خَليلَيَّ مُرّا بي عَلى ا
رقم القصيدة : 71166 | نوع القصيدة : فصحى | ملف صوتي: لا يوجد |
خَليلَيَّ مُرّا بي عَلى الدارِ وَاِربَعا | لِنَشعَبَ قَلباً بِالفِراقِ تَصَدَّعا |
وَإِن أَنتُما لَم تُسعِداني عَلى الأَسى | فلا تُعدِماني وَقفَةً وَتَوَجُّعا |
بِمُستَوحشٍ من شبهِ آرامِ عينهِ | تَناوَحُ فيه الهوجُ بداءاً وَرُجّعا |
أَما إِنَّهُ لَو يَومَ جَرعاءِ مالكٍ | غَداةَ التَقَينا ظاعِناً وَمُشَيِّعا |
تَبَيَّنتُما عَيناً تَجودُ بِمائِها | وَمَحجوبةً تومي بِطَرفٍ وَأُصبُعا |
لَحَسَّنتُما لي صَبوَتي وَلَقُلتُما | جَليدٌ وَلكِن لم يَجِد عنهُ مَدفَعا |
وَأحورَ مَهضومِ الوِشاحينِ زارَني | عَلى رَقبَةِ الواشينَ لَيلاً فَأَمتَعا |
مِنَ الّاءِ يَسلُبنَ الحَليمَ وَقارَهُ | إِذا ما سَحَبنَ الأَتحمِيَّ المُوَشّعا |
وَإن مِسنَ أَخجَلنَ الغُصونَ نَواعِماً | وَإن لُحنَ فَالأَقمارَ حاكَينَ طُلَّعا |
أَبَت صَبوَتي إِلّا لَهُنَّ تَلَفُّتاً | وَنَفسِيَ إِلّا نَحوَهُنَّ تَطَلُّعا |
وَخادَعتُ نَفسي بِالأَماني مُعَلِّلاً | وَكانَت عَاديهِنَّ في الفَودِ نُصّعا |
إِذا صَحِبَ المَرءُ الجَديدَينِ أَحدَها | لهُ عِبراً تُشجيهِ مَرأى وَمَسمَعا |
صَفوُها لاقي إِلَيهِ مُسَلِّماً | وَأَوسَعَهُ بِشراً أَشارَ مُوَدِّعا |
فَلا تَكُ وَلّاجَ البُيوتِ مُشاكِياً | بَنيها وَلَو تَلقى سِماماً مُنَقَّعا |
فَأَكثَرتُ مَن تَلقى مِنَ الناسِ شامِتٌ | عَلَيكَ وَإن تَعثُر يَقُل لكَ لا لَعا |
مُناهُم بِجَدعِ الأَنفِ لَو أَن جارَهم | يلاقي من الأرزاءِ نَكباءَ زَعزَعا |
مِنَ القَومِ تَهتَزُّ المَنابِرُ بِاِسمِهِم | وَيُصبِحُ ما حَلّوا مِنَ الأَرضِ مُمرِعا |
مَطاعيمُ حَيثُ الأَرضُ مُغبَرَّةُ الرُبى | مَكاشيفُ لِلغُمّى إِذا الأَمرُ أَفزَعا |
ذَوو النَسبِ الوَضّاح مِن جذمِ وائِلٍ | بِهِم وَإِلَيهِم يَنتَهي الفَخرُ مُجمَعا |
أَجاروا عَلى كِسرى بنِ ساسانَ رغاِماً | جِواراً أَفادَ العُربَ فَخراً مُشَيَّعا |
وَهُم سَلَبوا شوسَ الأَعاجِمِ مُلكَهُم | وَساموهُمُ خَسفاً مِن الذُلِّ أَشنَعا |
وَيَومَ أَتاهُم بِاللُهامِ يَقودُهُ | سَعيدُ بنُ سُلطانٍ عَلى الحَربِ مُجمِعا |
سَفينٌ كَمُلتَفِّ الإِشاءِ يَقودهُ | لِمَورِدِ حَتفٍ لَم يَجِد عَنهُ مَدفَعا |
فَثاوَرَهُ قَبلَ الوُصولِ ضَراغِمٌ | خَليفِيَّةٌ تَستَعذِبُ المَوتَ مَشرَعا |
وَساقَوهُ كَأساً مُرَّةَ الطَعمِ عَلقَةً | عَلى كُرهِهِ أَضحى لَها مُتَجَرِّعا |
فَأَدبَرَ لا يَلوي عَلى ذي قَرابَةٍ | وَما زالَ مَزؤودَ الفُؤادِ مُرَوَّعا |
وَما كانَ خَوّاراً وَلا مُتَبَلِّداً | وَلكِنَّ مَن لاقى أَشدَّ وَأَشجَعا |
هل أعجبتك القصيدة؟ اضغط زر (اعجبني) لتشارك آلاف المعجبين
.
![]() ![]() |
![]() ![]() |