر في الأدب العربي الحديث أولاً: فن المقالة (أ) أنواع المقال الفرق بين أسلوب المقال الأدبي والعلمي ب. أشهر كتاب المقالة في الأدب العربي الحديث 1. الشيخ محمد عبده. 2. محمد المويلحي. 3. مصطفى لطفي المنفلوطي. 4. مصطفى صادق الرافعي. 5. عباس محمود العقاد ـ 6. أحمد حسن الزيات. 7. طه حسين |
1 |
3 |
ثانياً: فن المسرحية: المسرحيات الشعرية رائد الأدب المسرحي «توفيق الحكيم» مسرحية أهل الكهف
|
1 |
3 |
ثالثاً: القصة في الأدب العربي الحديث الأنواع القصصية المعروفة نشأة القصة وتطورها في الآداب الأوربية: نشأة القصة وتطورها في الأدب العربي القديم القصة في أدبنا الحديث القصة القصيرة
|
1 |
3 |
الكتاب المقرر والمراجع المساندة: (تتم التعبئة بلغة الكتاب الذي يدرس)
اسم الكتاب المقرر Textbook title |
اتجاهات الأدب العربي الحديث |
اسم المؤلف (رئيسي) Author's Name |
د/ عبير عبد الصادق محمد بدوي |
اسم الناشر Publisher |
دار النشر الدولي |
سنة النشر Publishing Year |
1435هـ - 2014م |
اسم المرجع (1) Reference (1) |
1) في الأدب الحديث 1) تطور الأدب الحديث في مصر
|
اسم المؤلف Author's Name |
د/عمر الدسوقي د/ أحمد هيكل
|
اسم الناشر Publisher |
دار الفكر العربي دار المعارف |
سنة النشر Publishing Year |
1420هـ -2000م 1994م |
الفصل الأول
معنى الأدب الحديث والأدب المعاصر
القديم والحديث من الأمور النسبية، فما هو حديث اليوم، سوف يكون قديماً في الغد، وما هو قديم اليوم، قد يكون حديثاً بالأمس، فكلمة «الحديث» بمعنى الجديد كلمة مرنة للغاية، فما يكون حديثاً اليوم يصبح قديما في المستقبل.
وكذلك كلمة «المعاصر» تخضع لنفس هذا الناموس الزمني، فما هو في عداد المعاصرة اليوم لا يكون معاصراً في المستقبل حين يمضي ركب التاريخ ويحل غيره محله، ويفقد بالتالي معنى المعاصرة.
فكلتا الكلمتين ـ كما نرى تخضعان لناموس الزمن وتتأرجحان بين الحقيقة والمجاز فما هو حديث أو معاصر بالنسبة لزمننا هذا يكون في المستقبل البعيد حديثاً أو معاصراً من باب المجاز أو الاصطلاح الفني لا أكثر.
س: ما الفرق بين مدلول «الأدب الحديث» ومدلول «الأدب المعاصر»؟
لكننا لو أمعنا النظر نرى أن هناك فرقاً شاسعاً بين مدلول «الأدب الحديث» ومدلول «الأدب المعاصر» ولا شك أن الأول أوسع مجالاً وأعمق مدى من الثاني، ونستطيع أن نقول: إن كل أدب معاصر يعتبر أدباً حديثاً، وليس كل أدب حديث داخلاً في مفهوم المعاصرة إلا بقدر محدود.
س: اصطلح كتَّاب الأدب العربي في مصر على ربط الأدب الحديث بحادثتين اثنتين فما هما ؟
وقد اصطلح كتَّاب الأدب العربي في مصر على ربط الأدب الحديث بحادثتين اثنتين:
الحادث الأولى: دخول الفرنسيين في مصر عام 1798م إلى 1801م أي بأواخر القرن الثامن عشر وأوائل التاسع عشر وليس ذلك باعتبار الحملة الفرنسية خيراً أسدي إلى مصر، بل باعتبارها عملاً عدوانياً مدبراً، أثار في مصر ما كمن من عناصر القوة، فقد اتخذ الحملة الفرنسية من العلم أسلحة ضمن أسلحتها، ومن العلماء جنداً في عداد جندها.ومن هنا رأى المصريون في تلك الحملة علماً غير ما يعرفون، وعلماء غير ما يعهدون وأدركوا خطورة ذلك كله عليهم إن لم يكن لهم مثله. فتطلعوا إلى نور الحضارة الحديثة، وبدءوا التأهب للسير في موكب المدنية المتقدمة. وهكذا كانت تلك الحملة تنبيهاً غير مقصود لعناصر القوة في الشعب المصري العظيم([1]). كما أنها فتحت مجال الصلات بين الغرب والعالم العربي قوية مؤثرة في شعوب العرب جميعاً. ويؤكد ذلك الكثير من الكتاب: جورجي زيدان في كتابه : «تاريخ آداب اللغة العربية»، وعمر الدسوقي في كتابه «في الأدب الحديث»، ومحمود مصطفى في كتابه «الأدب العربي وتاريخه ـ الجزء الثالث» وأحمد حسن الزيات في كتابه «تاريخ الأدب العربي» وغيرهم.
س: هل تغير الأدب بعد الحملة الفرنسية عما كان عليه قبلها؟
والرأي أن الأدب لم يتغير بعد الحملة الفرنسية عما كان عليه قبلها،
س : هل يمكن أن نؤرخ لبدء الأدب الحديث بحادث احتلال أجنبي؟
فضلاً عن أنه لا يمكن أن نؤرخ لبدء الأدب الحديث بحادث احتلال أجنبي لبلادنا مهما كانت نتائجه([2]).
الحادث الثاني: هو مجيء محمد علي والياً على مصر سنة 1805م من قبل الدولة العثمانية صاحبة السلطان على هذه البلاد، والذي كان القصد الأول من مجيئه هو طرد نابليون وجيشه من تلك البلاد، وكان ذلك شفيعاً له عند الخلافة ـ هناك ـ أن تجعل له السيادة ـ هنا ـ وحينئذ عمل على النهوض بمصر وأن يكون لها جيشاً قويأ، وأن تكون دولة مستقلة لا تدين بالتبعية لأحد، ولا تستمد سلطانها من غيرها.
س: هل من الممكن أن نؤرخ للأدب العربي بقيام الثورة العرابية عام 1881م إلى اليوم؟
ومن الممكن أن نؤرخ للأدب العربي بقيام الثورة العرابية عام 1881م إلى اليوم، ففي ذلك الحين ظهر أثر الثورة السياسية والفكرية والأدبية في أدبنا، وقام الأدب الحديث في النثر بريادة الإمام محمد عبده وفي الشعر بريادة محمود سامي البارودي.
فالأدب الذي ظهر بعد الثورة العرابية يخالف الأدب قبلها، فبينما كان الأدب قبلها أدباً لفظياً ركيك الصياغة انقلب بعدها إلى أدب أفكار وموضوعات ومناحٍ متعددة في الحياة، وإلى أساليب عالية تحاكي أروع الأساليب في تاريخ آدابنا العربية.
س: وضحي رأي محمود تيمور في فترة الأدب الحديث ، الأدب المعاصر .
وذهب محمود تيمور إلى أن فترة الأدب الحديث هي المئة سنة الأخيرة (1850 ـ 1950م).
أما الأدب المعاصر فالرأي فيه من حيث بدايته مختلف أيضاً:
فمندور يكاد يعتد بثورة 1919م بدءاً للأدب المعاصر، ونعني به الأدب الذي نعيشه خلال الخمسين عاماً الأخيرة أي من ثورة 1919م؛ لأن متوسط عمر الأديب هو خمسون عاماً، وذلك هو المفهوم الزمني للمعاصرة، وهو امتداد زمني كاف لإبراز خصائص معينة في حياة جيل معين من الأدباء أو العلماء تعاصروا في حقبه معينة من الزمن وكانت لهم انطباعاتهم الخاصة وسماتهم الفنية التي تميزهم عن غيرهم من السابقين لهم واللاحقين بعدهم.
وهذا هو المفهوم الفني للمعاصرة، بمعنى المشاركة الأدبية الفعالة بين المتعاصرين من حيث تأثرهم بأحداث هذا العصر وتأثيرهم فيها ومن حيث انفعالهم بالتيارات الأدبية.
س: للمعاصرة في اصطلاحنا الأدبي مفهومان وضحيهما .
وبهذا يكون للمعاصرة في اصطلاحنا الأدبي مفهومان: مفهوم زمني ومفهوم فني. والنقاد المعاصرون على خلاف في الأخذ بأحد هذين المفهومين وفي تفضيل أحدهما على الآخر، فهناك من يقدمون المفهوم الزمني ويعتبرون الامتداد الزمني هو وحده شرط المعاصرة، أما الآخرون فينفون ذلك نفياً باتاً ويعتبرون ذلك مقياساً شكلياً وأن شرط المعاصرة هو المشاركة الفعالة في تيارات العصر وأحداثه فكم من أديب ـ في نظرهم ـ يعيش بيننا وهو لا يزال قديما في أفكاره، قديماً في أساليبه، قديماً في علاجه للعمل الأدبي، قديماً في اختياره للموضوعات التي يطرقها. والأمثلة على ذلك كثيرة، ومن ثم فشرط المعاصرة عندهم المشاركة الفنية بجميع صورها وأشكالها.
أما الذين يؤثرون المقياس الزمني في المعاصرة فإنهم يدافعون عن وجهة نظرهم بأن المشاركة في الزمن لابد من أن يستتبعها مشاركة في التأثر بالأحداث المحيطة وأن من يقال عنهم إنهم محافظون أو رجعيون في أفكارهم وأساليبهم هم في الواقع معاصرون فنياً ـ أيضاً ـ وكل ما في الأمر من خلاف أن درجة تأثرهم بالأحداث والتيارات كانت أقل من الذين نسميهم معاصرين فنيين أو معاصرين حقيقيين.
ولعل العلم الطبيعي نفسه يؤيد ما يزعمه أصحاب المقياس الزمني، فما من كائن ـ كائنا من كان ـ يعيش في زمان معين وفي بيئة محدودة إلا وهو متأثر بما حوله من أحداث وملابسات وإذا كان هذا هو حكم الطبيعة نفسها في الكائنات الحية فإن هذا الحكم أظهر وضوحاً في الإنسان، وهو أشد وضوحاً في الأدباء شعراء وكتابا وإن اختلفوا في درجة التأثر أي أن الذين نسميهم اليوم رجعيين أو محافظين في أساليبهم أدائهم الفني هم في الواقع في عداد المعاصرين وإن كانوا أقل درجة من الذين نسميهم معاصرين فنيين.
وهكذا فإن نفي التأثر بأحداث العصر وتياراته نفياً باتاً أمر مرفوض من وجهة نظر العلم الطبيعي، وعليه فلابد من التسليم بمبدأ التأثر وتطبيقه على كل أديب مهما كان في معزل عن الحياة المعاصرة.
س:" درجة التأثر بالأحداث المعاصرة والتيارات الفنية المختلفة فإنها تختلف من أديب إلى أديب آخر على أساس عوامل كثيرة" اذكري بعض منها:
أما درجة التأثر بالأحداث المعاصرة والتيارات الفنية المختلفة فإنها تختلف من أديب إلى أديب آخر على أساس عوامل كثيرة منها:
ـ درجة القرب أو البعد من منبع التيارات الفنية ومسرح الأحداث.
ـ درجة الاستعداد الفطري في نفس الأديب وهي التي تعينه على تقبل الجديد أو رفضه.
ـ درجة ثقافة الأديب بمعنى مجموعة تجاربه واطلاعه.
ـ درجة تعليمه وهي مقدار ما حصله من مؤهلات علمية خاصة تؤهله للتأثر الجديد.
ومن ثم فلا وجه لتفضيل المقياس الفني على المقياس الزمني في مفهوم المعاصرة، بل الحاجة أشد إلى المقياس الزمني إذا أردنا أن ندرس التطور العام في الأدب المعاصر وكذلك حين نريد دراسة اختلاف الأدباء في تأثرهم بأحداث عصرهم ومدى انطباعهم بالتيارات الفكرية والأدبية الآتية إليهم من الشرق والغرب([3]).
س: أجملي أهم أسباب اليقظة.
أهم أسباب اليقظة:
كانت الحملة الفرنسية ترمي إلى تكوين إمبراطورية شرقية قوية مستقرة لذلك اتخذت العلم سلاحاً ضمن أسلحتها، وحشدت العلماء جنداً ضمن جنودها، وكان من مظاهر ذلك أن أنشأ العلماء الفرنسيون المصاحبون للحملة في مصر، مراكز للأبحاث الرياضية، ومراصد فلكية، ومعامل كيماوية، وأسسوا المجمع العلمي المصري على غرار المجمع العلمي الفرنسي، وانبعث العلماء يدرسون مصر من جميع أطرافها، وكانت ثمرة ذلك تسعة مجلدات طبعت في فرنسا (1809ـ 1825م) باسم «وصف مصر» وهي أساس كل المعلومات التي عرفت في أوروبا عن مصر الحديثة.
كذلك أقام الفرنسيون مطبعة عربية وأصدروا صحيفتين فرنسيتين ونشرة باللغة العربية، كما أقاموا أيضاً مسرحاً للتمثيل، كانوا يقدمون فيه رواية فرنسية كل عشر ليال، وفتحوا مدرستين لتعليم أبناء الفرنسيين، ومكتبة عامة جمعوا فيها ما حملوه معهم من كتب وما جمعوه من مساجد مصر وأضرحتها وكانوا يدعون بعض المصريين إلى مشاهدة ما بها من كتب، كما كانوا يدعونهم إلى مشاهدة بعض تجاربهم العلمية، وذلك لتأليف قلوبهم وإيهامهم بأنهم جاءوا لتحضيرهم والنهوض بهم ولعل مما يرتبط بهذه المظاهر تشكيلهم للديوان، الذي كان يضم تسعة أعضاء من علماء الأزهر؛ وذلك للعمل على استتباب الأمن، والتظاهر بأن الشعب يشارك في حكم نفسه.
س: هل كان لمظاهر الثقافة الفرنسية تأثير فعلي في وصل المصريين بالثقافة الأوربية، وبخاصة الثقافة الأدبية؟
ويلاحظ أولاً أن أغلب تلك المظاهر الثقافية متصل بالعلم العملي كما يلاحظ ثانياً، أن جميعها جاءت في صورة عدوانية ضمن الحملة الفرنسية الغازية، ومن هنا لم يكن لها تأثير فعلي في وصل المصريين بالثقافة الأوربية، وبخاصة الثقافة الأدبية، وإنما اقتصر تأثير كل هذه المظاهر على الإثارة أو الإيقاظ، حتى أحس البعض بوجوب التغيير وتطلع إلى التسلح بوسائل أفضل([4])، وهذا ما عبر عنه الشيخ حسن العطار بقوله حينذاك: «إن بلادنا لابد أن تتغير أحوالها ويتجدد ما بها من العلوم والمعارف».
تولي محمد علي:
وقد ظن المصريون حين أقلعت الحملة عن ديارهم أنهم يبدأون تاريخاً جديداً لأمة مجاهدة متحررة، وخاصة بعد تولي محمد علي الحكم، ولكن أطماعه امتدت إلى الاستقلال بمصر أولاً، ثم تأسيس إمبراطورية كبيرة ثانياً، واستطاع بدهائه ومكره أن يخدع القوى الشعبية التي ظهرت قوتها أثناء مقاومة الفرنسيين، وما لبث أن خدع تلك القوى، فاضطهد زعماءها وعلى رأسهم السيد عمر مكرم، كما غدر بالمماليك فنكل بهم في مذبحة القلعة، ورأى أن الحاجة ماسة إلى قوة مسلحة تخمد القوى الشعبية التي يدين لها بعرشه، وترهب بقايا المماليك الذين ينازعونه سلطانه، كما تحميه من تركيا التي تملك عزله، وانجلترا التي تهدد أطماعه. فعمد إلى إنشاء جيش قوي، وعمل كل ما من شأنه أن يحيط هذا الجيش بأسباب القوة، فأنشأ مدرسة حربية، ثم مدرسة للطب ليقوم أبناؤها بعلاج الجيش، ثم أنشأ مدرسة للصيدلة، وأخرى للطب البيطري، وأخرى للهندسة، كما أنشأ عدداً من المدارس الابتدائية والتجهيزية([5]).
وقد استقدم محمد علي ـ أول الأمر ـ الأساتذة الأجانب للتدريس في المدارس المختلفة، ونظراً لعدم معرفة هؤلاء بلغة البلاد أو معرفة التلاميذ بلغتهم، فقد استعان بالمترجمين، كما أرسل البعثات إلى أوروبا، ليقوم أبناؤها فيما بعد بمطالب الجيش وللتدريس في تلك المدارس التي هي في خدمة الجيش، وقد تعددت البعثات وتنوعت بين هندسة وطب وزراعة وصيدلة وقانون وسياسة... إلخ، كما كان منها بعثات للتخصص في الطباعة والحفر والميكانيكا وغيرها.
س: تحدثي عن أول لقاء عملي بين المصريين والثقافة الغربية في العصر الحديث.موضحة هل كان له ناتج عملي ؟موضحة بالأمثلة .
وهكذا كان أول لقاء عملي بين المصريين والثقافة الغربية في العصر الحديث، وقد أنتج هذا اللقاء ثماراً طيبة؛ فقد عاد هؤلاء المبعوثون بعلم جديد وعقلية جديدة إلى بلادهم فعلموا في المدارس وعملوا في المصالح، وترجموا وألفوا وخططوا.
وبهذا وضعوا أساس الحركة الثقافية والأدبية الحديثة، كما بدءوا تطوير اللغة بما ترجموا إليها من علوم حديثة، وبما أمدوها به من مصطلحات جديدة ثم بما عبروا عنه من أفكار وموضوعات منوعة . أكثرها يتصل بالحياة، ويرتبط بموكب الثقافة الإنسانية المتطورة.
ومن مظاهر ذلك، مدرسة الألسن التي اقتراح إنشاءها رفاعة الطهطاوي وعهد إليه بإدارتها وكانت تعنى بدراسة اللغات الفرنسية والإيطالية والتركية والفارسية، إلى جانب آداب اللغة العربية والتاريخ والجغرافيا والشريعة الإسلامية والشرائع الأجنبية.
وقد استطاعت مدرسة الألسن بفضل خريجيها أن تترجم كثيراً من الكتب القيمة، كما ترجم رفاعة رسائل عديدة في مختلف الفنون والعلوم، وترجم كذلك بعض قطع من الشعر الفرنسي، وترجم دستور فرنسا.
أهم المظاهر الثقافية
ولعل من أهم المظاهر الثقافية التي عرفت حينذاك، إنشاء المطبعة الأميرية سنة 1822م، ثم إصدار صحيفة سميت أولاً باسم «جورنال الخديوي» ثم أخذت اسم «الوقائع المصرية» وكانت تحرر أولاً بالتركية والعربية، ثم صارت تكتب بالعربية وحدها.
أهم الملاحظات على تلك الحركة الثقافية:
وهناك ملاحظات على تلك الحركة الثقافية التي كانت في عهد محمد علي منها أنها دارت ـ قبل كل شيء ـ حول الجيش ولم تتجه أساساً إلى إضاءة الحياة المدنية، فلم يكن غرض محمد علي التعليم من حيث هو أوردّ الحياة العلمية الخصبة إلى مصر من حيث هي، وإنما كان غرضه شخصياً لنفسه ولأحلامه، فلما لم تتحقق أحلامه انصرف عن التعليم، وأغلق ابنه عباس الأول المدارس من بعده.
س: وضحي أثر سوء الحالة الاقتصادية على الحركة الثقافية .
كما كان لسوء الحالة الاقتصادية أثر سيء على الحركة الثقافية فقد نزع محمد علي الأرض من يد الفلاحين وأصبح هو المالك لكل شيء، أما الناس عنده فهم أشبه بآلات تعمل لتنتج له ما يرضى طمعه، كما كان الوالي هو صاحب الأمر في كل شيء، وليس للشعب رأي في أمور بلاده، بعد نفي الزعامات الشعبية واضطهاد العناصر الوطنية، وحكم الشعب حكماً استبدادياً غاشماً.
أهم الثمار التي جنيت من هذه الحركة الثقافية:
وأهم الثمار التي جنيت من هذه الحركة الثقافية هي ظهور جماعة من المثقفين المصريين، الذين نهلوا من ثقافة الغرب وعرفوا لغته وبعض أدبه، وأصبحوا يمثلون لوناً جديداً إلى جانب اللون التقليدي الممثل في علماء الأزهر حينذاك، وهؤلاء المثقفون الجدد سيقومون هم وتلاميذهم بريادة التيار الثقافي الجديد والتبشير بحياة أدبية جديدة([6]).
المؤثرات العامة في الأدب العربي في العصر الحديث:
س: أجملي المؤثرات العامة في الأدب العربي في العصر الحديث.
ظلت مصر طوال النصف الأول من القرن التاسع عشر لا تعني إلا بالعلم الأوربي سواء فيما تدرس وفيما تترجم، بل لقد استمرت على ذلك طوال عصر سعيد.
ولم يأت عصر إسماعيل حتى خطت مصر خطوات واسعة نحو الامتزاج بالحضارة الأوربية، وأخذ كل شيء فيها يصطبغ صبغة حقيقية بتلك الحضارة.
فمن ناحية التعليم: أنشئت المدارس العالية المختلفة، وتأسس كثير من المدارس الابتدائية والثانوية، كما تأسست مدرسة للبنات، فالتعليم أصبح غاية لنفسه، ولم يعد يراد به الجيش، وإنما أصبح يراد به الشعب، وعهد إسماعيل إلى علي مبارك أن ينهض بالتعليم فأنشأ ديواناً ملكياً سماه «ديوان المدارس» يعمل فيه مصريون وأجانب للنهوض بالتعليم كما عمل علي مبارك على بعث رجاله وأعوانه إلى القرى لدراسة أحوال الكتاتيب لتحويلها إلى مدارس ابتدائية.
س: لماذا أنشأ علي مبارك مدرسة دار العلوم؟
وأحس القائمون على الثقافة والتعليم أن الأزهر في عزلة عن هذه الحركة فأنشأ علي مبارك مدرسة دار العلوم للمزاوجة بين الآداب الأوربية والآداب العربية([7])، كما أنشأت الحكومة مدرسة القضاء الشرعي ليتولى الخريجون فيها وظائف القضاء في المحاكم.
ثم كان مشروع إنشاء الجامعة المصرية التي دعا إليه مصطفى كامل أكثر من مرة، ولبى دعوته مصطفى كامل الغمراوي، وعمل على أن يخرج هذا المشروع إلى نور الشمس، ويصير حقيقة واقعة، ولكي تخرج الجامعة الأمة من سباته وتبث فيها الحياة، فتستطيع مغالبة الغاصب، وتخليص البلاد من براثنه، وكان أول اجتماع لتحقيق الجامعة في 12 من أكتوبر 1906م بمنزل (سعد زغلول)، وافتتحت أبوابها في سنة 1908م، واختير الأمير (أحمد فؤاد) (الملك فؤاد فيما بعد) رئيساً لها، واشتدت حركة الاكتتاب لها، وتوجتها (الأميرة) فاطمة إسماعيل فحبست عليها 661 فداناً غير ما تبرعت به من حليها.
وفي سنة 1914م وضع الحجر الأساسي للجامعة بحضور الخديوي عباس واستجابت مصر بشبابها الطموح لهذا العمل العظيم، ممن فكروا في تأسيس هذه الجامعة أمثال مصطفى كامل وسعد زغلول وقاسم أمين وأحمد لطفي السيد.
ولم يكن الإنجليز راضين عن هذه الحركة طبعاً، وكيف يرضون عنها وقد كان من سياسة عميدهم بمصر اللورد «كرومر » محاربة التعليم الجامعي الذي يعد الأمم للحياة الحقة، والاهتمام بتخريج آلات صماء تعمل في دواوين الحكومة تحت إمرة مستشاريه([8]).
وعلى الجملة فقد اتسع نطاق التعليم، وكثرت المدارس الابتدائية الثانوية بعد أن صار التعليم بالمجان، حينما دعا الدكتور طه حسين إلى أن يكون العلم كالماء والهواء لا يحرم منه إنسان، ولا يمنع منه أحد، وكانت هذه دعوة جريئة نادى بها في كتابه «مستقبل الثقافة» واستقبلها الناس بالارتياح والقبول، لأنها لون من ألوان تكافؤ الفرص الذي يجب أن يتوفر لكل إنسان وقد زادت الحكومة على ذلك فجعلت التعليم الابتدائي إلزاماً لا مفر منه، وواجباً لا يعفى منه أحد.