أَهاجَ لَهُ ذِكرُ الحِمى
رقم القصيدة : 71167 | نوع القصيدة : فصحى | ملف صوتي: لا يوجد |
أَهاجَ لَهُ ذِكرُ الحِمى وَمَرابِعُه | لَجاجَةَ شَوقٍ ساعَدَتها مَدامِعُه |
فَباتَ بَليلَ الحَبيبِ مُضطَرِمَ الحَشا | كَأَن بِسَفا البُهمى فُرِشنَ مَضاجِعُه |
يَمُدُّ إِلى البَرقِ اليَمانِيِّ طَرفَهُ | لَعَلَّ الحِمى وَالخَبتَ جيدَت مَراتِعُه |
مَنازِلُ خالَلتُ السُرورَ بِرَبعِها | لَيالِيَ يَدعوني الهَوى فَأُطاوِعُه |
أَرَبَّ عَلَيها كُلُّ مُحلولِكِ الرَجا | أَحَمُّ الرَحى مُستَعجَماتٌ مَطالِعُه |
مُلِثُّ القُوى واهي العَزالي إِذا اِنتَجى | بِهِ مُنتِجٌ أَربَت عَلَيهِ دَوافِعُه |
يَحُثُّ ثِقالَ المُزنِ فيهِ مُجَلجِلٌ | إِذا ما حَدا سَلَّت سُيوفاً لَوامِعُهُ |
إِذا ما بَكَت فيهِ السَحائِبُ جُهدَها | ضَحِكنَ بِنُوّارِ النَباتِ أَجارِعُه |
وَقَفتُ بِها وَالصَحبُ شَتّى سَبيلُهُم | عَذولٌ وَمَعذولٌ وَآخَرُ سامِعُه |
فَكاتَمتُهُم ما بي وَبِالقَلبِ لَوعَةٌ | إِذا اِضطَرَمَت تَنقَدُّ مِنه أَضالِعُه |
وَقُلتُ لِذي وُدّي أَعِنّي فَإِنَّني | أَخو ظَمَإٍ سُدَّت عَلَيهِ مَشارِعُه |
أَلَم تَرَ أَظعاناً تُشَدُّ لِنِيَّةٍ | تِهامِيَّةٍ وَالقَلبُ نَجدٌ مَهايِعُه |
عَشِيَّةَ لا صَبري يَثيبُ وَلا الهَوى | قَريبٌ وَلا وَجدِي تُفيقُ نَوازِعُه |
سَقى اللَهُ رَيعانَ الشَبابِ وَعَهدَهُ | سِجالَ الهَنا ما لَألَأَ الفَجرَ ساطِعُه |
فَما العَيشُ إِلّا ما حَباكَ بِهِ الصِبا | وَإِن خادَعَت ذا الشَيبِ مِنهُ خَوادِعُه |
وَموحِشَةِ الأَرجاءِ طامِسَةِ الصُوى | تَروهُ بِها الذِئبَ الجَري رَوائِعُه |
وَيَبكُمُ فيها البومُ إِلّا نَئيمَهُ | وَيَخرَسُ فيها الطَيرُ حَتّى سَواجِعُه |
تَعَسَّفتُها أَفري قَراها بِجِسرَةٍ | أَمونِ السُرى وَاللَيلُ سودٌ مَدارِعُه |
إِلى مَلِكٍ يُنبي تَهَلُّلُ وَجهِهِ | لِمَن أَمَّهُ أَنَّ الأَماني تُطاوِعُه |
تَفَرَّعَ مِن صيدِ المُلوكِ إِذا اِنتَمى | تَطَأطَأَ إِعظاماً لَهُ مَن يُقارِعُه |
سَما صُعُداً لِلمَجدِ حَتّى إِذا اِستَوى | عَلى هامِهِ أَدناهُ مِنّا تَواضُعُه |
يُريكَ اِنخِداعاً إِن تَطَلَّبتَ فَضلَهُ | وَأَمّا عَنِ العَليا حَذارِ تُخادِعُه |
تَبيتُ العَطايا وَالمَنايا بِكَفِّهِ | لِراجي نَداهُ أَو لِخَصمٍ يُمانِعُه |
كَأَنَّ زِحامَ المُعتَفينَ بِبابِهِ | تَزاحُمُ مَن تَرمي الجِمارَ أَصابِعُه |
مُنيفٌ إِذا سامى الرِجالَ تَضاءَلوا | لِاَروَعَ تَلهو بِالعُقولِ بَدائِعُه |
تُرامِقُهُ الأَبصارُ صوراً خَواشِعاً | لِهَيبَتِهِ وَالأَشوَسُ الرَأسِ خاضِعُه |
مَهابَةُ فَضلٍ فيهِ لا جَبَرِيَّةٌ | فَلا رافِعاً حُكماً وَذو العَرشِ واضِعُه |
إِذا هَمَّ لَم تُسَدَد مَسالِكُ هَمِّهِ | عَلَيهِ وَلَم تَصعُب علَيهِ مَطالِعُه |
إِمامُ الهُدى عَبدُ العَزيزِ بنُ فَيصَلٍ | أَصيلُ الحِجى مُستَحكِمُ الرَأيِ ناصِعُه |
تَذودُ الدَنايا عَنهُ نَفسٌ أَبِيَّةٌ | وَعَزمٌ عَلى الخَطبِ المُلِمِّ يُشايِعُه |
أَقامَ قَناةَ الدينِ بَعدَ اِعوِجاجِها | وَثَقَّفَهُ حَتّى اِستَقامَت شَرائِعُه |
وَلَم يَتركِ الدُنيا ضَياعاً لِغاشِمٍ | مُخيفُ سَبيلٍ أَو عَلى الناسِ قاطِعُه |
وَلكِن حَمى هذا وَذاكَ بِهِمَّةٍ | يُهَدُّ بِها مِن شامِخِ الطَودِ فارِعُه |
تَلاقَت عَلَيهِ مِن نِزارٍ وَيَعرُبٍ | بَنو الحَربِ خُلجانُ النَدى وَيَنابِعُه |
أَجاروا عَلى كِسرى بنِ ساسانَ راغِماً | طَريدَتَهُ إِذ غَصَّ بِالماءِ جارِعُه |
وَآباؤُهُ الأَدنَونَ شادوا مِنَ الهُدى | مَعالِمَهُ لَمّا تَعَفَّت مَهابِعُه |
وَعادوا وَوالَوا في الإِلهِ وَجالَدوا | عَلى ذاكَ حَتى راجَعَ الدينَ خالِعُه |
هُمُ ما هُمُ لا الوِترُ يُدرَكُ مِنهُمُ | وَإِن يَطلُبوهُ باءِ بِالذُلِّ مانِعُه |
إِذا ما رضوا باخَت مِنَ الحَربِ نارُها | وَإِن غَضِبوا أَلقى الوَليدَ مَراضِعُه |
وَأَبناءُ شَيخِ المُسلِمينَ مُحمدٍ | لَهُم فَضلُ سَبقٍ طَبَّقَ الأُفقَ شائِعُه |
هُمُ وارَزوكُم حينَ ما ثَمَّ ناصِرٌ | سِوى رَبِّكُم وَالمُرهَفِ الحَدُّ قاطِعُه |
عَلى جَدَثٍ ضَمَّ الإِمامَ مُحمدّاً | سَحابٌ مِنَ الغُفرانِ ثُجٌّ هَوامِعُه |
فَقَد حَقَّقَ التَوحيدَ بِالنَصِّ قائِلاً | بِما قالَهُ خَيرُ الأَنامِ وَتابِعُه |
فَإِن رُمتَ أَن تَأتي الهُدى بِدَليلِهِ | فَطالِع بِعَينِ القَلبِ ما ضَمَّ جامِعُه |
عَلى مَن مَضى مِنكُم وَمِنهُم تَحِيَّةٌ | يَجودُ بِها جَزلُ العَطاءِ وَواسِعُه |
فَأَنتُم وَهُم مِن رَحمَةِ اللَهِ لِلوَرى | فَلا زِلتُمُ ما صاحَبَ النَسرُ واقِعُه |
فَيا واحِدَ الدُنيا وَياِبنَ عَميدِها | وَمَن بَأسُهُ يُخشى وَتُرجى مَنافِعُه |
لكُم في رِقابِ الناسِ عِقدُ نَصيحَةٍ | وَبَيعَةُ حَقٍّ أَحكَمَتها قَواطِعُه |
فَما قَيَّدَ النُعمى سِوى الشُكرِ وَالتُقى | وَتُنجي الفَتى إِذ يَجمَعُ الخَلق جامِعُه |
وَإِنَّ صَريحَ الحَزمِ وَالعَزمِ لِاِمرىءٍ | يُفَكَّرُ غِبَّ الأَمرِ كَيفَ مَواقِعُه |
فَيَترُكُ أَو يَأتي مِنَ الأَمرِ بَعدَما | يُقَلِّبُ فيهِ رَأيَهُ وَيُراجِعُه |
وَلا يَترُكُ الشورى وَإِن كانَ عاقِلاً | فَكَم سَهم غَربٍ أَحرَزَ الخَصلَ دافِعُه |
إِلَيكَ إِمام المُسلِمينَ زَجَرتُها | لَها عَرصَةٌ مَيثُ الفَلا وَجَراشِعُه |
إِذا ما شَكَت أَيناً ذَكَرتُكَ فَوقَها | فَزَفَّت زَفيفَ الرَألِ فَأَجاهُ رائِعُه |
وَإِنَّ اِمرءً يُهدى المَديحَ لِغَيرِهِ | لَمُستَغبَنٌ في عَقلِهِ أَو فَضائِعُه |
وَمَن يَرمِ بِالآمالِ يَوماً لِغَيرِهِ | يَكُن كَأَبي غَبشانَ إِذ فازَ بائِعُه |
كَذا المَرءُ إِن لَم يَجعَل الحَزمَ قائِداً | حَصيفاً وَإِلّا اِستَعبَدَتهُ مَطامِعُه |
فَنَفسَكَ لا تَطَرح بِها كُلَّ مَطرَحٍ | يُعابُ إِذا ما ذاعَ في الناسِ ذائِعُه |
وَإِنَّ فَتى الفِتيانِ مَن إِن بَدَت لَهُ | مَطامِعُ سوءٍ نافَرَتها طَبائِعُه |
وَإِنّي بِآمالي لَدَيكَ مُخَيِّمٌ | وَحَسبُ ثُنائي أَنَّ جودَكَ شافِعُه |
وَلَم أَمتَدِح عُمري سِواكَ بِدايَةً | وَلكِنَّما خَيرٌ مِنَ الخَيرِ صانِعُه |
وَصَلِّ عَلى المُختارِ رَبّي وَآلِهِ | وَأَصحابِهِ ما ناحَ في الدَوحِ ساجِعُه |
هل أعجبتك القصيدة؟ اضغط زر (اعجبني) لتشارك آلاف المعجبين
.
![]() ![]() |
![]() ![]() |