كتاب (نور وهداية)

كتاب (نور وهداية) للشيخ علي الطنطاوي




نور وهداية؛ عنوانُ كتاب صدر حديثاً، مستمدٌّ من برنامج الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله - جمع فيه حفيده الأستاذ مجاهد بن مأمون ديرانية مجموعةً من أحاديث جدِّه الفقيه الأديب، التي قدمها في إذاعة دمشق، وإذاعة صوت الإسلام في مكة المكرمة، وضم إليها بعضاً من مقالات الشيخ التي نشرت في الصحف والمجلات قديماً.
وهو الكتاب الخامس الذي يسَّر الله جمعه من أحاديثه ومقالاته، مما توفي الشيخ وهي منثورة مبعثرة.
ظهر الكتاب وبين دفَّتيه طاقة عَبِقَة من حِكَم الشيخ الطنطاوي وروائعه؛ التي يجد فيها القارئ إلى جانب المتعة الأدبية، وعذوبة الكلمة، وبهاء الأسلوب، سموّاً فكريّاً ومعرفيّاً؛ لأنها تضم في ثناياها عِقداً من اللآلئ المكنونة، التي غاص الشيخ في جمعها، فكانت تعبيراً عن تجربته الشخصية العميقة الممتدَّة، في الدعوة والتربية والتعليم والقضاء..إلخ.
وقد بلغ عدد المقالات في هذا الكتاب (36) مقالةً، في (286) صفحة، وصدرت عن دار المنارة بجُدَّة، ودونكم عناوينَ المقالات كما وردت في الفِهرِس:
ويلاحظ القارئ المدقِّق أن الشيخ قد جنح إلى التعامل مع المجتمع من منطلق نظرة واقعية بصيرة، وحكمة تربوية أصيلة. وبتأمُّل ما بين السطور يُدرك أن الشيخ لم يكن مستكيناً لذلك الواقع، ولكنه تعامل معه بروح المقاومة الهادئة الفاعلة.
ومن ذلك مقالته عن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، والتي نشرها قبل سبعين عاماً، في سنة 1937م، وهو شابٌّ في طراءة الصِّبا، فلم يكتفِ بنقد مظاهر الاحتفال الفارغة التي لا طائل تحتها ولا معنى لها، بل بحث في أصل المشكلة التي أدت إلى انتشار هذه البدعة بأسلوب رزين، وسخَّر في تلك المناسبة قلمه الحرَّ ليعكس الواقع العلمي المتردِّي الذي كانت تعيشه الأمة المسلمة وما تزال؛ جهلاً بالإسلام الحق، وتنكُّباً لجادَّة العلم الصحيح، واستدباراً لسُبُل الاتباع الصادق لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبعدُ، فتلك وقفة قصيرة عَجلى مع إحدى مقالات الطنطاوي، رأينا الإشارة إليها في هذه الأيام التي تُضيَّع فيها أموال المسلمين وتهدر هدراً في احتفالات بذكرى المولد لا فائدة منها ولا ثمرة لها، بدل أن تُنفق في سُبُل تبصير أبنائنا بسيرة نبيِّهم العظيمة؛ ليتخذوها قدوة ودليلاً، وأسوة حسنة صالحة، يحيَون بها حياة كريمة طيِّبة.
ولم يبقَ إلا أن ندعوَ قراءنا الأعزاء إلى تمتيع النفس بمطالعة هذا الكتاب الجديد؛ لأديب الفقهاء وفقيه الأدباء، العالم الرباني علي الطنطاوي رحمه الله تعالى وأخلف في الأمة أمثاله. والله الموفِّق وهو يهدي السبيل.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/culture/0/516/#ixzz3bk7qtzDa