مفهومات ما بعد بنيوية (العلامة - النص - التفاعل النصي - المؤلف - القارئ)
نهلة فيصل الأحمد
افتقدت اتجاهات ما بعد البنيوية Post- Structuralism السيميولوجيا والتفكيك والقراءة والتفاعل النصي Intertertxtuality ونظرية الأنوثة Feminist Theory إلى نظرية ضامة تحتويها، رغم تشابه مقولاتها في الظاهر، واجتماعها حول هدف ارتأت تحقيقه جميعها: وهو تحرير الخطاب من(دوغما) البنيوية؛ وسلطة النظام والتمركز الميتافيزيقي أولاً، ومن النقد التقليدي الذي أهمل دراسة النص، واحتفى بحياة مؤلّفه وحقبته التاريخية وظروفه الاجتماعية، وما إلى ذلك مما طلع علينا به النقد التاريخي والموضوعاتي والاجتماعي والواقعي والنفسي ثانياً. وعلى الرغم من أن مصطلح ما بعد البنيوية يحيل مباشرة إلى البنيوية، فإن ما بعد البنيوية ليست تطويراً عضوياً للبنيوية؛ وذلك لما تحمله داخلها من عناصر انسلاخ عنها، بل يمكننا القول إنها حركة تساؤل لمقولات البنيوية وطرائقها وافتراضاتها، عملت على نقض المقولات وتغيير الطرائق ونقد الافتراضات. ولعل القول المعروف "بلغ السيل الزبى" هو أقل ما يوجه إلى البنيوية، وذلك لما تميزت به من جبرية وهيمنة وسلطة في أفكارها وفي طروحاتها بل في ادعاءاتها بدءاً من القول بوجود بنية تفترض على الدوام وجود مركز ومبدأ ثابت وتراتبية معان وأساس صلب، إلى القول إن النظام هو القابض على المعنى الواهب له دونما أية حاجة لمد الأعناق خارج أسوار النص. وهذه أقوال استفزازية طبعاً، جعلت الأصوات تتعالى منادية بالثورة على النظام ونسفه، وقد لا يخلو الأمر من طرافة إذا قلنا إن هذه الثورة جاءت على أيدي أقطابها الذين تمثلوا كشوفاتها جيداً، ولكن كفايتها المنهجية وأطرها الضيقة لم تتح لهم الانضواء تحت لوائها بل أتاحت لهم الخروج عليها عبر توجيه ضربات إليها من الداخل، ساعية إلى تحرير النص أولاً، وإلى تحرير منهجياته من القيود الصارمة ثانياً، الأمر الذي يجعلنا نقول بالت غيّر الجوهري الذي أحدثته تيارات ما بعد البنيوية بين طرفي العلامة (الدليل): الدال والمدلول هذا التغيير الذي كان له عظيم الأثر في تعديل النظرة إلى الكثير من المفهومات مثل (النص، المؤلف، القارئ، الكتابة الأثر، الثنائيات البنيوية "الضدية"، التفاعل النصي.. إلخ). ولكننا لن نتبيّن ما طرأ عليها من تغيير في هذه المرحلة ما لم نتعرف التغيير الذي حصل للدليل أولاً وللعلاقة الجديدة بين الدال والمدلول ثانياً، فقد غدا ثابتاً أن البنيوية قد فصلت الدليل عن المرجع ولكن ما بعد البنيوية مضت خطوة أبعد من ذلك ففصلت الدال عن المدلول الأمر الذي نتج عنه حدوث فجوة أو صدع تسلل من خلاله الشك إلى الآراء التقليدية الراسخة عن الكينونة والوجود والحقيقة واللغة والأدب، ف"دو سوسير" يؤكد على أن المعنى في اللغة هو مجرد مسألة اختلاف، وأنه حاضر في الدليل يجلبه غياب التضاد ويمكننا أن نمثّل لذلك بما يلي: الدليل (قام) هو (قام) لأنه ليس (قعد) أولاً. ولأنه ليس (قاس) أو (قال) أو (نام) وهذا الأمر يجعلنا نتساءل إلى أي حد يمكن أن ندفع سيرورة الاختلاف هذه؟ ذلك لأن (قام) هو ما هو عليه لأنه ليس (هام)، وليس (قسم أو قضم أو قوم)، و(هام) بدوره ليس (هاب) أو (هاج) وليس (هزم)...إلخ. يبدو أنه من الممكن متابعة هذه السيرورة من الاختلاف في اللغة والدوران فيها إلى ما لا نهاية. وإذا ما كان الأمر كذلك، فما الذي سيحل بفكرة "دو سوسير" التي مفادها أن اللغة تشكل نظاماً راسخاً مغلقاً؟ فحين يكون كل دليل هو ما هو فقط لأنه ليس أياً من الأدلة الأخرى، فإن كل دليل يبدو مشكلاً من نسخ من الاختلافات التي لا يمكن أن تنتهي. وفي حين أن "دوسوسير" يقترح بنية المعنى ذات حدود فإننا نعجز رسم الحد في اللغة، فالمعنى ليس حاضراً مباشرة في دليل بل هو نتيجة انفصال أو تمفصل الأدلة، أي أن المدلول هو نتاج الاختلاف بين دالين. ولكنه أيضاً نتاج تفاعل دالات معقّد، ليس له أية نقطة نهاية واضحة الأمر الذي يجعلنا نستنتج أن: المعنى يغزله لعب الدالات، الذي يكون بلا نهاية، وليس مفهوماً مشدوداً بإحكام إلى ذيل دال محدد. والدال لا يمنحنا مدلولاً مباشراً، وليس ثمة تمييز ثابت بين الدوال والمدلولات، وإذا ما أردنا معرفة معنى أو مدلول دال ما يمكننا أن نستخرجه من المعجم، ولكن كل ما سنجده لن يكون سوى مزيد من الدوال والتي يمكن أن تستخرج مدلولاتها (بدورها) هي الأخرى، وهذا ما جعل "جاك لاكان" يقول وبجرأة: "لا توجد مدلولات في الواقع، لا توجد إلا دوال فقط، فما يحدث هو عملية تزحلق مستمرة للمدلول تحت الدال"(1). ويحلّ اللعب الحّر للدوال كمصدر للمعنى عوضاً عن التضاد الثنائي Binaty oppositions الاسوسوسيري الذي يمنح الدليل معناه (إذ يحدد معنى كلمة غائبة معنى كلمة حاضرة في النص تكون مضادة لها)، ولكن الكلمة تكتسب معناها المراوغ والغامض والمتخفي عن طريق لعب المدلولات وحركتها الحرّة، وحين يتمّ تحديد معنى ما أو تثبيته، فهذا يتم بصفة موقتة فقط إلى أن يفككه قارىء أو مفسّر آخر، فالمعنى لا يمكن تثبيته بسهولة وليس حاضراً أبداً وإنما هو مبعثر ومنتشر على طول سلسلة الدوال، وهو نوع من الترجرج المتواصل بين الحضور والغياب معاً. فعندما أقرأ جملة فإن معناها يظل مرتقباً نوعاً ما على الدوام شيئاً مؤجلاً: دال يُسلمني لآخر، وذاك لآخر، والمعاني السابقة تعد لها المعاني اللاحقة،وبالرغم من أن الجملة تنتهي فإن سيرورة اللغة ذاتها لا تنتهي، وثمة دوماً فائض من المعنى ومع هذا الفائض تنتفي المركزية. فلا يمكن أن أقبض على معنى بمجرد التكديس الميكانيكي للكلمة فوق الأخرى، فكل كلمة تحتوي أثر الكلمات التي سبقتها وتبقى عرضة لأثر الكلمات التي تليها، وكل دليل في سلسلة المعنى حكماً متخادش بصورة ما أو متبادل التأثير مع كل الأدلة الأخرى حيث يشكل نسيجاً معقداً لا يستنفد أبداً. لذا، فلا يوجد دليل "نقي" أو ممتلىء بالمعنى تماماً فكل مفهوم ملوّث بآخره ولا يوجد مفهوم كامل متكامل بذاته إنما هناك فجوة أو صدع (أثر) يفضي دائماً إلى الآخر وينفتح عليه. وفحوى ذلك كله: أن اللغة شأن أقل رسوخاً بكثير مما اعتبره البنيويون والكلاسيكيون، وبدلاً من كونها بنية محددة وواضحة التخوم تشتمل على وحدات متناظرة من الدالات والمدلولات فإنها تبدو الآن (في هذه المرحلة) مثل قماش يمتد إلى لا نهاية حيث تتبادل العناصر وتدور على نحو متواصل وحيث ما من عنصر يكون محدداً بصورة مطلقة وما من شيء إلا وهو واقع في شرك كل الأشياء الأخرى وحامل لأثرها. ونستطيع بعد كل ما شرحناه، التعميم فكما أنه يمتنع وجود الدال بذاته معزولاً عن غيره، ومن غير صلة تربطه بأي شيء سوى ذاته، كذلك يمتنع وجود النص بذاته، فالنص وفق هذا الطرح: مجموعة علاقات اختلافية ودوّامة من الأصوات المختلفة التي لا يمكن حصرها في مادية قارّة أو عزلها عن بعضها حتى في لحظة الحصر لا بداية له ولا نهاية. فلا وجود للنص بذاته ولذاته، إذ لو تحقق النص في عرّيه الوجودي، لا بدّ أن يتحول من ثمّ إلى إشارة مهمتها أن تشير، أي لا بد أن يتحوّل إلى لغة خصيصتها "الاختلاف" وهكذا فكل دال يشير إلى دال آخر، وكل نص هو مركز تداخل وتقاطع مع غيره، فلا محالة عندها من القول: إن كلّ كتابة هي إعادة كتابة، وكل نص هو نسيج تناصت فيه وعليه نصوص متغايرة. وهنا نحدد أن انفتاح النص هذا تولّد عنه مفهوم التفاعل النصي والذي يعتبر برأينا الجامع الحقيقي لمقولات أو نظريات ما بعد البنيوية إذ لا تخلو نظرية من الاعتماد عليه سيميائية كانت أم تفكيكية أم تأويلية أم قرائية: فالتفاعل النصي مفهوم سيميائي لأن الدال يشير إلى الدال والعلامة ملوّثة بعلامات أخرى والنص يشير إلى نص آخر، وهو مفهوم تفكيكي لأن الدليل يملك المعنى والمدلول منزلق عن داله دائماً ولأن الاختلاف بين الدالات هو الذي ينتج الدالة واللعب الحرّ لها ينتج المعنى، فلا معنى ثابتاً أو نهائياً بل الدال ملوّث بمفهومات كثيرة متكرر في سياقات عديدة وكذلك النص. والتفاعل النصي مفهوم قرائي لأن القراءة تختلف باختلاف زمنها وباختلاف القارىء وثقافته، فلا توجد قراءة ثابتة ولا توجد قراءة نهائية لأن النص مفتوح وغير مرتبط بمركز معين. ونصل إلى نتيجة جد مهمة وهي أن النص في مرحلة ما بعد البنيوية هو نفسه التفاعل النصي Intertextuality فالنص أو التفاعل النصي كل منهما جاء نتيجة حتمية لكل النظريات التي قالت بانفتاح الدال على آخره بدءاً من نظرية "دوسوسير" اللغوية وإن حصرت الآخر بالمضاد فقط، وانتهاء بنظريات كريستيفا ودريدا وبارت التي فتحت الدال على عدد لا نهائي من التعالقات، الأمر الذي يصبح فيه النص الجديد مفتوحاً، متعدد المعاني، لا تحده بداية ولا نهاية، ولا ينشد إلى مركز، ولا يعرف نفسه إلا في عمل وممارسة وإنتاج فهو تمددي، مجاله مجال الدال، يكرس التراجع اللانهائي للمدلول، ويولهد النسيج وفق حركة تسلسلية للتداخل والتغير، وهو انتقال ومجاز، وهو نسيج من الاقتباسات والإحالات والأصداء المنحدرة من مصادر ثقافية متعددة غفل قديمة ومعاصرة؛ تشربها النص بطريقة ما، وبقي فاغر الفاه لتعالقات مستقبلية، تحقق له ارتحاله الدائم الذي يحدّ من التأويل الأحادي، وينطلق به نحو قراءات لا نهائية وهكذا يصبح النص في مرحلة ما بعد البنيوية هو عمل تشرب وتحويل لنصوص يقوم به نص مركزي يحتفظ بريادة المعنى لنفسه أمّا مفهوم المؤلف في مرحلة ما بعد البنيوية، فقد كان متأثر اً بهذا التغيير الذي طرأ على مفهوم النص ولكن التغيير الذي حدث في النظرة إلى المؤلف لم يكن وليد تيارات ما بعد البنيوية فقط، بل إن التململ من تقاليد الكتابة أو القراءة التي لا تستطيع ولوج النص إلا من خلال المؤلف والتي ركزت اهتمام البحث (القراءة) على المسار الوحيد المرتسم من المؤلف إلى النص فقط أي على حياته (سيرته الذاتية) وظروفه وتاريخه وأهوائه وتبحث عن المعنى الوحيد الذي أسكنه النص (قصديته)، الأمر الذي جعل (مالارميه) يقول في وقت مبكّر (إن اللغة هي التي تتكلم)، وتبعه فاليري مشككاً في هذا المفهوم، ملحاً على الطبيعة اللغوية والعفوية لعمل المؤلف نافياً بذلك أن تكون له قصيدته في النص، ثم جاءت السريالية لتزعزع هذا المفهوم عبر خرقها لأفق المتلقي بالخروج المباغت عن المعاني المتوقعة فتركت لليد أن تخطّ بأسرع ما يمكن أن يخطر حتى بالرأس ذاته(2)؛ وهو ما كان يدعى بالكتابة الآلية، ثمّ دعت إلى الكتابة المتعددة المؤلفين وبذلك ساهمت في نزع القداسة عن صورة المؤلف أما اللسانيات والشكلانية والبنيوية فكلها عزلت سلطة المؤلف عن احتكار المعنى، أو فصلت بينه وبين قصده وخاصة البنيوية، وليس مرد ذلك إلى نزوة حاقدة وإنما اتخذت عملية أماتة أو اغتيال المؤلف. فشروعيتها (المنطقية) انطلاقاً من الاعتقاد بأن النظام قائم بذاته ولا يحتاج إلى أية عناصر خارجية تفسّره، والمؤلف في النظام البنيوي فصول العناصر التي تكوّن النظام وليس فاعلها، هو فعل الكتابة يتبنى النظام اللغوي في تركيبة الجملة إلى موقف المؤسسة، ثم إن المؤلف ليس دائماً على وعي بقصده، طالما يستخدم لغة ليست ملكه الخاص، ولا يستطيع الهيمنة على الإيحاءات كلها وعلى دلالات المفردات والتراكيب التي يستخدمها. لم يبدع أحد ولم يتحدث فرد أو شخص بل بنية اللغة هي التي تتحدث وهنا يتساوى المؤلف والقارىء وتنتفي العبقرية وينتفي الإبداع. يبدو أن الموت الحقيقي قد تجلّى في مرحلة ما بعد البنيوية أكثر كون الكتابة هي من يكتب الكتابة، وكون الدال يغزل الدلالة عبر ملاحقته الدائمة لمدلولاته، وكون النص عبارة عن مقتبسات غفل، ولكن هذه المرحلة كانت أقل قسوة من البنيوية، وذلك لاعتبارها وجود المؤلف وجوداً تاريخياً في لحظة معينة، هذه اللحظة لا تعوق ظهور لحظات أخرى لها فاعلها الخاص بها وهو القارئ. فبارت يعتقد أن إزالة "المؤلف" لا تمثل حقيقة تاريخية فقط وإنما يمثل أحد متطلبات تطوير النص الحديث. ذلك أن المؤلف ليس سوى ماضي كتابه ال ذي له ملامحه الخاصة. فالعلاقة بين المؤلف وكتابه مثل العلاقة بين الابن وأبيه، إذ هي علاقة لا تحول دون نمو الطفل نمواً ذاتياً خاصاً به. وموت المؤلف لا يعني أبداً أنه من السهولة بمكان أن تُحلّ شفرة النص أو يفسر أو يُقرأ قراءة نهائية، ذلك أن إعطاء النص مؤلفاً مجدداً يعني فرض محدودية على النص وربطه بمدلول نهائي لا يتغيّر، وبمعنى آخر يعني إغلاق النص(3). وما السير نحو إلغاء المؤلف في التناصية إلا لأن الاقتباسات التي تنحدر إلى النص والإحالات التي يحيل إليها غفل غير معروفة الأصل وإشاراتها تتالى في سلسلة لا نهائية الأمر الذي يجعل البحث عن أب أو أصل للنص رضوخ لأسطورة السلالة والانحدار فكل نص هو بالضرورة قناص مع غيره، ولا تتقبل متناصاته الاسترجاع، وإنما تقبل القراءة، ف"كل نص هو آلة ذات رؤوس قرائية متعددة تقرأ نصوصاً أخرى"(4) كما يقول دريدا في مقالته "العيش على". الأمر الذي يقودنا إلى مفهوم القارىء في مرحلة ما بعد البنيوية وعلاقته بالنص وبمفهوم التفاعل النصي وبغيره من المفهومات، فالرؤوس التي أشار إليها دريدا تحيلنا إلى حامليها أي إلى القارىء الموكل إليه أمر قراءة النص قراءة واعية لا استهلاكية بالمعنى المبذول أي قراءة تُبصر بعيونها عيون النص، وتتحسس بحواسها حواس النص، وتدرك بوعيها وعي النص، والأهم من كل ذلك أن هذه القراءة تقرأ النص بعيون وتتعمق فيما تخفيه هاتيك العيون من أسرار وسرائر، لا يعرف قيمتها إلا من يكابد شوق الوصول إليه، إن النص استفزازي بطبعه لا يكشف عن سرائره بسهولة، والكلمة في النص أبعد من قامتها، وتستذكر أكثر من طاقتها على قراءة الماضي والهجس بالمستقبل، فيتحوّل النص مع هذه القراءات إلى دلالات لا متناهية ورؤى تحمل غموض العالم وإشكاليته مما يستنفد القراءات التقليدية له، ويتطلب قراءة تفكّ شفراته وألغازه، وتنتقل بين سطحه وأعماقه، فتقرأ شروخه وفجواته، الأمر الذي يعرّض النص لقراءات مختلفة تختلف باختلاف القارىء، وباختلاف مستوياته وباختلاف أزمان وفوده النص، فهيرقليطس قديماً قال "أنا لا أستطيع أن أسبح في النهر مرتين". وكذلك الأمر مع القراءة فأنا لا أستطيع أن أكون أنا نفسي حين اقرأ مرة ثانية، مما يوسّع مجال التفاعل النصي. فالمطلوب إذاً في مرحلة ما بعد البنيوية الخروج من مأزق القراءة التقليدية التي وزّعت جهد القارىء في مسارات أخرى لا تمتُّ إلى النص بصلة أو التي قيدت القراءة بمعنى واحد يفرضه النظام. والنظر إلى القراءة بوصفها اختلافاً عن النص لا تماهياً معه مع الأخذ بعين الاعتبار الدور الذي يؤديه نظام العلامات في تشكيل المعنى، والالتفات إلى الترسبات المغرقة في قدمها والمتراكمة كتقليد أو كمسلمة وتقليبها، فالقراءة تفكيك أيضاً وتحرير من كل سلطة سابقة عقدية أو فنية. والنظر إلى القارىء كمنتج للنص - كما أسلفنا - يدعونا للقول مجدداً إن النص لا يتحقق إلا بالقراءة، ولكن في ضوء مرحلة ما بعد البنيوية. وفي ضوء المقولات السيميائية والتفكيكية والتناصية خاصة - يجب أن نحدد القارىء الذي ولد من موت المؤلف، فالقارىء هو مجموعة نصوص أيضاً فضاء ترتسم عليه اقتباسات تتألف منها الكتابة. ويصبح القارىء هنا هو أحد العيون في قراءة النص وعبره يقرأ النص نصوصاً أخرى، فيتسع الحقل بين النص والنصوص الأخرى وبين القارىء وخبرته وبين خبرة القارىء وخبرة النص. الأمر الذي يجعل التفاعل النصي هذا يحدث بين ذاكرتين: الأولى ذاكرة النص والثانية ذاكرة القارئ. ولعل كلمة (تفاعل) تعبِّر عن حقيقة ما يجري من إشعاع متبادل بين الذاكرتين الأمر الذي يظهر فاعلية عاملين اثنين من عوامل الغياب التي تطغى على عناصر النص كلها وهما النص والقارئ، فالنص يتجه نحو قارئه، يرتسم على ذاكرته، لا يتلاشى أو يتلف بل يتقادم ويسعى إلى تحقيق هدفه المتمثل في "جعل القارىء منتجاً للنص لا مستهلكاً له"(5) على حدّ تعبير رولان بارت. ولكن النص ليس هو الوحيد الذي يشكّل ذاكرة القارئ، بل إن أفق القارئ متشكّل من نصوص عديدة سابقة، ومهيأ في الآن ذاته لاستقبال نصوص أخرى، فهو وإن كان واحداً من حيث السطح أو الرسم، ثابتاً للعيان. وبناءً على ما سبق فإن النص يخلق دلالته مع كل قارئ، الأمر الذي يجعل هذه الدلالة ليست نهائية فالنص يبقى ينقرئ وقراءة هذا القارئ ليست قراءة كاملة بل هي "بين قراءة" والنص فوق ذلك يبقى في حالة صيرورة، تفاعل وتشكّل دائمين فهو "بين نص" وكل قراءة له تصبح "إساءة قراءة" حسب تعبير بول دي مان(6). على ألا تفهم الإساءة كحكم معياري فالحكم بالإساءة يعني إفساح المجال لقراءة أو لقراءات جديدة ولا يعني أبداً القراءة الصحيحة أو القراءة الخاطئة ويعبِّر عن حقيقة لا مهرب منها هي حتمية استمرار النص. ورفض انصياعه لأسطورة انغلاق النص على معنى وحيد، الأمر الذي يجعلنا نقول في نهاية المطاف: إن تيارات ما بعد البنيوية لم تأت لتقدم علماً للنص بقدرما جاءت لتبرهن على مشروعية وجود القارئ وتأكيد دوره.
الهوامش: (1) عبدالعزيز حمودة - المرايا المحدّبة من البنيوية إلى التفكيك - سلسلة عالم المعرفة، عدد.. عام.. ص 347(2) انظر بخصوص ذلك: رولان بارت - درس السيمولوجيا - مقالة (موت المؤلف) ص 82ومقالة (من الأثر إلى النص) ص ص 59- 67.(3) انظر حول ذلك يوسف نور عوض - نظرية النقد الأدبي الحديث - دار الأمين، القاهرة، ط1، 1994- ص ص 45- 46.(4) ميجان الرويلي - قضايا نقدية ما بعد بنيوية النادي الأدبي في الرياض - السعودية، 1413ه - 1996م، ص 193.(5) Barthes. R: S/z (Tran. By. R.Miller). Hill and Wang. Newyork. 1974. P4. (6) انظر بشأن ذلك - العمى والبصيرة ل بول دي مان - المجمع الثقافي. أبوظبي ط 19951م - المقدم
غاية الموقع.
أحبِّي اللغة يا ابنتي ؛
لأنَّ من يحب يعرف طبع من أحب ,
فإذا أحببتِ اللغة باحت لكِ بأسرارها
الساعات المكتبية
الساعات المكتبية الفصل الدراسي االثاني للعام الجامعي 1440/1439هـ
يمثل الإرشاد الأكاديمي ركنًا أساسيًا ومحوريًا في النظام التعليمي، حيث يعد استجابة موضوعية لمواجهة متغيرات اجتماعية واقتصادية وإنسانية في صلب النظام وفلسفته التربوية، علاوة على كونه يستجيب لحاجات الدارس ليتواصل مع التعليم الجامعي الذي يمثل نمًاء وطنياً ضرورياً لتحقيق متطلبات الذات الإنسانية في الإبداع والتميز.
ويتمثل الإرشاد الأكاديمي في محوري العملية الإرشادية: المؤسسة التعليمية والطالب، ويعزز هذا الدور المرشد الأكاديمي المختص الذي يعمل من خلال وحدة الإرشاد الأكاديمي طيلة السنة الأكاديمية. وتتكامل عملية الإرشاد الأكاديمي بوعي وتفهم جميع أطراف العملية الإرشادية؛ بهدف توجيه الطالب إلى انسب الطرق لاختيار أفضل السبل بهدف تحقيق النجاح المنشود والتكيف مع البيئة الجامعية.
ويتحقق هذا الهدف عن طريق تزويد الطلبة بالمهارات الأكاديمية المتنوعة التي ترفع من تحصيلهم الدراسي ومناقشة طموحاتهم العلمية، كما يتضمن أيضاً توعية الطلبة بلوائح وقوانين الجامعة، كل ذلك من خلال خدمات إرشادية متنوعة كالإرشاد الأكاديمي الفردي والبرامج الإرشادية والاستشارات المختلفة.
كمايساعد الإرشاد الأكاديمي الطلاب علي بلورة أهدافهم واتخاذ القرارات المناسبة المتعلقة بمستقبلهم الأكاديمي والمهني عن طريق الاستفادة القصوى من جميع الإمكانيات والبدائل المتاحة.
ويعمل الإرشاد الأكاديمي باستمرار على تبسيط وتسهيل الإجراءات الإدارية بهدف تقديم أفضل الخدمات وأجودها للطالب في زمن قياسي وفق معايير الجودة الشاملة التي تسعى إليها الكلية في ظل ازدياد وسائل الاستثمار في المشاريع التعليمية والفكرية والبحث العلمي.
مهرجان القراءة للجميع إيماناً من الكلية بأهمية القراءة والمطالعة التي تمثل سلاح الأمة المعطل لما لها من بالغ الأثر في الارتقاء بفكر الأمة بادرت أمانة النشاط الطلابي بمبادرة جديدة لنشر الوعي الثقافي والفعاليات الثقافية فضمنت خطة النشاط لهذا الفصل مشروع القراءة للجميع ساعية لترغيب الطالبات وحثهن على القراءة بأسلوب شيق ومحبب وتنمية عادة القراءة لتكون عادة مكتسبة في مختلف العلوم النافعة وانطلقت ف...عاليات مشروع القراءة للجميع يوم السبت 17/4/1433هـ.
وتميز قسم اللغة العربية بمشاركته في تفعيل مشروع القراءة فوجه الدعوة لجميع وحدات و أقسام الكلية طالبات و أعضاء لحضور البرنامج القراءة للجميع يوم الأربعاء 21/4/1433هـ فساهمت طالبات قسم اللغة العربية في تنظيمه والإعداد له وأشرفت عليه منسقة القسم د. عبيرعبد الصادق بدوي وبمتابعة من رئيس قسم اللغة العربية د. فهد الملحم.
فبدأ البرنامج بتلاوة من القرآن الكريم ثم قدمت كل من الطالبتين نسيبة السليمان ومها العازمي عرضين عن القراءة تناولا أهمية القراءة وفائدتها و أهمية القراءة للأطفال. وشاركت طالبات القسم بإعداد مطويات و مجسمات وأعمال متنوعة تعبر عن القراءة و أهميتها. كما تم وضع ركن لعرض بعض الكتب والملخصات لبعض منها. وشهد نشاط قسم اللغة العربية حضورا واسعا من منسوبات الكلية.
ولم تكتف الكلية بتنفيذ المشروع لطالباتها فخلال زيارة للمدرسة الابتدائية الخامسة يوم الإثنين 19/4/1433هـ نفذت طالبات الكلية مسابقات ثقافية كانت جوائزها مجموعة من القصص المناسبة.
وفي استطلاع لآراء الطالبات عبرن عن شكرهن على اختيار مثل هذه البرامج وقدمن اقتراحاتهن بأن تقام مسابقات متنوعة كمسابقة استيعاب المقروء , وقراءة في كتاب, وإقامة ورش عمل للقراءة بأنواعها.See More
كلية بلا مخالفات
ضمن خطة الكلية التوعوية أقامت كليةُ التربيةِ بالزلفي ممثلة بوحدة التوجيه والإرشاد حملةً توعويةً تحت شعار ( كلية بلا مخالفات ) ولمدة أسبوع كامل ، استهدفت الحملةُ توعيةَ الطالبات بأهمية المحافظة على الكلية , وصيانة مرافقها , وممتلكاتها ؛ لأنَّها تُمَثِّل مرفقاً هاماً , وصرحاً شامخاً للعلم والتعلم ، كما استهدفت الحملةُ نَقْدَ بعضِ السلوكيات الخاطئة التي قد تصدر من بعض الطالبات أثناء المحاضرات وأثناء الفسح ، ونشر ثقافة المحافظة على منظر الكلية الجميل الذي خرجت به بعد أعمال الترميمات وإعادة التأهيل , وبيان ماوفرته الجامعة - مشكورةً - في سبيل إظهارها بالمنظر الذي يليق بالطالبة الجامعية , وتوفير البيئة الجامعية من تجهيزات ومقرات ومعامل وقاعات , وقد استمرت الحملةُ لمدةِ أسبوعٍ كاملٍ شاركتْ فيه كل أقسام الكلية ووحداتها الإدارية والأكاديمية ومن المبني الإضافي شارك قسمي اللغة العربية واللغة الإنجليزية ، واشتملت على محاضراتة ومطويات ونصائح إرشادية .
ذكرالله
تسبيح
كن مع الله
دعاء
قناتي على اليوتيوب
استفسار
صدقة
عطاء الله
يا رب
يارب
سنتنا
سيد الإستغفار
تحية
عفو الله
القرآن الكريم
الكتابة فن
شكر
يا من تصفحت موقعي
حكمة اليوم والغد
من القرآن الكريم
العلم نور
روعة الكون
كلام الورد
لغة القرآن
الله نور
ذكر الله
حب الله
كلمتان
فيس بوك
الأدب
سن القلم
تحت سن القلم يصنع مستقبل الأمم
رجاء
الإسلام
دعاء
شاعرك المفضل
تذكر
إذا بلغت القمة فوجه نظرك إلى السفح لترى من عاونك فى الصعود إليها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أستاذتى الحبيبة كيف حالك ؟؟ أتمنى من الله لكِ كل خير بعثت لى آلاء بهذا الموقع فوجدته رائعآ وكيف لا واسمك يتصدر صفحته ... استمتعت كثيرآ بكل ماكتبتِ هنا وبكل ما قلتى زمانآ وغبطت هؤلاء الطالبات على استحواذهم لجوهرة ثمينة قلما يجود الزمان بمثلها ... أقوم الآن ببحث بعنوان "شعرابن الأبّار البلنسى دراسة موضوعية فنية " وما ذاك إلا لتأثرى بالأدب الأندلسى ومن درسته لى فلقد كانت قمة فى الأخلاق والمادة العلمية ... دكتورة عبير أنا والله لن أنساكِ أبدآ وسأهدى كل شىء أنجزه لكِ فأنتِ ملهمتى الأولى ... أرجوا الله أن يوفقكِ ويرزقك خيرى الدنيا والآخرة وأن يبارك لكِ فى زوجك وبناتك وأن نراك فى كليتنا تكسبيها مزيدآ من التألق والرفعة .. دمتِ شامخة وإلى العلياء واصلة خديجة أحـــمد على اسكندرية .
آراء في الموقع
تحيةعطرة ممزوجة بالود والاحترام لاستاذي الدكتورعبير عبد الصادق امابعد :استاذي الكريم أنا طالب ماجيستير من جامعة الجزائر مطالب بانجاز بحث بعنوان:منهج البحث البلاغي عند يحيى بن حمزة العلوي وانا اعاني من قلة المراجع لاتمام هذا البحث فارجو منك ان تساعدني ببعض العاوين او المقالات كما ان هناك رسالةفي جامعةالقاهرة قد ادرجتها في منتداك المحترم ضمن رسائل الماجيستير بعنوان العلوي صاحب الطرازومكانمته بين علماءالبلاغة فاذا كان بامكانك ان ترسلها فساكون لك من الشاكرين الداعين للك بالصحةوالعافيةوطول العمر وحسن العمل كما ارجوالاتبخل على بنصائحك والسلام عليكم ورحمةالله
مكتبة ماليزيا الوطنية
عنوان الموقع:
Malaysia-National Library http://www.pum.my
مكتبة تايوان الوطنية National CentralLibrary-Taiwan
عنوان الموقع: http://www.ncl.edu.tw
قصة الرجل الذي كان يكرهه اهل
قريته.. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ومات وليس له
الا ولد واحد.. ولم يأتِ احد ليمشي في جنازته… فجره ابنه الى الصحراء ليدفنه..
فرآه اعرابي يرعى الغنم.. فاقبل عليه.. وسأله اين الناس؟ لم تدفن اباك
وحدك؟ فما شاء الابن ان يفضح اباه.. وظل يردد: لا حول ولا قوة الا
بالله.
فهم الاعرابي.. ومد يده يساعد الابن ليدفن اباه.. ثم رفع يده الى
السماء وظل يدعو في سره.. ثم ترك الابن وغادر الى غنمه..
وليلتها.. حلم
الابن بأبيه.. ورآه ضاحكا مستبشرا في الفردوس الاعلى.. فتساءل من الدهشة: ما
بلغك يا ابي هذه المنزلة؟ فقال: ببركة دعاء الاعرابي.
واصبح الابن يبحث عن
الاعرابي في لهفة.. ومشط الصحراء كلها حتى وجده.. فامسك بتلابيبه يصيح: سألتك
بالله ما دعوت لوالدي على قبره؟ فقد رأيته في الفردوس الاعلى.. هنا.. اجابه
الاعرابي: يا ولدي.. لقد دعوت الله دعوة العبد الذليل.. وقلت له: اللهم.. اني
كريم.. اذا جاءني ضيف اكرمته.. وهذا العبد ضيفك.. وانت اكرم
الاكرمين!!
إذن ليست الذرية.. وليست الاموال.. وليست كثرة الاعمال
الصالحة.. فقط انما هي صدق العهد مع الله.. من اي باب تشاء.. وبأي عمل
تتقن مما قرأت واعجبني ............
من قرأ سورة الأنبياء وتأمَّل دُرَرَها وكنوزها فإنَّه واجد فيها أكثر أدعية الأنبياء واستجابة الله تعالى لدعاء أولئك الأنبياء المرسلين عليهم الصلاة والتسليم. تعالوا بنا لكي نُطالع هذه الآيات ثمَ نذكر السبب في استجابة الله لدعاء الأنبياء.... * يقول الله تعالى في عدد من آيات هذه السورة الكريمة:
صفحة أكثر من رائعة ، أنتِ هو أنتِ معلمة نادرة قلّما يجود الزمان بمثلك .. بوركتِ أيتها الفاضلة ، كل الود
من الموقع:خديجة أحمد علي حسن
قالوا عن الموقع
وضعتم لنا الشهد الصافي أنا في أشد الحاجة إلى مثل هذا العلم الشافي الوافي إلا أنني لم أتمكن من التحميل لأن أغلب الكتب بنظامrarأوzipوأنا لا أملك هذه البرامج على حاسوبي تمنيت لو كانت بـ:pdfعلى العموم الشكر الجزيل لكم على هذا العمل الجبار تحياتي
من الموقع:منى وصلة
البث الإسلامي
ولله الأسماء الحسني
قالوا عن الموقع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مساءالخير انا طالبة لست من كليتكم لكن دخلت موقعك للاطلاع بحق الموقع مفيد جدا خاصةانه يزهو بالادب والشعر لاسيما اني أحبهما .... أحببت الموقع كثيرا ووضعته في قائمةالمهام لدي أحببت أن اشكرك دكتورة ^_^
من الموقع:جود
البريد الالكتروني
أماكن أثرية
لائحة الدراسة
مواقع تهمك
http://www.gmodules.com/gadgets/proxy?r
efresh=86400&url=https://lh6.goog
leusercontent.com/-yd4VreIOLfE/Tw
FA3upKUnI/AAAAAAAACEM/ifyxF
ZyMQwo/s340/All%25252520in%
25252520One%25252520Screen
%25252520Shot.png&container=ig
القراءة نور
ابتسم
لاتغرب
ربنا
دعوة معرض الكتاب 1
بنر كتاب اجاهات الأدب العربي الحديث
بنر2
دعوة اليوم الوطني
دعوة معرض اللغة العربية
دعوة دورة الفوتوشوب
سيمنار علمي
دعوة معايير جودة
دعوة معرض الكتاب 2
اليوم العالمي للغة العربية .
دعوة البحث العلمي.
رابطة الأدب الإسلامي .
http://www.adabislami.org/
http://www.adabislami.org/index.php
http://adabislami.org/news/1818
http://www.ustream.tv/channel/adabislami
http://www.adabislami.org/users/part
قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية .