أسئلة وأجوبة نقد
أسئلة وأجوبة
نقد عربي حديث
د.عبير عبد الصادق محمد بدوي
السؤال الأول : " عشرون درجة "
((في النصف الثاني من القرن الخامس عشر تعرضت أوربا لأحداث هامة كانت سببًا في تغييرات فكرية طرأت على جميع مجالات الحياة فيها، حتى ليمكن القول: إن كل شيء فيها أصبح خاضعًا لقانون التحول الذي طرأ عليها)).
من خلال العبارة السابقة اجيبي عما يأتي :
1. المذاهب الحديثة للنقد في أوربا من الممكن عدها تيار ات أدبية أيضاً . اشرحي العبارة شرحًا نقديًا مفصلًا. " أربع درجات "
من الممكن عد المذاهب الحديثة للنقد في أوربا تيار ات أدبية بحسبانها تيارات التفت حول كل منها جماعة من أعلام الأدب ومبدعيه في حقبة زمنية معينة ،تركت تأثيرها على الساحة الأدبية ، كما تُعد في الوقت نفسه مذاهب نقدية على أساس أن النقاد جددوا معالم كل مذهب منها وقواعدها وشروحها وكشفوا عما تنطوي عليه من غايات وأهداف رأوها وقتها قيماً فنية ينبغي التنبيه عليها والصدور عنها.
2. ما المنهج الذي اتبعه الأوربيون خلال العصور الوسطى ، ومتى تنوعت المذاهب الأدبية في أوربا ؟ " أربع درجات "
المنهج الذي اتبعه الأوربيون خلال العصور الوسطى:
لم يجد الأوربيون أمامهم خلال العصور الوسطى والعصر السابع عشر والثامن عشر إلا المنهج الإغريقي الذي انعكس أثره على الأدب الروماني، فتعلق الأدباء في إيطاليا وألمانيا وانجلترا وإسبانيا وفرنسا بالنماذج العالية من أدب اليونان والرومان وحذوا حذو هؤلاء في الشعر والنثر طوال تلك الفترة، وظلت أفكار فلاسفة اليونان تسود الأدب الأوربي وتتحكم في أذواق الأدباء.
تنوعت المذاهب الأدبية في أوربا:
تنوعت المذاهب الأدبية في أوربا تنوعاً عجيباً في أواخر القرن التاسع عشر وأوسطه، وقد اتسع نطاقها بعد الحرب العالمية الأولى1914 م–1918 م. حتى أصبحت متابعتها وفهمها فهماً دقيقاً أمراً جد عسير، ويكفى أن يلتقى أديب بآخر لتفد من خلال الحديث بينهما فكرة نابية، ولتنشئ مذهباً أدبياً جديداً ليلتف حوله الأتباع وعشاق التجديد في شتى صوره ومقاصده.
3. اكتبي مقالة نقدية عن "جماعة الثريا" . " أربع درجات "
"جماعة الثريا":
في غضون القرن السادس عشر تألفت جماعة " الثريا " من شعراء فرنسا بزعامة الشاعر " رونار " 1524- 1585 م، فعمدت هذه الجماعة إلى إحياء اللغة، ودأبت على تجديد أساليبها وعباراتها، واتجهت إلى محاكاة النماذج الأدبية التي أغرموا بها الإغريق والرومان، وقد أصدر الشاعر " دي بللي " وهو عضو من أعضائها كتابه " دفاع عن اللغة الفرنسية " عام 1549م، وندد فيه بأولئك الذين يكتبون إلى الشعب الفرنسي باللاتينية ويتجاهلون لغته التي تحدد قسماتها، ونادى بأن تكون لغة الشعب هي لغة الأدب.
4. وضحي أهداف كل من : " أربع درجات "
أهداف كل من :
أ -" بيرر ونار ".
ب- "دي بللي".
كان الشاعران " رونار، ودى بللي " من ألمع أعضاء هذه الجماعة، فرونار وضع قواعد مطولة لجماعة الثريا، ضمنها ما كتبه عن " الفن الشعرى " عام 1563 م، وما أثبته في مقدمته المشهورة عام 1572 م، أما " دي بللي " فقد جمع آراءه في كتابه " دفاع عن اللغة الفرنسية "، ولكنه لم يتوسع في وضع القواعد لجماعة الثريا مثلما توسع زميله رونار.
وكان من أهم أهداف " رونار، ودى بللى ":
- إحياء الشعر باستعمال الفرنسية والانصراف عن اللغة اللاتينية التي كان ينظم بها الشعراء.
- العدول عن استعمال الألفاظ القديمة التي أماتها عدم استعمالها.
- أصر الشاعران على أن يبدأ الإحياء بالاتجاه إلى النزعة القومية والتعبير عن الأفكار السائدة في المجتمع الذي يعيش فيه الشعراء، وقد خص " دي بللي" جانبًا من كتابه لوضع القواعد والقوانين لغة الفرنسية وحمايتها من طغيان اللغة اللاتينية عليها.
ج- انسبي العبارة الآتية لصاحبها : " كل شيء قد قيل. وقد أتينا بعد فوات الأوان....أما العادات فقد انتزع خيرها وأجملها، ولم يبق لنا إلا أن نلتقط سقط الحصاد على أثر ما جمعه الأقدمون ".
قائل العبارة : ناقد الكلاسيكية الأكبر " لا برويير".
5. ما أهم قواعد المذهب الكلاسيكي؟ وما الطبقة التي تخاطبها الكلاسيكية " أربع درجات "
أهم قواعد المذهب الكلاسيكي :
1) محاكاة الأقدمين، وقد اهتدوا بذوقهم الفني إلى جلال الأدب القديم، ذلك الجلال الذي ضمن له البقاء والخلود.
2)إيثار الصنعة في الفنون واعتماد العبقرية على العناية الفنية، فالفن العظيم نتاج صنعة عظيمة تمدها عبقرية ،والهام. فالكلاسيكيون يصورون الحاضر ويمجدون الأدب القديم " الاغريقي واللاتيني " فهو مثلهم الأعلى يستوحون منه معاينة، ولهذا يقول ناقدهم الأكبر " لابرويير ":
" كل شيء قد قيل. وقد أتينا بعد فوات الأوان....أما العادات فقد انتزع خيرها وأجملها، ولم يبق لنا إلا أن نلتقط سقط الحصاد على أثر ما جمعه الأقدمون ".
2) الاعتراف بسيطرة العقل على النتاج الأدبي، ومن ثم نجد الخيال في أساليب الشعراء أقل حدة وأخفض صوتاً بسبب الاعتماد على المنطق وسيطرة صوت العقل، والأديب الفذ هو الذي يلتزم جانب العقل ولا يضرب في آفاق الخيال.
3) التزام الحيدة في محاكاة الطبيعة وإنطاق أبطال المسرحيات بما يجرى في خواطرهم ويجول في عقولهم، وهذه الحيدة رأيناها عند أرسطو في كتاب الشعر، فلعلها من أثر محاكاة الإغريق، وقد أصبحت ظاهرة واضحة المعالم في مسارح تلك الفترة، واعتد بها النقاد المسرحيون اعتداداً زاد في أهميتها.
4) والكلاسيكية في ترسمها القديم ومحاكاتها لنماذجه اتجهت إلى الأدب الجماعي الذي كان سائداً لدى الاغريق والرومان، ولم تشغل شعراء فرنسا شواغلهم الذاتية فلم يحتفلوا بها في الأدب فإذا اتيح للشاعر أن يتحدث عن أحاسيسه الخاصة فليكن ذلك بقدر ضئيل وفي نطاق ضيق.
والكلاسيكيون يتشددون في تطبيق قانون " الوحدات الثلاث " وقد نظمها شاعرهم بوالو في بيتين:
" يجب أن يمثل في المسرح من أول التمثيل حتى نهايته عمل واحد، بحيث يجرى في يوم واحد، وفي مكان واحد ".
5) الاتجاه إلى تجويد الأسلوب وفخامته، والتشدد في انتقاء اللفظ، والحرص الشديد على تقديم صور فنية تكون جارية على قواعد اللغة وقوانينها.
6) أشادوا بالغاية الخلقية للأدب تبعاً للفلاسفة الاغريق فالهدف عندهم هو التهذيب والتربية المستقيمة، ولم يسمحوا بأن ينحرف أديب إلى تصوير الرذائل إلا إذا كان من هدفه التنفير عنها.
الطبقة التي تخاطبها الكلاسيكية:
قد كانت الطبقة الارستقراطية هي الشريحة الاجتماعية التي يوجه إليها الأدب الكلاسيكي لإمتاعها، تأثراً باليونان والرومان، والنزعة الكلاسيكية تبدو واضحة في الأدب المسرحي ونقده، فهي عند " كورني " الأب الحقيقي للتراجيديا الفرنسية تتجه إلى تصوير النفس البشرية على مثال فهمه للمثل العليا التي وجدها عند الاغريق والرومان.
السؤال الثاني : " عشرون درجة "
"ليست القصة جديدة على أدبنا العربي كل الجدة ، ففي الأدب العربي ، قصص كثير."
من خلال دراستك للأسس الفنية لنقـد القصـة . اجيبي عما يأتي :
1- اذكري بعض نماذج القصة في الأدب العربي القديم . " أربع درجات "
بعض نماذج القصة في الأدب العربي القديم :
- أخبار ملوك اليمن ـ لعبيد بن شريد الجرهمي .
ـ التيجان في ملوك حمير ـ لوهب بن منبه ( 114 هـ ) ، وهو مطبوع في حيدر آباد ، وينسب لابن هشام .
ـ ألف ليلة وليلة، وترجع إلى أصل فارسي يسمى " هزار افسانه " ، ونقلت إلى العربية في أواخر القرن الثاني الهجري ،وهى مدونة في عصور مختلفة ، ومن المقطوع به أن الكتاب كان معروفاً بين المسلمين قبل منتصف القرن العاشر الميلادي ، وفى الكتاب قصص شعبية متأثرة بآداب شتى ، وهى زاخرة بالخيال والمخاطرات وعالم السحر والعجائب ، والرابطة بين حوادثها مصطنعة ، تمتد- عن طريق التساؤل - في الزمن الذى يحل فيه القاص حكايته متتابعة كما يشاء . وقد كان لهذه القصص تأثير عظيم في الآداب الأوروبية منذ عرفتها في القرن الثامن عشر الميلادي .
ـ قصص كليلة ودمنة ـ وهى من جنس القصص على لسان الحيوان أو الخرافة ، وهو كتاب ذو طابع خلقي وفنى انفرد به ؛ ولذا كان سبباً في خلق جنس أدبى جديد في اللغة العربية ، قصد فيه إلى تعليم الملوك كيف يحكمون ، والرعية كيف يطيعون ، وذلك على لسان الحيوان ليكون الجد في صورة متعة تجتذب إليها العامة ، ويلهو بها الخاصة ، ومن المقطوع به الآن أن الكتاب مترجم عن اللغة البهلوية ، وهو فيها مترجم عن أصل هندي ، وقد كتبها ابن المقفع بالعربية .
ـ كتاب اعتلال القلوب في أحاديث المحبة والمحبين وفيه قصص عن العشق والعشاق لأبى بكر بن محمد بن جعفر الخرائطي السامري (327هـ) .
ـ كتاب الفرج بعد الشدة لأبى على التنوخي( 342هـ) وفيه مجموعة من النوادر والحكايات ، هذبها محمد عون ، في كتابه ( جامع الحكايات وجوامع الروايات ) .
ـ المقامات ، والمقامة في الأصل معناها المجلس ، ثم أطلقت على ما يحكى في جلسة من الجلسات على شكل قصة تحتوى غالباً على مخاطرات يرويها راو عن بطل يقوم بهذه المخاطرات . وقد يكون هذا البطل شجاعاً يقتحم أخطاراً وينتصر فيها ، وقد يكون ناقداً اجتماعياً أو سياسياً ، وقد يكون فقيهاً متضلعاً في مسائل الدين أو في مسائل اللغة . ولكنه غالباً متسول ، ماكر ، ولوع بالملذات ، مستهتر ، يحتال للحصول على المال ممن يخدمهم ، وهو دائما أديب يجيد الأسلوب عن بديهة وارتجال ، وفى المقامات وصف عام للعادات والتقاليد التي تسود الطبقات الوسطى والدنيا في كثير من المجتمعات الإسلامية .
وقد أنشأها ابن دريد ( 321هـ ) وتابعه فيها بديع الزمان الهمذاني
(398هـ) ، وابن فارس الرازي ( 390هـ ) ، وابن نباته السعدى
(405هـ) ، وأبو القاسم البغدادي ( 485هـ ) والحريري (516هـ) ، والزمخشري (577هـ) .
ـ رسالة الحيوان والإنسان ( من رسائل إخوان الصفا ) وفيها قصة تسخير الإنسان للحيوان في إحدى الجزر ، وشكوى البهائم والأنعام من هذه المعاملة ، واحتكامها إلى ملك الجان .
ـ رسالة الغفران لأبى العلاء المعرى ( 449هـ ) وفيها نقد للشعراء والأدباء والنحاة بأسلوب خيالي ساخر .
وهى رحلة تخيلها أبو العلاء في الجنة ، وفى الموقف ، وفى النار ، ليحل في عالم خياله مسائل ومشكلات ضاق بها في عالم واقعه ، من العقاب والثواب والغفران أو عدم الغفران ، وقد لعب فيها خيال أبى العلاء دوراً فريداً في الأدب العربي ، وبه اكتسبت الرسالة طابع قصص المخاطرات الغيبية الذهنية .
ـ رسالة التوابع والزوابع لابن شهيد الأندلسي (426هـ) وهى شبيهة في موضوعها وأسلوبها برسالة الغفران .
ـ حي بن يقظان لابن طفيل الأندلسي (581هـ) وموجز القصة أن في جزيرة مهجورة من جزر الهند دون خط الاستواء ، نشأ طفل لا يعرف أباً ولا أماً ، يسمى حي بن يقظان ، فربته غزالة ، و غذته من لبانها ، حتى شب ، ثم ماتت الظبية ، وجزع الفتى لموتها ، وكان ذا موهبة فذه ، فلحظ وفكر ، فاهتدى إلى أفكار كثيرة طبيعية ، أو تمت بصلة إلى ما وراء الطبيعة ، ثم اهتدى بالفعل كذلك إلى ما اهتدى إليه الفلاسفة الإشراقيون من الفناء في الله عن طريق الوجد والهيام في معناهما الصوفي ، وحاول بهذا الوجد أن يرحل من هذا العالم في حين أتى إلى نفس الجزيرة متصوف آخر يقال لـه " أسأل " كان في جزيرة أخرى يعبد الله على دين أهلها السماوي ، فأراد أن يعتزل ويتصوف في الجزيرة التي فيها حي بن يقظان ، لاعتقاده أنها خاليه من السكان ، ولكنه التقى فيها بحي بن يقظان ، فتعارفا ، وعلمه ( أسأل ) اللغة ، ولم يكن من قبل يعرف عنها شيئاً ، ثم الشرائع السماوية ثم قاده إلى الجزيرة المجاورة التي أتى منها ، وحاولاً معاً أن يهدى أهلها إلى الحقائق الكبرى التي وصلا إليها عن طريق الإشراق الروحي ( وهى قضايا الصوفية من المسلمين ) فلم يفلحا ، فاقتنعا بأن هذه الحقائق الكبرى لا سبيل لها إلى قلوب العامة ، فنصحا هؤلاء العامة بالثبوت على دين الآباء ، ورجعا إلى جزيرة حي ابن يقظان ، ليتعبدا على طريقتهما حتى الرحيل من دار الشر والبؤس .
2- وضحي نشأة القصة الحديثة في الأدب العربي. " أربع درجات "
نشأة القصة الحديثة في الأدب العربي:
في الطور الثاني من ميلاد الأدب القصصي في العصر الحديث بدأ الوعى الفني ينمى جنس القصة من موردها الناضج في الآداب الأخرى ، وقد بدأ هذا الطور بدءاً طبيعياً بتعريب موضوعات القصص الغربية وتكييفها لتطابق الميول الشعبية ، أو لتساير جمهور المثقفين وكان رفاعة الطهطاوي هو الرائد لهذه الحركة فترجم " مغامرات تليماك " للكاتب الفرنسي " فنلون " وسماها " وقائع الأفلاك في حوادث تليماك "
ولعل في نفس العنوان وتغييره إلى هذه الصورة المسجوعة ما يدل على عمل رفاعة في ترجمته ، فإنه نقل القصة إلى أسلوب السجع والبديع المعروف في المقامات ولم يتقيد بالأصل الذى ترجمه إلا من حيث روحه العامة ، أما بعد ذلك فقد أباح لنفسه التصرف فيه تصرف في أسماء الأعلام ، وتصرف في المعاني ، فأدخل فيها آراءه في التربية وفى نظام الحكم كما أدخل الأمثال الشعبية والحكم العربية . فلم يكن رفاعة مترجماً فحسب ، بل كان ممصراً للقصة ، واستمر هذا التمصير طويلا من بعده ، بل إن من المترجمين من آثر التمصير إلى اللغة العامية مثل محمد عثمان جلال في ترجمته " بول و فرجينى " " لبرناردين سان بيير " بعنوان " الأماني والمنة في حديث قبول ورد جنة " ولكن الممقّرين من أصحاب الفصحى هم الذين رجحت كفتهم ، وعلى رأسهم مصطفى لطفى المنفلوطي في قصصه الطويلة مثل ترجمته لقصة " بول وفرجينى " السابقة وأسماها الفضيلة ، ومثل ترجمته " ماجدولين " " لألفونس كار " ، ومثل قصصه القصيرة المقتبسة من أصولها الغربية في" النظرات " وقد سما فيها جميعاً بالتعبير اللغوي ، وقد سار على طريقته حافظ إبراهيم في ترجمته قصة " البؤساء " " لفيكتور هوجر " ، وترجم جورجي زيدان (1914م) قصصه التاريخية متأثرا باتجاه " ولتر سكوب " (1832م) أب القصة التاريخية الرومانتيكية في أوروبا .
ثم عنى الأدباء بتأليف القصة متأثرين بالاتجاهات الأوربية الأدبية ، فكتب محمد حسين هيكل قصته " زينب " ، والعقاد قصته " سارة " ، ومحمد فريد أبو حديد قصصه المشهورة " زنوبيا ، المهلهل ، أنا الشعب " .
والأستاذ محمد عوض في قصة " سنوحى " وكتب توفيق الحكيم قصة
" عودة الروح " ، وكتب عبدالرحمن الشرقاوي قصته " الأرض " ،
وكتب نجيب محفوظ قصصه . " خان الخليلي ،
زقاق المدق ، بين القصرين ـ اللص والكلاب " .
3- نشأت القصص في الآداب الأوروبية منذ عصر النهضة معتمدة على ما وصل إليها من التراث الشرقي والأدب اليوناني والروماني. اشرحي العبارة شرحا نقديًا مفصلًا موضحة دور القصة النقدي. " أربع درجات "
نشأت القصة ( والرواية منها بخاصة ) في أوروبا في العصور الوسطى ، كصورة جديدة للملحمة اليونانية القديمة . وقد كان من رأى" أرسطو " أن تبنى الملحمة بناءً روائياً متكاملاً ؛ ذا فاتحة ووسط وخاتمة . وقد نشأت القصص في الآداب الأوروبية منذ عصر النهضة معتمدة على ما وصل إليها من التراث الشرقي والأدب اليوناني والروماني ، وتأثرت كذلك بالروح المسيحية ، وفى هذا العصر ، سبقت قصص المخاطرات غيرها من القصص ، وكثيراً ما اعتمدت على الأساطير والجنيات وخوارق العادات على نحو ما عرف في الأدب اليوناني والروماني ، ومن أشهر القصص العالمية التي وجدت في ذلك العصر قصة " فاوست " ، وقد تأثرت القصص في أوروبا- منذ عصر النهضة - بملاحم العصور الوسطى ، وما زخرت به من معانى البطولة ، ولكنها نزعت نزعة إنسانية أوضح من ذي قبل فظهرت قصص الفروسية والرعاة .
وقام كتاب القصة الفرنسية بمهاجمة قصص الرعاة فتقدموا بالقصة نحو الواقع ، ونحو المعاني الإنسانية الخالصة ، وأول من قام بهذه المحاولة لتقريب القصة من الواقع هو " جوتييه " في قصته " موت الحب " ظهرت عام (1616 م) وفيها يصور حباً مادياً بين راع نفعى غليظ الطبع وبين راعية في صفاتها الحقيقية بين الرعاة العاديين وهو حب لا مثالية فيه .
وفى القرن السادس عشر والسابع عشر ، ظهر في الأدب الإسباني جنس جديد من القصص ، كان بمثابة مقاومة لقصص الفروسية والرعاة ، وهو ما نستطيع أن نسميه قصص الشطار وهى قصص العادات والتقاليد للطبقات الدنيا في المجتمع ، وكانت أداة لتقريب القصة من واقع المجتمع .
وحتى القرن الثامن عشر كان الكتاب يعنون بالنوع الإنساني أي بالطبقات الاجتماعية وحاجاتها ، ثم ظهرت اتجاهات حديثة أخرى في أواخر القرن الثامن عشر ، فعنى الكتاب بالفرد ونزعاته ومثله ، وجعلوا منه وحدة الإصلاح في مجتمعهم ، ونادوا بإنصافه من طغيان المجتمع وقيوده الظالمة ، وكانت هذه قضية س: ظهرت القصص ذات القضايا الاجتماعية لذلك العهد ، وكانت تمثل اتجاهين يتلاقيان آخر الأمر . وضحيهما .
خطيرة من قضايا الرومانتيكيين ومن أتى بعدهم ، وفيها قامت القصة بأخطر دور للأدب في الحضارة الحديثة ، وكان للفلسفة العاطفية في ذلك أثر كبير .
ونتيجة للاتجاهات السابقة ظهرت القصص ذات القضايا الاجتماعية لذلك العهد ، وكانت تمثل اتجاهين يتلاقيان آخر الأمر ، هما . الفرد وحقوقه المهضومة التي تتطلب تغير النظم القائمة من ناحية ، ثم ما تستلزم سعادة الفرد بعد ذلك من تعاون اجتماعي من نوع جديد من ناحية أخرى ، وصارت هذه القضايا أعمق أثرا في علاج المجتمع ومسائله منذ عصر الرومانتيكيين إذ صارت الطبقة الوسطى ذات أثر فعال في المجتمع فصعدت فيه تنتقص حقوق الطبقات الأرستقراطية التي لم يكن لها من مبرر ، وصارت القصة من وسائل التعليم والتسلية معاً ، تحرك المشاعر وتوحى بالإصلاح ويكتشف بها القارئ نواحي في نفسية المجتمع قد تغمض على المشرع الاقتصادي .
وهذه القصص ذات القضايا تمتاز – في الناحية الاجتماعية – عن قصص العادات والتقاليد السابقة الذكر إذ أنها كانت تقصد إلى تنظيم الفرد في علاقته بالمجتمع ونظمه وتقصد إلى التأثير المباشر في استبدال نظم بغيرها ، لإقرار العدالة الاجتماعية إقراراً مبنياً على الاعتقاد العميق في حق الفرد .
وظهرت القصة القصيرة بعد القصة ، حينما شاعت في أوربا الحرية الفردية ، وانطلق الناس يبحثون عن ذواتهم ، وانتشرت الصحف ، وشجعت – بدواعي السرعة والآلية والمنافسة – على تقديم الأدب المحدود الكم .
4- ظهرت القصص ذات القضايا الاجتماعية ، وكانت تمثل اتجاهين يتلاقيان آخر الأمر. وضحيهما . " أربع درجات "
نتيجة للاتجاهات السابقة ظهرت القصص ذات القضايا الاجتماعية لذلك العهد ، وكانت تمثل اتجاهين يتلاقيان آخر الأمر ، هما . الفرد وحقوقه المهضومة التي تتطلب تغير النظم القائمة من ناحية ، ثم ما تستلزم سعادة الفرد بعد ذلك من تعاون اجتماعي من نوع جديد من ناحية أخرى ، وصارت هذه القضايا أعمق أثرا في علاج المجتمع ومسائله منذ عصر الرومانتيكيين إذ صارت الطبقة الوسطى ذات أثر فعال في المجتمع فصعدت فيه تنتقص حقوق الطبقات الأرستقراطية التي لم يكن لها من مبرر ، وصارت القصة من وسائل التعليم والتسلية معاً ، تحرك المشاعر وتوحى بالإصلاح ويكتشف بها القارئ نواحي في نفسية المجتمع قد تغمض على المشرع الاقتصادي .
وهذه القصص ذات القضايا تمتاز – في الناحية الاجتماعية – عن قصص العادات والتقاليد السابقة الذكر إذ أنها كانت تقصد إلى تنظيم الفرد في علاقته بالمجتمع ونظمه وتقصد إلى التأثير المباشر في استبدال نظم بغيرها ، لإقرار العدالة الاجتماعية إقراراً مبنياً على الاعتقاد العميق في حق الفرد .
وظهرت القصة القصيرة بعد القصة ، حينما شاعت في أوربا الحرية الفردية ، وانطلق الناس يبحثون عن ذواتهم ، وانتشرت الصحف ، وشجعت – بدواعي السرعة والآلية والمنافسة – على تقديم الأدب المحدود الكم .
5- في ضوء دراستك النقدية وضحي دور عناصر البناء الفني للقصة.
دور عناصر البناء الفني للقصة: " أربع درجات "
هناك عناصر هامة في بناء القصة الفني منها :
1- الحـــدث :
هو اقتران الفعل بالزمن ، وهو عنصر الحركة والتشويق في القصة ، ويلعب الحدث دورا هاما في تسلسل القصص الطويلة أو الرواية فهو يربط بين أجزائها ويختار القاضي الحدث أو مجموعة الأحداث التي تشكل موضوعه ، من بين تجاربه الشخصية ، أو من بين الواقعات التاريخية أو الاجتماعية ، أو الاسطورية وينظم جزئيات هذا الحدث على نحو معين ، يجب أن ينفرد هو به ، حتى تتبين لنا شخصيته الفنية في حبكة ، وما يزال ينمى هذا الحدث ، وهو يعرضه في مواقفه ، نماء عضويا أو ذهنيا ، بمعنى أن يسلم كل موقف إلى الموقف الذى يليه إسلاما طبيعيا ، يتفق مع واقعات الحياة ، أو مع توقعاتها ، وهنا تساعده مخيلته في إنشاء واقعات تسهم في تسلسل حكايته وتعقيد بعض مواقفها ، وفى التعريف الكافي بأشخاص قصته ، وفى الحركة اللازمة للإبقاء على حيوتيها ، وتسهم في جلاء حدثه ، وفى استبقاء القارئين متتبعين إياه ، حادسين النهاية ، يخطر لهم أكثر من حل يتوقعونه . وسبيل ذلك كله أن يجعل القاص الخيط في يده دائماً ، يحرك به المواقف والواقعات والأشخاص ، في مهارة ، ولا يقدر على هذا إلا قاص يعرف من أين يبتدئ ، وإلى أين ينتهى ؟
ومن هنا يجب أن تكون نهاية القصة ذات صلة وثيقة ببدايتها . وبعبارة أخرى يجب أن يجنى المتذوق في النهاية ثمرة البذرة التي بذرها القاص في أول القصة ثم تعهدها ، حتى نضجت وأينعت وحان قطافها فيلتذ قارئه فى النهاية بالحل الذى لم يتوقعه من قبل ، والذى ند عن حسبانه .
ومن الأحداث ما يجرى طبيعيا ، ومنها ما يبدو عليه الافتعال ويعمد بعض الكتاب إلى افتعال الأحداث دون تمهيد ، ويعتمدون على المصادفة أو القضاء والقدر أو القوى غير المنظورة لافتعال الحدث . وهذا مما يقبح القصة وأيضا حشد الأحداث حشدا غير طبيعي .
كما أن بعض الكتاب قد بنوا قصصهم على الحدث بناء ساذجا قائما على فهم سطحي لدور القصاص في الحياة ، أو لقاء الشر بالشر ، والخير بالخير .
2- الأشخاص في القصة :
لا يوجد الحدث بدون من يحدثه ، وأشخاص القصة هم الذين تدور حولهم الأحداث أو هم الذين يقومون بها ، والشخصية في القصة كالشخصية الإنسانية في الحياة تتركب من عناصر مولده وبيئته والظروف المحيطة به .
وشخصية البطل في القصة كالإنسان في الحياة له جانبان ، جانب ظاهر واضح أمام الناس ، وجانب خفى يطوى عليه صدره ، ولا يكشفه إلا لنفسه ، وقد يكشف بعضه للمقربين إليه ، والقاص يهتم بالجانبين جميعا .
ومن هنا كان تناول الشخصيات العامة مختلف عن الشخصيات التاريخية فالأولى لها مجالا لتصرف الكاتب ؛ لأنه لا يعرض لملامحها المعروفة فقط ، بل يعمد إلى الجانب الخفي أو الخاص الذى لا يعلمه الناس من سيرتها .
وقد لا تكون هناك صلة بين جانب الشخصية الخفي وجانبها المعروف الظاهر ، بل لعل الجانبين يتناقضان أو يتنافران ، وليس في ذلك غرابة ، مثل شخصية أحمد عبد الجواد في " بين القصرين " فهي شخصية مزدوجة أو ثنائية الطبع ، وهى نموذج للعصر ولهذا اللون من البشر الذى يحتفظ بسمته و و قاره وديانته أمام الناس فإذا خلا إلى نفسه وخاصته تحول شخصا آخر يطلق لشهواته العنان .
أما المؤرخ يحكم عادة على أشخاصه من الخارج بمجموعة من الأحداث في بيئة ذات عادات ونظم خاصة ، وتتوارى أشخاصه وراء هذه العادات والتقاليد ، فيفقدون بذلك عنصر المفاجأة والاستبطان .
والكاتب يخلق أشخاصه ، مستوحياً في خلقهم الواقع ، مستعينا بالتجارب التي عاناها هو أو لاحظها ، وهو يعرف كل شيء عنهم ، ولكنه لا يفضى بكل شيء ، فلا يصح أن يذكر تفصيلات الحياة اليومية إذا كانت لا تمت بصلة إلى فكرة القصة ، ولا تدل على الحالة النفسية لأشخاصه ، أو على العادات والتقاليد ذات السلطان في المجتمع .
هذا والأشخاص ـ في القصص بعامة ـ نوعان :
1- ذوو المستوى الواحد Flat " المسطحة " .
2- الشخصيات النامية Round.
1-
والشخصية ذات المستوى الواحد هي الشخصية البسيطة في
صراعها ، غير المعقدة ، وتمثل صفة أو عاطفة واحدة ، وتظل سائدة بها من مبدأ القصة
حتى نهايتها ، ويعوزها عنصر المفاجأة ، إذ من السهل معرفة نواحيها إزاء الأحداث أو
الشخصيات الأخرى ، فالقارئ يكتشف أبعادها بمجرد ظهورها على مسرح الأحداث ، ويرى
فيهم أناسا يألفهم دائماً في حياته ، وقد يكتشف فيهم بعض أصدقائه ومعارفه .
ويمثل لذلك في أدبنا ببعض شخصيات قصة : " عودة الروح " للأستاذ توفيق الحكيم ، و" زقاق المدق " لنجيب محفوظ .
وهذا النوع من الشخصيات أيسر تصويراً وأضعف فناً ؛ لأن تفاعلها مع الأحداث قائم على أساس بسيط ، لا تكشف به كثيراً عن الأعماق النفسية والنواحي الاجتماعية .
2- الشخصية الناميـة :
هي التي لا تبدو ملامحها بمجرد ظهورها ، بل تتكشف شيئاً فشيئاً وتتطور بتطور القصة وأحداثها ، ويكون تطورها غالبا نتيجة تفاعلها المستمر مع الأحداث ، وقد يكون هذا التطور والتفاعل ظاهرا أو خفيا ، ولا يكون نمو الشخصية من الظاهر فقط بل قد يكون نموا من الداخل أي نموا نفسيا ، وقد اهتم بهذا الجانب القصص ذات الطابع التحليلي والتي تعتمد على البناء النفسي للأبطال ، ومن نماذج الشخصيات النامية " عباس الحلو " في " زقاق المدق " ، وأحمد عاكف في " خان الخليلي " وحسنين في قصة " بداية ونهاية " للأستاذ نجيب محفوظ ، وشخصية أحمد عبدالجواد وابنه كمال ، وحفيديه أحمد وعبدالمنعم في ثلاثية الأستاذ نجيب محفوظ .
ـ ولكل كاتب طريقته في عرض أبطاله ، فبعضهم يظهرهم بكل ملامحهم في المواقف الأولى للقصة ، وقد يعمد إلى الوصف للإبراز ملامحهم ورسم صورهم حتى تلازم القارئ طوال القصة .
وبعض الكتاب يؤخر تقديم أبطاله ، ويؤخر نقطة الانطلاق في القصة حتى ظهور البطل فإذا ما ظهر تحركت الأحداث في سرعة .
ـ ويلجأ بعض الكتاب في التعريف بأبطاله إلى الحوار بينها أو عن طريق نجوى النفس ، أو بالفيض الواعي من الرؤى والأفكار التي يفرزها العقل الإنساني في أحلام اليقظة .
3- الأســلوب :
هو
الصورة التعبيرية التي يصوغ فيها الكاتب قصته ، ونعنى بها
اللغة ، والعبارات ، والصور البيانية ، والحوار وما إليها من عناصر الصياغة ، وتنجلي
براعة الكاتب في العرض بتمكنه من أسلوبه ، وعن طريقه قد يمسك بزمام القارئ ، ويؤثر
فيه .
ويربط النقاد أحيانا بين أسلوب القصة ومضمونها ، ويكون هؤلاء غالبا من أصحاب الاتجاه الواقعي .
ولا شك أن التعبير بأسلوب فنى جيد يضفى على القصة طابعا جميلا ويرفعها إلى مستوى العمل الفني المتقن ، والكاتب البارع هو المتمكن من لغته والمسيطر عليها بحيث يستخدمها بطريقة مطاوعة ، فينقل ما يريده من الصور والأفكار إليها دون جهد أو تعسف .
وليس
معنى اتقانه الأسلوب أن يعتمد على العبارات الانشائية ، وأن يسرف في المحسنات اللفظية
الجوفاء ولا أن يعتمد على رسم لوحات بيانية
لا تشارك مشاركة ايجابية مع عناصر القصة الأخرى ، وتكون على حساب فنية القصة
ورصانة بنائها .
ونرى بعض الأدباء في مصر يولون الأسلوب اهتمامهم أكثر من البناء القصصي كالدكتور طه حسين في " دعاء الكروان ، والحب الضائع " ، والدكتور هيكل في " زينب " .
ونستطيع أن نتمثل الأسلوب في ثلاثة أنماط :
النمط الأول : أسلوب القاص نفسه ، وهو يسرد قصته .
النمط الثاني : أسلوب الأشخاص ، حينما يتحدثون عن أنفسهم ، فيقدمون لنا عروضا ذاتية في صورة ترجمات أو وثائق مكتوبة ، كاليوميات وكالرسائل .
النمط الثالث : الحـوار وهو صورة من صور الأسلوب القصصي ، ويعتمد عليه الكاتب في رسم شخصياته ويكون ممتعا إذا تمكن منه الكاتب كما يفعل توفيق الحكيم في كثير من قصصه .
إذن فأسلوب القصة يتنوع بين السرد والوصف والحوار .
4- الظرف الزماني والمكاني :
كل حدث لابد أن يقع في زمان معين ، وفى مكان معين ؛ ولذلك يرتبط الحدث بالظروف والعادات والمبادئ الخاصة ، وهو ارتباط ضروري لحيوية وبناء القصة .
5- الحبكة أو المعالجة الفنية :
لكل كاتب طريقته في عرض حكايته في القصة ، ولكنهم يلتزمون ضربا من الحبكة توفر للقصة تماسكها بعناصرها المختلفة ، ويرى نقاد القصة تنوع الحبكة شكلاً وإن ضم أنواعها نوعان أساسيان هما :
الحبكة المفككة ـ الحبكة العضوية
تقوم
القصة ذات الحبكة الأولى على سلسلة من الحوادث أو المواقف المنفصلة التي لا تكاد
ترتبط برباط ما، و وحدة العمل القصصي فيها
لا تقوم على تسلسل الأحداث ، ولكن على البيئة التي تتحرك فيها
القصة ، أو على الشخصية الرئيسة فيها ، أو على النتيجة العامة التي ستنجلي عنها
الأحداث أخيراً ، أو على الفكرة الشاملة التي تنتظم الأحداث والشخصيات جميعا .
ـ أما القصة ذات الحبكة العضوية فتقوم على أحداث مترابطة متماسكة ، تسير في خط واحد مستقيم حتى تبلغ غايتها ، وقد لا يلتزم كاتب القصة بحبكة ما على تلك الصورة النمطية فهم لا يرتبون أحداثهم مترابطة أو مسلسلة تسلسلا طبيعيا ولا منطقيا ، بل تجتمع الأحداث وتتفرق دون نظام وبعفوية ، متعللين بأنهم يجارون الحياة في تجمع الأحداث وتفرقها بلا ترتيب ولا روابط تنظمها ، فقد يلجأ بعضهم إلى أن يسوق حكايات قصيرة متعاقبة ، أو يدير محادثات متقطعة تفصل بينها فواصل .
ـ ويرى معظم النقاد ضرورة وجود الحبكة لتكتسب القصة عنصري الفن والتشويق ، ذلك أن الحبكة ليست سوى عملية اختيار وتنسيق فنيين يعمد إليهما القاص فيخلق من فوضى الواقع جمال العمل الفني ، فهو يختار من أحداث الحياة فيقدم ويؤخر ، ويختصر ويمط ويوسع ، ويلفق ويضم هذا كله بحيث يكون السياق والتتابع وافيين بالغرض .
ومن خصائص الحبكة وعناصرها العقدة ، وهى الذروة التي تتجمع عندها الأحداث وتتعقد ، ثم تنفرج بعد ذلك حتى النهاية ، والقصة التقليدية تقوم على أساس تدرج الأحداث وتصاعدها نحو ذروتها في العقدة ، وقد تبدأ القصة بالعقدة ثم تدور بعد ذلك على انفراجها .
وقد تبدأ القصة بنهايتها ، وكثيراً ما يقع ذلك في القصص
" البوليسية " فتبدأ بوقوع الجريمة ، لتمييز خيوطها ، والرجوع إلى كشف الغامض منها .
وقد يبدأ المؤلف من فترة خاصة من حياة الشخصية الرئيسية ، في منظر صامت ، يعتمد على الوصف اعتمادًا كبيرًا ، ثم يقف ليرجع إلى الوراء سنين كثيرة ، يشرح بهذا الرجوع المنظر الذى قدمه أولاً .
السؤال الثالث : " عشر درجات "
ـ أكملي باختيار الإجابة الصحيحة من بين الأقواس مما يأتي:
1- .............هي التي تناظر في الشعر المذهب الواقعي أو الطبيعي في القصة والمسرحية.
( البر ناسية – الواقعية – السيريالية )
2 - النقد عند الرمزيين يعتمد على ......................
(القيم الجمالية – القيم الفلسفية - القيم الوجودية ).
3- مبتدع المذهب البر ناسي الشاعر الفرنسي ...............
(لا مارتين - شارل لوكنت دي ليل - مالا رميه).
4- ترجم ................." مغامرات تليماك " للكاتب الفرنسي "فنلون " وسماها " وقائع الأفلاك في حوادث تليماك "
( رفاعة الطهطاوي – محمد فريد أبو حديد - محمد عثمان جلال).
5- بعض الأدباء يولون الأسلوب القصصي اهتماما أكثر من البناء القصصي مثل طه حسين في ..........................
(الأرض – دعاء الكروان – زينب ).
السؤال الرابع: " عشر درجات "
عللي نقديا :
1. يرى معظم النقاد ضرورة وجود الحبكة أو المعالجة الفنية في الفن القصصي.
ويرى معظم النقاد ضرورة وجود الحبكة لتكتسب القصة عنصري الفن والتشويق ، ذلك أن الحبكة ليست سوى عملية اختيار وتنسيق فنيين يعمد إليهما القاص فيخلق من فوضى الواقع جمال العمل الفني ، فهو يختار من أحداث الحياة فيقدم ويؤخر ، ويختصر ويمط ويوسع ، ويلفق ويضم هذا كله بحيث يكون السياق والتتابع وافيين بالغرض .
2. لم يعرف الأدب العربي القديم فن المسرحية ولا فن التمثيل كما هو في العصر الحديث.
لم يعرف الأدب العربي القديم فن المسرحية ولا فن التمثيل كما هو في العصر الحديث ؛ لأنه كان أدبًا غنائيًا خالصًا.
3. يغلب تعدد الحدث في مسرحيات شوقي.
يغلب تعدد الحدث في مسرحيات شوقي : ففي مسرحيته
" مصرع كليوباترا " حدثان ، هما حب كليوباترا لأنطونيوس ثم حب حابى لهيلانه ، وكذلك مسرحيته " أميرة الأندلس " ، تختم المأساة بخاتمتين مختلفتين : فمن ناحية تنهار دولة المعتمد بن عباد في أشبيليه ويسجن الملك الشاعر وأسرته في شمال أفريقيا عند ملك المرابطين : يوسف بن تاشفين ، ومن ناحية ثانية ينعقد زواج حسون ببثينة ابنة ذلك الملك العاثر ، وتعدد الأحداث الحلول على هذا النحو يضعف الوحدة التي تتركز فيها الأحداث والمشاعر ، ومن شأنه أن يوهن الأثر العام للمسرحية ، وربما أراد شوقي بتعدد الحلول على هذا النحو تخفيف وقع المأساة على جمهور لم يكن قد تهيأ لها .
4. أسلوب الحوار في المسرحية يعتمد على الإيجاز والتركيز وقوة الإيحاء ، بحيث تغني كلمة عن جُملة وجُملة عن جُمل.
فأسلوب الحوار في المسرحية يعتمد على الايجاز والتركيز وقوة الإيحاء ، بحيث تغنى كلمة عن جملة وجملة عن جمل ؛ لأن طبيعة المسرحية تقوم على السرعة في تتابع الحوادث والحركة ، فالحوار المسرحي قوامه السرعة واللمحة الدالة والإشارة الخفية وأخطر ما تتعرض لـه لغة المسرح أن تكون خطابية بمعنى أن القارئ يشعر بأن الشخصية لا تتوجه للشخصيات المسرحية الأخرى ، بل إلى المتفرجين وكأن الكاتب ينسى عمله الفني ، ليعبر عن رأيه مباشرة لجمهوره .
5. فشل محاولة قدامة بن جعفر في كتابيه " نقد الشعر " و " نقد النثر " .
لأنها محاولة لاتجاه فلسفي منطقي علمي، ولخصائصها فشلت ، فقد حاول أن يطبق على الشعر الأقيسة العقلية الجافة.
بدأ بتعرف الشعر بأنه " قول موزون مقفى يدل على معنى " وجعل يشرح تعريفه على طريقة المناطقة، ثم تلا ذلك تقسيم الشعر تقسيماً منطقياً بحسب حدود هذا التعريف الأربعة منشأ له ثمانية أضرب: أربعة منها على هذه الحدود الأربعة البسيطة، وأربعة ناشئة من حدود ائتلاف " اللفظ مع المعنى " و " اللفظ مع الوزن " و " اللفظ مع القافية " و " المعنى والوزن " و توسع بخاصة في الحد الرابع المفرد، حد " المعنى " ومقرر أن جودة المعنى تتعلق بأن يكون مقابلاً للغرض، وفسر هذا بأن المدح مثلاً يكون جيداً إذا كان مدحاً بالصفات التي يمدح بها الرجال، وهي " الشجاعة والعقل والعدل والعفة..... والهجاء يكون على عكسه المدح، والرثاء مدح مع " كان " الخ.
وبذلك خرجنا نهائياً من دائرة الفن إلى دائرة المباحث الخلقية الفلسفية. فلم ينظر قدامة هذه القواعد قد تحقق في الكلام ثم لا يكون شعراً لأن الشعر عمل فني قبل كل شيء، لا يحدده موضوعه، ولكن يحدده أسلوبه ونوع التأثر بموضوعه.
مع تمنياتي لكن بالتوفيق والنجاح الباهر ،،،،،،،،،،،،،،،
أستاذ المادة / رئيس القسم /
د. عبير عبد الصادق