صلتهم بالأدب العرب
ومن بين المهاجرين طائفة من الشباب المثقف الواعي، الذي انطلق يبحث عن الحرية والاكتفاء، فانقسم هؤلاء الشباب على قسمين: القسم الأول سكن في الولايات المتحدة الاميركية وأطلق عليهم فئة المهجر الشمالي، والقسم الآخر سكن في امريكا اللاتينية في البرازيل خاصة، وأطلق عليهم فئة المهجر الجنوبي، وكان لكل منهما خصائصه ومميزاته الخاصة(3). والحق ان الجماعة الاولى كانت أبعد أثراً واعمق من الفئة الجنوبية، ولعل ذلك يعود الى تحررهم من القيود القديمة في الفهم والانتاج، مما جعلهم يؤسسون مدرسة عربية حديثة شاركت في حداثة الأدب العربي نثراً وشعراً.
كان انتاج شعراء الجنوب يفوق نتاج شعراء المهجر الشمالي(4)، غير ان شعراء المهجر الشمالي هم من قاموا بالثورة على شكل القصيدة القديمة ومضمونها، وأدخلوا الموضوعات التجريدية والمواقف الفلسفية في الشعر، وعلى ايديهم افلحت الرومانسية في الدخول الى الأدب العربي(5). ومن الفروقات الأساس التي انفرد بها شباب امريكا الشمالية، بروز الثالوث المهجري الشمالي، وهم : (أمين الريحاني، وجبران خليل جبران، وميخائيل نعيمة). اذ كان لهم من الشجاعة والثقافة ما ساعدهم على فرض آرائهم الجديدة
(2) الشعر العربي في المهجر: 24.
(3) ينظر: أدب المهجر: 17.
(4) ينظر: الاتجاهات والحركات في الشعر العربي الحديث: 101-102.
(5) ينظر: الاتجاهات والحركات في الشعر العربي الحديث: 102.