الشعر الإسلامي
مفهوم الأدب الإسلامي
إن مصطلح الأدب الإسلامي مصطلح جديد لم يتبلور بعدُ بشكل كاف، ولم تترسخ مفاهيمه النقدية كما أسلفنا ورغم ذلك فإننا نصادف لدى رواد هذا التوجه جملة من التعريفات كشفت اللبس وأزالت بعض الغموض عن هذا المصطلح، وسأسوق بعضها هادفا إلى استخلاص تعريف شامل للشعر الإسلامي. يقول الشهيد سيد قطب معرفا الأدب بأنه: "تعبير موحٍ عن قيم حية ينفعل بها ضمير الفنان. هذه القيم تختلف من نفس إلى نفس ومن بيئة إلى بيئة ومن عصر إلى عصر، ولكنها في كل حال تنبثق من تصور معين للحياة والارتباطات فيها بين الإنسان والكون وبين بعض الإنسان وبعض" (3).
ويقول شقيقه محمد قطب معرفا الفن الإسلامي (والأدب صنف من أصنافه): "هو التعبير الجميل عن الكون والحياة والإنسان من خلال تصور الإسلام للكون والحياة والإنسان... فهو الذي يهيئ اللقاء الكامل بين الجمال والحق، فالجمال حقيقة في هذا الكون والحق هو ذروة الجمال، ومن هنا يلتقيان في القمة التي تلتقي عندها كل حقائق الوجود" (4).
ويقول الدكتور نجيب الكيلاني: "إن الأدب الإسلامي تعبير فني جميل مؤثر نابع من ذات مؤمنة مترجم عن الحياة والإنسان والكون وفق الأسس العقائدية للمسلم" (5).
ويقول الدكتور عماد الدين خليل هو: "تعبير جمالي مؤثر بالكلمة عن التصور الإسلامي للوجود" (6).
وصفوة القول إن التعاريف السابقة تتفق على خطوط عريضة تتمثل في دعامتين لازمتين لأي عمل أدبي إسلامي جاد وهما:
أ- التعبير الفني المؤثر
ب - التصور الإسلامي للوجود
أ- التعبير الفني المؤثر: أي قدرة الأديب على التأثير على سامعيه بواسطة خطابه، لأن الخطاب المؤثر يحمل بعدا رساليا حضاريا يعتبر أكثر الوسائل فعالية في تربية الرأي العام وتهذيبه حتى يكون قادرا على رفع التحدي القائم أو المرتقب، وقد خص عماد الدين خليل وحده ذلك الخطاب بالكلمة دون سواها من وسائل التعبير.
ب - التصور الإسلامي للوجود: إن الأديب المسلم يتخذ من الإسلام وحده إطارا مرجعيا في رؤيته لهذه الحياة المتعددة الجوانب والأشكال.
هذه هي أهم دعائم الأدب الإسلامي، وإن أي خروج على هذه الأسس سوف يخرج العمل الفني من حظيرة ذلك الصنف من الأدب.
ويكاد النقاد الذين خاضوا غمار هذا الموضوع من أجل الوصول إلى تعريف موحد لهذا الأدب لايخرجون عن تلك التعاريف السابقة بل إن كثيرا من اللاحقين ربما اختلط عليه الأدب الإسلامي بغيره من الأجناس الثقافية كالفقه والتاريخ... الخ.
فصار كل من له ثقافة إسلامية يتحدث في هذا الأدب حديث المتخصص، الأمر الذي أدى إلى تبلور اتجاهين رئيسيين في النظرة إلى هذا الأدب:
1- الاتجاه الأول: يرى أصحاب هذا الاتجاه أن الأدب مهما كان جنسه لا تصدق عليه صفة "الاسلامية" إلا إذا ظهرت فيه سمة الإسلام واضحة جلية وزخر بالألفاظ التي لها انتماء لذلك القاموس أو ذلك الحقل الدلالي.
2- الاتجاه الثاني: أما هذا الاتجاه فهو اتجاه منفتح يحاول أن يدخل ضمن "الإسلامية" كل إنتاج أدبي تمثلت فيه القيم الإيمانية بعيدا عن معتقد صاحبه وتصوره الشامل للحياة والوجود، أي ما يسميه محمد اقبال عروي "دائرة الأبعاد الضمنية للإسلامية" في ( كتابه جمالية الأدب الإسلامي).
إن كلا التصورين السابقين ينطوي على قصور، فالأول يقود هذا العمل الأدبي إلى الخطابية والتقريرية والنظرة التبسيطية للأمور بفهمه للأدب على أنه حكم ونصائح أخلاقية وإرشادات دينية تقوم سلوك المجتمع تصاغ في قالب قصيدة تعليمية أو مسرحية تربوية أو قصة توجيهية. إن المنظور الإسلامي للأدب والفن والجمال غير هذا ويجب ألا يكون هكذا أبدا، لأن الله كتب الإحسان والاتقان على كل شيء ورسولنا عليه الصلاة والسلام علمنا أن الله
: يحب إذا عمل أحدنا عملا أن يتقنه. وتحويل الأدب الإسلامي إلى تعاليم وخطب وإرشادات ليس إحسانا ولا اتقانا، وانما هو اعتماد أقرب الطرق وأسهلها إن على مستوى اللغة أو على مستوى التقنية لطرح هذا التصور أو ذاك، والدعوة إلى هذه القيمة أو تلك (8).
لاتجاه الثاني فقد وسع من دائرة القيم الايمانية حتى قبل فيها غير المسلم، الأمر الذي قد يمكن من إدخال نصوص "لكارل ماركس أو سارتر" وغيرهما في الأدب الإسلامي لاتفاقهما في الرؤية مع المنظور الإسلامي في مواضيع مثل التنديد بالظلم والمطالبة بالعدل والمساواة... الخ.
إن لهذه النظرة مخاطرها الجسيمة لأنها تميع هذا الأدب وتفقده خاصيته الجوهرية التي يمتاز بها عن غيره من المذاهب والتصورات وهي "الإسلامية العقدية".
إن الأدب الإسلامي ليس أدبا منغلقا متقوقعا على نفسه، ولا أدبا منفتحا متسيبا، وإنما هو وسط بين هذا وذاك، إنه إنتاج فني إبداعي لأدباء، ينتمون عقديا للحظيرة الإسلامية وهو في الوقت نفسه يعكس هموم المجتمع ومشاغله وفق الرؤية الإسلامية للكون والحياة والإنسان.
مفهوم الشعر الإسلامي
من خلال التعريف السابق للأدب الإسلامي يمكن أن نستخلص تعريفا نقديا للشعر الإسلامي لأنه جانب من جوانبه ومرتكز من مرتكزاته فهو "التعبير الفني المؤثر القائم على الوزن والموسيقى، المعانق لهموم الجماعة ومشاغلها، والصادر عن ذات مسلمة ملتزمة".
إن هذا التعريف يقوم على أبعاد ثلاثة أساسية هي:
البعد الجمالي والبعد الوظيفي والبعد المرجعي القائم على التصور الإسلامي للكون والحياة والإنسان.
إن مراعاة هذه الأبعاد الثلاثة بصورة متوازنة في النص الشعري ستضفي على الخطاب الأدبي خصوصيته وتنقله من طور الإبلاغ إلى طور التأثير: الأمر الذي سيؤدي إلى إقصاء ضعفاء الموهبة وإسقاط الحصانة الموهومة عن كل الذين يخفون ضعفهم بالمضمون الإسلامي.
ولا يخفى على أحد أن عددا غير قليل من ضعفاء الموهبة يلجأون إلى الموضوعات الإسلامية، وأن عددا من طيبي السرائر يحسبون أي كلام عن قضية إسلامية يمكن أن يكون "أدبا" فيصنع هؤلاء وأولئك نماذج هزيلة تحسب على الأدب الإسلامي، والأدب الإسلامي بريء منها براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام (9).
الخصائص المضمونية للشعر الإسلامي
إن الخصائص المضمونية لهذا الشعر كثيرة وقد أشار تعريفه السابق إجمالا إلى بعضها، نذكر منها للتمثيل ما يلي:
1- صدوره عن تصور إسلامي كوني للقضايا بعيد عن النظرات الاقليمية الضيقة والنعرات العرقية النتنة سعيا إلى إيجاد شعر إسلامي إنساني عالمي يكون مادة لانطلاقة شعر إسلامي مقارن يعكس مأساة الآخر في الذاكرة الجماعية.
2- الواقعية: إن هذا الشعر شعر واقعي هادف بعيد كل البعد عن المثالية الشعرية المجنحة التي تتعامل مع الممكنات الذهنية أكثر مما تتعامل مع الواقع ومفرداته.
3- الإبداع الفردي المتميز: يسعى هذا الشعر إلى أن يكون كل نص فيه صورة شخصية تعكس العوالم الداخلية لمنتجه حرصا على الإبداع الفني والذاتي ومنعا لظاهرة تطابق النسخ، يؤكد ذلك سلوك الرسول صلى الله عليه وسلم حيث كان يوصي أصحابه على التنوع والفردية حتى يكون كل مؤمن نسيجا وحده يحمل خصوصيته المتفردة.
إن حرص الرسول
، على تعميق تفرد شخصيات أصحابه ليس صدفة وإنما هو داخل في إطار مشروعه الحضاري المستقبلي الرامي إلى إقامة حضارته المتوحدة على قاعدة تنوع النماذج الإنسانية ورفضه الشديد القاطع لأن يتحول المجتمع إلى أرقام متشابهة أو إلى «اكليشات» يعاد إنتاجها عند الضرورة، إن هذا التنوع وذلك الإستقلال الشخصي لهو الأساس العميق لقيام مجتمع لا يطويه التشابه الأصم والتجريد الميت الذي قد يعرضه للتحطيم في أية لحظة (10).
4- الانفتاح: إن الشعر الإسلامي شعر منفتح بعيد عن التقوقع والانغلاق والتسيب والعبثية يقول محسن عبد الحميد مؤكدا لما ذهبنا إليه: "لم يكن المسلمون منغلقين، فلقد فتحوا عقولهم ومجتمعاتهم لتيار الحضارات الإنسانية وواجهوها مواجهة واعية من خلال رؤية عقيدية واضحة حافظت على شخصيتهم ورصانة موقفهم وتوازن حركتهم" (11).
5- شعر مقاتل: إن الشعر الذي يحمل أفكارا طلائعية هو وحده القادر على التأثير في المجتمعات، هنا يأتي دور الكلمة الطيبة الملتزمة فالشاعر المسلم يقاتل جاهلية عصره في تجلياتها المختلفة.
والشعر المقاتل شعر ملتزم دائما، لأن الشعر إن لم يكن مؤمنا ومقاتلا وقع في الهيمان والضياع وسقط في مستنقع الإنحراف والسلبية، فالمقاتل الحق هو الذي لا يحمل إلى المعركة سلاحا لا يعرف كيف يطلق منه رصاصة أو سهما، إن معركة الشعر المقاتل هي معركة شعراء كبار عرفوا كيف ينشئون الكلمات وكيف يضربون الأهداف المنشودة بعيدا عن التهور والفوضى (12).
6- التفاؤل والأمل: إن الشاعر المسلم يستقي من إطار مرجعي يجعل التفاؤل المدعم فرصة للتحدي والاستعلاء على جميع صنوف الأذى، الأمر الذي سيجعل هذا الشعر كله أملا وتفاؤلا واستبشارا بالمستقبل الإيجابي رغم النكسات التي يعاني منها الشاعر صباح مساء ويتلظى بشرورها في جميع مناحي حياته.
وهذا لا يعني أن هذا الشاعر يتعامل مع الأمور تعاملا مثاليا طموحا ينظر لما ينبغي أن يكون دون أن يهتم بما هو قائم كما هو في أخلاقيات المذهب البرجوازي، فتفاؤلية المسلم تفاؤلية حذرة منبعثة من رماد المآسي والمعاناة.
وفي هذا الإطار يجدر بنا أن نفرق ضمن ثنائية (التفاؤل/ التشاؤم) بين نفسيتين مختلفتين هما: (التشاؤم /الشعور بالمأساة).<
فالشعور بالمأساة صفة تلازم كل من يتفاعل بصدق مع الواقع الاجتماعي، إنه حالة منسجمة مع طبيعة النفس الإنسانية، وليس من الضروري أن يسوق صاحبه إلى التشاؤم والشعور بالضياع إذ الفرق بينهما واسع، وهذا ما لم يفطن إليه بعض الأدباء عربيا وعالميا فتشاءموا بدعوى الشعور بالمأساة واتهموا كل متفائل بالبرجوازية والسلبية تجاه مشاكل المجتمع (13).
والجدير بالذكر أن الشعور بالمأساة يتحول عند الشاعر المسلم (بعكس التيارات الوجودية والعبثية) إلى رافد يمد التفاول بشروط البقاء والاستمرار... إنها الصبغة القرآنية التي تخرج من السلبي - حسب مفهوم الناس - بذور الإيجاب والنماء (14). وبإعادة نسق هذه الخصائص يمكن القول إن الشعر الإسلامي شعر ملتزم مسؤول يضحي أصحابه بالغالي والنفيس في سبيل الوصول إلى الهدف المنشود.
وفي مقابل هذه الرؤية المتميزة نجد "سارتر" في أول أمره يخرج الشعر من دائرة الالتزام بدعوى أن الالتزام يبحث عن الحقائق والشعر عكس ذلك يقول لي بعض الناقدين في زهو المنتصر: "لن تستطيع بحال أن تحلم بجعل الشعر التزاميا وهذا حق ولم أبغ ذلك" (15).
لقد تناول القرآن هذا الإشكال منذ قرون ولكنه تناوله بصيغة أكثر شمولية وموضوعية حين أكد أن التجربة الشعرية في الأصل تجربة هيمان غير عقلاني تتحول دونما ضابط من مكان إلى آخر، من موقف إلى موقف، فهي غير ملتزمة أبدا، ولن تكون تلك التجربة ملتزمة إلا حين تأوي إلى ساحة الإيمان وتكون مجاهدة ومقاتلة قال تعالى: وَالشُّعَرَاءُ يَتْبَعُهُمْ الْغَاوُونَ أَلَمْ تَرَى أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ
(16).
هنا يبدو الشعر الذي لا يلتزم خط الإيمان والحركة والفعل شعرا كاذبا... شعرا لا يملك أيما ثقل نوعي وشخصية مستقلة وأصالة ذاتية تجعله يقف شامخا في مواجهة الناس حاضرا في عقولهم وشعورهم، شعرا يبلغ من تفلته من الرؤية العقدية وهروبه من القضايا الأساسية التي تهم الإنسان، أن يخف ويخف حتى تطيش به الموازين فينتقل من مكان إلى مكان دونما توجه محدد وهدف واضح (17).
كانت هذه أهم الخصائص المضمونية لهذا الشعر وسنحاول أن نتعرف في السطور التالية على البعد الفني حتى تكتمل الصورة وتتضح الرؤية فما أبرز الخصائص الفنية لهذا الشعر، وما أوجه الترابط بين شكله ومضمونه.
الخصائص الفنية للشعر الإسلامي
يعتبر الشكل الفني عنصرا مهما في العملية الإبداعية لأنه يشكل الثوب الذي تقدم فيه الأفكار.. فكم من حقيقة ناصعة ضاعت بسبب سوء عرضها على الناس وكم من باطل مكن له دعاة مهرة، بل إن الحقيقة الواحدة قد يختلف تقييمنا لها بحسب الطريقة التي قدمت بها إلينا. لذلك ينبغي أن نعتني بالشكل ونؤكد على أهمية الإبداع والتعامل مع الجديد، فتقليد امرئ القيس وطرفة والنابغة والأعشى مثلا ليس أقرب إلى الشرع من تقليد شاكسبير وبوشكين، وفكتور هيغو، ودوستو فسكي، فما المانع إذن أن نكون على مستوى عصرنا ونخاطب الناس بما يفهمون؟ (18)
فالمطلوب إذن من الشعر الإسلامي المعاصر هو قوة اللغة واشراقها والبعد عن التكلف والتصنع والتقوقع حول القديم يقول حكمت صالح: "أما الشكل فبقدرما نحن بحاجة إلى تراثنا القديم نحن بحاجة إلى التجديد، ومن ثم العمل بكل بصيرة وحذر على صهرهما في بوتقة واحدة لانتاج اعمال شعرية تخرج أدبنا العربي من دوائر السقوط ومحيطات التقوقع" (19).
ثم يضيف بشكل أوضح داعيا إلى الاستفادة من الآخر شكلا ومنهجا، مؤكدا على ضرورة انسجام كل ذلك مع الرؤية الإسلامية "ولا مانع لأدبنا الإسلامي المعاصر من الاستفادة من الرمزية وحتى السريالية في قوالبها وطريقة طرحها للمضامين، طالما كانت مجرد محاولات وتجارب، وطالما كان الأديب ملتزما الخطوط العامة لمسار الشخصية الإسلامية" (20).
ونشير هنا إلى أن التفريق بين الشكل والمضمون قد خلف مضاعفات أدت إلى تبلور تيارين أدبيين أولهما يحتفي بالفكرة على حساب الشكل الفني وثانيهما يوغل في الإبهام والغموض.
وقد غاب عن هؤلاء وأولئك أن التفريق بين الشكل والمضمون في النص الأدبي الرائد أمر عسير نظرا لعلاقتهما العضوية وحاجة كل منهما للآخر في عملية الإبداع (21)وفي ختام هذا المقال نشير إلى بعض التحديات والعقبات التي تواجه الأدب الإسلامي فنذكر منها صعوبة تحديد هذا المصطلح واختلاف الدارسين في فهمه فمنهم من يوسع دائرته حتى يشمل كل أدب تتجلى فيه القيم الإنسانية وإن كان بعيدا من التصور الإسلامي، ومنهم من يرى أن الأدب العربي أدب إسلامي، وبالتالي فإن هذا اللون الأدبي لا معنى له، والحقيقة ان الأدب الإسلامي لايتعارض مع الأدب العربي ولا يزاحمه في مقاعده، إذ بينهما علاقة الرحم والقرابة، فالأدب العربي مصطلح يطلق على الأعمال الأدبية المنتجة باللغة العربية أيا كانت مضامينها واتجاهاتها وعصورها والأدب الإسلامي مصطلح يطلق على الأعمال الأدبية التي تعالج قضية ما برؤية إسلامية صافية سواء أكانت مكتوبة باللغة العربية أو بغيرها من اللغات (22).
وصفوة القول إن مفهوم الشعر الإسلامي مفهوم معاصر لم يتبلور بعد بشكل كاف رغم كونه انتقل من مستوى التحسيس والتعريف إلى مستوى الإبداع والمشاركة الفاعلة ، حيث لم يعد غريبا في حرم الجامعات ولا نكرة بين جدران مراكز البحث .
هوامش
______
(1)- انظر مثلا:
- شعر الدعوة الإسلامية في عهد النبوة والخلفاء الراشدين جمع وتحقيق: عبد الله حامد الحامد منشورات جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية - الرياض - المملكة العربية السعودية - سنة 1391ه
- شعر الدعوة الإسلامية في العصر الأموي، جمع وتحقيق عبد العزيز الزير، ومحمد الأطرم - الرياض 1392
- شعر الدعوة الإسلامية في العصر العباسي الأول جمع وتحيق عبد الرحمن الحيش 1394ه
- شعر الدعوة الإسلامية في العصر العباسي الثاني جمع وتحقيق عائض الردادي 1392ه
- شعر الدعوة الاسلامية في العصر العباسي الثالث: جمع وتحقيق محمد بن علي الصامل وعبد الله بن صالح العريني - الرياض 1401ه
- القصص الاسلامية في عهد النبوة والخلفاء الراشدين لأحمد بن حافظ الحكمي 1396ه
- شعر الفتوح الاسلامية في صدر الإسلام: د/ نعمان القاضي - دار المعارف - القاهرة 1965
- شعر الفرق الاسلامية: د/ نعمان القاضي - دار المعارف القاهرة 1970
- شعر الجهاد في الحروب الصليبية في بلاد الشام: د/ محمد علي الهرفي - بيروت 1400ه
(2)- من ذلك:
- عن البراء بن عازب قال سمعت رسول الله يقول لحسان بن ثابت: "اهجهم - أو هاجهم- وجبريل معك" ابن حجر: فتح الباري 10/446ط - دار المعرفة بيروت
- "جاهدوا المشركين بألسنتكم وأموالكم وأنفسكم" أخرجه ابو داود في كتاب الجهاد 17
- عن عمار بن ياسر قال: لما هجانا المشركون شكونا ذلك الي الرسول فقال: "قولوا لهم كما يقولون لكم". رواه الإمام أحمد في مسنده 4/264
- عن عائشة رضي الله عنها قالت: سئل رسول الله عن الشعر فقال "حسنه حسن وقبيحه قبيح". ابن حجر: فتح الباري ج 10/539
- عن ابي بن كعب قال: قال رسول الله: "إن من الشعر حكمة". أخرجه البخاري. الجامع الصحيح ج7 ص107
- وعن ابن عمر : "لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا". أخرجه البخاري: الجامع الصحيح ج7 ص109 وأخرجه كذلك في الصفحة نفسها عن أبي هريرة ولفظه "لأن يمتلئ جوف رجل قيحا يريه خير من أن يمتلئ شعرا". وقد حمله غير واحد على الشعر الذي هجي به النبي
.
(3)- سيد قطب: في التاريخ فكرة ومنهاج، دار الشروق ط6 - 1986 ص11
(4)- محمد قطب: منهج الفن الإسلامي دار الشروق ط6 - 1983 ص6 بتصرف
(5)- د/ نجيب الكيلاني: مدخل إلى الأدب الإسلامي، كتاب الأمة (سلسلة فصلية تصدر عن رئاسة المحاكم الشرعية والشؤون الدينية في دولة قطر) سنة 1407ه ص36 بتصرف