هذا، ولا يمكن مقاربة أي نص أو خطاب أو نشاط إنساني وبشري مقاربة علمية موضوعية، إلا بتمثل المقاربة السيميوطيقية التي تتعامل مع هذه الظواهر المعطاة، وذلك باعتبارها علامات وإشارات ورموزاً وأيقونات واستعارات ومخططات. ومن ثم، لا بد من دراسة هذه الإنتاجات الإبداعية والأنشطة الإنسانية تحليلا وتأويلا، وذلك من خلال ثلاثة مستويات منهجية سيميوطيقية، ويمكن حصرها في: البنية، والدلالة، والوظيفة.
1- التحليل المحايث: تبحث السيميوطيقا عن الشروط الداخلية المولدة للدلالة التي تبحث عنها. ومن ثم، فالتحليل المحايث(Immanente) يتطلب الاستقراء الداخلي للوظائف النصية التي تساهم في توليد الدلالة. ولا يهمها العلاقات الخارجية، ولا الحيثيات السوسيو- تاريخية والاقتصادية التي أفرزت عمل المبدع. وبالتالي، فالسيميوطيقا تبحث عن شكل المضمون، وذلك عبر رصد العلاقات التشاكلية أو التضادية الموجودة بين العناصر داخل العمل الفني.
1- نظرية الذاتية اللغوية: ويمثلها الفيلسوف موريس Morris، وتبعه في ذلك لسانيون آخرون، فتناولوا عدة ظواهر لسانية ولغوية (المعينات، وألفاظ القيمة...).
1- بيير غيرو: السيمياء، ترجمة: أنطوان أبي زيد، منشورات عويدات، بيروت، لبنان، باريس، الطبعة الأولى سنة 1984م، ص:6.
8 - د.حنون مبارك: دروس في السيميائيات، دار توبقال للنشر، الطبعة الأولى سنة 1987م، ص:69-85.