القصيدة السياسية م
من يقول 'لا' بعد أمل دنقل ؟
ولم يقف الشاعر الرافض المرفوض عند حد التجديد في القصيدة بل قدم أيضا نموذجا مختلفا عن الشاعر ذاته عندما خرج إلي الطلاب المعتصمين في ميدان التحرير (قبيلة الرافضين) بقصيدة لهم وعنهم هي (الكعكة الحجرية).. نموذج لم يكن موجودا عند سابقيه أو اكثر مجايليه.. الشاعر العضوي.. شاعر القبيلة الثائرة.
'كانت قصائد أمل دنقل السياسية تحديدا رد فعل شعري فوري ومباشر علي الاحداث من داخلها بجمل قوية مباشرة وساخنة كان أمل في قصائده منشغلا تماما بالحدث يتابعه وينطلق منه ويكتب عنه في الوقت ذاته.. كان (أمل) بحاجة إلي ان يكون مشاركا بشكل أو بآخر ليكتب ما يفهمه المتلقي وما يتجاوب معه بشكل مباشر وصريح'.
هكذا يري الشاعر محمد سليمان ملامح القصيدة السياسية عند (أمل دنقل) في معرض إجابته علي السؤال.. أين القصيدة السياسية بعد (أمل)، وماذا عن ملامحها؟ يقول:
'اختلفت القصيدة السياسية بعد أمل دنقل اختلافا كبيرا، فالقصائد السياسية عند أمل كانت في أغلبها تعتمد علي الخطابية والمباشرة وتتكيء علي متابعة الحدث وهو ساخن لدرجة ان بعضهم يتوهم أن 'أمل' كان يتنبأ بالكوارث والنوازل القادمة.. سنكتشف أن قصيدة 'زرقاء اليمامة' كتبت في 16/6/1967 أي بعد النكسة بأسبوع وهي تعتمد كما نعرف جميعا علي أسطورة زرقاء اليمامة التي تري الجيوش القادمة والتي تحذر والتي لا يأبه بها أحد فتكون الكارثة.. لكن قصيدة أمل كانت رد فعل للهزيمة لأنها كتبت بعد وقوعها، أيضا قصيدة 'سفر الخروج' التي تعرف باسم الكعكة الحجرية كتبت في السبعينيات كرد فعل لمظاهرات الطلبة وهي في ديوانه الثالث (العهد الآتي) 'لاتصالح' هي أيضا كرد فعل شعري رافض لمعاهدة السلام المعروفة باسم كامب ديفيد أو هكذا علي الاقل اعتبرها لان هناك ديوانا كاملا كتبه (أمل) أيضا كرد فعل هو تعليق علي ما حدث، ومن العنوان نفسه نجد ان قصائد الديوان تعليق سياسي علي الاحداث بجمل قوية مباشرة وساخنة'.
ويضيف 'سليمان': 'المباشرة هنا والخطابية غلبت علي معظم أشعاره السياسية وحجبت في الوقت ذاته أجمل قصائده غير السياسية مثل اوراق الغرفة 8، العهد الآتي، حديث مع أبي موسي الأشعري وقصائد جميلة عديدة أعتمد فيها أمل علي الذات ووظف تجاربه الشخصية واتكأ علي جماليات السرد واللغة الحميمة والصور الأبسط والنغميات الأهدأ، كما أنه اتجه إلي الملحمي والتوظيف الاسطوري والتراثي، بينما تغيب هذه المعطيات التي تصنع من أمل شاعرا كبيرا.. هذه القصائد و كما قلت حجبت قصائده الأهم'.
قاطعته: لكنها كانت الأعلي صوتا والأوسع شهرة وارتبطت بأمل أكثر في الوقت الذي لم تكتب فيه قصيدة سياسية مختلفة تحوز نفس الشهرة والتأثير؟،
أجاب: علي مدي ربع قرن نحارب بقصيدة (أمل) لاتصالح وننخرط في الصلح مع إسرائيل في الوقت نفسه وكأننا نعتذر لانفسنا عن تخاذلنا وانهيارات الواقع السياسي العربي والتردي الذي نعيشه.
نقدم التنازل بعد التنازل ثم نصيح لاتصالح، لم يقف أحد عند مغزي بعض السطور في قصيدة لاتصالح.. لم يقف أحد عند 'لاتصالح ولومنحوك الذهب، لاتصالح علي الدم حتي بدم.. لم يفهم أحد معني رفض التعويض أو الدية رفض الصلح القائم حتي علي القصاص الذي تحول إلي صراع عبثي لامعني له، لم يسأل أحد نفسه لماذا استلهم أمل التراث.. كان يسخر من الواقع العربي ويقصد الحكايات القديمة وحروبنا العبيطة، وبداوتنا وحكاية كليب وجساس بن مرة والناقة البسوس والحروب التي دامت أربعين سنة وابيدت فيها بشكل تقريبي القبيلتان.
أمل أتكأ علي التراث وحاول ان يطرح أسئلة بحدة لكنهم تعاموا مع الشكل الظاهري، مع السطح،،
سألته: هذه كانت مميزات قصيدة أمل السياسية فماذا عن ملامح القصيدة السياسية بعد لاتصالح والكعكة الحجرية وغيرها؟
'معظم القصائد السياسية ما بعد أمل خصوصا تأخذ شكلا مختلفا، القصيدة في جيلي تختلف كثيرا في انها قصيدة تتعامل مع الواقع ككل، لم تعد تعلق علي ما حدث ولم نعد نضع فأس المسئولية في عنق حاكم أو نظام بعينه.
المسئولية هنا تقع علينا جميعا، علي الشعوب العربية كلها.. لاننا نظن أن كل شعب يستحق حاكمه كما يقول الاسبانيون.. ستجد لي قصائد عديدة (كالعجائز)، (في مديح القطيع)، (شيء هناك وهنا خطأ).. قصائد تتعامل مع الواقع ككل، ككتلة واحدة لتري في أعماقه كل أشكال الجمود والركود والخراب هنا تصبح القصيدة اكثر عمقا وبحاجة إلي الكثير من التأمل الذي يبذله الشاعر والقاريء لكي يتجاوب معه وفي الوقت نفسه لن تصل إلي القاريء المتسرع، ما نشرناه من قصائد في السنوات الماضية كان يتنبأ بمانعيشه الآن .. لم نكن نعلق علي الاحداث، كنا نرصد ونري المقدمات والنتائج التي ستترتب عليها.. القصائد السياسية عند حسن طلب وعبدالمنعم رمضان وحلمي سالم وآخرين وعند شعراء العامية اتخذت منحي مختلف لقد عشنا مرحلة عبدالناصر والسادات وأعوام الثمانينيات لنكتشف ان هناك خطأ في البنية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للمجتمع العربي وان هذا المجتمع هو الذي يولد الطغاة والفراعنة والظلمة وهو الذي يفسح الطريق للفاسدين والمفسدين'.
سألته: لكن ألا تري ان اللحظة الحالية تحتاج إلي قصيدة سياسية كقصيدة أمل دنقل بشكلها الذي رصدته..الساخن المباشر؟
'كان السؤال الذي لاحقنا اثناء الغزو الامريكي البريطاني للعراق لماذا لم يتابع الشعر الحدث ولماذا لم يكن علي نفس مستواه، هذا السؤال ينطلق من نفس الذهنية القديمة التي تربت علي الحرب بالكلام فقط.. يريدون من الشعراء ان يساقوا إلي جبهات القتال.. الشعراء وليس الجيوش.. الكلام وليس الفعل وفرق كبير بين الكلام والفعل .
ويستطرد سليمان :لكن هذا ليس معناه ان تكون القصيدة السياسية معقدة وبالغة العمق وبعيدة عن الحدث، هناك تيارات شعرية مختلفة وهناك أيضا شعر العامية وهي قصيدة لها جمهور أوسع وأعرض، وهناك أيضا القصيدة المباشرة وهي مطلوبة ومداها اكثر تأثيرا لكنها توجه للجمهور المظاهرات هذا الذي تحركه الهتافات وأي جمل موزونه مقفاة، هنا القصيدة تقوم بدور الفرقة العسكرية وليس الجمالي والفني وهو الدور الحقيقي للقصيدة'.
يتفق الشاعر محمد صالح مع 'سليمان' في أن قصائد أمل دنقل السياسية برغم شهرتها الا أنها ليست أجمل أعماله، ويري في دواوينه غير السياسية 'كاوراق الغرفة 8' وغيرها جماليات أعمق من الأخري، لكنه يختلف حول الظروف الموضوعية التي انتجت قصيدة (أمل) السياسية.. يقول: 'أمل دنقل كان نموذجا للشاعر الطرف.. فقصيدته السياسية لم تكن تواكب فقط حركة الشارع وتعبر عنها أو تتنبأ بها كما في 'زرقاء اليمامة' بل كانت طرفا أساسيا.. لأن مثقف مرحلة (أمل دنقل) كان هو نفسه المحرك السياسي للاحداث التي كتب عنها الشاعر.. مرحلة كان للشاعر فيها موقع ووظيفة لم تعد موجودة الآن.. وظيفة الشاعر النبي أو شاعر القبيلة هذا النموذج اختفي الآن لإختفاء الظروف الذي انتجت هذا النموذج، وهذا يجعلنا نتساءل أين الحركة السياسية المنظمة أو شبه المنظمة في الشارع والتي لها موقف واضح ومحدد وبرنامج عملي للرفض يواكبه الشاعر بقصيدته.. اذن جمهور قصيدة أمل دنقل السياسية كان موجودا وجاهزا ومعدا لاستقبالها. هذا ليس معناه ان القصيدة السياسية انتهت أو لم تعد موجودة بل اختلفت مع اختلاف الظرف. لأن الكتابة أصلا تنطوي في جوهرها علي ثورة ورفض.. أي كتابة حقيقية تنطلق من رغبة في تغير الواقع والتأثير فيه.. الواقع هو ما اختلف الآن وبالتالي اختلفت القصيدة وشكلها وبنيتها وجمالياتها هناك بالطبع فرق بين شاعر وشاعر.. هناك شاعر كبير وموهوب مثل (أمل) يتعاطي المناسبة أو الحدث فتظهر موهبته عن عشرات آخرين كتبوا عن نفس المناسبة أو الحدث ومن هنا تأتي قيمة القصيدة وتأثيرها، لكن هذا لايساوي انه لم يعد هناك شاعر يكتب القصيدة السياسية بنفس القوة والتأثير.. نحن نعيش حالة جذر واضحة علي المستوي السياسي والاجتماعي ومن الطبيعي ان ينعكس هذا علي شكل القصيدة الحالية وليس من العدل ان نقارنها بقصائد أمل دنقل أو غيرها وإلا فعلينا ان نعيد السياق الذي كتب فيه أمل قصائده وهذا مستحيل'.
انتهي اذن الظرف التاريخي الذي أنتج أمل دنقل وقصائده ولم يعد واردا بحسب رؤية كثيرين عودة نموذج الشاعر الرافض المحرض وشعره باعتبار ان ما كان كان ،ولن تعود بالطبع للقصيدة السياسية قوتها ولا تأثيرها لكنه ورغم اختفاء الظرف أو تغيره استمرت قصيدة أمل.. قصيدة الظرف القديم إلي الآن ومازال ل (لاتصالح) وغيرها حضورها القوي وسط جمهور ربما لم يعاصر شاعرها أو يره، ألا يعني هنا احتياجا لتلك القصيدة وجوهرها بما يتناسب مع الظرف الجديد؟، سألت الشاعر فتحي عبدالله:
'لم يصل أمل جماهيريا وهذه احدي الاكاذيب التي تروج عن شعر أمل، وكل ما حدث في مظاهرات الجامعة أو غيرها من مظاهرات أن استعادت بعض النخب الثقافية أو التي لها تماس مع الثقافة بعض قصائد أمل وهذا لايمثل استهلاكا جماهيريا، لأن المؤسسة الثقافية والاعلامية لم تلعب الدور المطلوب للتوصيل، ثانيا: لأن الجماعات المستهلكة للشعر علي مر العصور ضيقة ومحدودة'.
قاطعته: ولماذا لم يكن ذلك بسبب غياب هذا الشكل عند الذين جاءوا بعد أمل دنقل؟
'لم تخل الشعرية المصرية من اعتماد السياسة كجزء أساسي في انتاج هذه الشعرية وما مشروع حسن طلب بارستقراطيه اللغوية التي فصلته عن الجماهير ولاإبتذال وسوقية حلمي سالم حققت النجاح المطلوب جماهيريا وفي ظني ان أحمد طه هو الشاعر الوحيد الذي يعد استمرارا لظاهرة الشعر السياسي بعد تجربة أمل دنقل.. إلا إنه تحت هواجس عقلية واضطرابات اجتماعية انفصل عن تجربته هو الآخر.
أما الحلقات الأخري (الثمانينيات والتسعينيات) فقد ولدت مع التغير النوعي لمفهوم الشعر ودور السياسة فيه قد وقعوا في الابتذال والانفصال كليا عما يحدث في المجتمع من تغيرات حادة وعنيفة وانشغلوا بتجديد النوع اعتمادا علي الذات المحصورة والضيقة التي انتجت متشابهات شعرية، لم ينج منها إلا الذين عاشوا مع المجتمع وما يحدث فيه. قد حدث ذلك بصحبة فساد المؤسسات السياسية والثقافية التي اخرجت الشعر من حسابها وأصبحت تعمل ليل نهار لتدميره وهذه ظاهرة لم تحدث في مصر منذ ان عرفت الشعر خاصة وان هذا النوع قد تحرر من الغرض القديم كالهجاء والمديح للسلطة'.
اذا انت تتفق معي في ان القصيدة السياسية الحديثة أو الجديدة عاجزة عن التعبير والتأثير لاسباب كثيرة ذكرت انت بعضا منها، وهذا يعني اننا نحتاج لقصيدة سياسية مختلفة؟
'بالطبع، ولكن ليس بطريقة أمل.. لالسبب شعري وانما لسبب سياسي، نحتاج إلي نص آخر.. مختلف، وتكتب هذه القصيدة الآن وربما تكون نصوص عماد أو صالح، وحسن خضر وجرجس شكري ومحمود قرني تعبر عن ذلك أما أنها لم تؤثر نفس التأثير فهذا لأنها لم تقرأ ولم تستهلك'.
اذن ما الذي يعطي 'لاتصالح' مثلا هذه الديمومة رغم اختلاف الظرف الذي تتحدث عنه؟
'لاتصالح شعرية نادرة واستثنائية ولايعود ذلك إلي ما هو قبلي أو سياسي بها وانما يعود لعبقرية أمل في اكتشاف العواطف. وانفعالات الاخوة فيما يحدث لهم في الحياة وهذا ما يعطية الديمومة، أما ما هو سياسي فعابر وفي ظني انه احدي مميزات الكتابة لدي أمل وليست الكتابة كلها'.
'الشعر السياسي ليس تابعا بالضرورة لحدث سياسي بعينه او ظرف متفجر لأن هناك أحداثا اكبر وأعمق لاتواكبها قصائد سياسية بالمعني المباشر كما كان يحدث سابقا.
هكذا يبدأ الشاعر أحمد طه اجابته علي نفس السؤال مضيفا .. 'الشعر السياسي المباشر يلزمه منظمات سياسية تدفع بسخاء وتنشر هذا النوع من الشعر وتمجد الشاعر وتروج له كل هذا لم يعد موجودا الآن، اختفي تماما.. ثانيا جمهور الشعر نفسه تغير ولم يعد هو نفسه جمهور أمل دنقل.. جمهور لاتصالح كان جمهور الابيض والاسود جمهور القيم المتقابلة.. الرجعية والتقدمية.. الامبريالية والتحرر الوطن، لكن الآن لا الحدث ولا التفاصيل اليومية تتناسب مع هذه المفاهيم التي تغيرت لم يعد الابيض والاسود موجودا، هناك .. الأن_ ألوان متعددة في زمن أمل كانت السياسة هي المدخل الوحيد للثقافة تماما مثلما كانت العسكرية هي الطريق الوحيد للسلطة.. عالم 'أمل' كان ذروة الايديولوجيات قبل ان تموت نهائيا.. عالم احلام وبرامج الابيض والاسود_ كما قلت_ القادرة علي بناء قصيدة بلونين فقط، أمل كان آخر الشعراء الجاهليين.. الان تغيرت القبيلة التي كان يمثلها لم يعد نفس المجتمع البسيط موجودا ومايجد من احداث كبيرة ومتشابكة يحتاج هضمها الي شاعر مختلف بادوات جديدة وصوت مفارق يحلل لايقرر ويتجادل ولايحرض وكما نري فالقصيدة المباشرة ليس لها اي صوت او قيمة.. المناخ المختلف ينتج شعرا مختلفا وشعراء مختلفين، اقول انه لو عاد امل دنقل للحياة الان في هذا المناخ بنفس ادواته القديمة فسيكون مدعاة للسخرية'.. ويضيف طه 'وجود واستمرار بعض قصائد امل دنقل السياسية لايرجع الي القصائد نفسها ولكن الي جيل 'أمل' الموجود حتي هذه اللحظة علي سدة المناصب الثقافية والاعلامية.. الجيل الذي يحكم ويتحكم في الثقافة الرسمية نحن نعيش ثقافة ستينيه بدون 'ناصر' هذه الثقافة الذي أنتجت شعر أمل ومن مصلحتها أن تروج له ولشعره هذه الثقافة تحتضر في العالم كله لكنها مازالت تقاوم الموت هنا واستمرار شعر 'أمل دنقل' وجيله يعطيها_ كما تتوهم _ بعض الحياة، أما القصيدة الجديدة بعد امل أو المختلفة عن أمل فهي لقاريء لابد وان يكون لديه رؤية تحليلية يشرح القصيدة ويتفاعل معها وهذا ضد الترجيع والترداد'.
يختلف حسن طلب بداية مع مفهوم وتوصيف القصيدة السياسية مؤكدا علي انه لم يعد هذا التصنيف موجودا ضمن الحس النقدي الحديث والتطور الذي لحق بالقصيدة 'لأن الشاعر عندما يكتب فانه يمارس فعلا سياسيا بالاساس بغض النظر عن الغرض هذا الذي اختلف تماما في لحظتنا الحالية، فالقصيدة التي كان يكتبها الشاعر بقصد سياسي كقصائد أمل ومظفر النواب ونزار قباني في أشعاره السياسية اصبحت تاريخا والشعر التابع لهذه القسمة شعر ينتمي الي المدارس النقدية التي عفا عليها الزمن.. القصيدة لم تعد تكتب لغرض معين ولذوق محدد سلفا القصيدة الحديثة والتي يمكن اعتبارها سياسية ايضا هي التي تبحث عن توكيد الذات في عصر القطيع وزمن الحريات المفقودة والشعارات السلطوية، لكن السياسة بشكل عام عندما تكون معيارا فنيا فانها تبحث عن الشعار لاعن الشعر ،كذلك لم تعد الامبريالية مثلاهي العدو الوحيد لوطبقنا هذا علي ماحدث ويحدث في العراق الآن.. الوضع اختلف وكذلك ما نسميه بالقصيدة السياسية'.
ربما كانت التحليلات من نوع انتفاء الظرف السابق واختلاف الجمهور حجة مثقفة منطقية أو دفاعا متماسكا.. لكنها لن تغير من الواقع شيئا.. واقع غابت فيه 'لا' السياسية الجمالية والفنية منذ أن قالها أمل واضحة قوية فأعطاها واعطته الديمومة والخلود.
نقلاً عن :
مجلة أخبار الأدب
الأحد 19 مايو 2003