المحاضرة الرابعة ع
رثاء الأندلس الضائعة
لأبى البقاء صالح بن شريف الرُّندىّ
« نونية الرندى »([1])
لكُل شئٍ إذا ما تم نُقصان |
|
فلا يُغَرَّ بطيب العيش إنسانُ |
هى الأمورُ كما شاهدتها دولٌ |
|
من سره زمن ساءته أَزْمانه |
وهذه الدارُ لا تُبْقى على أحدٍ |
|
ولا يدوم على حالٍ لها شان أزمان |
يُمزَّقُ الدهرُ حتما كل سابغةٍ |
|
إذا نَبَتْ مشرفيّاتٌ وخرصان |
ويُنْتضى كلُّ سيفٍ للفناءٍ ولو |
|
كان ابن ذى يَزَنٍ والغمُد
غَمْدان |
أين الملوكُ ذوو التيجان من
يَمنٍ |
|
وأينَ منهم أكاليلٌ وتيجان |
وأينَ ما شادهُ شَدّادُ فى إرَمٍ
؟ |
|
وأينَ ما فى الفُرس ساسان ؟ |
وأينَ ما حازه قارونُ من ذهبٍ ؟ |
|
وأين عادٌ وشدادٌ وقَحْطان؟ |
أتى على الكلَّ أَمرٌ لا مَرَدَّ
له |
|
حتى قَضَوا فكأنّ القومَ ما
كانوا |
وصار ما كان من مُلْكِ ومن مَلِك |
|
كما حَكى عن خَيال الطَّيفْ
وَسْنان |
دارَ الزمان على (داراً) وقاتَله |
|
وأمّ كِسرى فمآواهُ إيوان ؛ |
كأنما الصعبُ لم يَسْهُلْ له سببٌ |
|
يوماً ولا ملك الدُّنيا سُلَيمان |
فجائعُ الدهرِ أنواعٌ مُنوعةٌ |
|
وللزمان مسراتٌ وأحزان |
وللحَوادث سلوان يسهَّلها |
|
وما لما حَلّ بالإسلام سُلْوان |
دَهَى الجزيرة أمرٌ لا عزاءَ له |
|
هَوَى له أَحدٌ انْهَدّ ثَهْلان |
أصابَها العينُ فى الإسلام
فارتزأتْ |
|
حتى خَلَتْ منه أقطارٌ وبُلْدان |
فأٍسأل بلنسية ما شأن مُرْسية؟ |
|
وأين شاطبةٌ أم أين جَيّان |
وأين قُرْطُبَةٌ دارُ العلومِ فكم |
|
من عالمِ قد سما فيها له شان |
وأينَ حمصٌ وما تَحْويه من نُزَهٍ |
|
ونَهْرُها العذبُ فياضٌ وَملآن؟ |
قواعدٌ كُنَّ أركانَ البلادِ فما |
|
عسى البقاءُ إذا لم تبق أركان؟ |
تبكى الحنيفيةُ البيضاءُ من
أَسفٍ |
|
كما بكى لفراقِ الإلف هيمان. |
على ديارٍ من الإسلامِ خالية |
|
قدأَ قَفرتْ ولها بالكفر عُمْران |
حيثُ المساجدُ قد صارت كنائسَ ما |
|
فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصُلبان |
حيث المحاريبُ تبكى وهى جامدةُ |
|
حيثُ المنابرُ تَرْثى وهى عيدان |
يا غافلاً وله فى الدهر موعظةٌ |
|
إن كُنْتَ فى سنةٍ فالدهرُ
يَقظان |
وماشياً مرحاً يُلْهيه موطنُه |
|
أَبعدَ حمصٍ تَغُرُّ المرءَ أَوْطان؟ |
ملكَ المصيبةُ أنستْ ماَ تَقَدَّمها |
|
وما لها مع طَوال الدهر نسيان |
يا أيها الملكُ البيضاءُ
رَايَتُه |
|
أدركْ بسيفكَ أهلَ الكُفْر لا
كانوا |
يا راكبينَ عِتاقَ الخيل ضامرةً |
|
كأنها فى مَجالِ السَّبْق عُقْبان |
وحاملين سيوفَ الهندِ مُرهفةً |
|
كأنها فى ظَلامٍ النَّقع نيران |
وراتعينَ وراءَ البحر فى دَعَةٍ |
|
لَهُمُ بأَوطانهم عِزّ وسُلْطان |
أعندكمُ نبأ من أهل أندلسِ؟ |
|
فقد سرى بحديث القوم رُكْبان |
كم يستغيثُ بنو المستضعفين وهُمْ |
|
أسرى وقَتْلى فما يَهْتَز إنسان! |
ماذا التقاطعُ فى الإسلام بينكُم |
|
وأنتمُ – يا عبادَ الله- إخوان! |
ألا نفوسٌ أبياتٌ لها هممٌ |
|
أما على الخير أنصَارٌ وأعوان |
يا من لذلةِ قومٍ بعد عِزتِهم |
|
أحالَ حَالهُمُ كُفرٌ وطُغْيان |
بالأمِس كانوا مُلوكاً فى منازِلهم |
|
واليوم هم فى بلاد الكفر عُبدان |
فلو تراهُمْ حَيارى لا دليلَ لهم |
|
عليهم من ثِيابِ الذُّلَّ ألوان |
ولو رأيت بُكاهم عند بَيْعِِمُ |
|
لها لَكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزان |
يا رُبَّ أمً وطفلٍ حيلَ بَينهما |
|
كما تُفَرَّقُ أرواحٌ وأبدان |
وطفلةٍ مثل حُسنْ الشمس إذا بَرزَت |
|
كأنها هى ياقوتٌ ومرجان |
يقودها العِلجُ للمَكروهِ
مُكْرَهَةً |
|
والعينُ باكيةٌ والقلبُ حيران |
لِمثلِ هذا يذوب القلبُ من كَمَدٍ |
|
إن كان فى القلب إسلامٌ وإيمانُ |
قائل النص :-
هو أبو البقاء أو أبو الطيب صالح بن يزيد بن صالح بن موسى بن أبى القاسم بن على بن شريف الرندى الأندلسى من أهل رُنْدَهَ « فى الجزيرة الخضراء بين مالقة وشريش ».
تلقى أبو البقاء الرندى العلم على أبيه وعلى نفر منهم أبو الحسن الدّباج ؟ وابن الفخار الشريشى وابن قطرال وأبو الحسن بن زرقون وأبو القاسم بن الجَدَّ التونسى. ويبدو أنه كان منقطعاً إلى بنى الأحمر، كثير التردد على غرناطة، كما أنه قد أقام حيناً فى مالقة، ولعل وفاته كانت فى سنة (684هـ - 1285، 1286م).
وكان أبو البقاء الرندى حافظاً للحديث وفقيهاً وفرضياً ومشاركاً فى الحساب، ثم كان بارعاً فى منظوم الكلام ومنثوره مجيداً فى المدح والغزل والزهد والوصف ، ولكن شهرته ترجع إلى قصيدته « لكل شئ إذا ما تم نقصان » وقد نظمها بعد ضياع عدد المدن الأندلسية، وهى قصيدة تجمع بين العاطفة المكلومة والسهولة المتناهية والسرد المنطقى.
وكان أبو البقاء الرندى مصنفاً ألف فى الفرائض « تقسيم الإرث » نظماً ونثراً، وله أيضاً مقامات بديعية، ومن كتبه : روحة الأنس ونزهة النفس – مختصر فى الفرائض – الوافى فى نظم القوافى([2]).
اللغة :-
1- الدَول : بفتح الدال أو بضمها انقلاب الأمر مرة بعد مرة لهؤلاء ومرة لأولئك.
2- هذا الدار : هذه الدنيا.
3- السابغة : الدرع، المشرفى : السيف من صنع مشارف الشام، كناية عن الجودة حديده وصنعه. الخرص : الرمح والجمع خرصان.
والمعنى : إذا لم تتمزق الدرع بالسيوف والرماح فإنها تتهرأ بمرور الزمن ( من لم يقتل فى الحرب مات بالدهر بانقضاء أجله).
4- انتضى الفارس سيفه: سحبه من غمده. سيف بن ذى يزن : ملك من عظماء ملوك اليمن. غمدان : قصر فى اليمن.
5- الإكليل : التاج الصغير. والمعنى : أن الإكاليل والتيجان لم تدفع عنهم الموت.
6- شاد : بنى، شداد : ملك يمنى قديم فتح فتوحاً كثيرة بعيدة، إرم ذات العماد : الأعمدة : مدينة عظيمة تقول الخرافة إن جدرانها وسقوفها من الذهب والنحاس وأعمدتها من الزبدجد والياقوت. ساسان : مؤسس الدولة الساسانية (الفارسية المتأخرة).
7- حازه : امتلكه. قارون : كان أغنى أغنياء العالم (كانت مفاتيح قصوره كثيرة إلى حد أن الرجل القوى لا يستطيع حملها كلها) عاد وشداد وقحطان : من جدود العرب القدماء والأقوياء.
8- أمر لا مراد له : الموت .
9- خيال الطيف : الحلم : المنام. الوسنان : الذى أخذه النعاس (أفاق من النوم ولم يزل نعسان).
10- دار الزمان : انقلب. دارا (داريوس) فتح الهند وأخضع مقدونية (اليونان) ثم هُزم فى ماراثون (باليونان). كسرى : لقب ملوك الدولة الساسانية. والمقصود هنا كسرى أنوشروان العادل الواسع السلطان والغنى والوجاهة بين الأمم. الإيوان : قصر عظيم لكسرى فى المدائن (على عشرين كيلومتراً شرق بغداد). آواه : حماه من الموت.
11- سلوان : شراب يجعل الناس ينسون مصائبهم.
12- دهى : أصاب بداهية (مصيبة) الجزيرة (الأندلس) أحد (جبل قرب المدينة) ثهلان : جبل فى بلاد العرب.
13- أصابها : (أصابتها) العين (من الحسد). ارتزأ أصيب برزء : مصيبة كبيرة.
14- القاعدة : العاصمة (مركز الدولة).
15- الحنيفية : الإسلام. الهيمان : المحب الشديد الحب.
16- المحراب : تجويف فى قبلة المسجد يقف فيه الإمام عند الصلاة (كناية عن المساجد) جامدة من جماد وقع ذلك فهى تحسب بالمصيبة العود : غصن الشجرة (الخشب).
17- سِنَة : النعاس.
18- البيضاء رايته : (كناية عن المجد والقوة والظفر!).
19- الفرس العتيق : الأصيل، الضامر (النخيل الخصر) ويكون عادة سريعاً، العقاب : طير من الكواسر (كالنسر) تشبه به الخيل لقوة بدنه وسرعة انقضاضه.
20- مرهف : رقيق الحد، النقع : غبار الحرب. تلمع سيوفهم لشدة جلائها وصفائها.
21- رتع : عاش فى الخصب والنعيم كما يشاء. وراء البحر : فى القارة الإفريقية، الدعة : السعة فى العيش مع الاطمئنان.
22- العلج : الكافر من غير العرب. المكروه : الفعل القبيح.
تعليق على القصيدة :
وقصيدة ابن الرندى على جودتها لا تخرج عن كونها تقليداً ومزيجاً من قصيدة ابن عبدون الرائية فى رثاء بنى المظفر سنة 489هـ وقصيدة ابن الأبار السينية فى البكاء على بلنسية سنة 635هـ أى قبل أن ينظم ابن الرندى قصيدته بعشرين عاماً فقط ولاشك أنه قرأ القصيدتين بل حفظهما، فكلاهما جديرة بأن يحفظها العامة آنذاك فضلاً عن الخاصة، ولمكانة الشاعرين فى المجتمع الأدبى فى تلك البقعة من العالم الإسلامى.
هذا وتمتاز قصيدة ابن الرندى بأنها مخططة ممنهجة، فقد جعل قسماً منها وهو الأول، فى شكوى الدهر وغدره وضرب المثل بالدول التى سقطت والملوك الذين قتلوا أو قاتلوا على رغم عظم سطوتهم وسعة ملكهم، واقتبس كل أفكار ابن عبدون بل ردد أسماء لبعض الدول والملوك التى ذكرها ثم خلص من ذلك إلى عظم الفجيعة فى الأندلس وجسامة الخطب فى فقدها وهو أمر يجل عن العزاء ويستعصى على السلوان. يقول ابن الرندى فى هذا القسم من القصيدة ([3]):
لكلّ شئٍ إذَا
ما تمّ نُقْصَانُ |
|
فلا يُغَرّ
بطبيبِ العيشِ إنْسَانُ |
هى الأمورُ كما
شاهدتها دول |
|
من سره زمن
ساءته أزمان |
وهذه الدار لا
تُبقى على أحد |
|
ولا يدوم على
حال لاشان |
يمزق الدهر
حتماً كل سابغة |
|
إذا نبت
مشرفيات وخرصان |
وينتضى كل سيف
للفناء ولو |
|
كان ابن ذى يزن
والغمد غمدان |
أين الملوك ذوو
التيجان من يمن |
|
وأين منهم
أكاليل وتيجان |
وأين ما شاده
شداد فى إرم |
|
وأين ما ساسه
فى الفرس ساسان |
وأين ما جازه
قارون من ذهب |
|
وأين عاد وشداد
وقحطان |
أتى على الكل
أمر لا مرد له |
|
حتى قضوا فكأن
القوم ما كانوا |
وصار ما كان من ملك ومن ملك |
|
كما حكى عن خيال الطيف وسنان |
دار الزمان على
(دارا) وقاتله |
|
وأم كسرى فما
آواه إيوان |
يوماً ولا ملك
الدنيا سليمان |
|
كأنما الصعب لم
يسهل له سبب |
فجائع الدهر
أنواع منوعة |
|
وللزمان مسرات
وأحزان |
وللحوادث سلوان
يسهلها |
|
وما لما حل بالإسلام
سلوان |
دهى الجزيرة
أمر لا عزاء له |
|
هوى له أحد
وانهد ثهلان |
أصابها العين
فى الإسلام فارتزأت |
|
حتى خلت منه
أقطار وبلدان |
والمرحلة الثانية من قصيدة ابن الرندى تحسُّر على المدن الجميلة العظيمة العزيزة التى سقطت، وكانت تتلو الواحدة منها الأخرى وكأنها فى سباق إلى الهاوية، والطريف فى الشاعر أنه يذكر كل مدينة بأجل صفاتها وأشهر معالمها، يبكيها جميعاً ويرثيها رثاء ينتهى به إلى اليأس أو إلى ما يشبه اليأس :
فاسأل بلنسية ما شأن مرسية
وأين شاطبة أم أين جيان
واين قرطبة دار العلوم فكم
من عالم قد سما فيها له شان
وأين حمص([4]) وما تحويه من نزه
ونهرها العذاب فياض وملآن
قواعد كن أركان البلاد فما
عسى البقاء إذا لم تبق أركان
والمرحلة الثالثة من القصيدة هى مرحلة العاطفة الدينية وإظهارها وتجسيمها حتى تبدو المصيبة صارخة تغير الوجوه وتعكر النفوس وتصم الآذان، وتلك وسيلة استعملها كل شعراء البكاء على الأندلس، فلقد كانت صفتها الأولى والأخيرة الصفة الإسلامية، فإذا صارت المساجد كنائس واستبدلت النواقيس والصلبان بالقبلة، وبكت المحاريب وشكت المنابر، فإن ذكر هذه الرزايا تثير نخوة المسلم لينطلق إلى الجهاد إذا كان به بقية من نخوة إسلامية :
تبكى الحنيفية
البيضاء من أسف |
|
كما بكى لفراق
الإلف هيمان |
على ديار من
الإسلام خالية |
|
قد أقفرت ولها
بالكفر عمران |
حيث المساجد قد
صارت كنائس ما |
|
فيهن إلا
نواقيس وصلبان |
حتى المحاريب
تبكى وهى جامدة |
|
حتى المنابر
ترثى وهى عيدان |
يا غافلاً وله
فى الدهر موعظة |
|
إن كنت فى سنة
فالدهر يقظان |
وماشياً مرحاً
يلهيه موطنه |
|
أبعد حمص تغر
المرء أوطان |
تلك المصيبة
أنست ما تقدمها |
|
وما لها مع طول
الدهر نسيان |
والمرحلة التالية من نونية ابن الرندى حسب المنهج الذى وضعه لقصيدته هى مرحلة استنفار المسلمين الذين يقيمون فى شمال إفريقية، وإذا كان ابن الرندى قد سلك سبيل ابن الأبار فى الفكر والاستهلال وبكاء المدن ومس العواطف الدينية، فإنه فى مرحلة الاستنفار لا يقف عند مجرد الاستغاثة وإثارة الحماس، وإنما يستغضب القوم ويكاد يسخر من تقاعسهم، بل إنه يذهب إلى مدى أبعد وهو تقريعهم وتوبيخهم باسم الأخوة الإسلامية والرابطة الدينية فيقول :
يا راكبين عتاق
الخيل ضامرة |
|
كأنها فى مجال
السبق عقبان |
وحاملين سيوف
الهند مرهفة |
|
كأنها فى ظلام
النقع نيران |
وراتعين وراء
البحر فى دعة |
|
لهم بأوطانهم
عز وسلطان |
أعندكم نبأ من
أهل أندلس |
|
فقد سرى بحديث
القوم ركبان |
كم يستغيث بنا
المستضعفون |
|
قتلى وأسرى فما
يهتز إنسان |
ماذا التقاطع
فى الإسلام بينكم |
|
وأنتم يا عباد
الله إخوان |
ثم ينطلق الشاعر إلى المرحلة الأخيرة من قصيدته ويحاول مخاطبة إنسانية المسلم بعد أن أثار نخوته الدينية، ويصف حال القوم وما قد انحدروا إليه من ذل بعد عز، وعبودية بعد سيادة، وضياع بعد منعة، حيارى بعد استقرار، غرباء بعد حلة، يباعون فى الأسواق كما تباع الماشية، يفرق بين الولد وأبيه وبين الرضيع وأمه، ويهتك عرض الصبية الطاهرة البكر وتغتصب الزوجة الحصان الحرة، إن ابن الرندى يقدم هذه الصورة الحزينة فى إطار من جيد الكلم وحسن القول ومتين الشعر بحيث خلدت هذه الصور قصيدته كما أسهم منهجها فى إنجاحها، وها هى المرحلة الأخيرة من القصيدة :
ألا نفوس أبيات
لها همم |
|
أما على الخير
أنصار وأعوان |
يا من لذلة قوم
بعد عزهم |
|
أحال حالهم كفر
وطغيان |
بالأمس كانوا
ملوكاً فى منازلهم |
|
واليوم هم فى
بلاد الكفر عبدان |
فلو تراهم
حيارى لا دليل لهم |
|
عليهم من ثياب
الذل ألوان |
لو رأيت بكاهم
عند بيعهم |
|
هللك الأمر
واستهوتك أحزان |
يا رب أم وطفل
حيل بينهما |
|
كما تفرق أرواح
وأبدان |
وطفلة مثل حسن
الشمس إذا |
|
كأنما هى ياقوت
ومرجان |
يقودها العلج
للمكروه مكرهة |
|
والعين باكية
والقلب حيران |
لمثل هذا يذوب
القلب من كمد |
|
إن كان فى
القلب إسلام وإيمان |