تَسَلَّيتُ إِذ بانَ الشَبا
رقم القصيدة : 71168 | نوع القصيدة : فصحى | ملف صوتي: لا يوجد |
تَسَلَّيتُ إِذ بانَ الشَبابُ وَوَدَّعا | وَأَصبَح فَودي بِالمَشيبِ مُرَوَّعا |
وَأَقصَرتُ عَن لَهوي وَجانَبتُ باطِلي | كَفى واعِظاً مَرُّ السِنينَ لِمَن وَعى |
وَكَيفَ وَقد طارَ اِبنُ دَأيَةِ لِمَّتي | وَحَثَّ بَنيهِ فَاِستَجبنَ لهُ مَعا |
وَمالي وَنَظمَ الشِعرِ لَولا فَضائِلٌ | لِأَروعَ ساقَ العُرفَ لي مُتَبَرِّعا |
تَفَيَّأتُ ظِلّاً وارِفاً في جَنابِهِ | فَأَصبَحتُ منهُ مُخصِبَ الرَبع مُمرِعا |
سَأَشكُرُهُ شُكراً إِذا فُضَّ خَتمُهُ | يُؤَرِّجُ أَفواهاً وَيُطرِبُ مِسمَعا |
سُعودُ بَني الدُنيا سُلالَةُ شَمسِها | مُقيمٌ سَواءَ الدينِ حينَ تَزَعزَعا |
إِمامُ الهُدى عَبدُ العَزيزِ بنُ فَيصَلٍ | حِمى الدينِ وَالدُنيا وَراعٍ لِمَن رَعى |
وَفي نَجلهِ المَيمونِ مِنهُ مخايلٌ | سَتُبلِغُهُ أَقصى مَدى مَن تَرَفَّعا |
سُعودٌ شِهابُ الحَربِ إِن جاشَ غَلَيها | أَقامَ لَها سوقاً مِن المَوتِ مَهيعا |
يَحُشُّ لظاها أَو يَبوخُ سَعيرُها | بِمَصقولَةٍ من عَهدِ كِسرى وتُبَّعا |
هوَ الكَوكَب الوَقّادُ في قُنَّةِ العُلا | إِذا ما دَجا الخطبُ المَهيلُ تُشَعشَها |
هُوَ البَحرُ إِن يَسكُن فَدرٌّ جَناؤُهُ | وَإِن جاشَ لَم تَملِك لهُ عَنكَ مَدفَعا |
فَلِلَّهِ كَم مَجدٍ أَشادَ وَكَم عِدىً | أَبادَ وَكم مالٍ أَفادَ تَبَرُّعا |
فَتىً شَبَّ في حِجر الخِلافَةِ راضِعاً | ثُدِيَّ العُلا إِ كانَ في المَهدِ مُرضِعا |
فَتىً يَتَلَقّى المُعضِلاتِ بِنَفسِهِ | إِذا ما الجَريءُ الشَهمُ عنها تَكَعكَعا |
جَرى مَعَهُ قَومٌ يَرومونَ شَأوَهُ | فَضَلّوا حَيارى في المَهامِهِ ضُلَّعا |
عَلى رِسلِكُم إِنَّ العُلا طَمَحَت لهُ | وَإِنَّ بهِ عَنكُم لها اليَومَ مَقنَعا |
لهُ نَفحَةٌ إِن جادَ تُغني عُفاتَهُ | وَأُخرى تُذيقُ الضِدَّ سُمّا مُنَقَّعا |
تَشابَهَ فيهِ الجودُ وَالبأسُ وَالحِجى | إِلى هكَذا فَليَسعَ لِلمَجدِ مَن سَعى |
مُفيدٌ وَمِتلافٌ سَجيَّةُ مولَعٍ | بِطَرقِ المَعالي صِبغَةً لا تَصَنُّعا |
أَلَيسَ أَبوهُ مَن رَأَيتُم فِعالَهُ | تَضيءُ نُجوماً في سَما المَجدِ طُلَّعا |
وَلا غَروَ اَن يَحذو سُعودٌ خِصالَهُ | وَيَرقى إِلى حَيثُ اِرتَقى مُتَطَلِّعا |
كَذلكَ أَشبالُ الأُسودِ ضَوارِياً | تُهابُ وَتُخشى صَولَةً وَتَوَقُّعا |
إِلَيكَ سُعودُ بنُ الإِمام زِجَرتُها | تُقَطِّعُ غيطاناً وَميثاً وَأَجرُعا |
وَلَو أَنَّني كَلَّفتُها السَيرَ أَشهُراً | وَأَنعَلتُها بعدَ المَدامِثِ جُرشُعا |
لِأَلقاكَ كانَت سَفرَتي تَجلُبُ المُنى | وَأَشعَبُ مِن دَهري بِها ما تَصَدَّعا |
وَدونَكَها تَزهو بِمَدحِكَ في الوَرى | تُلَبَّسُ مِن عَلياكَ بُرداً مُوَشَّعا |
بَدَت مِن أَكيدِ الوُدِّ لا مُتَبَرِّماً | وَلا قائِلاً قَولاً به مُتَصَنِّعا |
يَرى مَدحَكُم فَرضاً عَلَيهِ مُحَتَّماً | إذا كان مَدحُ المادحينَ تَطَوُّعا |
وَصلِّ على المُختار رَبّي وَآلهِ | وَأَصحابِه وَالناصرينَ له معا |
هل أعجبتك القصيدة؟ اضغط زر (اعجبني) لتشارك آلاف المعجبين
.
![]() ![]() |
![]() ![]() |