المحاضرة الثانية ا
المدرســــة الرومانسـية
" الابتداعيــة "
ولدت الرومانسية فى الأدب العربى على يد خليل مطران
( 1872م – 1949م ) فقد دعا إلى ظهور شخصية الشاعر من خلال شعره ، كما دعا إلى
البعد عن المحسنات المتكلفة والزخرف فى القول ، ثم نادى بالوحدة العضوية فى
القصيدة ، واتهم الشعر الكلاسيكى بأنه خال من الوحدة ، مجرد من العاطفة الصادقة مع
الابتكار فى الموضوعات ، وتحليق الخيال ، والتغنى بذات الشاعر ومشاعره . وقد ولد
مطران فى أسرة عربية عريقة من أسر بعلبك فى لبنان لأب مسيحى كاثوليكى ، ولم تكن
أمه " ملكة الصباغ " لبنانية الأصل ، بل كانت فلسطينية ، وعنها ورث
ابنها الشعر إذ كانت
شاعرة ، وورث عن آبائه بغض الظلم والوقوف
فى وجه الجبارين . ولما رأى فيه أبوه مخايل الذكاء اهتم بتعليمه ، فأرسله إلى
الكلية الشرقية بزحلة ، ولما أتم دروسها ألحقه أبوه بالمدرسة البطريركية للروم
الكاثوليك فى
بيروت ، وفيها نهل اللغة العربية على أديب عصره إبراهيم اليازجى ، وفى هذه المدرسة
حذف الفرنسية على معلم فرنسى ، ولم يكد يتم دروسه فيها حتى أظهر موهبة غير عادية
فى نظم الشعر وصوغه ، وفى سنة 1890م نزل باريس ، وعكف فيها على دراسة الآداب
الفرنسية ، ثم لم يلبث أن عزم على الهجرة إلى مصر ، فنزلها فى 1892 م ، وكانت
حينئذ ملجأ الأحرار من البلاد العربية ومن هذا التاريخ تبنته مصر واحتضنته حتى لفظ
أنفاسه الأخيرة فى 1949 م .
وتدل دلائل مختلفة على أن ثقافته بالآداب الفرنسية كانت واسعة ، ولم يقف
بها عند التأثير فى شعره ، فقد طمح إلى النهوض بالمسرح المصرى ، وترجم لذلك عطيل
وهملت وماكبث وتاجر البندقية لشكسبير([1]) ، يقول عنه الناقد مصطفى السحرتى : " لقد عبر شعر مطران عن حياته وعن نفسيته
تعبيراً صادقاً ، فهو شاعر رومانسى يهيم بالحب هياما ، ويشغف بالجمال شغفاً كبيراً
، وتبدع ريشته فى مجالى الألم أيما إبداع " ومن أروع قصائده الرومانسية
موضوعاً وأسلوباً قصيدة " المساء " فقد عكس فيها أحزانه
وآلامه ، وحبه وعواطفه ونوازعه . وفيها يقول :
داءٌ
ألَمَّ فَخِلْتُ فِيهِ شَفَائِي |
|
مِنْ صَبْوَتِي فَتَضَاعَفَتْ
بُرَحَائِي |
وهى قصيدة باهرة ، وبها كل طوابع الجديد عند مطران .
فهى تجربة شعورية كاملة ، صب فيها نفسه المليئة بالأوجاع والآلام ، ولم يصبها فقط ، بل صب أيضا عناصر الطبيعة من حوله .
ثم تتابعت الدعوات لتجديد الشعر الحديث فى ظل المدرسة الرومانسية ، حيث ظهرت ثلاث مدارس فى ظلها تعزز هذا الاتجاه التجديدى وهى :
1- مدرسة الديوان 2- مدرسة أبولو 3- مدرسة المهجر
أولاً : مدرسة الديوان :
ورواد هذه المدرسة هم عبد الرحمن شكرى ([2]) ، وابراهيم عبد القادر المازنى ([3]) ، وعباس محمود العقاد (3) ،
وقد بنوا دعوتهم على أنقاض الاتجاه الكلاسيكى ، فاتجه شكرى فى شعره إلى التأمل
الوجدانى ، والإستبطان
الذاتى ، وغلب على المازنى الروح الرومانسية المتشائمة المتبرمة بالناس والحياة ،
ونظم العقاد فى الشعر الفلسفى والوجدانى وقد عبروا عن اتجاههم فى الديوان الذى جاء
فيه :
" ينبغى أن تكون القصيدة عملاً فنياً تاماً ، يكمل فيه تصوير خاطر أو خواطر متجانسة كما يكمل التمثال بأعضائه ، والصورة بأجزائها ، واللحن الموسيقى بأوزانه ، بحيث لو اختلف الوضع ، أو تغيرت النسبة أخل ذلك بوحدة الصنعة وأفسدها . "
واشترك ثلاثتهم فى عدة سمات ، فهم أولاً من ذوى الثقافة الأدبية الانجليزية بالإضافة إلى الثقافة العربية ، فالمازنى وشكرى اتصلا بالثقافة الأدبية الانجليزية أولاً عن طريق دراستهما الرسمية فى مدرسة المعلمين العليا ، ثم عمقا هذه الثقافة بالدراسة الشخصية والعمل فى الحقل الأدبى ، أما العقاد ، فقد اتصل بتلك الثقافة الانجليزية عن طريق قراءته الشخصية ، وتثقيفه الذاتى ، الذى وصل به إلى القمة التي تربع عليها كواحد من أعلام الأدب . وهم ثانياً من المفكرين المغلبين كثيراً لجانب العقل ، وهم ثالثاً من الشباب الثائر ، المتطلع إلى آفاق عليا وقيم أفضل ، وهم رابعاً من الطموحين الذين يرون آمالهم أكبر من إمكانيات عصرهم وظروف معيشتهم .
وقد كانت لهؤلاء الثلاثة قراءات فى الشعر الانجليزى وتعرف على شعرائه وخاصة الرومانتيكيين من أمثال " وردزورث " و " شيلى " و "بيرون" وغيرهم .
كما كانت لهم قراءات فى النقد ، وإعجاب بالناقد الإنجليزى " هازلت " بصفة خاصة ([4]) .
وقد اتسم شعرهم بسمات التجديدية والذهنية .
أما التجديدية فتتمثل فى جانبين :
ـ جانب المفهوم الحقيقى للشعر وهو أن الشعر تعبير عن النفس الإنسانية فى فرديتها وتميزها .
ـ جانب الشكل الفنى للقصيدة وهو ما يقوم على اعتبارها كائناً حياً ، لكل جزء من أجزائه وظيفة ومكان كوظيفة عضو الجسم ومكانه([5]) .
أما الذهنية ، فتتمثل فى رعاية الجانب الفكرى فى النسيج الشعرى ، وعدم قصر هذا النسيج على خيوط من العاطفة وحدها ، فالواجب عندهم أن يخاطب الشعر العقل كما يخاطب القلب ، وأن يتسع مفهوم الوجدان بحيث يشمل كل ما يجده الإنسان فى نفسه من شعور ومن فكر معاً .
ومن هنا ثار هؤلاء المجددون على طريقة المحافظين ، ونعوا عليهم اتخاذهم النماذج الشعرية القديمة مثلا أعلى ، كما نعوا عليهم زجهم بالشعر فى المناسبات والمحافل والبعد عن النفس الإنسانية ، كما عابوهم أيضاً بالاهتمام بقشور الأشياء وظواهرها ، وعدم اتضاح الشخصية وتميزها ، وعدم رعايتهم للوحدة العضوية فى القصيدة .
وأكثر الثلاثة آنذاك من الدعوة إلى مذهبهم الجديد فى الشعر والنقد ، وبدأوا يطعمون شعرهم بالأخيلة والمعانى والصور الغريبة ، ويكتبون فى وحدة القصيدة ، ويدعون إلى الأصالة وصدق الشاعر فى العاطفة والإحساس والتعبير ، وظهور شخصيته الفنية واستلهام الشاعر للطبيعة ، وتناوله لشتى الموضوعات الإنسانية .
ومن حيث كان مطران ينادى بالشعر الموضوعى ، والجانب الوجدانى فى الوصف ، كان العقاد وزميلاه يدعون إلى الجانب الذاتى أو الغنائى منه ، وخرجوا بنظرية جديدة أسموها " شعر الوجدان " واتخذ شكرى شعاراً لـه فى الجزء الأول من ديوانه ، الذى سماه " ضوء الفجر " هذا البيت من شعره:
ألا
يا طائر الفردوس |
|
إن الشعر وجدان |
وهكذا صار المضمون الشعرى عند هؤلاء الثلاثة لابد وأن يتخذ فى الشعر الغنائى الطابع الوجدانى سواء استمده الشاعر من الطبيعة الخارجية أم من ذات نفسه العاطفية أو الفكرية .
ويرجع هؤلاء الثلاثة فى النقد إلى هازليت وماكولى أرنولد وشاسترى ، وأغلب آراء العقاد فى النقد تعود إلى آراء وليام هازليت ومحاضراته عن الشعراء الانجليز ، ويشبهه العقاد كثيراً فى عنفه النقدى ، مع ايثاره للمذهب النفسى فى النقد الذى كان يؤثره شكرى .
ومن نظرية الشعر الوجدانى عند هؤلاء الثلاثة انبثقت الدعوة إلى أن يكون الشعر تعبيراً عن ذات الشاعر وشخصيته وأن يبعد عن المناسبات ، وأن يغلب عليه طابع الألم والأنين وحب الطبيعة وتصويرها ، وأن تسوده وحدة عضوية كاملة ويعبر عن تجربة شعرية عميقة .
وخاض الثلاثة معركة الجديد مع شوقى وحافظ والمنفلوطى ، ولكن الأيام فرقت
بينهم ، ففى عام 1916م انفصل شكرى عن زميليه بعد أن استفحلت الوشايات بينهم ،
وثارت إثر ذلك الخصومة بين ثلاثتهم ، فأخذ شكرى يعيب على المازنى انتحاله لبعض
الأشعار الانجليزية بعامة ، ومما دون فى "الكنز الذهبى" بخاصة ، وكتب فى
مقدمة الجزء الخامس من ديوانه يندد بهذه السرقات الشعرية وتبادلا النقد على صفحات
جريدة " النظام " وكتب شكرى يهاجم المازنى والعقاد ـ الذى انتصر لصديقه
المازنى ـ معا على صفحات
" عكاظ " فى مقالات نشرها عامى 1919م و1920م .
وفى عام 1920م و1921م أصدر العقاد والمازنى جزئين من كتاب جديد سمياه " الديوان " نقد فيه العقاد شوقيا والمنفلوطى ، ونقد المازنى حافظا وعبدالرحمن شكرى ، الذى سماه " صنم الألاعيب " ورماه بالشعوذة والجنـون .
وأطلق اسم مدرسة شعراء الديوان على هؤلاء الشعراء الثلاثة على الرغم من أن الكتاب هو للعقاد والمازنى فقط ، وعلى الرغم من أنه يحمل هجوما على زميليهما شكرى .
وقد أحدث كتاب " الديوان " ضجة كبيرة فى العالم العربى ، وكان حافزا لظهور كتاب " الغربال " للشاعر المهجرى نعيمة ، الذى كتب العقاد مقدمته .
ويشاء الله أن يعود الصفاء والود بينهم فيحل محل العداء والجفاء ، وكان ذلك فى عام 1934م ([6]) .
ويكتب العقاد والمازنى الفصول الطويلة عن شكرى ، اعترافاً بفضله ، وأقر المازنى بأستاذية شكرى لـه ، ونظم شكرى قصيدته الطويلة " بعد الإخاء والعداء " ونشرها فى مجلة الرسالة وقال فيها :
حنوت
على الود الذى كان بيننا |
|
وإن صد عنه ماجنينا على الود |
وينكر العقاد تأثره هو أو أحد رفاقه بمطران ، ويؤكد أنه كان هو وزميلاه يتعرفون على ألوان التجديد فى الشعر بقراءاتهم المباشرة فى الأدب الإنجليزى ، وعدم احتياجهم لأن يتأثروا بالتجديد نقلا عن مطران ، الناقل بدوره عن الفرنسية ، بل يبالغ العقاد فيرى أن مطران قد تأثر بهؤلاء الشعراء الثلاثة ، ويستدل على ذلك باتجاه مطران أخيراً إلى الأدب الإنجليزى وترجمته لبعض أعمال شكسبير ([7]) .
والواقع أن العقاد وصاحبيه ، لم يظلوا غافلين عن التجديد حتى ظهر ديوان مطران سنة 1908م ، ولم يكن كتاب " الديوان " الذى ظهر سنة 1920م ، 1921م هو بداية المعركة بينهم وبين المحافظين ، فالحق أن كتاباتهم التجديدية قد بدأت بكتابات العقاد فى صحيفة الدستور سنة 1907م ، حيث نشر بها وبغيرها آراء نقدية تجديدية عن " التشبيه الشعرى " و " الشعر والألفاظ " و " الكاتب والشاعر " وغيرها من الموضوعات النقدية الهامة والحق أن معركتهم مع المحافظين قد بدأت بنقدات العقاد لحافظ وشوقى ، التي بدأها 1909م .
وليس يبعد بعد ذلك أن يكون مطران بما كتبه مبكراً فى المجلة المصرية سنة 1900م قد كان من عوامل التنبيه التي حمست هؤلاء الشبان على ارتياد آفاق جديدة فى الشعر ونقده .
ونستطيع أن نحدد معالم مدرستهم فى إيجاز على النحو التالى :
1- ابتعدوا فى موضوعاتهم عن المجال الخارجى النائى عن نفس الشاعر ووجدانه ، فلا يقولون شعراً فى المناسبات والمجاملات والمحافل والإصلاحات ، وإنما يهتمون كل الاهتمام بالعالم النفسى للشاعر ، وما يتصل بهذا العالم من تأملات فكرية ، ونظرات فلسفية ، تهتم بحقائق الكون ، وتفتش عن أسرار الوجود ، وخفايا الطبيعة وواضح أن ذلك كان رد فعل لتطرف المحافظين ، وإسرافهم فى الخوض بالشعر فى شتى المناسبات والمجاملات .
يقول شكرى فى قصيدته " حلم بالبعث " :
رأيت
فى النوم أنى رهن مظلمة |
|
من المقابر ميتا حولـه رمم |
فهو يتحدث عن فكرة البعث ، وما يكتنفه من فزع وهول ، ويتخذ من ذلك وسيلة لتصوير إحساسه بثقل الحياة وعبء المعيشة ، حتى ليتمنى الموت الأبدى ، ويكره البعث الذى يعود به إلى الحياة من جديد ، وذلك لما يتصوره فى العوده إلى الحياة من تكرار لما فيها من آثام العيش وسخافات الناس . وقد اتخذ شكرى لهذه القصيدة صورة الحكاية التي تقع أحداثها فى حلم .
2- حاولوا جاهدين أن يتعمقوا فى المعنى ، حتى يستنبطوا الحقائق ويصلوا إلى جواهر الأشياء ، غير مكتفين بالظواهر ، ولا واقفين عند المحسوسات ، يفعلون ذلك وإن أدى فى بعض الأحيان إلى شىء من البرود أو الجفاف .
3- حاولوا تحقيق الوحدة العضوية ، وجعلها بناء حياً بحيث لا تتعد أغراضها ، ولا تتنافر أجزاؤها ، وإنما تتناول تجربة واضحة ، وتصلح لأن يوضع لها عنوان يشير إلى مضمونها ، على أن تتآزر أجزاؤها ، ويؤدى كل منها وظيفة حية فى مكانه ، بحيث لو تقدم معنى أو تأخر أو حذف لاختلت القصيدة من أساسها ، وأصابها التشويه ، فهى مثل الكائن الحى فى كماله وتمام أعضائه .
4- الابتعاد عن اتخاذ النماذج القديمة مثلاً أعلى ؛ فلا يتمثلون معانيها ، ولا يترسمون صورها ، ولا يحاكون بناءها ، وإنما يرتبطون بها فقط فى حدود استخدام اللغة العربية فى تراكيب قويمة ، تصور صورهم ، وتعبر عن معانيهم .
5- الدعوة إلى الشعر المرسل ، وتعدد القافية فى القصيدة الواحدة على غير النظام العمودى فى القصيدة التي تتوحد فيها القافية .
6- البعد عن الصنعة وتجنب الزيف ، ليكون الشعر مفعما بالمشاعر القوية والأحاسيس الذاتية ، وقد كانت أحاسيسهم مفعمة بالأسى ، مليئة بمشاعر المرارة ، جياشه بالحزن والضيق الذى يبلغ أحياناً حد اليأس وليس من شك فى أن قراءات رواد هذا الاتجاه فى الأدب الرومانتيكى الإنجليزى ، قد كان لها أثر فى شيوع هذه العاطفة فى شعرهم ، ولكن طبيعة هؤلاء الرواد أولاً ، وظروف حياتهم ثانياً ، كان لها أعظم الأثر فى هذا الشأن ومما يمثل هذا الطابع من شعر العقاد قوله فى قصيدة يصور فيها مشاعر الأسى والحزن والضيق ومنها :
ظمأن
ظمأن لا صوب الغمام ولا |
|
عذب المدام ولا الأنداء تروينى |
وليس كل شعر أصحاب هذا الاتجاه آخذاً هذا المنحى ، بل لهم شعر يصل أحياناً إلى حد السخرية والإضحاك ، ولهم أيضاً شعر لا تكاد تلمس فيه إلا برودة الذهن وجفاف العقل ، ولكن طابع الفكر الممزوج بالعاطفة ، هو الطابع الغالب على شعر هؤلاء الشعراء .
7- الصدق الفنى فى التجربة الشعورية ، بمعنى أن تكون القصيدة دقيقة فى نقل ما فى نفس الشاعر من معانى تتصل بالفكرة التي انفعل بها وتأثر بها مما دفعه إلى نظمها .
على أن مــن أهــم الكتابات الموضحة لمعالم هذا الاتجاه ما جاء فـى مقدمة شكرى لديوانـه الخامس الصادر سنة 1916 ، والتى يقول فيها : " .... ويمتاز الشاعر العبقرى بالشره العقلى ، الذى يجعله راغباً فى أن يفكر كل فكر ، ويحس كل إحساس ... ولقد فسد ذوق المتأخرين فى الحكم على الشعر ، حتى صار الشعر عبثاً لا طائل تحته ، فإذا تغزلوا ، جعلوا حبيبهم مصنوعاً من قمر وغصن وتل وعين من عيون البقر ، ولؤلؤ وبرد .. وأجل المعانى الشعرية ما قيل فى تحليل عواطف النفس ووصف حركاتها ... والشعر ما أشعرك وجعلك تحس عواطف النفس إحساساً شديداً .... فالمعانى الشعرية ، هى خواطر المرء وآراؤه وتجاربه وأحوال نفسه وعبارات عواطفه ... إن قيمة البيت فى الصلة بين معناه وبين موضوع القصيدة ... ومثل الشاعر الذى لا يعنى بإعطاء وحدة القصيدة حقها ، مثل النقاش الذى يجعل نصيب كل أجزاء الصورة التي ينقشها من الضوء نصيبا واحداً " .
[1] ) انظر الادب العربى المعاصر فى مصر / 122
[2] ) ولد عبد الرحمن شكرى ببور سعيد سنة 1886 م ، وتعلم بها
وبالاسكندرية وبالقاهرة ، حيث أتم دراسته الثانوية برأس التين ، ثم دخل مدرسة
الحقوق ، ولما فصل منها لأسباب سياسية التحق بالمعلمين العليا ، وتخرج سنة 1909م ،
وأوفد فى بعثة إلى انجلترا ، فدرس فى جامعة " شيفلد " ثلاث سنوات ونال
درجة البكالوريوس فى الآداب ، ثم عاد إلى مصر واشتغل فى مناصب التعليم من مدرس إلى
مفتش إلى ناظر ، ثم اعتزل الخدمة سنة
1938 م ، وعاد إلى بورسعيد ، وظل بها إلى سنة 1952 م ، ثم انتقل إلى الاسكندرية ،
وظل بها حتى مات سنة 1958م حيث دفن هناك .
[3] ) ولد المازنى بالقاهرة سنة 1889 ، ومات أبوه وهو صغير ، فنشأ نشأة
قاسية صابرة ، وتعلم كل مراحل التعليم بالقاهرة ، وكان قد التحق بالطب بعد إتمام
الدراسة الثانوية ، ولكنه فزع من رؤية قاعة التشريح ، وحاول أن يلتحق بالحقوق ،
ولكنه عجز عن المصروفات ، فالتحق بالمعلمين ، وتخرج سنة 1909 م ، واشتغل بعد تخرجه
بالتدريس فى المدارس الثانوية ، ثم درس الإنجليزية فى دار العلوم ، وأخيراً تبرم
بالوظيفة الحكومية ، واستقال سنة 1913م ، وعمل حيناً فى المدارس الحرة ، ثم تفرغ
من سنة 1917 م للأدب
والصحافة ، إلى أن توفى سنة 1949 م .
3 ) ولد العقاد بأسوان سنة 1889 م ، تلقى بها دروسه الابتدائية ولم يكتف بالمرحلة الابتدائية التي أتمها سنة 1903 م ، وإنما انتفع كثيراً بمجالس الشيخ أحمد الجداوى الذى كان من تلاميذ الأفغانى ، فكان يتردد على مجالس هذا الشيخ كثيراً مع والده ، كما انتفع بالدراسة الذاتية والاطلاع الشخصى الذى وصل به إلى منزلة الريادة بعد ذلك ، وقد اشتغل فى أول حياته العملية ببعض الوظائف الحكومية ، كالقسم المالى بمديرية الشرقية ، وديوان الاوقاف بالقاهرة ، ومصلحة الإيرادات بقنا ، والتدريس فى بعض المدارس الأهلية بالقاهرة ، ولكنه كان يؤثر الصحافة والأدب ، وظل ينتج فى الأدب والفكر حتى توفى سنة 1964 م .
[4] ) شعراء مصر وبيئائهم فى الجيل الماضى / العقاد / 192 ـ 194 .
[5] ) المرجع نفسه /7 .
[6] ) انظر / دراسات فى الأدب
العربى الحديث ومدارسه / محمد عبدالمنعم خفاجى / 2/46
وما بعدها .
[7] ) شعراء مصر وبيئاتهم / 200 .