المحاضرة التاسعة ا
المحاضرة التاسعة
النقد الأدبي الحديث
د. عبير عبد الصادق محمد بدوي
أستاذ الأدب والنقد المشارك
البنيوية:
أعلت الاتجاهات البنيوية من سلطة النَّص، ولم تعر اهتماماً مماثلاً للعناصر الأخرى، فكان ذلك أحد المآخذ التي جعلت البنيويَّة منهجاً نقديًّا عاجزًا عن الوفاء بالدرس الأدبي درساً عميقًا متكاملاً.
فما هي البنيوية ؟ وما دورها ؟ وما صلتها بالنص ؟
مفهوم البنيوية و مرتكزاتها المنهجية:
اشتقت البنيوية من لفظ (البِنْيَة)، التي تعني: تكوين
الشيء، أو الكيفية التي شُيِّد عليها.[1])
ويُقصد بها في علم اللغة مجموعة مركبة من العناصر المتماسكة، والمتداخلة فيما
بينها، بحيث تُلغى فكرة التفرّد؛ بل يتوقّف كل عنصر على بقية العناصر الأخرى، ومدى
علاقته بها؛ فتكون البنيوية عبارة عن دراسة العلاقات بين البني المختلفة في النص
الأدبي. [2])،
وقد لخّص القول (دي سوسير) – الذي يُعدّ أبا البنيوية- بأنها (تنظيم … يعبّر عن
تماسك العلاقات داخل ذلك النص الموحّد) [3]).
أما عالم الاجتماع ليفي شتراوس[4]) ،
فإنه يعرّفها بأنها (مجرد منهج أو نسق يمكن تطبيقه على أي نوع من الدراسات) [5]). يُفهم من ذلك أن البنيوية نظرية قائمة على
تحديد وظائف العناصر المترابطة الداخلة في النص.[6])
البنيوية طريقة وصفية في قراءة النص الأدبي تستند إلى خطوتين أساسيتين وهما: التفكيك
والتركيب ، كما أنها لا تهتم بالمضمون المباشر، بل تركز على شكل المضمون وعناصره وبناه
التي تشكل نسقية النص في اختلافاته وتآلفاته. و هذا يعني أن النص عبارة عن لعبة الاختلافات
ونسق من العناصر البنيوية التي تتفاعل فيما بينها وظيفيا داخل نظام ثابت من العلاقات
والظواهر التي تتطلب الرصد المحايث والتحليل السانكروني الواصف من خلال الهدم والبناء
أو تفكيك النص الأدبي إلى تمفصلاته الشكلية وإعادة تركيبها من أجل معرفة ميكانيزمات
النص ومولداته البنيوية العميقة بقصد فهم طريقة بناء النص الأدبي. ومن هنا، يمكن القول
: إن البنيوية منهجية ونشاط وقراءة وتصور فلسفي يقصي الخارج والتاريخ والإنسان وكل
ما هو مرجعي وواقعي ، ويركز فقط على ما هو لغوي ويستقرئ الدوال الداخلية للنص دون الانفتاح
على الظروف السياقية الخارجية التي قد تكون قد أفرزت هذا النص من قريب أو من بعيد.
و يعني هذا أن المنهجية البنيوية تتعارض مع المناهج الخارجية كالمنهج النفسي والمنهج
الاجتماعي والمنهج التاريخي والمنهج البنيوي التكويني الذي ينفتح على المرجع السياسي
والاقتصادي والاجتماعي والتاريخي من خلال ثنائية الفهم والتفسير قصد تحديد البنية الدالة
والرؤية للعالم.
(( وحينما يصبح اهتمام القراءة مقصوراً على التحليل الشكلي للنص في تركيز واضح
" على ما يجعل الأدب أدباً" وعلى القيم الجمالية القائمة على العلاقات بين المكونات البنائية الداخلية للنص في عزلة كاملة عن القيم الخارجية المقابلة يفقد النص سلطته. فالإلزام الوحيد الذي يمارسه النص مع قارئه إلزام شكلاني خالص قائم على الاهتمام بآليات الدلالة وليس بالدلالة ذاتها .
وحينما نتحول إلي البنيوية الأدبية ، متخطين النقد الجديد .... فسوف نواجه بالموقف الشكلاني نفسه من النص وسلطته . ولكي ندرك جوهر الموقف البنيوي من سلطة النص وانصرافه إلى تحليل البنى اللغوية ، الشكلانية ، للنص وطريقة أدائها للمعنى أو الدلالة من دون أي اهتمام بالمعنى في حد ذاته نحيل القارئ إلى التعريف البالغ " التبسيط " للبنيوية الذي يقدمه " إميل بنفستي" [7])لها. وهو تعريف يبرز الطبيعة السطحية للمشروع البنيوي بطريقة تثير الرثاء يقول " بنفنستي " :
" ... فإذا سلمنا بأن اللغة نسق ( أو نظام ) يصبح الأمر أمر تحليل بنيتها ، وحيث إن كل نسق يتكون من وحدات يؤثر كل منها في الآخر ، فإنها تتمايز عن الأنساق الأخرى بالترتيب الداخلي الذي يمثل بنيتها ، وتتكرر بعض التجمعات بينما تندر أخري بينما لا تتحقق تجمعات أخرى رغم إمكان ذلك نظرياً، والقول بأن للغة ما
( أو لجزء من لغة ما ، مثل صوتياتها و مورفولو جيتها ) نسقا تنظمه بنية يجب الكشف عنها ووصفها يعنى تبني وجهة نظر " بنيوية " [8]) .
وجملة القول : أن النص الأدبي لغة ،و اللغة نسق أو نظام ، وظيفة القارئ ـ من منظور بنيوي ـ أن يضع يده على الوحدات اللغوية الأصغر داخل النص ،وعندها سيواجه بتجمعات متكررة وأخرى نادرة ، ومجموعات ثالثة ممكنة التحقيق نظرياً لكنها لم تتحقق ..فالتحليل تحليل لغوي شكلاني يركز على كيفية حدوث المعنى وليس المعنى .[9]) وهذا ما أكد سوسير عليه في فترة مبكرة حيث قال وهو في سن الثانية والعشرين في كتابه الوحيد ، الذي نشر أثناء حياته عام 1879م بعنوان:
Memoire" sur le systeme primitif des doyelles dans les languses indo -europeennes "
إن اللغة هي نسق من العلامات تتحدد دلالاتها على أساس شبكة علاقات داخل نظام محدد ، وقد أضاف فيما بعد ، في محاضراته في علم اللغويات العام ، أن أساس اللغة هو توحد التركيبات الصوتية والمفاهيم العقلية .[10] )
أنواع البنيوية:
إذا تأملنا البنيوية جيداً وبعمق دقيق باعتبارها مقاربة ومنهجاً وتصوراً فإننا سنجد بنيويات عدة وليس بنيوية واحدة: فهناك البنيوية اللسانية :مع دوسوسور[11] )ومارتنيه وهلمسليف[12] )وجاكبسون[13] )
وتروبوتسكوي [14]) وهاريس[15] )، وهوكيت ، وبلومفيلد[16]) …، و البنيوية السرديةNarratologie مع رولان بارت وكلود بريمون وجيرار جنيت…، والبنيوية الأسلوبية stylistique مع ريفاتير[17]) وليو سبيتزر وماروزو وبيير غيرو، وبنيوية الشعر مع جان كوهن[18] )ومولينو وجوليا كريستيفا ولوتمان…، والبنيوية الدراماتورجية أو المسرحية Dramaturgie مع هيلبو… أو البنيوية السينمائية مع كريستيان ميتز….، والبنيوية السيميوطيقية مع غريماس وفيليب هامون وجوزيف كورتيس…، والبنيوية النفسية مع جاك لاكان وشارل مورون ، والبنيوية الأنتروبولوجية خاصة مع زعيمها كلود ليڤي شتراوس الفرنسي وفلاديمير بروب الروسي، والبنيوية الفلسفية مع جان بياجيه [19])،وميشيل فوكو[20] )، وجاك دريدا ، ولوي ألتوسير[21])…
البنيوية الغربية:
إن أول من أسس منهج البنيوية العالم اللغوي السويسري (فردينان دي سوسير 1913م)، في محاضراته التي ألقاها عن ثنائية اللغة والكلام، وثنائية المحور التاريخي التطوري، والمحور التزامني الوصفي، إضافة إلى ثنائية علمي اللغة: الداخلي و الخارجي. [22]) وقد قامت البنيوية على هذه الثنائيات اللغوية المتقابلة، وإن كان سوسير لم يعبِّر بلفظ (البنية) وإنما (نظام) [23])؛ ولكن اختلاف اللفظ لا يُشكِل مادام يقصد المعنى نفسه للبنية، وقد استفاد سوسير من مبادئ المذهب التجريبي الذي تبنته الدراسات اللغوية[24]) .
وبعد حقبة من الزمن تنقلنا من سويسرا إلى روسيا حيث الشكلانيين الروس؛ الذين وضعوا أسساً منهجية مستقلة عما يريده النظام الشيوعي من تركيز على المضمون، وذهبوا إلى أن قيمة الوسيلة الأدبية تعتمد في الأساس على علاقتها مع الوسائل الأدبية الأخرى.
ومن
المؤسسين لهذه المدرسة "رومان جاكبسون"؛ الذي التحق بعد ذلك بمدرسة "براغ"،
وقد عمد إلى رسم بياني كامل بيّن فيه عوامل التواصل الكلامي بتوزيع المرسل والمرسل
إليه، الذين يعدهما من أهم عناصر التواصل الستة في الوظائف اللغوية [25]). وقد كان السبّاق بلفظة
(البنيوية) كمنهج نقدي [26])
وبعد براغ والشكلانيين أثبتت مدرسة (النقد الجديد) في أمريكا وإنجلترا ضرورة عزل النص
عمّا يؤثر فيه، وعــــــــــــــــــــــدُّوا الأعمال الأدبية أشياء مجردة بعيدة عن
العوامل الخارجية !!![27])
أما ليفي شتراوس العالم الأنثروبولوجي فقد جعل النموذج اللغوي مقوِّماً في دراسة الكليّات،
وهذا الاعتماد يسّر تمازج العلوم الإنسانية؛ الذي تجسّد بلقاء هذا العالم بـ"جاكبسون"
ليتعاونا في تحليل نص لبودلير[28] )(القطط)، يصبح وقتها الميلاد
الفعلي للمنهج البنيوي في النقد الأدبي [29]).
بعد ذلك كان اهتمام علماء النفس بالشعور واللا شعور
على أساس أنهما بنى لغوية، فنجد "جاك لاكان" يؤسس علم النفس البنيوي القائم
على أن البنية الشاملة للغة هي بنية لا شعورية، وأن لا وجود لأية علاقة مباشرة بين
النفس و التجربة[30]).
وكذلك الفرنسي "جان بياجيه" ، الذي جعل للبنية ثلاث خصائص لا بد أن تتسم
بها: هي الكلية؛ فتتكون البنية من عناصر داخلية خاضعة لقوانين النسق، والتحول؛ وهو
سلسلة من التغيرات الباطنة تحدث داخل النسق، والتنظيم الذاتي؛ فتنظم البنية نفسها لتحفظ
لها وحدتها، وتساهم في طول بقائها .[31] )
وكان للناقد الفرنسي "رولان بارت" إسهامات في البنيوية، ولكنه في آخر عمره انتقدها، ونأى عنها إلى التفكيكية[32] )" .وبخاصة أنه عاش مرحلتي البنيوية وما بعد البنيوية ومارسهما بكثير من الصخب ففي مقاله "changer l,objet lui-meme"
وضع يده علي الفوارق المبدئية بين موقفي البنيوية وما بعد البنيوية من العلامة بمفهومها السويسري ، بمعني التوحد بين الدال والمدلول ،وهو توحد تؤكده دائرة الاتصال كما قدمها" دي سوسير" ، أما ما بعد البنيوية فتقوم بصفة أساسية علي التشكيك في صلاحية النموذج العام للتطبيق على النماذج (النصوص ) الفردية ، خاصة أن ذلك يعني مقدما إجهاض احتمالات الاختلاف بين النصوص الفردية . ومن ثم ، فإن النقد ما بعد البنيوي ، كما يقول "بارت "، لا ينشغل بالبحث عن معنى كامن ، بل يرفض التسليم بقدرة العلامة على إحداث معنى بعد أن أصبحت العلامة نفسها موضع مساءلة وشك ، وهذا ما يؤكده ناقد أمريكي متأخر هو " رتشارد بارني " في دراسة له عن المشهد النقدي المعاصر في أمريكا يقارن فيها أيضا بين موقف كل من البنيوية والتفكيك من اللغة والعلامة اللغوية "[33]).
" وآرء" ليفي شتراوس" العالم الأنثروبولوجي حول العلاقات في المجتمعات البدائية هي التي شجعت علي نقل النموذج البنيوي اللغوي إلى الأدب وظهور البنيوية الأدبية . أما "دريد " فهو النموذج الأمثل لذلك التداخل الكامل بين الفلسفة والنقد الأدبي ، فهو ناقد يتعامل مع النقد كفيلسوف ، وفيلسوف ينقل مقولاته الفلسفية إلى الدراسات الأدبية .[34] )
البنيوية العربية التراثية:
لم يكن النقد العربي القديم بأدواته يستطيع تحليل النص الأدبي كما يقوم به أصحاب البنيوية الآن؛ إلا أن هناك بعض البدايات والنظرات التي تشابه إلى- حدٍ ما - ما يقوم به البنيويون اليوم،فحينما يكشف هؤلاء عن العلاقات المتشابكة في النص فأولئك بدورهم كانوا يبحثون عنها أيضا وإن لم تكن العلاقات نفسها ، فعبد القاهر الجرجاني في دلائل الإعجاز تحدّث عن العلاقات النحوية في النص، وتأثيرها في التعبير الأدبي، إضافة إلى أن نظريته الشهيرة (النظم) كانت تشبه إلى حدٍ كبير ما يعرف بالتوليد في النص، و أن ليس للمفردة المجردة مزية حتى تدخل في سياق معين، وهذا ما عرفناه لدى البنيويين؛ الذين يعتمدون في أسسهم على أن العلاقات بين العناصر في النص هي المحور، ولا يعتدّ بالعنصر الواحد بذاته[35]).
وسطوره الأولى التي افتتح بها كتابه "أسرار البلاغة " لا تؤكد سلطة النص فقط ، بل تقدم أيضاً تعريفاَ عربياً مبكراً لنظرية الاتصال الحديثة . يقول الجرجاني :
" اعلم أن الكلام هو الذي يعطي العلوم منازلها ، ويبين مراتبها ،ويكشف عن صورها ، ويجني صنوف ثمرها ، ويدل على سرائرها ،ويبرز مكنون ضمائرها... فلولاه لم تكن لتتعدي فوائد العلم عالِمه ، ولا صح من العاقل أن يفتق عن أزاهير العقل كمائمه ، ولتعطلت قوي الأفكار من معانيها ، واستوت القضية في موجودها وفانيها ، نعم . ولوقع الحي الحساس في مرتبة الجماد ، ولكان الإدراك كالذي ينافيه من الأضداد ، ولبقـيت القلوب مقفلة على ودائعها ، والمعاني مسجونة في موضعها!! [36]).
إن التوقف عند الإحالة السابقة إلى عبد القاهر الجرجاني يؤكد جانبين هما جوهر نظرية "سوسير " اللغوية ، وأساس نظرية الاتصال الحديثة ، فالكلام هنا وحديثه عن الكلام بالمعنى السويسري يؤكد أن أهميته ترجع إلى ضرورة وجود " معنى" يتم "توصيله " إلى آخر أو آخرين ، فالكلام هو الذي يبين مراتب العلم ويكشف عن صوره ويدل على أسراره ويبرز مكنون ضمائره ، ذلك هو " المعنى " أو" الرسالة "أو " المدلول "، ولولا عملية التوصيل التي يقوم بها الكلام ، لما تعدتْ فوائد العلم صاحبه ، وتساوي وجود المعنى مع فنائه أو عدم وجوده ، بل " ولكان الإدراك كالذي ينافيه من الأضداد" أو اللاإدراك ، " ولبقيت القلوب مقفلة على ودائعها ، والمعاني مسجونة في موضعها"
ويعقب الدكتور عبد العزيز حمودة قائلاً: " وحتى لا يقال إننا نحمل عبد القاهر الجرجاني هنا أكثر مما يطيق وأن الرجل ، سواء في أسرار البلاغة ، أو دلائل الإعجاز كان يتحدث في سياق تاريخي مبكر لم يعرف نظرية سوسير عن اللغة باعتبارها نظام علامات ، وأن العلامة اللغوية السوسيرية تنقسم إلى دال ومدلول يحدثان معا الدلالة ،فدعونا نذكر هنا بأن الحديث عن الدال والمدلول لم يكن غريبا على الفكر البلاغي العربي وأنه هو الآخر ، وقبل "سوسير" بثمانية قرون على الأقل تحدث عن اللغة كنظام علامات " [37]).
ويقول عبد القاهر الجرجاني في دلائل الإعجاز :
" الدلالة على الشيء هي لا محالة إعلامك السامع إياه ، وليس بدليل ما أنت لا تعلم به مدلولاً عليه ، وإذا كان ذلك كذلك مما يعلم ببدائه المعقول أن الناس يكلم بعضهم بعضاً ليعرف السامع غرض المتكلم ومقصوده فينبغي أن ينظر إلى مقصود المخبر من خبره وما هو؟ أهو أن يعلم السامع وجود المخبر عنه ؟ أم أن يعلمه إثبات المعنى المخبر به للمخبر عنه ؟ " [38])
ما يهمنا هنا أن ذلك التوحد بين العلامة ، والمشار إليه أو بين الدال والمدلول هو أساس ما نتحدث عنه في دراستنا الحالية باعتباره " سلطة النص "
فسلطة النص التي نتحدث عنها ليست أكثر من قدرة النص الأدبي حتى منتصف القرن العشرين ، ولما يقارب خمسة وعشرين قرنا، على تحقيق دلالة وإنتاج معنى ، ويوم نسفت العلاقة بين الدال والمدلول ، بين العلامة اللغوية وما تشير إليه ، ضربت سلطة النص في الصميم ، يومها تم التحول من " المعنى" إلى " اللا معنى " من تعدد الدلالة إلى لانهائية أو فوضي الدلالة[39]).
أيضاً
ممن كانت له إشارات ولمحات فيما يتصل بهذا المنهج الناقد العربي (حازم القرطاجني ق6
هـ) ، حين أشار إلى بعض عناصر الاتصال في النص لدى البنيويين .[40]) إضافة إلى محاولاته في النظرة
الكلية للنص الأدبي.
وبعد هذا..
• نشأة البنيوية لم تكن نقدية، وإنما لغوية.
• لم يستأثر النقد الأدبي الغربي بهذا المنهج؛ وإنما شمل أغلب العلوم من إنسانية وغيرها؛ بعكس انحصاره عربيا في النقد الأدبي.
• بعض من النقاد الذين تبنوا البنيوية في بداياتها، نفضوا أيديهم عنها بعد أن تبين قصورها في تحليل النصوص، كالفرنسي رولان بارت[41]).
• لا يحق تجاهل وجود بعض نقاط الالتقاء بين النقد العربي القديم على بساطة أدواته، والغربي الحديث في هذا المنهج.
• ظهور ما يسمى بـ (ما بعد البنيوية) كان قد بدأ قبل أن تجئ البنيوية ذاتها إلى الوجود ، ويفسر ذلك ، في جانب منه على الأقل ، قصر عمر البنيوية من ناحية ، والسهولة التي تحـــــــــــول بها ناقد بنيوي مثل "رولان بارت" إلى ما بعد البنيوية ، من ناحية ثانية .
· عمليات التمهيد لسرقة المشار إليه ، والتي ستكتمل في ذروة المد التفكيكي ، كانت قد بدأت قبل أن يتم نقل النموذج البنيوي اللغوي و الأنثربولوجي إلى الدراسات الأدبية ؛ أي أن نسف العلاقة القائمة على التوحيد بين الدال والمدلول ، وهي التي ستؤدي فيما بعد إلى لانهائية الدلالة وفوضاها سبقت المشروع البنيوي الذي جاء في جوهره تأكيداً لعلاقة التوحد بين الدال والمدلول ، وقبل طغيان تيارات الشك في جميع الإحالات والسلطات المرجعية خارج النسق اللغوي ،بل إن الحديث عن الإحالات والسلطات المرجعية خارج النسق اللغوي ، بل إن الحديث عن " علمية" التحليل البنيوي للغة النص الأدبي تعتمد أساساً على وجود ثوابت مرجعية ، مقدمتها العلم ، بطبيعة الحال ، من ناحية ، وعلى علاقة التوحد بين الدال والمدلول بالمفهوم السوسيري من ناحية ثانية واعتماداً على أن ذلك التوحد أمر مسلم به ، انصرف البنيويون إلى دراسة كيفية حدوث الدلالة وليس ماهية الدلالة ، وبمعنى أكثر تحديداً فإن البنيوية بهذا التفسير ، تعتبر مذهبا شكلانياformalistإلى حد كبير .
أخيراً.. تبقى البنيوية أحد المناهج التي حلّت على ساحة النقد بعد العلوم الإنسانية، وانتشرت كالنار في الهشيم في أصقاع الغرب، وحاول أصحابها الرفع من شأنها، وإطالة عمرها، إلا أن مبادئها نفسها هي من اغتالتها؛ لعدم استطاعتها الوفاء بما يستحقه النص الأدبي، فاندثرت بعدما كُتبت لها الحياة والاستمرار حقبة من الزمن.. إذ هكذا سنة الحياة.
وستظل البنيوية منهجاً له حسناته كما أن له سيئاته، يُستفاد منه بشكل جزئي – كما هو حال أغلب المناهج النقدية-؛ مما يؤكد الدعوة إلى الاستفادة من جميع المناهج بعيداً عن سيئاتها المضرة بالنص الأدبي...
[1] ) انظر: لسان العرب مادة (ب ن ي)، نسخة إلكترونية،ومشكلة البنائية، د. زكريا إبراهيم،ط-دار مصر للطباعة ، ص32.
[2] ) البنيوية بين العلم والفلسفة، د. عبد الوهاب جعفر،ط- دار المعارف-مصر ،ط 1989م ، 2، والمدخل اللغوي في نقد الشعر قراءة بنيوية، د.مصطفى السعدني،ط- منشأة المعارف-مصر ،11.
[3] ) انظر: المعجم المفصل للغة والأدب، إميل يعقوب، وميشال عاصي، ط- دار العلم للملايين- بيروت 1987م، 1،334. وقضية البنيوية دراسة ونماذج، د. عبد السلام المسدّي،ط- دار أمية- تونس ، والنقد الأدبي الحديث رؤية إسلامية، د. سعد أبو الرضا،ط- المتحدة للطباعة د.ط 2004م:93-94. ونظرية البنائية في النقد الأدبي، د. صلاح فضل،ط-دار الشروق- القاهرة ،ط2 ،120-121، ومعجم المصطلحات اللغوية والأدبية، د. علية عزت عياد،ط- المكتبة الأكاديمية،القاهرة ،ط 1994م، 141-142.
[4] ) كلود ليفي شتراوس: 28نوفمبر1908م -30 أكتوبر2009م، عالم اجتماع فرنسي، بدأ ليفي ستروس تكوينه بدراسة الفلسفة غير أن هذه النظريات المجردة الاعتباطية البعيدة عن الواقع الاجتماعي ما لبثت أن خيبت آماله, فسافر إلى البرازيل حيث درّس علم الاجتماع ، واكتشف أعمال علماء الإنسان الأميركيين (غير المعروفة في أوروبا آنذاك) مثل بواس وكروبر ولووي ، وبعد عودته إلى فرنسا سنة 1948 م قدّم أطروحتة المتعلقة بالمشاكل النظرية للقرابة 1949م، انتخب أستاذًا في كوليج دو فرانس سنة 1959م وشغل كرسي الأنثروبولوجيا الاجتماعية الذي كان ل مارسيل موس من قبله، فكان لأعمال ليفي ستروس وتعليمه أثر بليغ في مجال علم الإنسان والتحقيق الإثنولوجي الميداني.
[5] ) البنيوية، سمير عبد الفتاح ، مجلة العربي- الكويت ،عدد419 - أكتوبر 1993م ، 151.
[6] ) انظر: المعجم الأدبي، جبّور عبد النور،ط- دار العلم للملايين- بيروت ،ط2 ، 1984،م ، 52.
[7] ) اميل بنفنيست E. Benveniste عالم لسانيات فرنسي يرى في كتابه ( مشاكل اللسانيات العامة)أن علاقة الدال بالمدلول ضروريـــــــة و ذاتيـــــــــــة إلى درجة أنه يستحيل الفصل بينهما .
[8] ) انظر: النقد الأدبي الحديث،د. سعد أبو الرضا،95-97، ومناهج النقد المعاصر، د.صلاح فضل،ط- أفريقيا الشرق-المغرب ، ط1، 2002م، 69-70. ومعرفة الآخر، مدخل إلى المناهج النقدية الحديثة، عبد الله إبراهيم، سعيد الغانمي، عواد علي ط-المركز الثقافي العربي- بيروت ط -1 ،1990 م ،8-9.
[9] ) انظر: البنيوية لجان بياجيه، ترجمة: عارف منيمنه، ود. بشير أوبري،ط- منشورات عويدات- بيروت ،ط -4 ،1985م،64.
[10] ) الخروج من التيه ، د. عبد العزيز حمودة ،ط-عالم المعرفة ،2003م ، 52.
[11] ) فردينان دي سوسير( Ferdinand de Saussure) من 26 نوفمبر 1857م إلى 22 فبراير 1913م عالم لغويات سويسري يعتبر الأب والمؤسس لمدرسة البنيوية في اللسانيات في القرن العشرين، من أشهر علماء اللغة في العصر الحديث ، حيث اتجه بتفكيره نحو دراسة اللغات دراسة وصفية باعتبار اللغة ظاهرة اجتماعية وكانت اللغات تدرس دراسة تاريخية، وكان السبب في هذا التحول الخطير في دراسة اللغة هو اكتشاف اللغة السنسكريتية. ولد دي سوسير في جنيف، وكان مساهماً كبيراً في تطوير العديد من نواحي اللسانيات في القرن العشرين، أول من اعتبر اللسانيات كفرع من علم أشمل يدرس الإشارات الصوتية اقترح دي سوسير تسميته semiology ويعرف حاليا بالسيميوتيك أو علم الإشارات.
[12] ) سبق ترجمته .
[13] ) رومان أوسيبوفيتش جاكوبسون بالروسية( Роман Осипович Якобсон) عالم لغوي، وناقد أدبي روسي 11 تشرين الأول 1896م،18 تموز 1982م ، من رواد المدرسة الشكلية الروسية، وقد كان أحد أهم علماء اللغة في القرن العشرين ، وذلك لجهوده الرائدة في تطوير التحليل التركيبي للغة ، والشعر ، والفن.
[14] ) نيقولاي سرغي نيقولايفتش تروبتسكوي Nikolay Sergeevitch Trubetskoy عالم باللغات واللسانيات وأحد مؤسسي حلقة براغ اللغوية، روسي من أسرة عريقة توارثت لقب الإمارة في روسية وليتوانية قروناً عدة، واشتهر منها قادة عسكريون ومفكرون وعلماء. كان أبوه الأمير سرغي نيقولايفتش تروبتسكوي فيلسوفاً وعالم لاهوت وباحثاً اجتماعياً، وأول رئيس منتخب لجامعة موسكو 1905م.
[15] ) ستيفن هاريس (باللاتينية (Stephen L. Harris أستاذ قسم الإنسانيات والدراسات الدينية في جامعة ولاية كاليفورنيا، ساكرامنتو، وزميل في مؤسسة وستار وزميل سابق في الحلقة الدراسية عن عيسى، ومؤلف عدد كبير من الكتب خاصة كتب تقديم لعلماء الدين في الجامعات العامة.
[16] ) ليونارد بلومفيلد (بالإنجليزية: Leonard Bloomfield) أحد علماء اللغة الأمريكيين وأحد أهم الرائدين في مجال اللغويات البنيوية في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين. من أعماله المهمة والتي أحدثت أثراً كبيراً في فهم اللغة وطبيعتها في ذلك الحين كتابه الذي أطلق عليه عنوان (اللغة)) عام 1933 م, والذي قدم وصفاً شاملاً للغويات البنيوية في أمريكا، قدم إسهامات كبيرة في ميدان اللغويات التاريخية للغات الهندية والأوروبية وفي وصف العديد من اللغات في جنوب شرق آسيا والمحيط الهادي ، بالإضافة إلى وصف العديد من لغات السكان الأصليين في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان منهجه اللغوي متميزاً بالتركيز على الأسس العلمية للغويات والانطلاق من المذهب السلوكي في عدد من أعماله الأخيرة, بالإضافة إلى الاهتمام بالإجراءات البنيوية في تحليل المعلومات اللغوية، إلا أن تأثير اللغويات البنيوية التي أطلقها بلومفيلد قد تراجع وانحسر في نهاية الخمسينيات والستينيات بعد أن ظهرت نظريات القواعد التوليديةالتي كان نعوم تشومسكي من أوائل واضعيها.
[17] (ميشيل ريفاتير باحث ألسني، وناقد أدبي بنيوي أمريكي، وأستاذ في جامعة كولمبيا، كتابه (الأسلوبية البنيوية) عام 1971 م، ثم أتبعه بكتاب (صناعة النص) 1979 م، وفيه يرى أنه ليس من نص أدبي دون (أدبية)، ولا (أدبية) دون نص أدبي.
[18] ) جان كوهن ناقد فرنسي ( 1919_ 1994 م ) أول من تحدث بالتفصيل عن مفهوم الانزياح و ذلك في كتابه " بناء لغة الشعر " ، و قد طبع الكتاب سنة 1966 م و تُرجم إلى العربية سنة 1985 م .
[19] ) جان بياجيه كان الابن الأكبر للسويسري آرثر بياجيه والفرنسية ريبيكا جاكسون، كان عالم نفس وفيلسوف سويسري ، وقد طور نظرية التطور المعرفي عند الأطفال فيما يعرف الآن بعلم المعرفة الوراثية.
[20] ) ميشال فوكو فيلسوف فرنسي، يعتبر من أهم فلاسفة النصف الأخير من القرن العشرين، تأثر بالبنيويين ودرس وحلل تاريخ الجنون في كتابه "تاريخ الجنون", وعالج مواضيع مثل الإجرام والعقوبات والممارسات الاجتماعية في السجون، ابتكر مصطلح "أركيولوجية المعرفة.
[21] ) لوي بيير ألتوسير بالفرنسية) Louis Pierre Althusser 16 أكتوبر 1918 م - 22 أكتوبر 1990 م) كان فيلسوفاً ماركسيا،ولد في الجزائر ودرس في مدرسة الأساتذة العليا في باريس ،التي أصبح بمر السنين أستاذاً للفلسفة فيها، كان ألتوسير لفترة طويلة عضوا في الحزب الشيوعي الفرنسي واعتبر أحد أهم المنظرين الماركسيين في القرن العشرين. جادل في طروحاته التهديدات، من وجهة نظره، على الأسس النظرية للماركسية. منها تأثيرات الإمبريقية على النظرية الماركسية، التوجهات الاشتراكية الإنسانية والإصلاحية التي بانت في انحرافات في الأحزاب الشيوعية الأوروبية، بالإضافة إلى مشكلة "عبادة الشخصية" وعبادة الأيديولوجية نفسها. يعتبر ألتوسير ماركسيا بنيويا، رغم أن علاقته بمدارس أخرى للبنيوية الفرنسية ليست مسألة انتماء بسيط وقد انتقد العديد من أوجه البنيوية.
[22] ) انظر: المرايا المحدبة من البنيوية إلى التفكيك، د. عبد العزيز حمّودة عالم المعرفة-الكويت ط- 1418هـ، 180 .
[23] ) انظر: نظرية النقد الأدبي الحديث، د. يوسف عوض الأمين، ط-1 القاهرة 1414هـ ، 16، ومدخل في قراءة البنيوية، د. عبد الملك مرتاض، مجلة الموقف الأدبي- دمشق عدد 333 رمضان 1419هـ، 35.
[24] ) انظر: النقد الأدبي الحديث، د. سعد أبو الرضا، 97 ، والخطيئة والتكفير، د. عبد الله الغذامي،ط- الهيئة المصرية العامة للكتاب ،ط-4 1998 م، 9-10، والأسلوبية لجورج مولينيه، ترجمة: د. بسام بركة، ط- المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، ط-1 1420هـ،15.
[25] ) انظر: المرايا المحدّبة، 187.
[26] ) انظر: النقد الأدبي الحديث، د. سعد أبو الرضا، 98.
[27] ) انظر :عصر البنيوية من
ليفي شتراوس إلى فوكو، إديث كيروزيل، ترجمة: جابر عصفور، ط- المركز الثقافي
العربي- الدار البيضاء ط-2 ، 1986 م،18، وفي البنيوية والمنهج البنيوي، حسين قبيسي،ط-
مجلة الباحث- باريس سنة1 ،عدد3 ،1978 م،
131.
[28] ) شارل بودلير 1867-1821م شاعر وناقد فني فرنسي، بدأ كتابة قصائده النثرية عام 1857 م عقب نشر ديوانه أزهار الشر، مدفوعاً بالرغبة في شكل شعري يمكنه استيعاب العديد من تناقضات الحياة اليومية في المدن الكبري حتي يقتنص في شباكه الوجه النسبي الهارب للجمال، وجد بودلير ضالته فيما كتبه الوزيوس بيرتيران من پالادات نثرية مستوحاة من ترجمات البالادات الاسكتلندية والألمانية الي الفرنسية، والبالاد هو النص الذي يشبه الموال القصصي في العربية وهو الشكل الذي استوحاه وردزورث وكوليريدج في ثورتهما علي جمود الكلاسيكية، وفي عام 1861 م بدأ بودلير في محاولة لتدقيق اقتراحه الجمالي وتنفيذه فكتب هذه القصائد التي تمثل المدينة أهم ملامحها، وتعتبر معيناً لا ينضب من النماذج والأحلام، يعتبر بودلير من أبرز شعراء القرن التاسع عشر ومن رموز الحداثة في العالم، و لقد كان شعر بودلير متقدماً عن شعر زمنه فلم يفهم جيداً الا بعد وفاته، وكان الشاعر شارل بودلير يري أن الحياة الباريسية غنية بالموضوعات الشعرية الرائعة، وهي القصائد التي أضيفت إلي أزهار الشر في طبعته الثانية عام 1861 م تحت عنوان لوحات باريسية.
[29] ) انظر: مناهج النقد المعاصر،73، والخطيئة والتكفير، 53.
[30] ) انظر: البنيوية لجان بياجيه، 8، والنقد الأدبي الحديث، د. سعد أبو الرضا،92-93، ومشكلة البنائية،33.
[31] ) انظر: النقد الأدبي الحديث، د. سعد أبو الرضا،94-95، و رولان بارت رائد المدرسة البنيوية، د. سامية أحمد أسعد، مجلة الفيصل- الرياض، عدد- 45 ، 1401هـ،71.
[32] ) انظر: البنيوية والنقد العربي القديم، حسام الخطيب، مجلة الموقف الأدبي- دمشق، عدد 181-182-183 1986م ، السنة 16،18-19، والبنيوية سمير عبد الفتاح،152.
[33] ) المرايا المحدبة من البنيوية إلى التفكيك، د. عبد العزيز حمّودة ،ط- عالم المعرفة-الكويت ط- 1418هـ، 179.
[34] ) الخروج من التيه ، د. عبد العزيز حمودة ،ط- عالم المعرفة 2003م ، 55.
[35] ) الخروج من التيه ،د. عبد العزيز حمودة ،ط -عالم المعرفة 2003م، 51.
[36] ) أسرار البلاغة عبد القاهر الجرجاني ، شرح وتعليق ، محمد رشيد رضا ، الطبعة السادسة مصر ، مطبعة صبيح 1959م ، 1.
[37] ) الخروج من التيه ،د. عبد العزيز حمودة ،ط-عالم المعرفة 2003م، 54.
[38] ) دلائل الإعجاز عبد القاهر الجرجاني، قراءة وتعليق محمود محمد شاكر ، القاهرة ، مكتبة الأسرة ، 2000م، 530
[39] ) انظر: الخطيئة والتكفير: د. عبد الله الغذامي،ط- الهيئة المصرية العامة للكتاب ،ط4 ، 1998م، 17.
[40] ) الخروج من التيه ، د. عبد العزيز حمودة ،ط- عالم المعرفة 2003م ، 58.
[41] ) رولان بارت بالفرنسية:( Roland Barthes) فيلسوف فرنسي، ناقد أدبي، دلالي، ومنظر اجتماعي.وُلد في 12 نوفمبر 1915م وتُوفي في 25 مارس 1980م، واتسعت أعماله لتشمل حقولاً فكرية عديدة ، أثر في تطور مدارس عدة كالبنيوية والماركسية وما بعد البنيوية والوجودية، بالإضافة إلى تأثيره في تطور علم الدلالة، تتوزّع أعمال رولان بارت بين البنيوية وما بعد البنيوية، فلقد انصرف عن الأولى إلى الثانية أسوة بالعديد من فلاسفة عصره ومدرسته. كما أنه يعتبر من الأعلام الكبار - إلى جانب كل من ميشيل فوكو وجاك دريدا وغيرهم - في التيار الفكري المسمّى ما بعد الحداثة.