قُدومٌ حَكى وَشيَ الرَبي
رقم القصيدة : 71181 | نوع القصيدة : فصحى | ملف صوتي: لا يوجد |
قُدومٌ حَكى وَشيَ الرَبيعِ المُنَمنا | وَأُرِّجَ أَوجُ الكَونِ لَمّا تَنَسَّما |
وأَشرَقَتِ الدُنيا ضِياءً وَأُلبِسَت | مِنَ الحُسنِ بُرداً بِالسَعادَةِ مُعلَما |
وَعاوَدَ نَجداً ما مَضى مِن شَبابِها | وَراجَعَها مِن حُسنِها ما تَقَدَّما |
سِراجُ هُدىً عَمَّ الحِجازَ بِنورِهِ | وَأَشرَقَ ما ضَمَّ الحَطيمَ وَزَمزَما |
فَلِلَّهِ كَم حَقٍّ أَقامَ وَباطِلٍ | أَزالَ وَكَم جودٍ أَفاضَ وَأَسجَما |
وَفي مَسجِِ المُختارِ طالَ مُقامُهُ | وَصَلّى عَلَيهِ مِن قَريبٍ وَسَلَّما |
وَأَوضَحَ مِن مِنهاجِهِ كُلَّ دارِسٍ | وَجَدَّدَ مِن آثارِهِ ما تَثَلَّما |
مَهابِطُ وَحيٍ قُدِّسَت مِن مَآثِمٍ | وَمِن بِدَعٍ كانَت إِلى الشَرِّ سُلَّما |
وَطابَ لِأَهلِها المُقامُ بِطيبَةٍ | وَقَد شُرِّدوا مِنها فُرادى وَتَوءَما |
وَأَسبَلَ فيهِم مِن شَيِبِ جودِهِ | سِجالاً أَراشَت كُلَّ مَن كانَ مُعدِما |
فَكَم مِن ضَعيفٍ مِن يَتيمٍ وَأَرمَلٍ | يُنادي إِذا ما جَنَّهُ اللَيلُ مُظلِما |
إِلهي أَدِم نَصرَ الإِمامِ وَعِزَّهُ | وَأَيَّدَهُ بِالتَوفيقِ يا رافِعَ السَما |
فَقَد كانَ لِلمُحتاجِ كَهفاً وَمَوئِلاً | وَقَد كانَ لِلطّاغي حُساماً مُصَدَّما |
فَلَمّا اِستَقَرَّت بَعدَ ما أَلقَتِ العَصا | وَأُمِّنَتِ الأَسبالُ وَالشَرعُ حُكِّما |
تَوَجَّهَ لِلدّارِ التي عَمَرَت بِهِ | على الطائِرِ المَيمونِ سارَ وَخَيَّما |
فَلِلَهِ هذا المَجدُ كَيفَ تَفَرَّعَت | بَواسِقُهُ شَرقاً وَغَرباً وَمَشأَما |
إِمامَ الهُدى إِنَّ المَدائِحَ فيكُمُ | فَخارٌ لِمُطريكُم وَلَو كانَ مُفحَما |
أَلَستَ لِهذا الدينِ رُكناً وَلِلعُلا | مَناراً وَلِلأَيّامِ عيداً وَمَوسِما |
فَيَوماكَ يَومٌ بِالمَواهِبِ ماطِرٌ | وَيَومٌ بِهِ الأَسيافُ يَرعُفنَ بِالدِما |
فَكَم ناكِثٍ أَهوى لِسَيفِكَ ساجِداً | وَلَم يَكُ ذا طُهرٍ وَلا مُتَيِّما |
وَإِنَّ أَميرَ المُؤمِنينَ لَكافِلٌ | لِباغي الهُدى التَعليمَ حَتّى يُفَهَّما |
وَمَن لا يُرِد إِلّا الشِقاقَ فَإِنَّهُ | كَفيلٌ لَهُ أَن يَجعَلَ السَوطَ مخذَما |
فَلا يَغتَرِر قَومٌ رَفَعتَ جُدودَهُم | وَأَولَيتَهُم مِن سَيبِ جَدواكَ أَنعُما |
فَكَم شَرَقٍ بَعدَ الزُلالِ وَغُصَّةٍ | تُذيقُ العِدى مِن جُرعَةِ المَوتِ عَلقَما |
وَمَن ثاوَرَ الأُسَدَ الضَواري جَعَلنَهُ | لِأَشبالِها تَحتَ الأَظافِرِ مَطعَما |
وَمَن سَلَّ سَيفَ البَغيِ أَصبَحَ حَتفُهُ | بِشَفرَةِ ما قَد سَلَّ أَو سَهمِ ما رَمى |
وَكَم قادِحٍ ناراً فَكانَ وَقودَها | إِذا حَسَّهُ مِنها شَواظٌ تَنَدَّما |
عَفَوتَ عَنِ الجانينَ فَضلَ تَكَرُّمٍ | وَلا عَفوَ إِلّا أَن يَكونَ تَكَرُّما |
سَجِيَّةُ مَطبوع عَلى الخَيرِ لَم يَبِت | يُلاحِظُ أَعجازَ الأُمورِ تَلَوُّما |
أَناةً وَحِلماً وَاِنتِظاراً بِهِم غَداً | وَإِلّا فَلا وانٍ وَلا مُتَوَهِّما |
كَذاكَ المَعالي لا يَرومُ بِناءَها | سِوى مَن يَعُدُّ الحَمدَ ذُخراً وَمَغنَما |
وَإِنَّ النَدى إِن لَم يَكُن يَدفَعُ الأَذى | يَكُن وَضعُ حَدِّ السَيفِ في الأَمرِ أَحزَما |
وَخَصَّكَ رَبُّ العَرشِ بِالمُلكِ مِنَّةً | وَمَن قَدَّمَ الرَحمنُ كانَ المُقَدَّما |
أَمَدَّكَ بَعدَ اللَهِ قَلبٌ مُشَيِّعٌ | وَهِمَّةُ مِقدامٍ عَلى ما تَيَمَّما |
وَيَومَ كَسَوتَ الجَوَّ فيهِ قَساطِلاً | أَعادَ النَهارَ المُشرِقَ النورِ مُظلِما |
مَلَأتَ بهِ الأسماعَ رَعداً سَماؤُهُ | عَلى كُلِّ باغِ قَد طَغى تُمطِرُ الدِما |
فَما تَنطِقُ الأَسيافُ إِلّا تَصَلصُلاً | وَلا تَنطِقُ الأَبطالُ إِلّا تَغَمغُما |
وَكَم خَدَجَت فيهِ الجِيادُ مِهارَها | وَعادَ كُمَيتُ اللَونِ مِنها مُسَوَّما |
وَلَم يَعرِفِ الناعي الحَميمُ حَميمَهُ | غَداةَ رَآهُ بِالغُبارِ مُلثَّما |
فَإِن أَصحَروا فَالخَيلُ قَيدُ شَريدِهِم | وَإِن حَصَنوا ذابوا لُحوماً وَأَعظُما |
أَقَمتَ بِهِ عَرشَ الهُدى بَعدَ ما هَوى | وَقَوَّمتَهُ بِالبيضِ حَتّى تَقَوَّما |
أَلا في سَبيلِ اللَهِ نَفسٌ عَزيزَةٌ | سَمَحتَ بِها في المَأزِقِ الضَنكِ مُقدِما |
إِمامُ هُدىً ما اِعتَمَّ بِالتاجِ مِثلُهُ | وَلا عُدَّ أَندى مِنهُ كَفّاً وَأَكرَما |
وَلا قادَها جرداً إِلى حَومَةِ الوَغى | وَأَنعَلَها هامَ المُلوكِ المُعَظَّما |
كَمِثلِكَ يا عَبدَ العَزيزِ بنَ فَيصَلٍ | وَإِن أَطنَبَ الشُعّارُ فيمَن تَقَدَّما |
وَإِنَّ اِمرءًا لَم يَعتَقِد لَكَ بيعَةً | وَيُمسي بِأَمرِ اللَهِ راضٍ مُسَلِّما |
لَفي حيرَةٍ مِن دينِهِ أَو مُعانِدٌ | وَبِئسَ لَعمري مَورِداً مُتَوَخِّماً |
أَلَيسَ أَطيعوا اللَهَ ثُمَّ رَسولَهُ | كذاكَ وَلِيَّ الأَمرِ أَمراً مُحمدّاً |
وَقَد حَضَّ خَيرُ المُرسَلينَ محمدٌ | عَلى قَتلِ مَن شَقَّ العَصا كَيفَما اِنتَمى |
وَمَن لا يُفَكِّر في العَواقِبِ رُبَّما | هَوى في مَهاوي جَهلِهِ مُتَنَدِّما |
وَإِنَّ سَراةَ المَجدِ مِن آلِ مُقرِنٍ | هُمُ لِلعُلا كانوا ذِماماً وَمَحرَماً |
أَبَوا يَتَوَلّاها سِواهُم وَشَرَّعوا | دُوَينَ حِماها السَمهَرِيَّ المُقَوَّما |
أَحَلَّتهُمُ دارَ العَدوِ رِماحُهُم | وَبَذلُهُمُ المالَ النَفيسَ المُفَخَّما |
أولئِكَ من لا يُحسِنُ الطَعنَ غَيرُهُم | إِذا كانَ وَجهُ الكَونِ بِالنَقعِ أَقتَما |
فَلا مَجدَ إِلّا مَجدُهُم كانَ قَبلَهُ | وَلا جودَ إِلّا مِن نَداهُم تَعَلَّما |
وَصَلِّ إلهَ العالَمينَ مُسَلِّماً | عَلى خَيرِ مَن صَلّى وَصامَ وَأَحرَما |
مُحمدٍ الهادي الأمينِ وَآلِهِ | وَأَصحابِهِ ما سَحَّ غَيثٌ وَما هَمى |
هل أعجبتك القصيدة؟ اضغط زر (اعجبني) لتشارك آلاف المعجبين
.
![]() ![]() |
![]() ![]() |