عالمية الأدب الإسل
عالمية الأدب الإسلامي
المصدر: مجلة الأدب الإسلامي/ السنة الثانية/ العدد الخامس/ شوال (1415هـ)، ص3-13. تنشر بموجب اتفاق خاص مع مجلة الأدب الإسلامي.





لذا تجتهد بعض الأمم في تحقيق أكبر قدر ممكن من العالمية، وتبذل في سبيل ذلك جهوداً ضخمة، فتقوم بترجمة غرر أعمالها الأدبية إلى لغات الشعوب الأخرى، وتعقد الندوات والمؤتمرات، وترعى الكراسي الجامعية التي تدرّسها في الآفاق، وتنفق عليها، وتهتم اهتماماً فائقاً بالأدباء من غير أبنائها، الذين يكتبون أعمالاً أدبية بلغتها، وتغمرهم بالجوائز السخية، وأقرب الأمثلة إلينا فرنسا، التي تسعى عبر (الفرانكفونية) لتمد ظلالها الأدبية إلى الجهات الأربع، فتنشئ – أو تعزز – روابط نفسية بين أكبر قدر ممكن من الشعوب تتمحور حول المبادئ والقيم التي تتبناها، وتحقق لها – من ثم – مكاسب سياسية واقتصادية لا تحصى.
وهكذا تصبح عالمية الأدب – على المستويين الفردي والأممي – هدفاً ترتبط به أهداف أخرى، ومكسباً تتحقق من ورائه مكاسب كثيرة.
وتتحقق العالمية للأدب عندما ينتقل – بطريق الترجمة غالباً، وبلغته الأم أحياناً – من المجتمع الذي أبدع فيه إلى مجتمعات أخرى، وينتشر فيها متجاوزاً الحدود الجغرافية والسياسية واللغوية، فمثلاً يمكن أن نقول عن أدب شكسبير إنه بلغ مرتبة العالمية؛ لأنه تُرجم إلى معظم لغات العالم، وقرأته شعوب كثيرة بلغاتها المحلية – فضلاً عن الأفراد المتميزين في تلك الشعوب الذين قرؤوه بلغته الأم – فالعالمية هنا هي عالمية الشيوع والانتشار، وتكون بعد مرحلة الشيوع المحلي عادة، وتتدخل فيها عوامل خارجية كثيرة، منها الظروف السياسية والحضارية للأمة، والجهود التي تبذلها في نقل آدابها إلى الآخرين، وقد استطاعت كل من انكلترا وفرنسا أن تنشر آدابها في المجتمعات التي سيطرت عليها في القرن الميلادي الماضي وشطر من القرن الحالي، كما استطاعت أمريكا أن تنشر قدراً من آدابها بفضل الجهود والترجمات المكثفة التي تقوم بها، أو ترعاها، مؤسساتها الثقافية المختلفة، فلا يكون تميز التجربة الإنسانية وتفوقها السبب الوحيد في عالميتها، وقد يكون مستواها الفني دون المستوى الفني بكثير لأعمال في المجتمعات المستقبِلة، ولكن هذه لم تتهيأ لها وسائل التوصيل والترويج.
بين الانتشار والجودة:
فعالمية الأدب الإسلامي تبدأ من مرحلة الإبداع وتزدهر فيها، وتخضع في مرحلة الشيوع لعوامل سياسية وثقافية تجعلها بين مد وجزر.
ذلك أن الأدب الإسلامي ينتجه كل مجتمع مسلم، أياً كانت لغته وجغرافيته، وأحواله السياسية... ينتجه أدباء مبدعون في تلك المجتمعات، امتلأت وجداناتهم بوهج الإيمان، واستوت نظراتهم للحياة من خلال رؤى الإسلام، وتفاعلوا مع الأحداث التي واجهوها في مجتمعاتهم بتلك الرؤى، وأبدعوا أعمالاً أدبية بلغاتهم المحلية، وبرؤىً إسلامية تتغلغل في موضوعاتها، أو مضمونها – وفي عدد من أدواتها الأسلوبية – إسلامية كاملة، لا يمنعها انتقالها من لغتها الأم إلى لغات أخرى من أن تؤثر في القارئ المسلم أياً كانت بلده ولغته، وأن تهز وجدانه، فيحس بها وكأنها ولدت لتخاطبه، وأن الانفعالات التي تحملها جزء من الانفعالات التي يتلجلج بها صدره، وأنها جسر متين بينه وبين الأديب الذي أبدعها، وأنها – من ثم – لبنة في بناء عالمي كبير، تتجاور فيه لبنات أخرى من هذا المجتمع وذاك. في تناسق وتناغم كاملين.
فالأديب المسلم التركي أو الفارسي أو الهندي أو الأندونيسي... إلخ، عندما يكون مؤمناً ملتزماً بإسلامه عقيدة وفكراً ومنهج حياة، يتعامل مع أحداث مجتمعه من خلال إسلامه، وتتجه عواطفه وفق المؤشرات الإيمانية، وتحمل تجربته الأدبية انفعالاته الإيمانية بتلك الأحداث، وتصوغها في عمل أدبي إسلامي، يتذوقه ويتأثر به كل متذوق مسلم يطلع عليه ويفهمه، وهذه حقيقة واقعة في آداب الشعوب الإسلامية غير العربية كلها. ففي كل أدب من تلك الآداب أعمال أدبية ذات صبغة إسلامية واضحة، أبدعها أدباء مسلمون متلزمون بإسلامهم يتفاعلون مع الأحداث من زاوية إيمانية، وإذا انتقلت هذه الأعمال إلينا بالترجمة – أو بلغتها الأم إذا كنا نعرف تلك اللغة – أحسسنا بأن التجارب التي تحملها جزء من تجاربنا، والانفعالات التي تموج بها تلامس أعماق قلوبنا، والقضايا التي تعرضها هي بعض اهتماماتنا.
وأقرب الأمثلة لدينا الآداب الفارسية والتركية والأردية.. التي تشكلت بعد انتشار الإسلام في أرضها تشكلاً جديداً تأثرت فيه بالإسلام، بل وتأثرت حتى بالتراث العربي الذي اطلع عليه بعض الأدباء والمثقفين فيها.
وسنعرض نماذج من آداب الشعوب الإسلامية المختلفة في آسيا وأوربا وأفريقيا تمثل كماً هائلاً من النصوص يكمن في تلك الآداب، وننظر في مدى قابليتها لتكون لبنة في بناء الأدب الإسلامي العالمي، الذي يخاطب وجدان المسلم أياً كان زمنه ومكانه ولغته. ونبدأ بالأدب الفارسي.
الأدب الإسلامي في اللغة الفارسية:
ونجتزئ من هذا التراث الضخم بقصيدة للشاعر سعدي شيرازي[3] قالها في رثاء بغداد بعد أن اجتاحها التتار عام 656هـ. ومطلع القصيدة – كما ترجمها الدكتور محمد غنيمي هلال[4] -:
ويقول في القصيدة:
وقد ظهر في تلك البلاد أدباء أبدعوا أعمالاً أدبية إسلامية باللغة الفارسية، إضافة إلى الأعمال الأدبية التي أبدعوها بلغاتهم المحلية، ومن هؤلاء الشاعر الإسلامي الكبير محمد إقبال الذي كتب عدة دواوين بالفارسية، منها.. أرمغان حجاز، أسرار خودي، رموز بي خودي.
الأدب الإسلامي في اللغة التركية:
ويذكر مؤرخو الأدب التركي أن الأتراك كانوا قبل إسلامهم قبائل تعيش حياة رعوية في الغالب، فلما دخلوا في الإسلام استقروا في مناطق الأناضول وأقاموا إمارات إسلامية ازدهرت في عهد السلاجقة، حيث بدأت لغتهم تنتقل من مرحلة المشافهة إلى مرحلة التدوين، وبدأ الأدب التركي يتشكل وينتشر.
ويقرر بعضهم أن الشاعر الفارسي جلال الدين الرومي ارتحل في القرن الثامن الهجري إلى قونية – وكانت عاصمة سلاجقة الروم – وأراد أن يخاطب العوام بشعره وكانوا يجهلون اللغة الفارسية – لغة مثقفي ذلك العهد – ولا يعرفون سوى التركية، فاضطر أن ينظم شعراً بالتركية يدعوهم إلى الزهد والتصوف... فنشأ الأدب التركي أدباً تعليمياً دينياً[5]، وجاء بعده في القرن التاسع الهجري شعراء آخرون عمقوا هذا الاتجاه مثل يوسف إمره وعاشق باشا وسليمان جلبي، وهذا الأخير بلغ شعره منزلة عالية بين الأتراك بفضل قصيدته المطولة في السيرة النبوية والتي ما زال الأتراك حتى اليوم ينشدونها في المناسبات الدينية في المساجد والمنازل.
وقد ظهرت في الشعر التركي أنواع عديدة من الشعر الديني. منها المدائح النبوية التي شابتها بصمات صوفية، ومنها ((المحمدية)) وهي على العكس من المدائح النبوية (تخلو تماماً من أية نزعة صوفية وربما اختص بها أهل السنة معارضين غلاة الصوفية)[6]، فهي تبدأ بالتوحيد وبالتنويه بأن الصفات الذاتية لله سبحانه وتعالى في أسمائه الحسنى، ثم تعرض صفات الرسول صلى الله عليه وسلم دون مبالغات أو تهويلات، وتتبعها بصفات الخلفاء الراشدين ومكارم أخلاقهم... وربما تعرض بعض قصص الأنبياء[7].
ومع تطور الأدب في تركيا وتعدد فنونه وموضوعاته انتشرت الآثار الإسلامية في عدد من فنونه الجديدة وموضوعاته، فضلاً عن الفنون والموضوعات الدينية المحضة، فظهرت آثاره في الشعر الديواني، وهو مزيج من المشاعر الدينية والغزلية العفيفة، ويعد الشاعر (باقي) رائداً كبيراً من رواده[8] كما ظهرت الآثار الإسلامية في النثر الفني المرسل الذي يعتمد على معان دينية أيضاً[9].
ومع بداية التطورات القومية في الدولة العثمانية، وظهورها نزعة قوية عند بعض الأدباء الأتراك في نهاية القرن التاسع عشر، ظهر تيار مضاد يحافظ على القيم الإسلامية ويعمقها في الأدب التركي الحديث، ويعالج مشكلات المسلمين في الدولة العثمانية المتهاوية، وقد تزعم هذا التيار الشاعر الكبير محمد عاكف أرصوي[10] الذي عاصر معاناة تركيا في الحرب العالمية الأولى واحتلال جيوش الحلفاء أرضها، وسقوط الخلافة، والذي جعل شعره منبراً إسلامياً قوياً يستثير المشاعر الإيمانية في نفوس الأتراك ليدافعوا عن دينهم وأرضهم، وقد شاعت قصائده بين الأتراك بقوة. وصارت إحداها فيما بعد النشيد القومي التركي... وما زالت حتى الآن – بعد حذف عبارات قليلة منها[11] -، ويعد محمد عاكف رائد مدرسة أدبية كاملة، حملت هموم المسلمين في تركيا وتطلعاتهم طوال الفترة الكمالية، واستطاعت هذه المدرسة أن تتصدى للتيار القومي والعلماني، وأن تحافظ على النسيج الإسلامي في الأدب التركي، وأن تعززه.
ومن شعره الإسلامي في المحنة قصيدة بعنوان (لا يأس) افتتحها بقوله تعالى {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ}[12] ثم قال يحذر الأتراك من الاستسلام لليأس ويستنهضهم لإعادة مجدهم الإسلامي:
الأدب الإسلامي في اللغة الأردية:
ذلك أن اللغة الأردية قد تشكلت في صورتها الحالية في القرن الحادي عشر الهجري، وكانت قبل ذلك لغة محلية متأثرة بالهندية القديمة، ثم تأثرت بالحضارة الإسلامية وباللغة العربية التي انتقلت إليها مع الإسلام، وبالفارسية أيضاً، وعندما احتل الإنكليز الهند وفرضوا ثقافتهم عليها دخلت اللغة الأردية عناصر من اللغة الإنكليزية أيضاً. غير أن الآثار العربية هي أقوى الآثار فيها، فقد استفادت الأردية من العربية في قواعدها وعروضها وحروف الكتابة، وفي بعض الجوانب البلاغية، وفي عدد كبير من الألفاظ، مباشرة أو عن طريق الفارسية التي نقلت من العربية، واستفادت من اللغة الفارسية في تلك الجوانب أيضاً ولكن بقدر أقل[13].
وقد أصبحت الأردية لغة الثقافة بين المسلمين بفضل الأعمال الأدبية التي كتبها عدد من الأدباء البارعين، أمثال ميرزا غالب والسيد أحمد خان ومحمد حسن آزاد ومنشي سجاد حسين وألطاف حسين ((حالي)) ومحمد إقبال... إلخ إضافة إلى الكتابات الفكرية والإسلامية التي كتبها الدعاة والمصلحون[14].
وقد ارتبط الأدب الأردي بالقيم الإسلامية من خلال أوضاع المسلمين في الهند، والتحديات السياسية والصدام مع الهندوس والتحديات الثقافية الغربية، وكان عدد من الأدباء الكبار منهمكين في القضايا السياسية ومهتمين بإصلاح أوضاع المسلمين وتعزيز العقيدة فيهم، وإغنائهم بالثقافة الإسلامية، فجعلوا إبداعهم الأدبي منبراً من منابر التوجيه الإسلامي الحي. وساعدتهم في ذلك مواهبهم الكبيرة، فأبدعوا أعمالاً أدبية إسلامية، انتشرت بقوة بين المسلمين وأثرت فيهم تأثيراً قوياً، ومن تلك الأعمال: المنظومة المطولة ((مسدس)) للشاعر ألطاف حسين الملقب بـ(حالي)[15] التي يستعرض فيها واقع الحياة قبل البعثة النبوية، والجاهلية القائمة فيها، وسوء أحوال الإنسان، ثم يعرض الانقلاب الهائل الذي أحدثه الإسلام في الحياة، وظهور الحضارة الإسلامية، وأثرها في تطور الحياة الإنسانية بعامة، ثم يعرض ضعف المسلمين وانشغالهم بأمور الدنيا، وتفرقهم وسقوط دولتهم، والأحوال السيئة التي أصبحوا فيها في كل قطر، وخاصة في الهند، ويدعو إلى نهضة جديدة، بالعودة الصحيحة القوية للإسلام، وبناء حضارته من جديد. وتبلغ المطولة قرابة ثلاثمائة مقطع، في كل مقطع ستة أبيات.
ومن الأدباء الذين كان لهم أثر كبير بين المسلمين في الهند، وتجاوزت شهرتهم إلى البلاد الإسلامية والعربية الشاعر الكبير محمد إقبال[16].
ولإقبال مكانة كبيرة في الأدب الإسلامي بغير العربية، فهو من المبدعين المتميزين الذين كانت لهم رؤية خاصة في الحياة، وكان صاحب نظرية تؤمن بأن الشخصية الإسلامية هي الشخصية المهيئة لقيادة العالم، وبناء الحضارة الصحيحة[17]، كما أنه كان يدعو إلى قيام كيان إسلامي خاص لمسلمي الهند تحقق فيما بعد في قيام دولة باكستان[18]. وإقبال نموذج للأديب الإسلامي العالمي، فقد تجاوز شعره منطقته وانتشر بين مسلمي الهند، كما تجاوز الهند ليصبح إبداعاً إنسانياً عالمياً، وترجم إلى لغات عدة منها اللغة العربية، وقد ترجم الدكتور عبدالوهاب عزام عدداً من دواوينه شعراً، ونحا نحوه الصاوي شعلان ومحمد حسن الأعظمي في كتابهما (فلسفة إقبال والثقافة الإسلامية في الهند وباكستان)، ونجتزئ بأبيات من إحدى قصائده، وبترجمة هذين الكاتبين النثرية ثم الشعرية لها. والقصيدة بعنوان ((شكوى)) يتجه فيها إلى الله سبحانه وتعالى، شاكياً ما أصاب المسلمين من تخلف وفرقة وضعف بعد أن كانوا بناة الحضارة ورواد الأمم.
لقد كانت الدنيا قبل هذا الدين الإسلامي عالماً تسوده الوثنية وتحكمه الأصنام، وفي بقاع هذا المعمور كانت سجدات هذا الإنسان لا تعرف غير الأوثان، ولم يكن الإنسان يعبد غير التماثيل المنحوتة من الأحجار والصور المصنوعة من الأشجار، وحارت فلسفة اليونان وتشريع الرومان، وضلت حكمة الصين في الفلوات.
ولكن ساعد المسلم القوي قطع من الأرض شجرة الإلحاد. وأسطع على الإنسانية نوراً من التوحيد وظلاً من الاتحاد.
وبعد:
ومن المؤسف أن معرفتنا بآداب الشعوب الإسلامية قليلة، وأن حركة الترجمة من لغات تلك الشعوب إلى اللغة العربية، وبالعكس، قليلة ونادرة أحياناً، وأنّا بعامة نجهل الكثير عن أحوال تلك الشعوب وتاريخها وآدابها.. وباستثناء الدارسين المختصين لا نكاد نجد أحداً يعرف شيئاً عن شعوب ما وراء النهر، وشعوب الجمهوريات الإسلامية التي استقلت أخيراً عن الاتحاد السوفياتي، وشقيقاتها التي ما زالت مدمجة في دولة الصين الشيوعية. اللهم إلا ما أبرزته الأحداث والأخبار هنا وهناك، وطبيعي والحالة هذه أن تكون معرفتنا بآداب تلك الشعوب نادرة أو معدومة.
إن النصوص القليلة التي تترجم بين الحين والآخر، وتنشر في الدوريات أو تشير إليها الدراسات تحمل تأشيرات كثيرة وقوية على وجود أدب إسلامي حي لدى الشعوب الإسلامية غير العربية كلها... والأمر في اعتقادي يحتاج إلى جهود موجهة وكبيرة؛ لتتبع هذا الأدب وإظهاره... وقد بدأت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية خطوة رائدة في هذا المجال، فنشرت كتاباً عن الأدب الإسلامي التركي، وكتاباً آخر عن الأدب الإسلامي الأردي، وتعد فيما علمت لإصدار كتاب عن الأدب السواحلي، ولو أن بعض المؤسسات الثقافية الأخرى أسهمت في هذا العمل المتميز لكان ذلك شكلاً من أشكال توثيق الروابط بين المسلمين في أطراف الأرض. وتعريف بعضهم ببعض.
وقد نصت رابطة الأدب الإسلامي العالمية في أهدافها المعلنة على هذا العمل فذكرت في المادة الثالثة من النظام الأساسي أن من أهداف الرابطة نقل الأدب الإسلامي العربي إلى لغات الشعوب الإسلامية وبالعكس، وتحقيق عالمية الأدب الإسلامي[20].
وقامت مؤخراً بخطوة عملية فأعلنت عن مسابقة لترجمة النصوص الإبداعية لأدب الشعوب الإسلامية إلى اللغة العربية، في مجالات الرواية والقصة المسرحية والشعر[21] والأمل أن تحقق هذه الخطوة – وخطوات أخرى قادمة تقوم بها مؤسسات ثقافية إسلامية أخرى وفي مقدمتها الجامعات ودور النشر – تقدماً في هذا الميدان، فتصدر ترجمات لأعمال إبداعية أدبية ودراسات عن آداب تلك الشعوب، وأن تقوم حركة ترجمة مقابلة من اللغة العربية إلى لغات الشعوب الإسلامية غير العربية؛ فتقوم جسور جديدة من المعرفة والعلائق الثقافية بين الشعوب الإسلامية.
إن القدر المحدود المتوافر في مكتبتنا العربية من آداب الشعوب الإسلامية ومن الدراسات عنه[22] يبيح لنا أن نقول: إن الإسلام قد أثر في آداب الشعوب الإسلامية كافة، وجعل الأدباء الملتزمين به يبدعون أعمالاً أدبية إسلامية: إسلامية في موضوعاتها، أو في المواقف والرؤى التي تظهر فيها، أو في الآثار العامة التي يخرج القارئ بها...
وإن هذه الأعمال في تلك اللغات هي التي تعطي الأدب الإسلامي بُعده الثالث، بُعْد العالمية، عالمية الإبداع، وعالمية التأثر بالقيم الإسلامية، وعالمية ظهورها في أعمال أدبية تتجاوز حدود اللغات والقوميات والخريطة الجغرافية.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Literature_Language/0/18/#ixzz2Tqa3kJhq