لِلَّهِ في الأَرضِ أَلطافٌ
رقم القصيدة : 71159 | نوع القصيدة : فصحى | ملف صوتي: لا يوجد |
لِلَّهِ في الأَرضِ أَلطافٌ وَأَسرارُ | تَجري بِها عِبراً لِلنّاسِ أَقدارُ |
يَومَ العُروبَةِ في البَيتِ الحرامِ جَرَت | حَوادِثٌ مِها الدينُ يَنهارُ |
لَولا دِفاعُ إلهِ العالَمينَ إِذاً | ماجَت بِنا الأَرضُ أَو ضاقَت بِنا الدارُ |
إِنَّ الزَنادِقَةَ الباغينَ كانَ لَهُم | مِن مِثلِ ذا في الشَقا وِردٌ وَإِصدارُ |
راموا مرامَ شَقِيذٍ كانَ قَبلَهُم | يُدعى اِبنَ مُلجِمَ مَأواهُ وَهُم نارُ |
فَأَصبَحوا وَهُمُ صَرعى بِمُعتَرَكٍ | مَن هَمَّ فيهِ بِإِلحادٍ لهُ النارُ |
لا تَعجَبوا يا بَني الإِسلامِ إِنَّ لهُم | أَسلافَ سوءٍ لَهُم في الشَرِّ آثارُ |
قالوا لِزَيدٍ مَقالاً لا يَليقُ بِهِ | فيهِ لِمُعتَقديهِ الإِثمُ وَالعارُ |
اِبرَ لنا مِن أَبي بَكرٍ وَمن عُمَرٍ | نَقُل فِداؤُكَ أَموالٌ وَأَعمارُ |
فَقالَ حاشا وَكَلّا لا أَقولُ بهِ | لِأَنَّهُم وَزَرا جَدّي وَأَصهارُ |
وَكَيفَ ذا وَأَبو بَكرٍ خَليفَتُهُ | وَهوَ الرَفيقُ لهُ إِذ ضَمَّهُ الغارُ |
فَعِندَ ذا رَفَضوهُ وَاِشتَروا سَفهاً | اِسمَ الرَوافِضِ بِئسَ الإِسمُ ما اِختاروا |
إِنَّ الإِمامَ الذي راموا مَكيدَتَهُ | لهُ مِنَ اللَهِ حُرّاسٌ وَأَنصارُ |
اللَهُ أَكرَمُ أَن يُخلي بَرِيَّتَهُ | مِن ناصِرٍ لِلهُدى وَاللَهُ يَختارُ |
يا خَيرَ مَن مَرَحَت كُمتُ الجِيادِ بهِ | وَخَيرَ مَن أَمَّهُ بَدوٌ وَحُضّارُ |
سَيَشكُرُ البَيتُ ما أَحيَيتَ من سُنَنٍ | وَيَشكُرُ العَدلَ حُجّاجٌ وَعُمّارُ |
أَصلَحتَ لِلنّاسِ دُنياهُم وَدينُهُم | لِلنّاسِ أَمنٌ وَبِالمَعروفِ أَمّارُ |
بَسَقتَ مِن محتدٍ طابَت مَنابَتُهُ | شَمسٌ عَناصِرُها في الكَونِ أَقمارُ |
مُتَوَّجٌ بِجَلالِ المُلكِ مُتَّشِحٌ | بِحَليَةِ الفَضلِ نَفّاعٌ وَضَرّار |
أَضحَت به مِلَّةُ الإِسلامِ باسِمةً | يُدعى لهُ بِالبَقا ما بَقيَ دَيّارُ |
أَعَزُّ مَن ذَبَّ عَن مُلكٍ وَأَكرَمُ مَن | هُزَّت إِلَيهِ عَلى الأَنصاءِ أَكوار |
تُحدى إِلَيهِ مَهاري العيسِ ضامِرَةً | تُدمي مَناسِمَها ميثٌ وَأَحجار |
تَرى المُلوكَ قِياماً عِندَ سُدَّتِهِ | ذا مُستَميحٌ وَذا لِلعَفوِ مُمتاز |
وَذاكَ مِن لُجَجِ البِحارِ يَقصدُهُ | يُؤَمِّلُ الرِفدَ منهُ وَهوَ مِكثارُ |
هذي المَكارِمُ لا مَكرٌ وَشَعوَذَةٌ | بِها يَغُرُّ ضِعافَ العَقلِ أَغمار |
يا أَيُّها المَلكُ المَيمونُ طائِرُهُ | طابَت بِمَسعاكَ أَيّامٌ وَأَعصارُ |
إِنَّ العَدُوَّ وَإِن أَصفاكَ ظاهِرُهُ | حَرّانُ في طَيِّ ما يُبديهِ إِضمار |
كَالماءِ يُبدي صَفاءً عِندَ رَكدَتِهِ | وَكامِنٌ تَحتَ ذاكَ الصَفوِ أَكدارُ |
وَأَنتَ تَعرِفُ ما يُخفونَ لَو لَحَنوا | حاشا يَغُرُّكَ خَدّاعٌ وَمَكّارُ |
لِلَّهِ مَجدُكَ يا عَبدَ العَزيزِ لَقَد | سارَت بِفضلِكَ في الآفاقِ أَذكارُ |
هانَت عَلى نَفسِكَ الدُنيا فَجُدتَ بِها | حَتّى شَكا فُرقَةَ الدينارِ دينارُ |
إِذا اِمرؤٌ حادَ عَن طَورٍ رَسَمتَ لهُ | أَو غَرَّهُ بِالتَغاضي عَنكَ غَرّارُ |
أَوطَأتَهُ فَيلَقاً جَمّاً صَواهِلُهُ | كَأَنَّهُ لِطُيورِ الجَوِّ أَوكارُ |
مَتى يَجُس في خِلالِ الدارِ يَترُكُها | إِذا عَصَت وَهيَ غَبرا الجَوِّ مِقفارُ |
وَإِن أَطاعَت فَفي أَمنٍ وَفي دَعَةٍ | تَجري بِها في جِنانِ العَدلِ أَنهارُ |
أَفعالُ مُعتَصِمٍ بِاللَهِ مُنتَقِمٍ | مِمَّن عَصاهُ وَلِلزَّلّاتِ غَفّار |
لا ناكِثٌ عَهدَ مَن أَعطاكَ صَفقَتَهُ | وَلا إِذا قُلتَ قَولاً فيهِ خَتّار |
لَقَد أَراكَ الذي اِستَرعاكَ مَصلَحَةً | لِلمُسلِمينَ وَفَضلُ اللَهِ مِدرار |
تَرى الأُسودَ معَ الأَنعامِ راعِيَةً | قَد قُلِّمَت مِنهُمُ بِالعَدلِ أَظفار |
فَدُم كَما رُمتَ في العَلياءِ مُرتَقِباً | عِزَّ المُطيعِ وَلِلأَعداءِ قَهّار |
وَدونكَ الجُهدَ مِن مَملوكِ نِعمَتِكُم | لكُم مَدى عُمرِهِ في الناسِ شَكّارُ |
وَأَشرَفُ المَدحِ ما حُلّي بِذِكرِكُمُ | لَو نُمِّقَت خُطبٌ فيهِ وَأَشعارُ |
ثُمَّ الصَلاةُ عَلى الهادي وَشيعَتِهِ | وَصَحبهِ ما شَدا في الدَوحِ أَطيارُ |
هل أعجبتك القصيدة؟ اضغط زر (اعجبني) لتشارك آلاف المعجبين
.
![]() ![]() |
![]() ![]() |