للكاتب الساخر محمو

هذا الموضوع مخصص للكاتب الساخر
محمود السعدنى
ارجو ان ينول اعجابكم
نبذه عنه
محمود السعدني صحفي وكاتب مصري ساخر ولد في العقد الثاني من القرن الماضي يعد من رواد الكتابة الساخرة في الصحافة العربية، شارك في تحرير وتأسيس عدد كبير من الصحف والمجلات العربية في مصر وخارجها، ترأس تحرير مجلة صباح الخير المصرية في الستينات ورفع توزيعها إلى معدلات غير مسبوقة، شارك في الحياة السياسية بفاعلية في عهد الرئيس جمال عبد الناصر وسجن بتهمة غير محددة، إتٌهِمَ بالإشتراك في محاولة انقلابية على الرئيس أنور السادات وتمت إدانته وسجن.
أصدر وترأس تحرير مجلة 23 يوليو في منفاه في لندن وحققت المجلة معدلات توزيع مرتفعة في العالم العربي، عاد إلى مصر من منفاه الاختياري سنة 1982م بعد اغتيال السادات وأستقبله الرئيس مبارك، وربطته صلات قوية بعدد من الحكام العرب مثل معمر القذافي وصدام حسين، وقد اعتزل العمل الصحفي والحياة العامة سنة 2006م بسبب المرض.
البدايات الأولى
ولد السعدني في منطقة الجيزة بالقاهرة الكبرى وأرتبط بهذه المنطقة إرتباطاً كبيراً لدرجة أنك لن تجد كتاب للسعدني لم يذكر فيه الجيزة. عمل السعدني في بدايات حياته الصحفيه في عدد من الجرائد والمجلات الصغيرة التي كانت تصدر في شارع محمد علي بالقاهرة ويصف السعدني تلك الجرائد بأنها "كانت مأوى لعدد كبير من النصابين والأفاقين" ويضيف بأن صدمته كانت كبيرة فليس هذا هو عالم الصحافة ذات الجلالة الذي يحلم به.
انتقل بعد ذلك للعمل في مجلة "الكشكول" التي أصدرها مأمون الشناوي وتتلمذ على يديه إلى أن أغلقت أبوابها. ثم عمل في عدد من الجرائد بالقطعه مثل جريدة "المصري" لسان حال حزب الوفد وعمل أيضاً في دار الهلال كما أصدر ورسام الكاريكاتير طوغان مجلة هزلية سرعان ما أغلقت أبوابها بعد صراع مع الرقابة وشركات التوزيع.
السعدني بعد ثورة 1952
أيد السعدني الثورة بكل قلبه، بالرغم من عدم معرفته لأهدافها في ذلك الوقت، فقد كان يطمح إلى تغير الأحوال بعد المعاناة التي عاشها الشعب المصري في ظل الحكم الملكي، كما أنه كان يعرف أحد قادة الثورة وهو البكباشي أنور السادات والذي جالس السعدني وزملائة بضعة مرات في كازينو الجيزة.
عمل السعدني بعد بداية الثورة بفترة في جريدة الجمهورية التي أصدرها مجلس قيادة الثورة وكان رئيس مجلس إدارتها أنور السادات ورئيس تحريرها كامل الشناوي وأخرون. قدم السعدني خلال الفترة التي قضاها في الجمهورية عدد من التحقيقات والموضوعات المميزة كما سافر في مهام صحفيه إلى خارج مصر. عقب انتقال السادات إلى رئاسة البرلمان المصري، صدر قرار بالاستغناء عن خدمات محمود السعدني، الذي لم يكن المفصول الوحيد، بل فصل معه بيرم التونسي وعبد الرحمن الخميسي وعشرات من الصحفيين الأكفاء. أشار الكاتب في إحدى كتبه إلى أن فصله كان بسبب نكتة أطلقها على السادات.
روز اليوسف
عقب قرار فصل السعدني من الجمهورية بأسابيع قليلة استدعاه إحسان عبد القدوس للعمل معه في مجلة روز اليوسف الإسبوعيه كمدير للتحرير وكانت روز اليوسف ملكية خاصة في ذلك الوقت لوالدة إحسان السيدة فاطمة اليوسف.
يصف السعدني الفترة التي قضاها بروز اليوسف بأنها كانت الأفضل في حياته، كما يصف الجو العام في روز اليوسف بأنه جو إبداع مثالي فلا توجد صراعات في الدار ويعود السبب في ذلك لكون أصحابها هم من يديرونها بأنفسهم فلم يجد فيها المشاكل المزمنة التي تعاني منها الجمهورية. عادت إلى السعدني روحه الساخرة وتمكن من إنجاز عدد من الكتب والمقالات المميزة.
زمن عبد الناصر
عقب زيارة صحفية قام بها السعدني إلى سوريا أثناء الفترة التحضيرية للوحدة بين البلدين، حمَلَ أعضاء الحزب الشيوعي السوري السعدني رسالة مغلقة للرئيس جمال عبد الناصر والتي كانت تحمل تهديداً لناصر بالخروج على خطة السياسي إذا لم يفرج عن الشيوعين المصريين المعتقلين في سجونه، ولم يكن السعدني يعلم بمحتوى الرسالة وقام بتسليمها لأنور السادات.
كانت نتيجة ذلك أنه تم اعتبار السعدني "شيوعياً" وتم إلقاء القبض عليه بعد فترة وقضى في المعتقلات قرابة العامين، تنقل خلالها بين معتقلات القلعة والواحات والفيوم. أفرج عن السعدني بعد ذلك ليعود إلى عمله في روز اليوسف والتي كانت قد أممت وتولي رئاسة تحرير مجلة صباح الخير.
أنخرط السعدني في العمل السياسي حيث أنضم إلى التنظيم الطليعي وكما يقول عن نفسه واصفاً دوره السياسي في ذلك الوقت "إذا كان محمد حسنين هيكل هو سفير عبد الناصر للدوائر السياسية العالمية، فقد كنت سفير لعبد الناصر لدى الشعب المصري في الداخل" وهذه المقولة توضح حجم دور السعدني في مصر بتلك الفترة. كان للسعدني في ذلك الوقت شهرة ونفوذ كبيرين، حتى ان بريد قرائة كان الأضخم بين جميع الكتاب العرب، كما كان بإستطاعته إنجاز معاملات معارفه بمكامله تليفونيه واحده.
قدم السعدني برامج للتلفزيون المصري كما قام بكتابة مذكراته الشخصية وعدد من المسرحيات التي مثلت على مسرح التلفزيون.
مراكز القوى
عقب وفاة عبدالناصر حدث صراع على السلطة بين الرئيس أنور السادات وعدد من المسؤلين المحسوبين على التيار الناصري مثل شعراوي جمعه وسامي شرف ومحمود فوزي وغيرهم. إنتهى الصراع بإستقالة هؤلاء المسؤلين واعتقال السادات لهم وتقديمهم للمحاكمة بتهمة محاولة الانقلاب وكان اسم محمود السعدني من ضمن أسماء المشاركين في هذا الانقلاب وتمت محاكمته أما "محكمة الثورة" وأدين وسجن.
كما يقول محمود السعدني فإن القذافي حاول التوسط له عند السادات إلا أن السادات رفض وساطته وقال "أن السعدني قد أطلق النكات علىّ وعلى أهل بيتي (زوجته جيهان السادات) ويجب أن يتم تأديبه ولكني لن أفرط في عقابه".
بعد قرابة العامين في السجن أفرج عن السعدني ولكن صدر قرار جمهوري بفصلة من صباح الخير ومنعه من الكتابة بل ومنع ظهور اسمه في أي جريدة مصرية حتى في صفحة الوفيات. بعد فترة قصير من المعاناة قرر السعدني مغادرة مصر والعمل في الخارج.
السعدني في المنفي
غادر السعدني مصر متوجهاً إلى بيروت حيث استطاع الكتابة بصعوبة في جريدة السفير وبأجر يقل عن راتب صحفي مبتدء، والسبب في صعوبة حصوله على فرصة عمل هو خوف أصحاب الدور الصحفية البيروتية من غضب السادات. قبل أندلاع الحرب الأهلية غادر السعدني إلى ليبيا للقاء القذافي والذي عرض عليه إنشاء جريدة أو مجلة له في بيروت إلا أن السعدني رفض ذلك خوفاً من إغتياله على يد تجار الصحف اللبنانيين والذين سيرفضون بالتأكيد هذا الوافد الجديد والذي سيعد تهديداً لتجارتهم الرائجة.
أثناء الحوار وبدون قصد سخر السعدني من جريدة القذافي الأثيرة "الفجر الجديد" ونعتها بالـ"الفقر الجديد" عندما عرض عليه القذافي الكتابة بها وانتهى لقائه معه بدون نتيجه ولم يبد القذافي حماس كبير لإصدار مجلة 23 يوليو التي إقترح السعدني إصدارها في لندن بل سخر من فكرة إصدارها هناك كما لم يرق له إصدار مجلة ساخرة.
في أبو ظبي
في عام 1976 وصل السعدني إلى أبوظبي للعمل كمسئول عن المسرح المدرسي في وزارة التربية والتعليم في الإمارات، ويبدو انه لم ترق له الفكرة، لذا قبل بالعرض الذي تقدم به عبيد المزروعي وهو إدارة تحرير جريدة الفجر الإماراتيه.
كان العرض مقامرة سياسية جازف بها عبيد المزروعي بخاصة وان السعدني وضع شروطا مهنية قاسية أهمها عدم التدخل في عمله وهو الشرط الذي يبدو أنه تسبب بعد أقل من أربعة أشهر بمصادرة أحد أعداد جريدة الفجر من الأسواق بسبب مانشيت أغضب السفارة الإيرانية في أبوظبي وكان إيران يومها تطالب بالإمارات كلها وتعتبرها من "ملحقيات إيران". لذا لم تغفر سفارة إيران للسعدني رفعه شعار (جريدة الفجر جريدة العرب في الخليج العربي) وطالبت السفارة الإيرانية صراحة حذف صفة "العربي" عن الخليج لانه (خليج فارسي) كما يقولون.
تعاقد محمود السعدني مع منير عامر من مجلة "صباح الخير" القاهرية، ليتولى وظيفة سكرتير التحرير وليدخل إلى صحافة الإمارات مدرسة صحافية مصرية جديدة هي "مدرسة روزاليوسف" بكل ما تتميز به من نقد مباشر وتركيز على الهوية القومية والابتعاد قدر الإمكان عن التأثير المباشر للحاكم وصانع القرار.
حائر في الخليج العربي
بعد ضغوط إيرانية على حكومة الإمارت أضطر السعدني إلى مغادرة أبوظبي إلى الكويت حيث عمل في جريدة السياسة الكويتية مع الصحفي أحمد الجارالله ولكن تلك الضغوط لاحقته هناك أيضاً فغادر إلى العراق ليواجه ضغوط من نوع جديد، وهي ممارسات الموظفين العراقيين المسؤولين في مكتب مصر بالمخابرات العراقية الذين مارسوا ضغوطاً كبيرة عليه لإخضاعه فكان قراره بعد لقاء مع نائب الرئيس العرقي في ذلك الوقت صدام حسن بمغادرة العراق إلى لندن.
مجلة 23 يوليو
بتمويل غير معلن من حاكم الشارقة الحالي تمكن السعدني بالإشتراك مع محمود نور الدين (ضابط المخابرات المصري المنشق على السادات) والكاتب الصحفي فهمي حسين (مدير تحرير روزاليوسف الأسبق ورئيس تحرير وكالة الأنباء الفلسطينية) وفنان الكاريكاتير صلاح الليثي وآخرين من إصدار مجلة 23 يوليو في لندن (وكانت أول مجلة عربية تصدر هناك) والتي حققت نجاحاً كبيراً في العالم العربي وكانت تهرب إلى مصر سراً. إلتزمت المجلة بالخط الناصري وكان السعدني يتوقع أن تلقى المجلة دعماً من الأنظمة العربية الرسمية إلا أن ذلك لم يحدث وحوصرت المجلة مالياً من أنظمة دول ترفع شعارات عروبيه في الظاهر مثل العراق وليبيا وسوريا، وعلى حد تعبير السعدني "كان يجب على أن ارفع أي شعار إلا 23 يوليو لأحظى بالدعم".
إنهارات 23 يوليو وتوقفت عن الصدور، وعاد السعدني وحيداً يجتر أحزانه في لندن إلى أن إغتيل أنور السادات في حادث المنصة الشهير في 6 أكتوبر 1981م.
العودة إلى مصر
عاد السعدني إلى مصر بعد اغتيال السادات بفترة وأستقبله الرئيس مبارك في القصر الجمهوري بمصر الجديدة ليطوي بذلك صفحة طويلة من الصراع مع النظام في مصر.
الكتب الخاصه للسعدنى
مذكراته
تعتبر من أروع ما كتب في أدب السيرة الذاتية في الأدب العربي، وقد كتبها في سلسلة من الكتب (من نهاية الستينات وحتى منتصف التسعينات) وحملت عناوين:
-
الولد الشقي ج1 : قصة طفولته وصباه في الجيزة
-
الولد الشقي ج2 : قصة بداياته مع الصحافة
-
الولد الشقي في السجن : صور متنوعه عن شخصيات عرفها في السجن
-
الولد الشقي في المنفى : قصة منفاه بالكامل
-
الطريق إلى زمش : ذكرياته عن الفترات التي قضاها في السجون في عهدي عبد الناصر والسادات
السعدني حكاء عظيم ويمتاز بخفة ظلة كما أن تجربته في الحياة ثرية للغاية وله العديد من الكتب التي تناولت مواضيع متنوعه منها:
-
مسافر على الرصيف: صور متنوعه عن بعض الشخصيات الأدبية والفنية التي عرفها
-
ملاعيب الولد الشقي: مذكرات ساخرة
-
السعلوكي في بلاد الإفريكي: رحلات إلى إفريقيا
-
الموكوس في بلد الفلوس: رحلة إلى لندن
-
وداعاً للطواجن: مجموعة مقالات ساخرة
-
رحلات أبن عطوطه: رحلات متنوعه
-
أمريكا يا ويكا: رحلة إلى أمريكا
-
مصر من تاني: مجموعة مقالات عن تاريخ مصر
-
عزبة بنايوتي: مسرحية
-
قهوة كتكوت: رواية
-
تمام يا فندم: مجموعة من المقالات المجمعة في كتاب