تَعزَّ وَأَنّى وَالمُصابُ جَ
رقم القصيدة : 71172 | نوع القصيدة : فصحى | ملف صوتي: لا يوجد |
تَعزَّ وَأَنّى وَالمُصابُ جَليلُ | فَخلِّ الدُموعَ الجامِدات تَسيلُ |
رُزِئنا زِمامَ الفَضلِ وَالدينِ وَالتُقى | نَعم نَجلهُ المَيمونُ منه بَديل |
بُدورُ عُلا هذا هوى لِمَغيبهِ | وَذا في سَماءِ المَكرُمات يَجولُ |
فَيا لكَ بدراً أَطلعَ الشَمس بَعدهُ | وَثَجّاجَ مُزنٍ أَعقَبَته سُيولُ |
دعا عابِدَ الرَحمنِ لِلفَوزِ رَبَّهُ | وَجَنّاتُ عَدنٍ ظِلُّهُنَّ ظَليلُ |
مَضى طاهرُ الأَخلاقِ وَالشِيَمِ التي | بِجِسمِ العَوالي غُرَّةٌ وَحجولُ |
مَضى كافِلُ الأَيتامِ في كُلِّ شَتوَةٍ | إِذا عَمَّ أَقطارَ البِلادِ مُحولُ |
مَضى هَضبَةُ الدُنيا التي يَلتَجي بِها | طَريدُ جِناياتٍ جفاهُ قَبيلُ |
تُرجَّعُ فيهِ المَكرُماتُ حَنينَها | كَما رَدَّدَت رجعَ الحَنينِ عَجولُ |
فَلا ذُخرَ بعد اليوم لِلدَّمعِ والأَسى | وَإ كانَ لا يُشفى بِذاكَ غَليلُ |
فَلِلَّه كم عَينٌ تَحلَّبَ دمعُها | وَكم زَفرَةٌ إِثرِ البُكا وَعَويل |
فَلو كان يُفدى بِالنُفوسِ وَلو غَلَت | فَداهُ هُمامٌ أَشوسٌ وَنَبيل |
وَلَو كانَ مِن خَصمٍ تَنَمَّرَ دونهُ | رِجالٌ بِأَيديهِم قَناً وَنُصولُ |
إِذا ما اِعتَلوا قُبَّ الأَياطلِ لم يَكُن | لهُم أَوبَةٌ أَو يُستَباح قَتيلُ |
وَلكن قضاءٌ مُبرَمٌ يَستَوي به | مَليكٌ عَزيزٌ في الوَرى وَذَليلُ |
نُؤَمِّلُ في الدُنيا بَقاءً وَصحَّةً | وَهذا مُحالٌ لَو صَحَونَ عُقولُ |
وَفي سَيِّدِ الكَونَينِ لِلنّاسِ أُسوَةٌ | مُصابٌ به كلُّ الأَنامِ ثُكولُ |
هوَ المَرءُ في الدُنيا غَريبٌ مُسافِرٌ | وَلا بُدَّ من بَعدِ الرَحيلِ نُزولُ |
سَقى جدثاً وارى المَكارِمَ وَالعُلى | مِنَ العَفوِ رَجّاسُ السَحابِ هَمولُ |
مُلِثٌّ إِذا ما راثَ حَنَّت عِشارُهُ | وَحلَّ عُراهُ أَزيَبٌ وَقَبولُ |
إِمامَ الهُدى صَبراً عَزاءً وَحسبَةً | فَعاقِبَةُ الصَبرِ الجَميلِ جَميلُ |
فَإِن يَكُ طَودُ الفَضلِ زَعزَعَهُ الردى | وَأَضحى لهُ تَحتَ الرِجامِ مَقيلُ |
فَفيكَ وَلا نَعدَمكَ من كلِّ فائِتٍ | لنا خلفٌ لِلمُعضِلاتُ حمولُ |
فَأَنتَ الذي مهَّدت ذا المُلكَ بعدَما | تَلاشى وَجُثَّت من قُواهُ أُصول |
وَعادَت بكَ الأَيّامُ غَضّاً شَبابُها | وَقد مسَّها بعدَ الغَيِّ قُحول |
وَما ماتَ من كُنتَ الخَليفَةَ بعدهُ | له بكَ عمرٌ آخرٌ سَيَطولُ |
وَلَولاكَ اَقفَرنَ المَعالي وَلم يَكُن | لها بَعدهُ في الغابِرينَ سَبيلُ |
فَلا زِلتَ في عِزٍّ أَنيقٍ مُسَلَّماً | وَغالَ الذي يَبغي الرَدى لكَ غولُ |
وَأَزكى صَلاةِ اللهِ ثُمَّ سَلامهِ | يَدومانِ ما ساقَ الغُدُوَّ أَصيلُ |
عَلى سَيِّدِ الساداتِ نَفسي فِداؤُهُ | إِمامٌ إِلى طُرقِ النَجاةِ دَليلُ |
هل أعجبتك القصيدة؟ اضغط زر (اعجبني) لتشارك آلاف المعجبين
.
![]() ![]() |
![]() ![]() |