الدراسة النقدية
معرفية-دلالية ممكنة التحيين في كل خطاب سواء كان الخطاب تاريخيا او سياسيا او ادبيا.[ا- مفهوم الانزياحيعتبر مفهوم الانزياح اطارا ذو طابع نظري اساسي لمعرفة تصورات البنيوية الشعرية المتعلقة بالاوجه البلاغية . ونجد هذا المفهوم عند يحضر عند جون كوهن في الادبيات الشعرية الحديثة او بشكل مضمر وراء مفاهيم موازية مثل الوظيفة الشعرية عند
ياكبسون او الشفافية عندتودروف . وقد كان السبب الباعث على الاهتمام بمفهوم الانزياح هو البحث خصائص تميز اللغة الاديبة عن غيرها الشيء الذي كان له اثره الواضح على مسار البحث البلاغي الحديث حيث نلحظ ان هذا البحث كاد ان يتجه اتجاها مغابرا تماما لروح البلاغة القديمة سميت بالاساس بلاغة النص الادبي غير ان الباحث الحصيف يعرف
ان هذا المفهوم شابته مشوشات نظرية وتطبيقية من قبيل صعوبة بناء المعيار وكيفية تقليص الانزياح وتفسيره الاضافة الى معضلة التوفيق ين وظيفته والوظيفة التواصلية لذلك حرصت خلال ابداعاتي الى استبعاده بعد نقده لانه لايتلاءم ولايتواءم مع استراتيجيتنا في تشييد نموذج للجهة البلاغية .واذا كانت مؤلفات جون كوهن هي الممثل الانسب لمفهوم الانزياح لدى المدرسة البنيوية الشعرية لذلك سنحاول طرح اطروحاتها النظرية وعرضها لنخلص في الختام الى نقد المفهوم واراز قصوره النظري والاجرائي .يعرف الانزياحيون ان كوهن يعتبر الانزياح هو الشرط الاساس لحدوث الشعرية باعتباره خرقا للنظام اللغوي العام لذلك فهو قد حاول ان يميز ين زمنين اثنين الاول تكون فيه عملية خرق النظام اللغوي هدما للمعنى وفي الثاني يكون تقليص الانزياح عملية من اجل ابراز معقولية اللغة.ومن تم فانه يمكن اعتبار الامر مجرد مقابلة بين النتر والشعر ويمكن اعتبار الشعر انزياح عنه باعتبار ان النتر يمثل الخطاب العادي او اللغة السائدة فلذلك يمكن اعتباره معيارا والشعر انزياح عن هذا المعيار.يترت عن هذا اذن ان اللغة الشعرية تستمر بتكاثف العناصر الصوتية والدلالية للغة الشي الذي يسمح بايجاد بعض التمييزات كالقصيدة النثرية او القصيدة الكاملة والنثر الكامل ...... الخ .لذلك نجد ان كوهن يطور تصوره للانزياح في اطار تصور منطقي دلالي لنظرية الوجه البلاغي فالمماثلة في نظره ممكنة في البحث اللساني والبحث المنطقي وهذا يجعل المنطق شكلا للمحتوى والدلالة محتوى للشكل وذلك يصبح للانزياح في حد ذاته دلالة منطقية فنحصل على ثنائية الانزياح اللغوي والانزياح المنطقي وبالتالي سيمكن هذا من خلق نموذج منطقي لالاوجه البلاغية الشعرية .وستصح هذه الاوجه خارقة لمبدا عدم التناقض المنطقي الذي يمنع ان نربط القضية بنفي القضية .لذلك فالتناقض الوارد في هذه الاوجه البلاغية يتخذ شكل تقابلات تختلف من حيث درجة تقابلها وتنافرها هذه قوية واخرى ضعيفة او محايدة واسرد هنا مثالا : يشكل محمول "صغير" نفيا قويا لمحمول "كبير" ينما
"متوسط" هو النفي الضعيف لهما معا.وهنا يندرج الوجه البلاغي المناقضة في اطار الدرجة العليا للتنا قض .لنقل مثلا "الظلام نور" نرى ان علاقة التناقض في هذه الجملة ناتجة عن درجة نفي قوية ، اذ ان الظلام نفي قوي للنور وكذا العكس صحيح اما نفيهما الضعيف فهو لانور/ لاظلام ويترتب عن ذلك حالة وسطى وهي باهت او خافث والتي يمكن ان ينثق عنها صورة بلاغية اخرى وهي الضوء خافث .وينتج عن هذا ثلاثة انواع من العلاقات وهي تمثل بنيات منطقية لاوجه بلاغية .نكتفي اليوم اخواني بهذا القدر على اساس ان للموضوع صلة ونحن الان لازلنا في مستهله ولازال الكلام في اوله .