إِن لَم تُعِنّي عَلى شَجو
رقم القصيدة : 71182 | نوع القصيدة : فصحى | ملف صوتي: لا يوجد |
إِن لَم تُعِنّي عَلى شَجوي فَلا تَلُمِ | سَمعي عَنِ العَذلِ لَو نادَيتَ في صَمَمِ |
لا تَلحُني إِن عَصَيتُ العاذِلاتِ فَما | في الحبِّ عارٌ إِذا لَم يَدنُ لِلتُهَمِ |
لِلَّهِ عَهدُ سُرورٍ كُنتُ أَحسَبُهُ | يَدومُ لي وَسِوى ذي العَرشِ لَم يَدُمِ |
غضارَةٌ مِن بَهِيِّ العَيشِ مونِقَةٌ | مَرَّت كَطَيفِ خَيالٍ زارَ في الحُلُمِ |
هَيهاتَ أَن تُرجِعَ الأَيّامُ ما أَخَذَت | فَدَع تَذَكُّرِ أَيّامِ الصِبا القُدُمِ |
وَاِصرِف مَديحَكَ في أَزكى الوَرى نَسَباً | فَرعِ الهُداةِ قَريعِ العُربِ وَالعَجَمِ |
مُحَسَّدِ الفَضلِ مَضروبٍ سُرادِقُهُ | عَلى أَشَمَّ عَظيمِ القَدرِ وَالهِمَمِ |
أَغَرَّ أَزهَرَ وَضّاحِ الجَبينِ إِذا | ما اِلتَفَّتِ الخَيلُ بِالأَبطالِ وَالبُهُمِ |
المُشتَري الحَمدِ أَغلى ما يُباعُ بهِ | وَالمُكرِمِ السُمرِ المَصقولَةِ الخُذُمِ |
إِن فاخَروهُ فَمَغلوبٌ مُفاخِرُهُ | أَو قارَعوهُ تَرَدّوا حُلَّةَ النَدمِ |
قَد كانَ في المَهدِ وَالعَليا تُرامِقُهُ | تَرنو إِلَيهِ بِعَينِ العاشِقِ السَدِمِ |
حَتّى تَفَرَّعَ أَعلاها عَلى مَهَلٍ | في سَيرِهِ وَهوَ لَم يَبلُغ لدى الحُلُمِ |
كُنوزُ فَضلٍ أَثارَتها مَكارِمُهُ | أَنسَت مَكارِمَ عَن مَعنٍ وَعن هَرِم |
اللَهُ أَعلى سُعوداً في سَعادَتِهِ | فَكانَ أَشهَرَ مِن نارٍ على عَلمِ |
مُستَحكِمُ الرَأيِ ماضٍ في عَزيمَتِهِ | كَالغَيثِ وَاللَيثِ للعافي وَلِلنِّقَمِ |
مازالَ مُذ عَرفَ الأَيّامَ سيرَتُهُ | شَجىً لِأَعداهُ أَو نَصرٌ لِمُهتَضَمِ |
ياِبنَ الذي قَد سما في المَجدِ مَنزِلَةً | أَعيَت مُلوكَ الوَرى مِن سائِرِ الأُمَمِ |
لكُم عَلى الناسِ فَضلٌ لَيسَ يُنكِرُهُ | سِوى جحودٍ بِرَيبِ القَلبِ مُتَّهَمِ |
أَو حاسِدٍ أَنضَجَت عَلياكَ مُهجَتَهُ | فَقَلبُهُ فيه مثلُ الجاحِمِ الضَرِمِ |
فَاللَهُ يُعليكَ وَالأَقدارُ تَخفِضُهُ | تَعلو وَيَنحَطُّ في ذُلٍّ وَفي عَدَمِ |
أَبوكَ مَن نَعشَ اللَهُ الأَنامَ به | مِن عَثرَةِ الهَرجِ لا مِن عَثرَةِ القَدَمِ |
عَبدُ العَزيزِ الذي كانَت إِمامتُهُ | لِلدّينِ عِزّاً وَلِلدّنيا وَلِلحُرَمِ |
وَأَنتَ تَتلوهُ مُستَنّاً بِسُنَّتِهِ | أَكرِم بِها سُنَناً مَحمودَةَ الشِيَمِ |
مَكارِمٌ لَم تَكُن تُعزى إِلى أَحدٍ | إِلّا إِلَيكُم فَأَنتُم صَفوَةُ الكَرمِ |
فَكَم رَفَعتُم جُدوداً قَبلُ عاثِرَةً | وَكم غَمَرتُم بَني الحاجاتِ بِالنِعَمِ |
وَقَبلَكُم كانَ نَجدٌ وَالحِجازُ لَقىً | لِلعابِثينَ بهِ لحماً عَلى وَضمِ |
سَمَوتَ لِلمَجدِ لَمّا نامَ طالِبُهُ | وَالمَجدُ صَعبٌ عَلى الهَيّالَةِ البَرمِ |
رَأى أَبوكَ الذي حقٌّ فِراسَتُهُ | فيكَ الصلاحِ لِرَعي الدينِ وَالذِمَمِ |
فَقُمتُ مُضطَلِعاً بِالأَمرِ مُتَّخِذاً | نَهجَ الهُدى مَسلَكاً بِالسَيفِ وَالقَلمِ |
تَظَلُّ مِن بَذلكَ الأَقلامُ حافِيَةً | وَالسَيفُ يَقضي عَلى الأَعداءِ بِاليُتمِ |
جوداً وَحِلماً وَعَفواً عِندَ مَقدِرَةٍ | وَصِدقَ بَأسٍ إِذا نارُ الوَطيسِ حمى |
مَحامِدٌ شَحَذَت أَفكارَ مادِحِكُم | فَحَبَّروهُ بِمَنثورٍ وَمُنتَظِمِ |
أَنتُم طِرازُ المَعالي بَعد بُهمَتِها | إِنَّ البُدورِ لَتجلو غَيهَبَ الظُلمِ |
إِلَيكَها مِثلَ نظمِ الدُرِّ فَصَّلَهُ | شَذرٌ من التِبر لم يُسبَك عَلى فَحمِ |
تَختالُ بَينَ الوَرى تيهاً بِمَدحِكُمُ | بِرِفعَةِ القَدرِ يَعلو المَدحِ في القِيَمِ |
ثُمَّ الصَلاةُ عَلى المُختارِ سَيِّدِنا | وَآلهِ الغُرِّ وَالأصحابِ كُلِّهمِ |
هل أعجبتك القصيدة؟ اضغط زر (اعجبني) لتشارك آلاف المعجبين
.
![]() ![]() |
![]() ![]() |