ملخص كتاب النقد ال
ملخص كتاب النقد الأدبي الحديث
د/ عبير عبد الصادق محمد بدوي
أستاذ الأدب والنقد المشارك بجامعة الأزهر
كلية التربية للبنات بالزلفي – جامعة المجمعة
مفهوم النقد الأدبي
النقد هو تقويم العمل الأدبي من الناحية الفنية، وبيان قيمته الموضوعية، وقيمته التعبيرية والشعورية، وذلك بإظهار ما في العمل الأدبي من جمال، وما وراء العبارات من أسرار وإيحاء ومدى قدرتها على تصوير مشاعر الأديب وعلى نقل هذه الصورة إلى فكر القارئ وشعوره، وأخيراً وضع العمل الأدبي في المكانة الفنية التي يستحقها، والحكم عليه بالجودة أو الرداءة، بالجمال، أو القبح.
وهذا يقتضى ـ لكي يكون النقد موضوعياً الإلمام بالظروف المختلفة المنوعة، التى أسهمت في النص الأدبي المنقود، بالإضافة إلى شخص الأديب، بيئته، ثقافته، وسائر الملابسات التي تأثر بها.
والعمل الأدبي هو موضوع النقد الأدبي، فالحديث عنه هو المقدمة الطبيعية للحديث عن النقد.
والعمل الأدبي فى عبارة موجزة : هو التعبير عن تجربة شعورية تعبيراً موحياً.
تأثر النقد الأدبي الحديث بعلوم الجمال والنفس والاجتماع والتاريخ :
النقد و علم الجمال:
وقد أسهم علم الجمال في توجيه الدراسات النقدية إلى ما يلي :
1ـ استحضار معنى الجمال أمام كل عمل فني، والجمال في الأدب وسائر الفنون يعنى ويقتضى أشياء كثيرة منها :ـ
أ) الأصالة والصدق، والبعد بالعمل الفني عن الزيف والكذب والتصنع.
ب) حرية الأدب والفن وهى حرية غير مطلقة، وإنما يقيدها الأدب والفن بقيوده، وهى قيود في صالح الحرية وصالح الفن في آن.
والحرية التي تمثل الجمال على هذا النحو هي الحرية المقرونة بالأوزان والقوانين، لأن الحرية بدون هذه الأوزان والقوانين تكون هي الفوضى بعينها ؛ فالحر صاحب اختيار وانتقاء ومشيئة، وصاحب غاية،، وليس للفوضوي اختيار وانتقاء ومشيئة، وفى الشعر نجد في قيوده من : وزن وقافية واطراد وانسجام، أموراً تتكافأ مع الطلاقة التي لا حد لها لنفس الشاعر وخياله المنطلق، وبالمثل يبدو جمال المرأة إذا اجتمع لها من الأشكال والألوان والحركات والمعاني ما يقاس كل منها بمقياس الجمال الذي يتمثل في الحرية الموزونة، فالرأس قد يطمح، والجيد يشرئب والصدر يبرز، والخصر يمشق، والساق تدق وتستوي، في حدود مقاييسها، ولا نترك لها ـ مفردة أو مجتمعة ـ حريتها في النمو، فتعطينا مثلاً عجيباً، يتصوره الخيال، ولا يتصوره الجمال.
ت) الانسجام والتناسب والتناسق والاتزان، وبعبارة أشمل حسن التقويم، سواء أكان من إبداع الله المبدع الأعظم، أم مصنوعاً على غراره. والحياة مليئة بالجمال، نشاهده ونلمسه ونحسه وندركه في أنواع الأحياء، وأشكالها، وألوانها، وألحانها، وأعمالها، وأفكارها، ومشاعرها.
ث) النشوة : وهى غبطة ترتبط بالروح، ولها صلة بالأخلاق، وقد تؤدى إلى السعادة، وهى غير الشهوة التي ترتبط بالجسد، ولا تؤدى إلا إلى خفة الطرب، والهذيان الحركي.
2ـ محاولة التفرقة بين الفن وظله، أو بين الإبداع والصناعة فالصناعة في رأى كثير ـ عدو للفن ـ ؛ لأنها تبدد بهاء المناظر الطبيعية، وأنها تهدم الأسلوب حين تستبدل به العمل المتتابع.
3ـ أسهم علم الجمال في تغذية الذوق السليم وتنميته وتكوينه، فقواعد علم الجمال ـ على كثرتها واستبهامها وعدم استقرارها ـ معارف قد يفيد منها الناقد، في تربية ذوقه وصقله، وللذوق الكلمة الأولى والأخيرة في إدراك الجمال وتقديره مهما تشعبت مقاييسه ومعاييره.
وينبني على هذا أن الناس لا يدركون ولا يقدرونه بأسلوب واحد، أو بدرجة واحدة، لتفاوت أمزحتهم بصفة عامة، ولاختلاف المزاج الوقتي لكل منهم على حسب حالاته الواقع هو منها، فإدراك الجمال وتقديره إذن يمسان الطباع الفردية ويرتبطان بها، وفى هذا تفسير اختلاف الناس في اعتبار شئ ما جميلاً وقبيحاً، واختلاف من يرونه جميلاً في مدى جماله ومقداره، وتغير نظرة الفرد الواحد ـ في حالتي حداثته واكتمال سنه ـ إلى شئ بعينه، وكذلك تتفاوت الشعوب في اعتبار موازين الجمال ومعاييره.
* النقد وعلم النفس :
علم النفس من العلوم التي تساعد الناقد على التعرف على شخصية الأديب وسماته الخلقية والفكرية، وربطهم بأعمال الأدبية. كما أن علم النفس أسهم في توجيه الدراسات النقدية إلى عدة مسائل هامة منها :
1ـ استغلال مقياس " الاستقصاء النفسي " لأديب بعينه أو عدة أدباء بأعيانهم، لتوضيح العلاقة بين الحالة الذهنية للأديب – أو الأدباء – وخصائص النتائج مع كل.
2- التعرف على شخصية الأديب، وتحديد إطارها، على ضوء دراسة المواقف النفسية التي يراها الناقد في اعترافات الأديب، ورسائله، وانعكاسات الأحداث الخارجية على نفسه، إيجاباً أو سلباً، وعلى ضوء معرفة الشخصية على هذا النحو، يربط الناقد بآثارها الأدبية.
3- البحث في عملية الإبداع والخلق، وكيف تتم، وما تشف عنه من مقدار حيوية الشعور، ومدى وضوح الرؤية، ومعايير الاتزان النفسي الفردي أو الجماعي، وما قد يكون وراء هذا كله من فروق، يمكن استغلالها في تمييز بعض الأعمال الأدبية من بعض.
4- استعار النقد من التحليل النفسي الفروض الأساسية عن عمل العقل الباطن " اللاشعور "، وطريقة تعبيره بالتداعي عن رغباته الكامنة، والفائدة من النتائج هذا التحليل تكون أوضح فيما تلقيه من أضواء على العمل الأدبي في استكشاف أبعاد التجربة، وتفسير الدلالات الكامنة في العمل الأدبي، شريطة أن يكون الناقد الذي يستخدم هذه النتائج ملماً بها إلماماً تاماً.
5- ولا ننسى أن الميزان النفسي وسيلة هامة للتعرف على المثل العليا في الحياة وهى الحق والخير والجمال.
فالجمال هو المثل الأعلى للوجدان، والحق هو المثل الأعلى للفكر، والخير هو المثل الأعلى للإرادة، وكل من الوجدان والفكر والإرادة مظاهر للشعور الذي يتذوق الجميل، ويتعرف على الحق ويتحسس الخير -النقد وعلم الاجتماع :
لعلم الاجتماع أهمية كبرى لا تقل عن علم الجمال وعلم النفس في توجيه الأعمال الأدبية فهو يتناول النظم الاجتماعية والأجواء والأنشطة الحضارية وسائر الأوضاع السياسية والأخلاقية والدينية، وكلها ظروف تحيط بالأديب وتؤثر على نتاجه الأدبي شكلاً وموضوعاً، كما أن النظام الثقافي في عصر ما يستطيع الأديب بطابع خاص فالطبقة الأرستقراطية تميل لأدب البرج العاجي واصطناع " نظرية الفن للفن "، والبرجوازية ترفع الأعمال التي ترسم عادات المجتمع، والديمقراطية إلى أدب الانتقاد، أما في عصور الأزمات والمحن فيطفو الأدب الرمزي، وتتجلى روح الصوفية في الأعمال الأدبية 0
* النقد وعلم التاريخ :
لا مفر للناقد من التعرف على التاريخ الفني للأعمال الأدبية والفنية فكل عمل أدبي ظاهرة تاريخية، وثمرة فترة زمنية معينة، وحضارة، ومعرفتنا للعصر الأدبي الذي ولا فيه العمل الأدبي، والثقافة التي انتشرت والمذهب الأدبي الذي ساد، جميعها وسائل إنارة وتوضيح لماهيات العمل الأدبي، فإذا أردنا أن نحكم على عصر من العصور حكماً صحيحاً واقعياً لا تشوبه شائبة فلابد أن نتعرف على هذا العصر عن قرب، فقد يرنا الأدب العصر الجاهلي، أو الأموي، أو العباسي، أو الكلاسيكي أو الرومانسي..... الخ لن يكون صحيحاً إلا إذا رجعناها إلى معرفة تاريخ هذا العصر بمذاهبه، وثقافته، وحضارته، أما إذا حكمنا على هذا الأدب بمقاييس عصرنا الحاضر، فقد يشوب هذا الحكم التعسف والظلم.
هذا بالإضافة إلى أن معرفة التاريخ تساعد على تحقيق النصوص الأدبية والفنية.
مناهج النقد الأدبي:
سبق أن النقد يتصل بكثير من العلوم الفلسفية والفنون الثقافية، إذ هي تفيد النقد وتعينه على تفسير النص الأدبي وتحليله وتقويمه، وأن أشد هذه العلوم والفنون اتصالاً به هي علوم الجمال وعلوم النفس، والاجتماع والتاريخ واللغة ومن هنا تنوعت مناهجه ومذاهبه، ولكل منها اتجاهه ومكانه من الدراسات النقدية.
وهذه المناهج هي :
1- المنهج الفني.
2- المنهج التاريخي.
3- المنهج النفسي.
4- ومن مجموع هذه المناهج قد ينشأ لنا منهج أدبي كامل للنقد الأدبي يسمى المنهج الكامل.
المذاهب الحديثة للنقد في أوربا
الكلاسيكية: Lecol eclassique
الرومانتيكية Le cole romontique
بدايات المذهب الرومانتيكى
طبيعة المذهب:
أصول ومبادئ المذهب الرومانسى
الجديد في المسرحية الرومانتيكية
البر
ناسية " المذهب
البرناسى "
الرمزية " المذهب الرمزي "
ـ التأثرية " المذهب التأثرى "
الواقعية " المذهب الواقعي " ويتفرع إلي :
أولاً : الواقعية الاجتماعية
ثانياً : الواقعية الفلسفية أو التجريبية :
السيريالية
" ما وراء الطبيعة
نظرية
الفــن للفــن
في النصف الأخير من القرن التاسع عشر ظهرت في أوروبا وفى فرنسا على وجه الخصوص دعوة إلى الاهتمام بالصورة والشكل ، وعدم الاهتمام بالمضمون والمحتوى ، دعت إلى تخليص الفن من القيود ، وتحريره ن الاستغلال الجماعي والفردي ، لينطلق حراً في مجال الطبيعة يصور ما بها من جمال ، فالجمال وحده هو الغاية التي لا تشترك معها غاية لكل عمل فني جيد . وبما يثيره في نفس المتلقي من سعادة ونشوة وإمتاع ، فإذا حقق الفن هذه الغاية فلا عليه بعد ذلك أن يكون له مضمون يخدم المجتمع . والذوق عند أصحاب هذا المذهب هو الحكم الفاصل وحده ولا شئت سواه .
الاتـجـــــاه المحافـــــظ " مدرســـــة المحافظـــــين "
المدرســة الاتباعية " الكلاسيكيــة "
" حركة إحياء التراث "
ظهر هذا الاتجاه في بداية النهضة الأدبية الحديثة وسبق كل الاتجاهات اللاحقة ، وتعتبر المدرسة المحافظة هي الأساس الذي اعتمدت عليه سائر المدارس الأخرى .
ومن أهم الأسباب التي ساعدت على ظهور هذا الاتجاه :
أولاً : الوعي الناضج لدى بعض المثقفين ، الأمر الذي حمل على الالتفات إلى مجد الماضي وتراث الأمس ، للاتكاء عليه ومواجهة تحدى الحضارة الغربية به .
ثانياً : النضال الذي شهدته الفترة التي نسوق عنها الحديث وخاصة عند جمهرة المثقفين الذين يؤمنون بفكرة الجامعة الإسلامية ويرتبطون تبعاً لها بالتراث الإسلامي العربي من أمثال الشيخ محمد عبده والشيخ على يوسف ، وإبراهيم محمد المويلحي والمنفلوطي ومن هنا كان شغف جمهرة من كبار الشعراء بهذا الاتجاه الداعي إلى إحياء التراث من خلال حذو الشعر العربي القديم في صورته البيانية الجيدة ، التي خلفتها عصور الازدهار في المشرق والأندلس . وكان ذلك متفقاً تماما مع روح الفترة ، تلك الروح الناضجة الواعية النافرة من الأنماط التقليدية والكارهة للمحسنات البديعية المتكلفة والألاعيب اللغوية ، الباحثة عن أمجاد الماضي العربي المشرق ، لتتكئ عليها الأمة في كفاحها ، ولتجمع بها شملها ، وتقوى عزيمتها وتواجه بذلك كله مزاعم من ينكرون أصالتها وقوتها ويريدون أن يسلبوا
كل مقدارتها .
وكان في طليعة هذه الطائفة من الشعراء : البارودي فهو رائد هذه المدرسة ، وزعيم المجددين في الشعر العربي المعاصر ، وسار على نهجه تلامذته ومريدوه منهم ، إسماعيل صبري ، أحمد شوقي ، حفني ناصف ، ولى الدين يكن ، حافظ إبراهيم ، أحمد محرم ، الرصافى ، الزهاوى ، الكاظمى ، فؤاد الخطيب ، شكيب ارسلان .
وقد التزم جميعهم باتجاه البارودي في شعره في شتى نواحيه من لفظ ، ومعنى ، وصورة ، وأسلوب ، وخيال ، وغرض .
وزاد بعض المتأخرين تجديداً في مدرسة البارودي فأضافوا إلى المعنى والصور والأخيلة والأغراض .
ومنهم الجارم ، والأسمر ، وعلى محمود طه ، وعزيز أباظه ، ومحمود غنيم ، وعلى الجندي ، ومحمد عبد الغنى حسن ، وغيرهم .
المدرســــة الرومانسـية
" الابتداعيــة "
ولدت الرومانسية في الأدب العربي على يد خليل مطران
( 1872م – 1949م ) فقد دعا إلى ظهور شخصية الشاعر من خلال شعره ، كما دعا إلى البعد عن المحسنات المتكلفة والزخرف في القول ، ثم نادي بالوحدة العضوية في القصيدة ، واتهم الشعر الكلاسيكي بأنه خال من الوحدة ، مجرد من العاطفة الصادقة مع الابتكار في الموضوعات ، وتحليق الخيال ، والتغني بذات الشاعر ومشاعره
تتابعت الدعوات لتجديد الشعر الحديث في ظل المدرسة الرومانسية ، حيث ظهرت ثلاث مدارس فى ظلها تعزز هذا الاتجاه التجديدي وهى :
مدرسة المهجر
مدرسة أبولو |
مدرسة الديوان
|
ثانيـاً
قضايا النقد الأدبي
الأسـس الفنيـة لنقـد الشـعر
أولاً: قضية الشكل والمضمون
" اللفظ والمعنى "
أثار النقد العربي القضية النقدية التي تسمى اليوم " قضية الشكل والمضمون " تحت اسم " اللفظ والمعنى " وبادئ ذي بدء لابد أن نوضح أن المقصود باللفظ في هذه القضية ليس دائماً هو اللفظ المفرد، وإنما المقصود به حال تركيبة في جملة، ومعناه على هذه الصورة المركبة وقد ثارت بين النقدة العرب قديما معركة، فمنهم من كان ينتصر للفظ، ومنهم من كان ينتصر للمعنى، ومنهم من ساوى بين اللفظ والمعنى، وأخيراً منهم من نظر إلى الألفاظ من جهة دلالتها على معانيها في نظم الكلام.
ونستجلى بعض أقوال النقاد العرب منذ عهد الجاحظ الذي أثار القضية ونلقى الضوء على تطورها عندهم وآرائهم فيها، حتى نؤكد أن قضية اللفظ والمعنى قضية نقدية عربية، وليست بحال قضية نقدية يونانية طبق عليها أدبهم.
§ الجاحظ (160 – 255 هـ)
§ ابن قتيبـة : ( 276 هـ )
§ قدامة بن جعفر ( 275 ـ 337 هـ )
§ ابن طباطبا ( 322 هـ )
§ القاضي عبد العزيز الجرجاني ( 290 ـ 366هـ)
§ الآمـــــدى ( 371 هـ )
§ أبو هلال العسكرى ( 395 هـ )
§ ـ المرزوقــــى ( 421 هـ )
( نظرية النظم عند عبد القاهر )
نقض عبد القاهر في كتابه " دلائل الإعجاز " النظريتين وانتهى إلى أن جمال الكلام ليس مناطه اللفظ والمعنى ، وإنما هو فى نظم الكلام ، أي الأسلوب .
ويعتبر عبد القاهر الجرجاني أول من قرر هذه النظرية فى تاريخ النقد العربي ، ويصح أن نسميها " نظرية النظم "
وخلاصتها :
أن ترتيب المعاني في الذهن هو الذي يقتضى ترتيب الألفاظ في العبارة ، وأن اللفظ لا مزية لـه في ذاته وإنما مزيته في تناسق معناه مع معنى اللفظ الذي يجاوره في النظم ـ أي تنسيق الكلمات والمعاني بحيث يبدى النظم جمال الألفاظ والمعاني مجتمعة ـ وأن الجمال الفني رهين بحسن النسق أو حسن النظم ، كما أنه لا اللفظ منفرداً موضع حكم أدبي ، ولا المعنى قبل أن يعبر عنه في لفظ ، وإنما هما باجتماعهما في نظم يكونان موضع استحسان أو استهجان.
ثانياً: قضيـة الإلهام الفني
الطبـع والصنعـة
من القضايا النقدية التي طال الحديث عنها قديما وحديثاً ففي عهد سيطرة الأساطير كانت هناك اعتقادات تذهب إلى أن الموهبة الشعرية تمنحها قوة خارجية ، تلهم الشاعر أو توحي لـه بما يقول . فذكر اليونان أن هناك تسع
" ربات " أو ـ تزيد ـ وظيفتهن التسلط على الشعراء ، والاستحواذ عليهم ، وقلما كان شاعر يبدأ قصيدته دون استدعاء لربة الشعر فأول بيت فى إلياذة هوميروس يقول :
" تغَّنْى أيتها الربة غضب أخيل "
ثالثاً: التجربـــة الشعريـــة
التجربة الشعرية من التعبيرات المستحدثة في مصطلحات النقد الأدبي الحديث ، ولم يرد في النقد العربي القديم هذا المصطلح ، وإن كان مضمونه كما يفهم منه حديثاً لم يغب عن نقادنا العرب قديماً .
كما ورد هذا اللفظ في حديث ابن طباطبا عن أشعار العرب وما أودع فيها من معان شعرية ، فقال : " واعلم أن العرب أودعت أشعارها من الأوصاف والتشبيهات والحكم ما أحاطت به معرفتها ، وأدركه عيانها ، ومرت به تجاربها . "
فالحكم التي وردت في أشعار العرب هي ناتج التجربة التي مرت بها ، أما الأوصاف والتشبيهات فهي ما أحاطت به معرفتها وأدركه عيانها .
هذا عن اللفظ ، أما عن معنى التجربة الشعرية فإن مدلولها في النقد الحديث عبارة عن " الصورة الكاملة النفسية أو الكونية التي يصورها الشاعر حين يفكر في أمر من الأمور تفكيراً ينم عن عميق شعوره وإحساسه . وفيها يرجع الشاعر إلى اقتناع ذاتي ، وإخلاص فني ، لا إلى مجرد مهارته في صياغة القول ليعبث بالحقائق أو يجارى شعور الآخرين لينال رضاهم ..
رابعاً: الوحدة العضوية في الشعر
ـ معنى الوحدة :
تعنى وحدة الشئ ـ في الأصل ـ انفراده ، واختصاصه بمزية لا توجد في غيره ، فهو واحد ، ووحيد ، ووحد ، وأحد ، وقد وحده ووحده ( مخففاً ومشدداً ) : جعله واحداً ، وفلان نسيج وحده ، وواحد دهره ، أي لا نظير لـه ، وتوحد واستوحد : انفرد . وتوحد برأيه : تفرد به . وتوحيد الله : الإيمان به واحداً أحداً متوحداً بالربوبية . واتحد الرجلان في الرأي : صار بينهما اتحاد فيه ، أي أنهما التقيا على رأى واحد .
ويراد بالوحدة في الشعر : اندماج عناصر القصيد ، واتحاد أجزائه ؛ بحيث يبدو القصيد كلا مجمعاً لا أجزاء مبدد ة ، فكأنه واحد ، وكأنه فيه وحدة . فالتجمع المنشود في القصيد يسمى وحدة ؛ لأنه سبيل إلى هذه الوحـدة . والمثل من الهيكل البشرى ؛ فهو كل ـ واحد ـ بما يجمع من أطرافه وأعضائه المركب هو منها ، وقد يكون لكل طرف أو عضو وظيفة ذاتية ، ولكنها وظيفة في خدمة الكل ـ الواحد ـ ولا يستطيع أن يستقل بها . وكذلك يمكن أن يتصور الهيكل الشعري ؛ هو كل ـ وواحد ـ بعناصره وأجزائه الداخلة في تركيبه ، وتتفاعل هذه العناصر والأجزاء في سبيل تكوين الهيكل ، واستوائه ( ) ووحدته .
فالوحدة ركن جوهري وأساسي في كل الأعمال الفنية ، وسائر الأعمال الأدبية ، وهى في الأعمال الأدبية تمثل عنصر من عناصر التجربة . ونقصد بها في القصيدة وحدة الموضوع ، ووحدة المشاعر التي يثيرها الموضوع
ـ الوحـدة عنـد الإغريق
ـ الوحـــدة عنـد العـرب
- الوحدة العضوية عند الكلاسيكيين والرومانسيين والرمزيين
- الوحدة العضوية عند مدرسة البعث وعند مدرسة التجديد
خامساً: الصـــورة الشعريــة
الصورة الشعرية أداة فنية يستخدمها الشاعر ، لنقل المعنى الذي اختمر في فكره ، والإحساس الذي فاض به وجدانه من خلال عرضه لمشهد من الواقع والخيال ، وتزداد أهمية الصورة ، ويعظم دورها في العمل الفني كلما ارتبطت بالتجربة الشعورية ، وتناغمت مع أجوائها ، وكانت أداة لتنميتها ، والكشف عن مكنونها ؛ لأن الطاقة الشعورية المنبعثة من التجربة لا تستطيع الألفاظ ـ وحدها ـ أن تعبر عنها ، فتأتى الصور والظلال ، لتستنفذ فائض الطاقة ، من الحس والخيال والتي لم يستوعبها التعبير اللفظي المجرد ( ) .
بمعنى أن الأدب لا يقبل تصوير الحقائق والأفكار مجردة ، ولا عرضها بالصورة التي هي عليها في الواقع ، بل لابد أن يكون تصويرها من خلال المشاعر والانفعال ، لتمنحها الحرارة والقوة وتجلوها في صورة أروع من حقيقتها وواقعها . إذ الوجدان والمشاعر لا ترى الأمور بالعين المجردة ، حتى تراها كما هي ، وإنما تراها بعين الخيال المحلق ، وهى عين سحرية بعيدة الرؤية ، ترى الحقيقة الواحدة في ألوان شتى ، وأبعاد كثيرة ،
وأحجام مختلفة .
ومن هذا التحديد الموجز لمعنى الصورة الأدبية يتبين أنها قائمة على أساسين هامين :
أولاً : المعاني والأفكار والمشاعر ، كمادة للصورة أو مضمون .
الثاني : العبارة المصورة لهذه المعاني والمشاعر ، كشكل لها أو صورة .
وبذلك يتسع إطار الصورة الأدبية ، فيشمل المضمون والشكل معاً في مزاج واحد.
أنواع الصورة :
صورة كلية |
صورة جزئية |
الأسس الفنية لنقـد القصـة
ليست القصة جديدة على أدبنا العربي كل الجدة ، ففي الأدب العربي ، قصص كثير . نذكر منها :
ـ أخبار ملوك اليمن ـ لعبيد بن شريد الجرهمى
ـ التيجان في ملوك حمير ـ لوهب بن منبه ( 114 هـ )
وهو مطبوع في حيدر آباد ، وينسب لابن هشام .
ـ ألف ليلة وليلة ـ وترجع إلى أصل فارسي يسمى " هزار افسانه " ، ونقلت إلى العربية في أواخر القرن الثاني الهجري . وهى مدونة في عصور مختلفة ، ومن المقطوع به أن الكتاب كان معروفاً بين المسلمين قبل منتصف القرن العاشر الميلادي ، وفى الكتاب قصص شعبية متأثرة بآداب شتى ، وهى زاخرة بالخيال والمخاطرات وعالم السحر والعجائب ، والرابطة بين حوادثها مصطنعة ، تمتد ـ عن طريق التساؤل ـ في الزمن الذي يحل فيه القاص حكايته متتابعة كما يشاء . وقد كان لهذه القصص تأثير عظيم في الآداب الأوروبية منذ عرفتها في القرن الثامن عشر الميلادي .
نشأة القصة الحديثة في الأدب العربي
نشأة القصة الحديثة في الآداب الأوروبية
أنـــواع القصـــة :
1- الرواية : ( Romance)
2- القصـــة : ( Novel )
3- القصة القصيرة : ( Short story )
4- الأقصوصـــة : ( Short Short story )
ـ عناصر البناء الفني للقصة ـ
تتألف القصة بصفة عامة من عناصر فنية ، تلتزم في معظمها وهى :
أمثلــة تطبيقيــة
· قصة " سلوى في مهب الريح " للكاتب محمود تيمور .
· الأسـس الفنيـة لنقــد المسرحية0
· تعريف المسرحية :
المسرحية هي التعبير عن صورة من صور الحياة تعبيرا واضحا بواسطة ممثلين يؤدون أدوارهم أمام جمهور محتشد بحيث يكون هذا التمثيل مثيراً ، أو هي قطعة من الحياة ينقلها إلينا الأديب لنراها ممثلة على المسرح فهي فن أدبي قوامه الحركة المنظورة والكلمة المسموعة في زمان محدود وجمهور مشاهد .
وهى بذلك تخضع لقيود تحد من حريتها ، وتضيق من مجالها ، وتجعل لها سمتا آخر غير سمت القصة ذات الحريات الواسعة .
· نشأة المسرحية في الآداب الأوربيـة .
· نشأة المسرحية في الأدب العربي.
· ـ البناء الفني للمسرحية :
· يقوم البناء الفني للمسرحية على جملة اعتبارات منها :
أمثلة تطبيقية
مسرحية " شهر زاد " لتوفيق الحكيم.