أَمِن أَجلِ أَن بانَ الخَ
رقم القصيدة : 71180 | نوع القصيدة : فصحى | ملف صوتي: لا يوجد |
أَمِن أَجلِ أَن بانَ الخَليط المُلائِمُ | دَعاكَ الهَوى وَاِستَجهَلتكَ المَعالمُ |
فَخَفِّض عَليكَ الهَمَّ تَحظَ بِراحَةٍ | فَما نالَ خَفضَ العَيشِ إِلّا المُسالمُ |
وَدَع عَنكَ تَسويفَ الأَماني فَإِنَّها | خَوادِعُ لا يُصغي إِلَيهِنَّ حازِم |
وَأَدنِ لِقَطعِ هَوجاءَ ضامِراً | فَما العِزُّ إِلّا أَن تَخُبَّ الرَواسِمُ |
إِذا ما أَحسَّت نَبأَةً مِن مُحَدِّثٍ | تَقولُ أَعارَتها الجَناحَ النَعائِم |
نَزورُ فَتىً أَحيا المَكارِمَ بَعدَما | مَضى زَمَنٌ وَهيَ العِظامُ الرَمائِمُ |
سُعودَ بَني الدُنيا سَليلَ إِمامِها | مَليكاً تَرَبَّتهُ المُلوكُ الأَعاظِم |
فَتىً أَريحِيَّ النَفسِ يَهتَزُّ لِلنَدّى | وَيَعلَمُ أَنَّ البَخلَ لِلمَجدِ هادِمُ |
فَتىً كانَ يُعطي السَيفَ في الرَوعِ حَقَّهُ | إِذا لَم يَكُن إِلّا السُيوفَ مَعاصِم |
فَتىً لَم يَبِت لَيلاً يُسامِرُ مِزهَراً | وَلا تَتَصاباهُ الحِسانُ النَواعِم |
وَلكِنَّهُ بِالمَجدِ صَبٌّ مُوَلَّعٌ | يَرومُ أُموراً دونَهُنَّ مَقاحِمُ |
فَتىً أَورَثَتهُ المَجدَ آباؤُهُ الأولى | وَبَذلُ النَدى وَالمُرهَفاتُ الصَوارِمُ |
فَهُنَّ مَفاتيحُ العُلى وَعِمادُها | إِذا سَجَدَت يَوماً لهُنَّ الجَاجِمُ |
أَلَيسَ مِن القَومِ الذي طارَ ذِكرُهُم | بِبَذلِ اللُهى وَالبَأسِ وَالجَوُّ قاتِمُ |
إِذا سُئِلوا المَعروفَ كانَت أَكُفُّهُم | سَحائِبَ لكِن وَبلُهُنَّ الدَراهِمُ |
وَإِن غَضِبوا فَالمَوتُ بَعضُ عِقابِهِم | وَتُستَلُّ مِنهُ بِالخُضوعِ السَخائِمُ |
لَكَ المُلكُ إِرثاً مِن أَبيكَ وَمَكسَباً | وَهل تَلِدُ الأشبالَ إِلّا الضَراغِمُ |
أَلَيسَ أَبوكَ العَبقَرِيُّ بنُ فَيصلٍ | هُماماً تَرَبَّتهُ العُلى وَهيَ رائِمُ |
لَبِسنا به الأَيّامَ رَهواً عُبابُها | وَهَبذَت رُخاءً وَهيَ سَخمٌ سَمائِمُ |
لَه نَفَحاتٌ مِن عِقابٍ وَنائِلٍ | بِها يَسعدُ المَولى وَيَشقى المُقاوِم |
حَليمٌ إِذا ما كانَ لِلحِلم مَوضِعٌ | وَلِلجاهِل المَغرورِ داءٌ مُلازِم |
عَفُوٌّ عَن الجاني إِذا جاءَ تائِباً | وَإِن عَظُمَت مِنهُ إِلَيهِ الجرائِم |
وَكَم لكُمُ يَوما أَغَرَّ مُحَجَّلاً | به العَربُ اِنقادت لكُم وَالأَعاجِمُ |
جَعَلتُم رِياضَ المَجدِ للنّاسِ مَوسِماً | فَحَجّوا وَما زالَت تُحَجُّ المَكارِم |
يَروحونَ تَشكو عيسُهُم ثِقل رِفدِهِم | مَغانِمُ مِنكُم وَهيَ فيهِم مَغارِمُ |
وَلِعتُم بِأَخذِ المَجدِ مِن مُستَقَرِّهِ | وَلو كَظَمتهُ في لَهاها الأَراقِمُ |
فِداكُم رِجالٌ دونَ أَعناقِ مالهِم | مَغاليقُ أَقفالٍ عَلَيها خَواتِمُ |
إِمامَ الهُدى إِنَّ السَعادَةَ لاحَظَت | سُعوداً وَلم تُعقَد عَلَيهِ التَمائِمُ |
تَباشَرَتِ الدُنيا به حينَ بَشَّرَت | قَوابلهُ وَاستَقبَلَتهُ المَغانِمُ |
فَمَهما تُرَشِّحهُ لِأَمرٍ فَإنَّهُ | مَليءٌ بِما يُرضيكَ وَالسِنُّ باسِمُ |
وَيَكفيكَ مِنه أَنَّهُ لَم يَكُن له | مِنَ الناسِ في الأَرضِ العَريضَةِ لائِم |
تَوَشَّحَ بِالمَجدِ الصَميمِ وَشَمَّرَت | بهِ لِاِبتِناءِ المَكرُماتِ العَزائِم |
تَلاقَت عَليهِ مِن نِزارٍ ويَعرُبٍ | بُيوتٌ لها هامُ المُلوكِ دَعائِم |
فَكَم فَلَقوا مِن هامَةٍ تَحتَ قَونَسٍ | وَكَم طَعَنوا حَيثُ اللها وَالغَلاصِمُ |
وَما المَجدُ إِلّا هِمَّةٌ وَوِراثَة | وَقد جُمِعا فيه وَذو الضِغنِ راغِمُ |
وَأزكى صلاةٍ مع سَلامٍ على الذي | به شَرُفَت بينَ العَوالم هاشِمُ |
محمدٍ الهادي الشَفيعِ وَآلهِ | وَأَصحابه ما جَبَّرَ الشِعرَ ناظِمُ |
هل أعجبتك القصيدة؟ اضغط زر (اعجبني) لتشارك آلاف المعجبين
.
![]() ![]() |
![]() ![]() |