ملخص بحث رؤية فنية
ملخص بحث
رؤية فنية للإبداع الشعري عند محمد مصطفي الماحي
د/ عبير عبد الصادق محمد بدوي
أستاذ الأدب والنقد المشارك بجامعة الأزهر
كلية التربية للبنات بالزلفي – جامعة المجمعة
تقديم
آثرت أ ن أخصص هذا البحث لدراسة الإبداع الشعري عن
"محمد مصطفي الماحي"
فالماحي شاعر متميز بإبداعه المبكر ، وقد نادي منذ صدور طبعة ديوانه الأولي ، بأن الشعر العربي يجب أن تبقي الصلة قائمة بين ماضيه التليد وحاضره الجديد ، وأن يعني في نسجه ونهجه بمتانة الأسلوب ، وروعة الديباجة وأصالة المعني ، وسلامة الذوق ، ووضوح الأداء ، مع دقة التصوير وإبداع الخيال ، وقال إنه لا يمج القديم لأنه قديم ، ولا يبغض الجديد لأنه جديد ، ولكنه يأخذ الأحسن من كل منهما ، وسجل هذا الرأي منذ ذلك الوقت في قصيدة قال فيها :
كم في القديم جديد الحسن مؤتلق ##يوليك من قسمات الحسن ألوانا
إما بعثنا علي الأيام جدتـــــــــه ##أو في علي جدد الآداب ميزانــا
وكم جديد نعمنا من نضارتـــــه## في أبهج الروض أطياراً وأفنانا
كلاهما تملأ الدنيـــــــا محاسنه ## وتستجد به الآداب إحســــــــانا
ولقد كان حريصاً أشد الحرص علي البعد بألفاظ شعره عن التعمل والإغراب ، وبمعانيه عن الإغلاق ، لان الشعر في حسبانه ليست رياضة علمية ، ولا ألغازاً تحل ، أو طلاسم ومعميات تتعب مرادها العقول ، وتكل عن فهمها الأذهان ، كما أنه ليس مقصوراً علي مناجاة الطبيعة ، والسبح في العوالم والأكوان ، إنما هو معان وشعور وعواطف ، وأحاديث لقلب يبين عنها اللسان 0
والماحي شاعر يقظ الشاعرية ، منتبه الوجدان ، دقيق الحس ، لماح النظر ، قوي العاطفة ، فهو شاعر عربي مصري ، يصل ما بينه وبين أسلافه السابقين بسبب متين ،ويستلهم بيئته ، ويستوحي أجواءها ، فتفيض عليه بالمعان الجليلة المبدعة في مختلف الشئون 0
والذين يعرفون الشاعر عن كثب ، يرون في شعره شفافية روحه، وصراحة طباعه ، فحياته الإنسانية وحياته الفنية لا اختلاف بينهما في العرض والجوهر ، وتلك إحدى الميزات القيمة التي لم يحظ بها إلا القلائل من الشعراء ، فإذا حاولت أن تستشف نفسه وما يعتمل فيها من شعره ، لن يعييك البحث ، ولن تلتوي بك الطرق ، وإنها تلتمس أحاسيسه ومشاعره في طوايا قصائده ، دون أن تبذل إلا أيسر الجهد ، فشعي مرآه صافية لنفسه كما أنه منارة ساطعة عصره كما يقول الأستاذ عزيز أباظة
وقد اتخذ الماحي لشعره مساراً وسطاً بين القديم والجديد ، فجمع بين الأصالة والمعاصرة
والبحث مقسم إلي قسمين يسبقهما تقديم عن سبب اختيار البحث ، وتمهيد عن الشاعر، وثقافته ،والسمات المميزة لشعره، وعوامل شاعريته ،
أما القسم الأول :
فيتناول الرؤية الشعرية في موضوعات الماحي وما تناوله من قضايا0
أما القسم الثاني :
يتضمن السمات الفنية للقصيدة عند الماحي
وشعر الماحي في ميزان النقد
ثم الخاتمة وأهم نتائج البحث وبعدها ثبت أهم المصادر والمراجع