تَهَلَّلَ وَجهُ الدينِ وَاِب
رقم القصيدة : 71162 | نوع القصيدة : فصحى | ملف صوتي: لا يوجد |
تَهَلَّلَ وَجهُ الدينِ وَاِبتَسَم النَصرُ | فَمَن كانَ ذا نَذرٍ فَقَد وَجَبَ النَذرُ |
وَوافى خَطيبُ العِزِّ في مَنبَرِ العُلا | يُنادي أَلا لِلَّهِ في صُنعِهِ الشُكرُ |
وَإِنّا عَلى وَعدٍ مِنَ اللَهِ صادِقٍ | وَتَأخيرُهُ إِيّاهُ كَي يَعظُمَ الأَجرُ |
وَلِلَّهِ في طَيِّ الحَوادِثِ حِكمَةٌ | يَحارُ بِها عَقلٌ وَيَعيا بِها فِكر |
يُمَحِّصُ أَقواماً لَهُم عِندَهُ الرِضى | وَيَمحَقُ أَقواماً لَهُم عِندَهُ التَبرُ |
إِذا خَطَّ ذو العَرشِ الشَقاءَ عَلى اِمرىءٍ | فَلَن تُغنِهِ الآياتُ تُتلى وَلا النُذرُ |
وَإِلّا فَفيما قَد جَرى أَهلَ حائِلٍ | عَلَيكُم لَكُم لَكُم مِن غَيِّكُم وَالهَوى زَجرُ |
وَقِدماً إِمامُ المُسلِمينَ دَعاكمُ | إِلى رُشدِكُم لكِن بِآذانِكُم وَقرُ |
تَدارَكَكُم حِلمُ الإِمامِ وَعَفوُهُ | وَقَد بَلَغَ السَيلُ الزُبى وَطَما البَحرُ |
فَأَصبَحتُمُ عَنهُ بِنَجوَةِ مُنعِمٍ | عَلَيكُم فَهَل يُلفى لَدَيكُم لَهُ شُكرُ |
فَلا تَكفُروها نِعمَةً مُقرنِيَّةً | فَإِن كُفِرَت كانَت هِيَ الغُلُّ وَالأَصرُ |
فَكَم خُوِّفَ النَعماءَ قَومٌ تَرَبَّصوا | فَأَرداهُمُ خُبثُ الطَوِيَّةِ وَالغَدرُ |
فَلَولا التُقى وَالصَفحُ عَنكُم لَأَصبَحَت | مَنازِلُكُم يَشتو بِها الرُبدُ وَالعَفر |
هُوَ المَلِكُ الوَهّابُ وَالضَيغَمُ الَّذي | لَهُ العَزَماتُ الشُمُّ وَالفَتكَةُ البِكر |
هُوَ المَلِكُ السامي الَّذي سَطَواتُهُ | تُبيحُ حِمى مَن كانَ في خَدِّهِ صَعرُ |
بِجَيشٍ يُغيبُ الشَمسَ عِثيرُ خَيلِهِ | وَيَحمَدُهُ بَعدَ اللِقا الذِئبُ وَالنَسرُ |
كَأَنَّ اِشتِعالَ البيضِ في جَنَباتِهِ | سَنا البَرقَ وَالرَعدَ الهَماهِمُ وَالزَجرُ |
وَصادِقِ عَزمٍ إِن طَما لَيلُ فِتنَةٍ | تَبَلَّجَ مِنهُ في حَنادِسِها فَجرُ |
رَكوبٍ لِما يُخشى مِنَ الخَطبِ عالِمٍ | بِأَنَّ المَعالي دونَها الخَطرُ الوَعرُ |
إِذا ذُكَرَت يَوماً مَغازيهِ لَم يَكُن | لِيَفضَحَها أُحدٌ وَلَم يَخزِها بَدرُ |
مَغازٍ لَها في الغَربِ وَالشَرقِ رَجفَةٌ | وَفي أُفُقِ العَيا هِيَ الأَنجُمُ الزُهرُ |
مَشاهِدُ فيها عُزِّزَ الدينُ وَاِعتَلى | وَأُدحِضَ فيها الجَورُ وَاِنمَحَقَ الكُفرُ |
وَفيما مَضى لِلشّاهِدِ اليَومَ عِبرَةٌ | وَلكِن قُلوبٌ حَشوُها الغِلُّ وَالوَغُر |
وَمَن كانَ عَمّا قُلتُهُ مُتَجاهِلاً | سَتَصدُقُهُ قَولي المُهَنَّدَةُ البُترُ |
فَقُل لِحُسَينٍ دامَ في القَوسِ مَنزَعٌ | أَلا تَرعَوي مِن قَبلِ أَن يُقصَمَ الظَهرُ |
زَجَرتَ طُيورَ النَحسِ تَحسَبُ أَنَّها | سُعودٌ فَلا طَرقٌ أَفادَ وَلا زَجرُ |
أَماني مَخدوعٍ يُعَلِّلُ نَفسَهُ | وَمِن دونِ هاتيكَ المُنى المَشرَبُ المُرُّ |
وَضَربٌ كَأَفواهِ المُخاضِ مُجاجُهُ | دَمٌ تَمتَريهِ البيضُ وَاللَدنَةُ السُمرُ |
تَرَقَّب لَها مَلمومَةً تَملَأُ الفَضا | يَسوقُ إِلَيكَ الوَحشَ مِن لَغطِها الذُعرُ |
تَظَلُّ عَلَيها شُغَّبُ الطَيرِ عُكَّفاً | مُعَوَّدَةً أَنَّ القَبيلَ لَها جَزرُ |
يُدَبِّرُها عَزماً وَرَأياً وَمُنصَلاً | مُديرُ رَحاها لا كَهامٌ وَلا غَمرُ |
إِمامُ الهُدى عَبدُ العَزيزِ الَّذي رَنَت | إِلَيهِ المَعالي قَبلَ أَن تَكمُلَ العَشرُ |
أَتانا بِهِ اللَهُ الكَريمُ بِلُطفِهِ | عَلى حينَ ماجَ الناسُ وَاِستَفحَلَ الشَرُّ |
وَشَعَّبَتِ الأَهواءُ دينَ مُحَمَّدٍ | وَلَم يَكُ نَهيٌ عَن فَسادٍ وَلا أَمرُ |
وَوَليَ أُمورَ الناسِ مَن لا يَسوسُهُم | بِشَرعٍ وَخافَ الفاجِرَ المُؤمِنُ البَرُّ |
فَأَسفَرَ صُبحُ المُسلِمينَ وَأَشرَقَت | بِطَلعَتِهِ أَنوارُهُم وَاِنتَفى العُسرُ |
وَأُعطوا بُعَيدَ الذُلِّ عِزّاً وَبُدِّلوا | مِنَ الخَوفِ أَمناً وَالشَقا بَعدَهُ اليُسرُ |
مَتى ما تُيَمِّم دارَ قَومٍ جُيوشُهُ | إِذا لَم يَكُن عَفوٌ فَعُمرانُها قَفرُ |
أَلَيسَ الَّذي قادَ المَقانِبَ شُزَّباً | إِلى كُلِّ دَغائِلُهُ المَكرُ |
فَلَم يُغنِهِ طولُ الدِفاعِ وَحِصنُهُ | وَلَم يُؤرِهِ لَو فَرَّ بَحرٌ وَلا بَرُّ |
مُفيدٌ وَمِتلافٌ إِذا جادَ أَو سَطا | فَما الأَسَدُ الضاري وَما الوابِلُ الهَمرُ |
طَلوبٌ لِأَقصى غايَةِ المَجدِ إِن يَصِل | إِلى رُتبَةٍ مِنها يَقُل فَوقَها القَدرُ |
إِلَيكَ أَميرَ المُؤمِنينَ تَطَلَّعَت | لِتَرعى بَنيها الشامُ وَاِنتَظَرَت مِصرُ |
وَناداكَ مُلتَفُّ الحَطيمِ وَيَثرِبٌ | وَلَولا اِحتِرامُ البَيتِ قَد قُضِيَ الأَمرُ |
وَأَيُّ اِمرىءٍ لَم يَعتَقِدكَ أَميرَهُ | فَإيمانُهُ لَغوٌ وَعِرفانُهُ نُكرُ |
وَهَل مُؤمِنٌ إِلّا يَرى فَرضَ نُصحِكُم | وَطاعَتِكُم حَقّاً كَما وَجَبَ الذِكرُ |
وَمَن شَذَّ عَن رَأي الجَماعَةِ حَظُّهُ | وَإِن صامَ أَو صَلّى مِنَ العَمَلِ الوِزرُ |
وَدونَكَها وَلّاجَةً كُلَّ مِسمَعٍ | يُقالُ إِذا تُتلى كَذا يَحسُنُ الشِعرُ |
بِكَ اِفتَخَرَت في كُلِّ نادٍ وَمَحفِلٍ | وَكَيفَ وَأَنتَ الفَخرُ ما فَوقَهُ فَخرُ |
وَصَلِّ إِلهَ العالَمينَ عَلى الَّذي | لَهُ الحَوضُ وَالزُلفى إِذا ضَمَّنا الحَشرُ |
مُحَمَّدٍ الهادي الأَمينِ وَآلِهِ | وَأَصحابِهِ ما اِفتَرَّ بَعدَ الدُجى فَجرُ |
هل أعجبتك القصيدة؟ اضغط زر (اعجبني) لتشارك آلاف المعجبين
.
![]() ![]() |
![]() ![]() |