ضَمانٌ على أَن الغَرام
رقم القصيدة : 71175 | نوع القصيدة : فصحى | ملف صوتي: لا يوجد |
ضَمانٌ على أَن الغَرام طَويلُ | إِذا شَحَطَت دارٌ وَبان خَليلُ |
أَقولُ لِنَفسي حينَ جَدَّ بها الأَسى | نَهَيتُكِ عَن ذا وَالفَريقُ حُلولُ |
فَأَمّا وَقد جازوا الغَميمَ وَلَعلَعا | وَحالَت حُزونٌ دونَهُم وَسُهول |
فَبَرِّد جَوى قَلبٍ أُطيلَ عليلُهُ | بِفَيضِ دموعٍ في الجفونِ تَجولُ |
سَقى أَينَ حلّوا أَو سَقى مُنتَواهُم | مِنَ المُزنِ رَجّاسُ السحابِ همولُ |
أُعَلِّلُ نَفسي بِاللِقاء وَدونَ ما | أُرَجّيهِ دهرٌ بِالوَفاءِ مطولُ |
فَلا النَفسُ تَسلوهُم وَلا الوجد مُقصرٌ | وَلا الصَبرُ مُذ بانَ الخَليطُ جَميلُ |
وَقَد زَعَموا أَنَّ الشِفاءَ مِنَ الجَوى | دُموعٌ مَرَتها زَفرَةٌ وَعَويلُ |
فَما بالُ جَفني لا يَجِفُّ وَعَبرَتي | دِراكاً وَلم يَبرُد بِذاكَ غَليبلُ |
وَما أَنسَ مِ الأَشياءِ لا أَنسَ مَوقِفاً | لَنا وَالعُيونُ الرافِقاتُ غُفولُ |
تُكاتِمُني وَجداً وَتَرنو بِمُقلَةٍ | ضَعيفَةِ رَجعِ الطَرفِ وَهيَ تَقولُ |
سَلِ اللَهِ أَن يَسقى الحِمى عَلَّ رَجعَةً | لَنا عِندَما تَهتَزُّ مِنهُ بُقولُ |
فَيَلتَئِمَ الشَعبَ الذي صَدَعَ النَوى | وَيَحزَنَ مِن بَعدِ السُرورِ عَذولُ |
فَلَمّا اِستَحثَّ البَينُ وَاِنشَقَّتِ العَصا | وَنادى مُنادٍ بِالرَحيلِ عَجولُ |
تَمَنَّيتُ لَو روحي تُباعُ بِنَظرَةٍ | إِلَيها وَلكِن ما إِلَيهِ سَبيلُ |
وَمَوّارَةُ الضَبعَينِ مُحكَمَةُ القَرا | أَمونُ السُرى عَبرَ الهَجيرِ ذَمولُ |
بَعيدَةُ ما بَينَ التَرائِبِ جَسرَةٌ | تُلاحِظُ ظِلَّ السَوطِ أَينَ يَميلُ |
جَشِمتُ عَلَيها الهَولَ أَمّا نَهارُها | فَوَخذٌ وَأَمّا لَيلُها فَذَميلُ |
خَلا ساعَةٍ أَقضي عُجالَةَ راحِلٍ | إِذا حانَ مِن شَمسِ النَهارِ أُفولُ |
فَسَيَّرتُها ما بَينَ بُصرى وَأَبيَنٍ | وَمِن كابُلٍ حَتّى أَشاحَ طَفيلُ |
فَما نَظَرَت عَيني وَلا مَرَّ مِسمَعي | بِحَلٍّ وَلا حَيثُ اِستَقَلَّ رَحيلُ |
كَمِثلِ بَني عيسى حِفاظاً وَنائِلاً | إِذا عَمَّ أَقطارَ البِلادِ محولُ |
جَحاجِحَةٌ غُرُّ الوُجوهِ تَآزَروا | بِآراءِ صِدقٍ زانَهُنَّ عُقولُ |
سَما بهمُ عيسى إِلى الذُروَةِ التي | تَعِزَّ عَلى مَن رامَها وَتَطولُ |
فَهُم حَيثُ هذا الخَلقُ حُسنَ تَواضُعٍ | وَهُم بِالعُلى فَوقَ السِماكِ نُزولُ |
رَوابِطُ جَأشِ القَلبِ في يَومِ زَيغِهِ | إِذا أَسلَمَ البيضَ الحِسانَ حَليلُ |
وَمَأوى ضَريكٍ أَتعَسَ الدَهرُ جَدَّهُ | وَأَمنُ طَريدٍ قَد نَفاهُ قَبيلُ |
مُحمدُ لَم أَحمَدكَ وَحدي وَإِنَّما | بِحَمدِكَ مَن فَوقَ البَسيطِ يَقولُ |
رَأَوكَ لما قالوهُ أَهلاً فَدَوَّنوا | لِحَمدِكَ أَبواباً لَهُنَّ فُصولُ |
فَإِن ذَكَروا بَأساً فَأَنتَ مُقَدَّمٌ | وَإِن ذكروا عُرفاً فَأَنتَ مُنيلُ |
وَهوبٌ لِمَضنونِ الصَفايا تَبَرُّعاً | إِذا الشَولُ لَم تُرفَع لَهُنَّ ذُيولُ |
حَليمٌ إِذا ما الحِلمُ كانَ حَزامَةً | وَسَوطُ نَكالٍ إِن غَضِبتَ وَبيلُ |
وَمَوقِفِ هَولٍ قُمتَ صَعبَ مُقامِهِ | وَلِلبيضِ في هامِ الكُماةَ صَليلُ |
فَفَرَّجتَ ضَنكَ المَأزِقَينِ بِعَزمَةٍ | يُفَلُّ بها بَعدَ الرَعيلِ رَعيلُ |
مَساعٍ هيَ الدُنيا مَعالٍ وَمَفخَرٌ | وَأَجرٌ إِذا حَقَّ الثَوابُ جَزيلُ |
فَلا مَجدَ إِلّا قَد تَجاوَزتَ قَدرَهُ | فَكُلُّ ثَناءٍ في عُلاكَ قَليلُ |
فَما لِلمَطايا دونَ بابِكَ مَوقِفٌ | وَلا لِمَديحٍ في سِواكَ دَليلُ |
وَدونَكَ مَدحاً عَن مَقامِكَ قاصِرٌ | وَفي نَفسِهِ عِندَ الرُواةِ جَليلُ |
أَزارَكَهُ فِكرٌ بِمَدحِكَ مولَعٌ | لِأَنَّ مَكانَ القَولِ فيكَ بَجيلُ |
وَما كُنتُ مِمَّن يَجعَلُ الشِعرَ مَكسَباً | وَلَم يَطَبِّبني لِلمَطامِعِ قيلُ |
وَلكِن غَمامٌ مِن نَداكَ أَظَلَّني | فَأَخضَلتُ فيه وَالزمانُ مَحيلُ |
وَلَستُ بِشُكري مُستَزيداً وَإِنَّما | لكُم طَوقُ مَنٍّ في طُلايَ ثَيقيلُ |
سَأَذكُرُهُ ما بَلَّ ريقيَ مِقوَلي | وَما ناخَ شَجواً بِالأَراكِ هَديلُ |
وَصَلِّ إلهَ العالمينَ مُسَلِّماً | عَلى مَن لهُ في المَكرُماتِ دَليلُ |
مُحمدٍ الهادي الأَمينِ وَآلهِ | كَذا الصَحبِ ما هَبَّت صَباً وَقَبولُ |
هل أعجبتك القصيدة؟ اضغط زر (اعجبني) لتشارك آلاف المعجبين
.
![]() ![]() |
![]() ![]() |