طيفُ الخيالِ منَ ا
رقم القصيدة : 59282 | نوع القصيدة : فصحى | ملف صوتي: لا يوجد |
طيفُ الخيالِ منَ النيابتينِ سرى | إلى الحجازِ فوافى مضجعي سحرا |
سرى على بعدِ دارينا ينمُّ بهِ | روحُ النسيمِ فيهدي منهلاً عطرا |
فكمْ وكمْ جازَ منْ سهلٍ ومنْ جبلٍ | و منْ وعورٍ إلى أمِّ القرى وقرى |
أفديهِ منْ زائرٍ ما زارني أبداً | و ذاكرٍ ما نسى ودي ولا ذكرا |
وحاضرٍ نصبَ عيني وهوَ مبتعدٌ | عني فما غابَ عنْ عيني ولا حضرا |
ليتَ الأراكَ التي مرَّ النسيمُ بها | تدري بشكواى َ بلْ ليتَ النسيمُ جرى |
ما صبرُ صبٍ لهُ في كلِّ جارحة ٍ | جرحٌ أعادَ عليهِ صبرهُ صبرا |
و طالما هاجتِ الشكوى لهُ شجناً | فذكرتهُزماناًمرَّفادكرا |
منْ لي بطفلينِ منْ خلفي كأنهما | زغبُ القطا إذ عدمنَ الماءَ والشجرا |
فارقتُ ريحانتي قلبي وما رضيتْ | نفسي الفراقَ ولا اخترتُ النوى بطرا |
و لمْيكونا حبيبينِافتقدتهما | في غربتي بلْ فقدتُ السمعَ والبصرا |
هماوديعة ً منْ يرعى ودائعهُ | و منْ يرى وهو دانى القربِ ليسَ يرى |
في ذمة ِ اللهِ محفوظانِ أسألهُ | يكفيهما المكرَ والمكروهَ والضررا |
يا قطعة ً منْ فؤادي إنْ عتبتَ فما | جفاكَ والدكَ النائي ولا هجرا |
و إنماهيأحكامٌمقدرة ٌ | موصولة ٌ بقضاءٍ سابقٍ قدرا |
لا كانتِ الريحُ أنْ تبدي لنا خبراً | منَ المحبينَ أو تهدي لهمْ خبرا |
حسبي منَ الوجدِ أني ما ذكرتهمُ | إلاَّ تكفكفَ ماءُ العينِ وانحدرا |
رحلتُ عنهمْ غداة َ البينِ منْ برعٍ | و في الحشا لهبُ النيرانِ مستعرا |
و سرتُ والشوقُ يطويني وينشرني | موصلاً بهجير بين سرى |
حتى انتهيتُ إلى الميقاتِ في زمرٍ | منْ وفدِ مكة َ يا طوبى لها زمرا |
ثمَّ اغتسلنا وأحرمنا وسارَ بنا | حادى المطى ِّ يخوضُ الهولَ والخطرا |
و لمْ أزلْ رافعاً صوتي بتلبيتي | معَالملبينَممنْحجَّ واعتمرا |
حتى أناختْمطايانابذيكرمٍ | لكلِّوفدٍلديهِزلفة ًو قرى |
منْ ريفِ رأفة ِ ربِّ الحجرِ والحجرَ ال | ميمونِ لما وصلنا الحجرَ والحجرا |
طفناالقدومَ وصلينا لندركَ ما | رمنا وجئنا بركنِ السعيِ إنْ شكرا |
ثمَّ اطمأنَّ بنا التعريفُ بعد اذاٍ | في موقفٍ جمعَ الساداتِ والكبرا |
و في المفيضينَ عدنا حينَ تمَّ لهمْ | رمى ُ الجمارِ وهاجَ النفرُ منْ نفرا |
حجوا وراحوا يزورونَ ابنَ آمنة ٍ | وعدتُ في الفرقة ِ الجافينَ منتظرا |
عسى لطائفُربيأنتبلغني | قبراًيقرُّبعينيرايهُنظرا |
قبرا بطيبة َ يسمو نورهُ صعداً | فيخجلُ النيرينِ الشمسَ والقمرا |
حيثُ الكراماتِ والآياتِ ظاهرة ً | لمنْ حوى الفخرَ تعظيماً ومفتخرا |
و حيثُ مهبطُ جبريلٍ ومصعده | يتلوعلى أحمدَ الآياتِ والسورا |
فردُ الجلالة ِ فردُ الجودِ مكرمة ً | فردُ الوجودِ عنِ الأشباهِ والنظرا |
أعلى العلا في العلا قدراً وأمنعهم | داراً وجاراً واسمى ً في السماءِ ذرى |
سرُّ السرارة ِ لبُّ اللبِّ منتخبٌ | منْ هاشمٍ خيرُ مدفون بخيرِ ثرى |
هداية ُ اللهِ في الدنيا وصفوتهُ | فيها وخيرتهُ ممن ذرا وبرا |
إذكانَ في الكونِ موجوداً وآدمُ في | ماءٍ وطينٍ حماءٍ لمْ يكنْ بشرا |
نبوة ٌ قبل َ خلق ِ الخلق ِ سابقة ٌ | إنَّ الإمامَ أمامٌ والوراءُ ورا |
السهلة ُالسمحة ُ الغراءُملتهُ | و آله ُ الطيبونَالسادة ُالغررا |
أتى وأمتهُ العمياءُ قدْ حملتْ | إصراً فخففَ أثقالاً وحلَّ عرا |
على شفا جرفٍهارٍفأنقذها | لما أقالَ بحسنِ البشرِ منْ عثرا |
و قامَ يتلو منَ التنزيلِ معجزة ً | تمحو الأناجيلَ والتوراة َ والزبرا |
ديناًقويماًأحلَّ الطيباتِ لنا | لا دينَ منْ سيبَ الأنعامَ أو بحرا |
و حرمَ الدمَ والميتاتِ محكمهُ | و ماأهلَّلغيرِ اللهِ أوْ نذرا |
يكفيكَ أنَّ الفتى المكى َّ طلعته | في ظلمة ِ الشركِ بدراً ساطعاً ظهرا |
فقلْ لمنْ لمْ يحطْ علماً برفعتهِ | على النبيينَ سلْ منْ قدْ قرا ودرا |
يس فيهِ وطس امتداحُ علاً | و الطورُ والنورُ والفرقانِ والشعرا |
كمْ عاندتهُ قريشٌ وهي عالمة ٌ | بأنهُ خيرُ منْ فوقَ الثرى بشرا |
و كمْ رعى بالتعني حقَّ حرمتهم | متابعاً فيهمُ التحذيرَ والنذرا |
يلقى المسيئينَ بالحسنى كعادتهِ | و يوسعُ المذنبينَ العفوَ مقتدرا |
لما غدا واعظاً صموا فخاطبهمْ | بالسيفِ بأساً فلبوا السيفَ إذ شهرا |
و سن غاراتهِ في كلِّ ناحية ٍ | و قامَ للهِ والإسلامِ منتصرا |
بفتية ٍ منْ قريشِ الأبطحينِ ومنْ | أبناءِ قيلة َ أهلِ الدار أسدِ شرا |
قوماٌ أقاموا حدودَ اللهِ وابتدروا | ظلَّ السيوفِ ليعطوا أجرَ منْ صبرا |
و أخلصوا دينهمْ للهِ واعتصموا | باللهِو امتثلوا للهِما أمرا |
باعوا نفائسهمْ منهُ وأنفسهم | بجنة ِ الخلدِ بيعاً رابحاً فشرى |
و دمرواكلَّباغٍعزَّ جانبهُ | بالسيفِ حتى استباحوا البدو والحضرا |
محبة ٌلنبيٍّبينَأظهرهمْ | غدا بهِ الدينُ في الآفاقِ مشتهرا |
مباركُ الوجهِيستسقى الغمامُ بهِ | غوثُ الأراملِ والأيتامِ والفقرا |
كهفُ المرجينَ كنزُ السائلينَ إذا | غبرُ السنينَ كمتْ أنوارها المطرا |
يا رحمة َ اللهِ حتى روحهُ أبداً | عنى وظلى وبيتى حيثما قبرا |
هدية ً منْ أسيرِ الذنبِ مرتجياً | أنْ يطلقَ اللهُ بالغفرانِ منْ أسرا |
إليكَ يا صاحبَ الجاهِ العريضِ رمتْ | بيَ الأمانيُّ والباعُ الذي قصرا |
مستعدياً منْ زمانٍ لا نصيرَ بهِ | يرجى سواكَ ولا ملجا ولا وزرا |
أرجو السعادة َ في الدارينِ جائزة ً | لأحرفٍ فيكَ مني تشبهُ الدررا |
فاعطفْ حنانا على عبدِ الرحيمِ ومنْ | يليهِ باللطفِ حتى يبلغَ الوطرا |
فأنتَ مالي ومأمولي ومعتمدي | و حجتي يومَ ألقى اللهُ معتذرا |
لعلَّظلَّلواءِالحمدِيشملني | معَ الحبيبِ إذا النارُ ارتمتْ شررا |
منيعليكَتحياتٌمباركة ٌ | تنمو فتستغرقُ الآصالَ والبكرا |
مالاحَ زهرُ الرياضِ الخضرِ الغر مبتسماً | أو عانقَ الريحُ غصناً مائساً خضرا |
تخصُّ أرواحَ قومٍ هاجروا معهُ | و التابعينَ ومنْ آوى ومنْ نصرا |
موصولة ٌ بسلام ِ الله ِ دائمة ٌ | ما البرقُ منْ علوياتِ الحجازِ سرى |