الشعر الإسلامي (وق




الشعر الإسلامي
(وقفة مع الدعاوى المخطئة)
ومع ذلك؛ فإنَّ على الشعر الإسلامي دورًا كبيرًا في فرْض وجوده على السَّاحة الأدبيَّة المعاصرة كشِعر له خصائصُه وأفكاره التي ينبثِق منها، شأنُه في ذلك شأن أيِّ تيَّار شعري آخر، خاصَّة وأنَّ الواقع المعاصر يعجّ بالتيَّارات المختلفة، التي تعمل على الولوج إلى فِكْر ووجدان المتلقِّي بأساليب مُختلفة ومتعدِّدة، والشِّعر الإسلامي يَحمل في طيَّاته مقوّمات التيَّار الأدبي والشِّعري الَّذي يرقى إلى فرْض نفسه على السَّاحة الأدبيَّة والشِّعْريَّة المعاصرة؛ لكنَّه في حقيقة الأمر يَحتاج إلى جهود كثيفة بقدْر العراقيل والمعوّقات التي تقِف في طريقه، وهنا يأْتي دوْر الشُّعراء والمبدعين الَّذين ينطلقون في إبداعهم من ثوابتِهم الإسلاميَّة، أن يكونوا على مستوى الدَّور المنوط بهم فيتشبَّعون من الإسلام وتصوُّراتِه وينزلون إلى المجتمع واهتماماته، ولا عَيْب أن يستفيدوا ويأْخذوا بالأدوات الفنّيَّة المختلفة المطروحة في السَّاحة الأدبيَّة التي لا تتعارض مع عقيدتِنا وشخصيَّتنا الإسلاميَّة؛ فالحكمة ضالَّة المؤمن، والحقيقة أنَّ الأهمَّ من ذلك هو الاهتمام بالشّعر الإسلامي ومبدعيه من خلال وسائل الإعلام ووسائل النَّشر المختلفة التي تتبنَّى الفكرة الإسلاميَّة، وهنا أستعير كلِمة د/ عبدالباسط بدر: "فالأدباء الإسلاميون موجودون ومتوزّعون في أنحاء العالم العربي والإسلامي، يؤْذيهم الإهمال المتعمَّد، ويقلّل من أثرهم في ساحة الأدب ضعف إمكانات النَّشر لديْهِم وقلَّة اكتراث دور النَّشر بهم، وإعراض الأجهزة الرسميَّة في معظم الدول العربيَّة عنهم، وطبيعي أنَّ هذه المعوقات تسبب صعوبات كثيرة، وتخنقُ مواهب كثيرة لو فتحت لها المجالات لظهَر فيها الأديب الفذُّ الذي يهزُّ ساحة الأدب"[1].
وهكذا لا ينبغي أن يترك المبدعون المسلمون السَّاحة الأدبيَّة خالية للتيَّارات المنحرفة، الَّتي لا تعبِّر عن هويَّتنا العربيَّة والإسلاميَّة، والَّتي تحاول أن تفرض سيطرتَها دون رقيب أو حسيب، وإنَّما ينبغي أن يكونوا على قدْر المسؤوليَّة في إبداع أدبي وشعْري نابع من أصالتنا الإسلاميَّة والعربيَّة، يقف في وجه الدعاوى المخطئة والمغرضة، ويناهض التيَّارات المنحرفة.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Literature_Language/0/7692/#ixzz2TNhteJAQ