لِمِثلِ ذا الخَطبِ فَلتَب
رقم القصيدة : 71183 | نوع القصيدة : فصحى | ملف صوتي: لا يوجد |
لِمِثلِ ذا الخَطبِ فَلتَبكِ العُيونُ دما | فَما يُماثِلُهُ خطبٌ وَإِن عَظُما |
كانَت مَصائِبُنا من قَبلهِ جَلَلاً | فَالآنَ جُبَّ سنامُ المَجدِ وَاِنهَدَما |
سَقى ثَرىً حَلَّهُ شَيخُ الهُدى سُحُبٌ | مِن واسِع العَفوِ يَهمي وَبَلُها ديما |
شَيخٌ مَضى طاهِرَ الأخلاقِ مُتَّبِعا | طريقَةَ المُصطَفى بِاللَهِ مُعتَصِما |
بَحرٌ مِن العِلمِ قَد فاضَت جداوِلهُ | لكنَّهُ سائِغٌ في ذَوقِ من طَعِما |
تَنشَقُّ أَصدافهُ في البَحث عن دُرَرٍ | تَهدي إِلى الحَقِّ مَفهوماً وَمُلتَزِما |
فكم قَواعِدِ فِقهٍ قد أَبانَ وَكم | أَشادَ رَسماً من العَليا قدِ اِنثُلَما |
نَعى إِلَينا العُلا وَالبِرَّ مَصرَعهُ | وَالعِلمَ وَالفَضلَ وَالإِحسانَ وَالكَرَما |
هذي الخِصالُ التي كانَت تُفَضِّلُهُ | على الرِجالِ فَأَضحى فيهِمُ علما |
فَلَيتَ شِعري من لِلمُشكلاتِ إِذا | ما حَلَّ منها عَويصٌ يُبهِمُ الفَهِما |
وَلِلعُلومِ التي تَخفى غَوامِضُها | على الفُحولِ من الأحبارِ وَالعُلما |
من لِلأَرامِلِ وَالأَيتامِ إِن كَلَحَت | غُبرُ السِنينَ وَأَبدَت ناجِذاً خَذِما |
لَو كُنتُ أَملِكُ إِذ حانَت مَنِيَّتهُ | دَفَعتُها عنهُ وَلكِن حُمَّ ما حُتما |
فَقُل لِمَن غُرَّهُ في دَهرهِ مهلٌ | فَظَلَّ يَمري بِحالِ الصِحَّةِ النِعَما |
لا تَستَطِل غَفوَةَ الأَيّامِ إِن لها | وَشكَ اِنتِباهٍ يُرى مَوجودُها عَدَما |
إِنَّ الحَياةَ وَإِن طالَ السُرورُ بها | لا بُدَّ يَلقى الفَتى مِن مَسِّها أَلما |
فَخُذ لِنُقلَتِك الآتي المَصيرُ لَها | زاداً فَما أَلحَقَ الباقي بِمَن قَدَما |
لا بُدَّ مِن ساعَةٍ يُبكي عَلَيك وَلا | تَدري بِمَن قد بَكى أَوشَقَّ أَو لَطَما |
ما تَرى الشَيخَ عَبد اللَهِ كَيفَ مَضى | وَكان عِقداً نَفسياً يَفضلُ القِيما |
عِشنا به حِقبَةً في غِبطَةٍ فَاَتى | عَلَيهِ ما قد أَتى عاداً أَخا إِرَما |
وَقَبلَهُ اِختَلَسَت ساماً وَإِخوَتَهُ | أَيدي المَنونِ وَأَفنَت بَعدَهُم أُمما |
لَهفي عَلَيهِ وَلَهفَ المُسلِمينَ مَعي | لَو أَنَّ لَهفاً شَفى من لاهفٍ سَدَما |
وَلَهفَ مَدرَسَةٍ بِالذِكرِ يَعمُرُها | وَمَسجدٍ كانَ فيهِ يَنثُرُ الحِكَما |
اللَهُ أَكبَرُ كَم باكٍ وَباكِيَةٍ | وَحائِرٍ كاظِمٍ لِلغَيظِ قَد وَجَما |
وَفَجعَةِ الدينِ وَالدُنيا لِمَصرَعِهِ | وَفَرحَةِ الناسِ وَالإِسلامِ لَو سَلِما |
لكنَّهُ مَورِدٌ لا بُدَّ وارِدهُ | مَن يُعتَبَط شارِخاً أَو مَن وَهى هَرما |
عَمري لَقَد غَرَّنا من دَهرِ خِدَعٌ | مِن حَيثُ لا يَعلَمُ المَخدوعُ أَو عَلِما |
يَقودُنا نَحوَها التَسويفُ أَو طَمَعٌ | في مُضمَحِلٍّ قَليلٍ مُعقِبٍ نَدَما |
وَالعُمرُ وَالعَيشُ في الدُنيا لهُ مَثَلٌ | كَالظِلِّ أَو مَن يَرى في نَومهِ حُلُما |
كلٌّ يَزولُ سَريعاً لا ثَباتَ لهُ | فكُن لِوَقتكَ يا مِسكينُ مُغتَنِما |
لَيسَ البُكاءُ وَإن طالَ العَناءُ بهِ | بِمُرجعٍ فائِتاً أَو مطفىءٍ ضَرَما |
فَاللَهُ يُنزِلهُ عَفواً وَيَرحمهُ | فإنَّهُ جلَّ قَدراً أَرحمُ الرُحما |
ثم الصَلاةُ على من في مُصيبَتِهِ | لنا العَزاءُ إِذا ما حادِثٌ عظُما |
محمد خيرِ مَبعوثٍ وَشيعتهِ | وَصحبهِ ما أَضاءَ البَرقُ مُبتَسِما |
هل أعجبتك القصيدة؟ اضغط زر (اعجبني) لتشارك آلاف المعجبين
.
![]() ![]() |
![]() ![]() |