سلسلة التعريف بالم




هذا كتاب لطيف قيَّد فيه مؤلِّفُه ما انتخبه من الفوائد خلال مطالعاته، واشترط في هذه الفوائد أن تكون في قالب النظم إلا ما عرض، وعرضها مصنَّفةً على العلوم والمعارف. ويتصل الكتاب بسبب إلى نوعين من التآليف:
النوع الأول:
النوع الثاني:
وكتابنا هذا يُصنَّف ضمن (المعارف العامة)، التي تضم الكتب المتعددة الموضوعات، أو التي لا تندرج ضمن تصنيف آخر، إذ يتناول الكتاب أربعة عشر موضوعًا رئيسًا. وربما يرى البعض أنه يندرج ضمن تصنيف (الأدب) لا سيما خاتمته التي احتوت على أبيات من شعر الحكمة وغيرها، وقد وصفه البغدادي بأنه كتاب "في الأدب".
مخطوطات الكتاب:
وقفتُ للكتاب على نسختين خطيتَّين:
النسخة الأولى: مصورة معهد المخطوطات العربية - ميكروفيلم رقم (الكويت 867)، عن نسخة مكتبة الأسد الوطنية بدمشق التي تحمل رقم (5595) من مجموعة (الظاهرية غير مفهرس). صوَّرها خبير المعهد الأستاذ عصام محمد الشَّنْطِي، سنة 1407 هـ/ 1986 م، في بعثة المعهد إلى سوريا.
والنسخة الثانية: نسخة مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض، وقد وقعتُ على مصورة رقمية، لا يتبين منها رقم الحفظ، غير أنه يظهر الرقم (69) بجلدة المخطوط، ولعل مِن الباحثين مَن يفيد بتوثيق النسخة.
وللكتاب نسخٌ أخرى، راجع: تاريخ الأدب العربي لبروكلمان- النسخة العربية (9/8)، وبرنامج خزانة التراث - مركز الملك فيصل بالرياض.
وصف النُّسختين:
النسخة الأولى: تقع النسخة المصورة ميكروفيلميًا في (78 ق)، ومقاس المخطوط الأصلي كما أثبتته بطاقة التصوير (22,5 ×16سم)، ويتفاوت عدد الأسطر. وقد نُسخت سنة 1251هـ على يد سلم العطابي (؟) الشافعي الخلوتي الرفاعي، بقلم نسخ جيد، والعُنْوانات بالمداد الأحمر، وقد استخدم فيها نظام التعقيبة. وبالحواشي تصحيحات قد تشير إلى المقابلة، لكن دون تقييد صريح، وبصفحة العنوان فوائد، ونصِّ وقفية طويلة قيَّدها صاحبها الحاج محمد أبو عليّ الجباليّ اليافيّ، الذي أوقف المخطوط على خزانة كتب الشيخ حسين مفتي أفندي، سنة 1251هـ. وهي نسخة جيدة، جميلة الخط، حسنة التنسيق، قليلة الأخطاء فيما يبدو.
النسخة الثانية: تقع المصورة الرقمية في مجموع عدد أوراقه (154 ق) -في بطاقة المكتبة المثبتة بأولها: العدد 155- تحتل رسالتنا منها (89 ق)، بأولها فوائد ونقول بمقدار ورقتين، وتتلوها رسائل وفوائد متنوعة. ومقاس المخطوط الأصلي (18 × 11سم)، ومسطرتها مختلفة، وقدَّرتْ الفهرسة المذكورة نسخها بالقرن الحادي عشر الهجري (؟)، وبها آثار رطوبة، وتفكك يسير بالتجليد. وقد كُتبت بخط النسخ، والعنوانات وفواصل الأبيات بالمداد الأحمر، وأحيانًا الأخضر، واحتوت على تعليقات وتصويبات بالحواشي، وقد استخدم فيها نظام التعقيبة. وجاء بأولها تملُّك غير مؤرَّخ لأبي بكر بن عمر (...)، وفي الورقة المقابلة تملك آخر غير واضح. وهي نسخة يشيع فيها الخطأ والكسر، وربما السَّقْط والتَّصَرُّف، هذا حسب النظرة العجلى، ويظهر شيء من ذلك بالمقابلة بينها وبين النسخة الأولى في النماذج المختارة، والله أعلم.
التعريف بالمؤلف:
توثيق العنوان ونسبة الكتاب إلى المؤلف:
بناء الكتاب:
ثم أشار في تقدمته إلى سبب جمعه لهذا الكتاب بأنه في مدة مجاورته بالمدينة المنورة عام 1005هـ، وكان معتدل المزاج، في فراغ حال وبال، مشتغلاً بالعلم ومطالعة الكتب المبسوطة في مختلف الفنون، كان يصادف الكثير من الفوائد الشوارد والنكات اللطائف، الجامعة لما تفرَّق في الكتب المبسوطة، فبدا له أن يُقيِّد من منظومها ما يَعِنُّ له، لينتفع به من يشاء من بعده. يقول: "فكنتُ أظفر في أثناء المطالعة على عظيم النفائس، وأجتلي من الفوائد الأبكار العرائس (؟)، وأجالس من كان لي يجانس، وأغالي في السبق إليها وأنافس، وأتلو ما في الكتاب المكنون: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين: 26]، فربما وجدتُ فوائد كاللآلئ منظومة في أبيات لطيفة منظومة، تفوق الدر النضيد والعقد الفريد قد صيغت في قالب النظم البديع، ووشيت حللها بمجامع الحسن البديع [نسخة 2: بمحاسن البديع][1]، جامعة لما تفرَّق في الكتب المبسوطة، وبهذا الأسلوب تكون مضبوطة [مطلوبة مضبوطة]. فطفقتُ أجمع كل ما وقفتُ عليه من هذا الأسلوب، وأضيفه إلى ما هو عندي مكتوب، ليصير مجموعًا جامعًا مانعًا [نافعًا دافعًا (؟)]" [ق 2: خ 1 /ق 3: خ 2].
وكان جلّ عمل المؤلف في الكتاب الجمع والتصنيف، فلم يتدخل في الفوائد المنقولة إلا لفكِّ معانيها بتعليقات يسيرة أحيانًا، كما بثَّ شيئًا يسيرًا من الفوائد المأثورة منثورةً. وقد نبَّه على أنه سبق في صنيعه هذا من جلال الدين السيوطي برسالة لطيفة الحجم - هي: "قلائد الفوائد وشوارد الفرائد"-. وأشار إلى أنَّه قد حذا حذوها في كتابه، وأفاد منها وزاد. يقول: "ورتَّبته ترتيبًا يقرِّب البعيد ويسهل به الكشف لمن يريد، حيث وضعت كل فن في باب، ولم أشب [أنسب] به غيره، تقريبًا للطلاب كما يظهر لك في ترتيبه، وحسن تفصيله وتبويبه" [ق 2: خ 1 /ق 4: خ 2].
وقد كسر المؤلف كتابه على أربعة عشر بابًا وخاتمة، جاءت كالتالي:
نماذج مختارة من المخطوط:
يا سائلي عن مدني القرآن اسمع هديت الرشد للبيان فأربع من أول الطوال وسورة التوبة والأنفال والرعد والحج مع الأحزاب وسورة النور بلا ارتياب وسورة القتال قبل الفتح والحجرات هكذا في الشرح ثم ابتدا عشرا بلا تقييد أولهنَّ سورة الحديد ولم يكن فيما حكوا مع زلزلت (؟) وسورة النصر بها قد كملت عدّتها عشرون بعد خمس إن كنتَ من أهل الذكا والحدس |
سبعٌ من الصحب فوق الألف قد نقلوا من الحديث عن المختار خير مُضَر أبو هريرة سعدٌ جابرٌ أنسٌ صدِّيقُه وابن عبّاسٍ كذا ابن عمر |
إن الطبيب له طبٌ ومعرفة ما دام في أجل الإنسان تأخير حتى إذا ما انقضت أيام مدته حار الطبيبُ وخانَتهُ العقاقيرُ |
من الباب الرابع عشر المتعلق بعلم الخط [نقل تام من أوله من الورقة 77: خ 2]:
تعلَّم قوام الخط يا ذا التأدّب فما الخط إلا زينة المتأدّب فإن كنتَ ذا مال فخطك زينة وإن كنت محتاجًا فأفضل مكسب |
خط حسن جمال امرئ إن كان لعالم فأحسن والدر مع النبات أحلى والدر على البنات أزين*[2] |
ربع الكتابة من [في] سواد مدادها والربع حسن صنعة الكتّاب والربع من قلم تقوّم [يُقوّم] برْيه وعلى الكواغض [الكواغذ] رابعُ الأسباب |
غبار ذنوبي في الرقاع محقَّق بنسخ كرام كاتبين ذوي العدل وتوقيع ريحاني رجاء لعفو من ينادي بثلث الليل يا واسع الفضل |
نسخ ريحان عارضيك نسيب [قسيم] بحواشي رقاع نصفك ملحق ثلث عمر العذول فيك تقضَّى بغبار فليت وصلى محقّق إن يكن قاتلي بطومار هجر فبشعر العذار قلبي معلّق |
تعليق ردفك بالخصر الخفيف له ثلث الجمال وقد وقته أجفان وخذ عليه رقاع الروض قد خلعت وفي حواشيه للصدغين ريحان خط البنان [الشباب] بطومار العذار به سطرا ففضاحة للناس فتان محقق نسخ صبري عن هواه ومن توقيع دمعي [مدمعي] المنثور برهان يا حسن ما قلم الأشعار [الأظفار] خط على ذاك الجبين فلا يسلوه إنسان أقسمت بالمصحف السامي [الشامي] وأحرفه ما مرّ [منّ] بالبال يومًا فيك [عنك] سلوان ولا غبار على حبي فعندك في حساب شوق له في القلب ديوان |
رأيت فقيرًا في المرقعة التي على حسنه دلت وحسن طباعه بخديه ريحان الحواشي محقق أتى [إلى] القلم الفضّاح تحت رقاعه" |
لا تعرضنّ على الرّواة قصيدة ما لم تكن بالغْتَ في تهذيبها فإذا عرضت القول غير مهذب عدوه منك وساوسًا تهذي بها |
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Culture/0/3730/#ixzz2TNKVEqEg