لِلَّهِ في كُلِّ ما يَجري
رقم القصيدة : 71165 | نوع القصيدة : فصحى | ملف صوتي: لا يوجد |
لِلَّهِ في كُلِّ ما يَجري بِهِ القَدَرُ | لُطفٌ تَحارُ بِهِ الأَفهامُ وَالفِكَرُ |
إِنَّ الَّذي قَد شَكا عَينُ الزَمانِ لَهُ | شَكا لَهُ المُسلِمونَ البَدوُ وَالخَضَرُ |
وَكَيفَ وَهوَ لَهُم روحٌ تَقومُ بِهِم | وَهُم وَإِن كَثُروا فيما تُرى الصُوَرُ |
أَقولُ لِلنّاسِ إِذ راعَت شَكِيَّتُهُ | مَهلاً فَلِلَّهِ في أَحوالِنا نَظَرُ |
لِلَّهُ أَلطَفُ أَن يُخلي بِرِيَّتَهُ | مِن ناصِرٍ لِلهُدى بِالرُشدِ يَأتَمِرُ |
وَلَيسَ فيما رَأَينا أَو أَتى خَبَرٌ | غَيرُ الإِمامِ لِدينِ اللَهِ يَنتَصِرُ |
عَبدُ العَزيزِ الَّذي كانَت وِلايَتُهُ | لِلمُسلِمينَ حَياةً بَعدَ ما قُبِروا |
لَهُ طُهورٌ وَنورٌ ثُمَّ عافِيَةٌ | وَزالَ عَنهُ إِلى اَعدائِهِ الضَرَرُ |
فَالحَمدُ لِلَّهِ حَمداً نَستَمِدُّ بِهِ | لَهُ مِنَ اللَهِ أَن يَنسا لَهُ الأَثَرُ |
فَفيهِ لِلدّينِ وَالدُنيا الصَلاحُ كَما | فيهِ لِمَن حارَبَ الإِسلامَ مُزدَجَرُ |
فَردٌ طَوى المَجدَ وَالتَقوى بِبُردَتِهِ | وَعاشَ في فَضلِهِ قَحطانُ أَو مُضَرُ |
يا أَفضَلَ الناسِ فيما يُمدَحونَ بِهِ | وَأَوسَعَ الناسِ عَفواً حينَ يَقتَدِرُ |
لِلَّهِ فيكَ عِناياتٌ سَتَبلُغُها | نِتاجُها شَرَفُ الدارَينِ وَالعُمرُ |
فَاِجعَل مُشيرَكَ فيما أَنتَ فاعِلُهُ | مُهَذَّبَ الرَأيِ لِلآثارِ يَقتَفِرُ |
إِنَّ الرُكونَ إِلى مَن لَستَ تَأمَنُهُ | أَو مَن وَتَرتَ لَمَعقودٌ بِهِ الخَطَرُ |
وَالنُصحُ إِن لَم يَكُن بِالدينِ مُرتَبِطاً | فَأَحرِ مِن صَفوِهِ أَن يَحدُث الكَدَرُ |
وَاللَهُ يُبقيكَ لِلإِسلامِ مُدَّرَءاً | تَروحُ بِالعِزِّ مَحروساً وَتَبتَكِرُ |
ظِلّاً لَنا مِن حَرورِ الجَورِ مُنتَعِشاً | لِبائِسٍ مَسَّهُ مِن دَهرِهِ عُسُرُ |
أَجَلتَ أَقداحَ فِكري في الوَرى نَظَراً | أُصَوِّبُ الفِكرَ أَحياناً وَأَنحَدِرُ |
فَلَيسَ إِلّاكَ في الدُنيا نُؤَمِّلُهُ | لِنُصرَةِ الدينِ وَالدُنيا وَنَنتَظِرُ |
لَو اِستَطَعنا لَشاطَرناكَ مُدَّتَنا | وَكانَ بَيعاً بِهِ رِبحٌ وَمُتَّجَرُ |
أَنتَ الَّذي قُدتَها جُرداً مُسَوَّمَةً | يوري الحُباحِبُ في أَرساغِها الحَجَرُ |
مِن كُلِّ مُقرَبٍَ كَالسيِّدِ مُحكَمَةٍ | خَيفانَةٍ زانَها التَحجيلُ وَالغُرَرُ |
تَكادُ تُعطيكَ عَن لَوحِ الهَوى خَبَراً | إِذا جَرَت قُلتَ لا سَهلٌ وَلا وَعِرُ |
تَعدو بِشُعثِ مَساعيرٍ تَقودُهُم | يا مِسعَرَ الحَربِ حَيثُ الحَربُ تَستَعِرُ |
فَكَم مَلاعِبِ أَرماحٍ أَقَمتَ بِها | سوقاً يُغَشَّمُ فيهِ الصارِمُ الذَكَرُ |
بيضٌ تُباعِدُ هاماً عَن مَنابِتِها | وَتَستَذِلُّ الَّذي في خَدِّهِ صَعرُ |
أَضحَت بِها عَذاباتُ الدينِ بارِضَةً | بَعدَ القُحولَةِ مُهتَزّاً بِها الثَمَرُ |
تَشكو الرِماحُ العَوالي مِن تَقَصُّدِها | وَالبيضُ بَعدَ فُلولِ الحَد تَنبَتِرُ |
في مَأزِقٍ يُكثِرُ الثَكلى تَأَجُّجُهُ | مِن ناكِثٍ أَو عَدُوٍّ حانَهُ قَدَرُ |
كَم ظَنَّ قَومٌ إِذا حَقَّت شَقاوَتُهُم | بِأَن لَهُم عَنكَ إِمّا أَبعَدوا وَزَرُ |
فَكانَ مَحرَزُهُم لِلبَينِ يُبرِزُهُم | إِذ قَد وَفَيتَ لَهُم فَضلاً وَهُم غَدَروا |
جَلَّلتَ فَضفاضَةَ النُعمى مَناكِبَهُم | عَفواً وَجوداً وَلَو عاقَبتَهُم عَذَروا |
فَما سَمِعنا وَلَم تَسمَع أَوائِلُنا | بِمِثلِ حِلمِكَ فيما ضَمَّتِ السِيَرُ |
وَلَيسَ رَأيُكَ في مالٍ تُجَمِّعُهُ | كَنزاً إِذا جَمَّعَ الخُزّانُ وَاِدَّخَروا |
بَل لِلمَكارِمِ تَبنيها وَتَعمُرُها | حاشا يُخالِطُها زَهوٌ وَلا بَطَرُ |
مَآثِرٌ لَكَ تُتلى بَينَ أَظهُرِنا | وَبَعدَنا هُنَّ في صُحفِ العُلى سُوَرُ |
يَفديكَ قَومٌ يَرَونَ الكَنزَ مَكرُمَةً | وَما لَهُم في العُلى وِردٌ وَلا صَدرُ |
تَسعى مُلوكُ بَني الدُنيا لِأَنفُسِهِم | وَأَنتَ تَسعى لِكَيما يَصلُحَ البَشَرُ |
جَزَتكَ عَنّا جَوازي الخَيرِ مِن مَلِكٍ | عَمَّ الرَعِيَّةَ عَدلٌ مِنهُ فَاِنتَشَروا |
لي فيكَ صِدقُ وَلاءٍ لا يُغَيِّرُهُ | نَأيُ المَزارِ وَلَو يَخرَوِّطُ السَفَرُ |
وَكَيفَ أَنساكَ يا مَن عِشتُ في كَنَفٍ | مِن ظِلِّ إِحسانِهِ وَالناسُ قَد خَبَروا |
خُذها اِبنَةَ الفِكرِ يَجلو حُسنُ مَنطِقِها | عَلَيكَ مِنها ثَناءً نَشرُهُ عَطِرُ |
وَما عَسى يَبلُغُ المُثني عَلَيكَ وَقَد | جاوَزتَ ما نَظَمَ المُدّاحُ أَو نَثَروا |
ثُمَّ الصَلاةُ وَتَسليمُ الإِلهِ مَعاً | عَلى الشَفيعِ إِذا ما الأَنبِيا اِعتَذَروا |
وَآلهِ الغُرِّ وَالأَصحابِ ما طَلَعَت | شَمسٌ وَما لاحَ نَجمٌ أَو بَدا قَمَرُ |
هل أعجبتك القصيدة؟ اضغط زر (اعجبني) لتشارك آلاف المعجبين
.
![]() ![]() |
![]() ![]() |