ملخص كتاب من روائع
ملخص كتاب من روائع الأدب الأندلسي
د/ عبير عبد الصادق محمد بدوي
أستاذ الأدب والنقد المشارك بجامعة الأزهر
كلية التربية للبنات بالزلفي – جامعة المجمعة
ذلك الفردوس المفقود، الذي سيظل عنوانا للحضارة الإسلامية على مر التاريخ الإسلامي.. فما قصة الإسلام في الأندلس؟ وما تاريخ المسلمين في الأندلس؟ وما أسباب سقوط الأندلس؟ وما أبرز معارك المسلمين في الأندلس؟ وغير ذلك الكثير مما يتعلق بقصة الأندلس من البداية إلى السقوط 0
أشهر مدن الأندلس
الفصل الأول
لأندلس جغرافيتها وتاريخها
مقدمة في الأحوال السياسية والاقتصادية والاجتماعية في إسبانيا قبيل الفتح العربي
· معني كلمة الأندلس
· الفتح في المغرب
· الفتح الإسلامي لبلاد الأندلس
· عصر الولاة
· 95هـ -714م – 138هـ - 756م
· معركة بلاط الشهداء في فرنسا
· الدولة الأموية
من سنة 138هـ وحتى سنة 300هـ
عبد الرحمن الثالث
300هـ - 912م – 350هـ - 961م
· الحاجب المنصور – استبداد العامريين
ثبت بأسماء الأمراء
· ملوك الطوائف
· دولة المرابطين (الملثمين)
· دولة الموحدين
· دولة بني الأحمر
تتسم هذه العصور بسمات خاصة :
فالدور الأموي الذي يشمل عهد الولاة وعهد الإمارة وعهد الخلافة كان دور السيادة العربية. فيه نزح إلى الجزيرة الإسبانية أكثر من جاء إليها من العرب ولاسيما أهل الشام وتفرقوا في المدن الأندلسية. وقد نشط العمران في هذا الدور وتوضّحت في آخره أسس النهضة الأدبية والغنائية.
أما عصر ملوك الطوائف فقد تميز بازدهار الحركة الأدبية وكثرة الشعراء والشاعرات وشاع فن الموشح بعد أن ظهرت طلائعه في مطلع هذا العصر.
واتسم عصر المرابطين بالتعصب الديني وبتسلط البرابرة وضعف الحركة الأدبية وظهور الزجل، هذا الشعر العامي الشعبي الذي لاقى رواجاً كبيراً في هذا العهد وكاد ينافس الشعر التقليدي.
أما عصر الموحدين فقد تميز بالحماسة الدينية، ولكنها لم تقيد الفلاسفة فنمت الحركة الفلسفية نمواً دعا إليه التأمل الديني من ناحية والتفكير الفلسفي الحر من ناحية أخرى.
أما عصر بني الأحمر والجلاء فقد عُرف بحياة الرخاء وحياة القلق، رخاء داخلي وقلق يبثه في النفوس عدو متربص شعر بضعف الفاتحين واستسلامهم فأخذ ينزل بهم النكبة تلو النكبة، وفي هذه الغمرة أخذت النفوس الحساسة تنشر شعر الأنين حيناً وتجأر بشعر الاستنجاد والصريخ حيناً آخر. وقد نضجت في هذا العصر تلك الفنون الأدبية التي استحدثت في الأندلس من موشحات وأزجال وساعدت أوزانها وتقاسيمها على أن تجد في اللحن والغناء طريق ذيوعها وانتشارها بين الناس بعد أن وجد لها الغناء نفسه طريق نشأتها وسبيل بزوغها.
وقد شهد هذا العصر أعظم محنة نزلت بالعرب على أيدي ملوك الفرنجة وزعمائهم الدينيين، وتجلت في ألوان من الاضطهاد الديني والقسوة والتعذيب الذي لم ينته إلا بعد أن تم الجلاء الأخير، وكانت دواوين التفتيش التي أنشأها الإفرنج لمحو كل أثر للإسلام والعرب، لطخه عارٍ في تاريخ المدنية. وقد أحرقت تحت تأثير هذه الحملة التعصبية الكتب العربية الكثيرة وأبيدت روائع الفكر الإسلامي وأتلفت آثار العبقريات، ولولا أن هذه العبقريات العربية كانت أقوى من يد الإنسان الغاشم لما كنت ترى اليوم ما يشهد على ما أشاده الفكر العربي في بلاد الأندلس من مجد وما مدّ به الحضارة الأوربية والإنسانية من روح أصيل.
وقد شهدت بلاد الأندلس طوال هذه العصور مختلف المعارك وضروب المحن واللهو والاضطهاد والتساهل وجرى فيها كثير من الاختلاط بين الأجناس والأقوام .
فالعرب الذين تحدّروا إلى الأندلس، جاءوها بطوائفهم الكثيرة وقبائلهم المختلفة ومواليهم الذين ينتمون إلى شتى الجنسيات في الشرق، والبربر إنما نزلوا بها مع الفاتحين، وامتزجوا جميعاً بسكان الجزيرة الأندلسية وما يجاورها من قوط وأسبان وصقالبة وغيرهم من شعوب الفرنجة، ونشأ من هذا الاختلاط أجيال جديدة مولَّدة ( ).
وسنرى تفصيل هذه العناصر التي كوّنت شخصية الأندلسي.
الفصل الثاني
ملامح الحياة الاجتماعية والسياسية والفكرية
ملامح الحياة الاجتماعية
أثر الأدب الأندلسي في آداب الغرب
الثقافة والعلوم في الأندلس
- إدارة المجتمع
الأندلسي
الفصل الثالث
الأدب الأندلسي
العوامل المؤثرة في النهضة الأدبية الأندلسية :-
أولاً : عناية ملول الأندلس بالأدب :-
كان الملوك في الأندلس أدباء وشعراء يتذوقون الأدب، ويقرضون الشعر، والأديب أعرف بقيمة الأديب، والشاعر آنس بالشاعر، فكانوا لهذا يتنافسون في تعهد الأدباء وإثابة الشعراء، ويبالغون في إكرامهم، وإجزال العطاء لهم، وكان عبد الرحمن الداخل شاعراً، وكان ابنه هشام أديباً، وكان المستنصر عالماً وأديباُ، وكذلك كان بقية الخلفاء والوزراء والملوك : كابن أبي عامر، وملوك بني الأفطس، والمعتضد ، وابن جهور، وغيرهم.
ثانياً : مجالس الأدب في الأندلس :-
كانت مجالس الأدب في الأندلس من أكبر مسارح الأفكار، وأفخم مظاهر الجمال، وأظهر مظاهر الحياة العقلية والاجتماعية، كانت تحفل بأنواع الأدب، وألوان الطرب و أفانين اللهو والسمر، وكان الشعر فيها نشوة الشارب، وغناء الراقص، ولغة الكؤوس، وأدب النفوس0
ثالثاً ذكاء الأندلسيين وقوة حافظتهم :-
كان ذكاء الأندلسيين مما يجعلهم نابغين في الأدب، ملهمين في الشعر والنثر ومن مثل ذكائهم وجودة قرائحهم وبصرهم ببلاغة الكلام
العوامل المؤثرة في نشأة الشعر الأندلسي:
وحين أخذ الشعر الأندلسي في التكوّن كانت هناك عوامل كثيرة تسعف على تكوّنه على ذلك النحو، وفي طبيعة التفاعل الثقافي المستمر بين المشرق والأندلسي ما يفسر كثيراً من مظاهر ذلك الشعر، وفي حاجة البيئة نفسها عامل آخر، ومن هذه العوامل
أولاً : جهود طبقة المؤدبين وأثرها في نشأة الشعر والمقاييس النقدية :-
كان القائم بأمر الشعر وتقريبه إلى دراسي الأدب طبقة من المؤدبين، ارتحل أكثرهم إلى المشرق، واغترف مما فيه من علم وأدب وعاد يدرّس في جامع قرطبة فإلى هؤلاء وإلى المهاجرين من طلاب الحاجات، وإلى تشجيع الحاكمين يؤمئذ، يعزي الفضل في إدخال ضروب الثقافة المشرقية بلاد الأندلس، من حديث وفقه ولغة وشعر وسير، وكان من أوائل الكتب اللغوية التي هاجرت بصحبتهم كتب الأصمعي والكسائي والفراء والرياشي وأبي حاتم وابن الأعرابي..... الخ .
ثانياً: النهضة الثقافية وأثرها في الشعر الأندلسي
الشعر الأندلسي وأهم أغراضه :-
هناك أسباب كثيرة دعت إلى نهضة الشعر الأندلس منها :
1-طبيعة بلاد الأندلس وما فيها من المناظر المختلفة والأمطار المتصلة والأرواح الظليلة والأنهار الجارية، والسهول الخصبة، والجبال المكسوة والمروج الموشاة بألوان الزهر، والقصور الشاهقة، والرياض الغناء، والغواني الحسان، كل ذلك أكسب الوجدان لطفاً، والمعاني دقة والألفاظ جمالاً وروعة.
2-عناية الملوك الأمراء بقرض الشعر حملت الشعب جميعه على الإقبال عليه، حتى أصبح قول الشعر زينه لكل أديب، وجمالاً لكل عالم، أولع به الفقهاء والنحاة والفلاسفة، والرياضيون، والأطباء، والمؤرخون، كما أولع به كثير من النساء حتى نبغن فيه، وبارين الرجال وقلن الجيد الممتع فيه.
كقول حمدونة الأندلسية تصف وادياً :-
وقانا
لفحة الرمضاء واد |
|
سقاه
مضاعف الغيث العميم |
حللنا
دوحة فحنا علينا |
|
حنو
المرضعات على العظيم |
3-كثرة جمهرة العرب في الأندلس، وتمكن السلطان في أيديهم وشدة محافظتهم على تقويم لسانهم.
!!!
أغراض الشعر الأندلسي :-
نظم شعراء الأندلس الشعر في مختلف الأغراض، فنظموا في كل ما نظم فيه شعراء المشرق : من مدح وهجاء وفخر وحماسة وتهنئة ورثاء ووصف وغزل وخمر وندمان ونساء وغلمان وعبث ومجون، وزهد وتصوف، غير أنهم فارقوا المشارقة في بعض أغراضه ونقصوا عنهم في أغراض أخرى، لأسباب اقتضتها طبيعة إقليمهم ونظام معيشتهم، وطريقة تثقيفهم.
ومن الأغراض التي فاقوا فيها المشارقة : الوصف، ولاسيما وصف مناظر الطبيعة وجمال الكون، فوصفوا الرياض والبساتين والأشجار والثمار والأزهار والطيور ووصفوا السحاب والرعد والبرق وقوس قزح والبرك والأنهار والبحار، وتوسعوا في ذلك حتى أحلوه محل النسيب في صدور القصائد، ووصفوا أساطيل البحر لكثرة اتخاذها لحرب العدو، وسير الجيوش ونشوب المعارك، والقصور والتماثيل، والفورات ومجالس اللهو وآلاته والطرب والسمر.
* ومن الأغراض الجديدة التي نظموا فيها :
رثاء
الممالك الزائلة.
الاستغاثة
والاستنجاد بالنبي r وكبار الصالحين وترغيب ملوك الإسلام في إنقاذ البلاد. وقد كثر ذلك
في القرنين الثامن والتاسع حين توالت عليها غارات الأسبان.
نظم
العلوم والفنون، وذلك لشدة عنايتهم بالعلوم.
* ومن الأغراض التي قصر فيها الأندلسيون عن المشارقة ولم يجاورهم فيها:
الشعر
المشتمل على الحكم التي تسير مسير الأمثال.
الشعر
المتضمن الآراء الفلسفية من نقد الشرائع ونظام الحكم وأخلاق الناس.
أولاً : وصف الطبيعة :
من الموضوعات الكبرى التي سيطرت على الشعر في الأندلس فقد منح الله الأندلس طبيعة فاتنة فكانت أغنى بقاع المسلمين منظراً وأوفرها جمالاً، وقد أفاض المقري في وصف طبيعتها الفتانة وجناتها البهيجة وانتهى إلى أن « محاسن الأندلس لا تستوفى بعبارة، ومجاري فضلها لا يشق غباره ».
الخصائص التي امتاز بها شعر الطبيعة في الأندلس :
1-شعر يمثل تعلق الشعراء الأندلسيين ببيئتهم وتفضيلها على غيرها من البيئات، وخاصة ابن خفاجة، وابن زيدون وابن حمد يس وغيرهم من الشعراء
2-شعر يصف طبيعة الأندلس الطبيعية والصناعية، فشعراء الطبيعة يصفونها كما أبدعها الله في الحقول والرياض والأنهار والجبال والسماء والنجوم، ويصفونها كما صورها الفن مجلوة في القصور والمساجد والبرك والأحواض فيكمل تذوقهم لجمال الطبيعة وتتضح ألوانها وأشكالها أمام نواظرهم فيزدادون لها حباً وتعلقاً.
3-شعر يصف الأقاليم المختلفة لبلاد الأندلس، فكان لبعض الأقاليم شعراؤها الذين اهتموا بوصف ديارهم فابن زيدون يتغنى بقرطبة وزهرائها، وابن سفر المريني يصف إشبيلية، وأبو الحسن بن نزار متعلق بوادي أشات فيصوره تصويراً ينم عن براعة بها يترك في النفس من طراوة الندى والظل والشجر فيقول:-
وادي الأشاتِ يهيجُ وَجْديِ كلما |
|
أذكرت
ما أفضتْ بك النعماءُ
|
لله
ظِلك والهجيرُ مسلَّط
|
|
قد
بَرَّدَتْ لَفَحاتهِ الأنداء
|
والشمسُ
ترغبُ أن تفوزَ بِلحظةٍ
|
|
منه
فَتَطرف طَرْفَها الأفياء
|
والنهرُ
يبسم بالحَبَابِ كأنه
|
|
سَلخٌ
نَضَتْه حيةٌ رقطاء
|
فلذاك
تحذرُهُ العيوَنُ فميلُها
|
|
أبداً
على جنباتِهِ إِيماءُ
|
4-وصف الطبيعة عندهم يبعث على جو الطرب والبهجة والسرور وأكثر شعرهم في الطبيعة وصف لمتنزهاتهم ومجالس أنسهم ولهوهم في أحضانها.
5-وصف الطبيعة عندهم متصل بالغزل والخمر، وهو طريق إليهما، ولذا رأينا شعراء الأندلس لا يذكرون الطبيعة إلا في رحاب الحب بل لا يذكرون الحب إلا في رحاب الطبيعة، وهم بذلك يمنحون غزلهم لوناً بهيجاً من الجمال تقدمه الطبيعة التي تضم خلواتهم وتفسح لهم مجال اللهو و الشراب.
6-المرأة صورة من محاسن الطبيعة، والطبيعة تجد في المرأة ظلها وجمالها، ولذا كانت الحبيبة روضاً وجنة وشمساً، وقد قال المقري عن شعراء الأندلس.
«إنهم إذا تغزلوا صاغوا من الورد خدوداً ومن النرجس عيوناً ومن الآس أصداغاً ومن السفرجل نهوداً ومن قصب السكر قدوداً ومن قلوب اللوز وسُرر التفاح مباسم ومن ابنة العنب رُضاباً »([1])
وهكذا كانت العلاقة شديدة بين جمال المرأة وبين الطبيعة فلا تذكر المرأة إلا وتذكر معها الطبيعة.
7-يعنى شعرهم بتشخيص الطبيعة وتصويرها على نحو إنسانى تملؤه الحركة والنشاط، كما في شعر ابن زيدون وابن خفاجة وغيرهما وكما فعل لسان الدين بن الخطيب في موشحته التي عارض بها موشحة ابن سهل والتي مطلعها:
جَادَك
الغيثُ إذا الغيثُ هَمَى |
|
يا
زمانَ الوصل بالأَندلسِ |
لم
يكنْ وصْلُكَ إلا حُلما |
|
في
الكَرَى أو خِلْسة المختلسِ |
8- لا يظهر شعر الطبيعة عندهم كغرض مستقل إلا نادراً وقد امتزج في أكثر الأغراض التي طرقها الشعراء الأندلسيون وكان الغزل كما سبق أكثر هذه الأغراض امتزاجاً بالطبيعة وأيضا نرى هذا الامتزاج في المدح والرثاء والعتاب والفخر، فهذا ابن زيدون يمدح المعتمد على نعمه فيراها جنة يضل فيها القريض:
أَورثَتْنيِ
نُعْماكَ جنةَ عدنٍ |
|
جَالَ
في وصفها فَضَلَّ القريضُ |
ثم يعاتب ابن زيدون صاحبه أبا حفص بن بُرْد ويطلب منه أن يكون مثله دائم الوفاء فينظر إلى الطبيعة فيرى في الآس وديمومة اخضراره ما يريد أن يعبر عنه :
لا
يكنْ عهدُك وَرْداً |
|
إِنَّ
عهدي لكَ آسُ |
9-قد كان لطبيعة الأندلس وما احتضنت من غزل ولهو وغناء أثر في اختراع قالب شعري جديد طبعته الأندلس بطابعها ألا وهو « الموشح » ذلك الفن الشعري المستحدث الذي غنى طبيعة الأندلس ولهوها وعاش في نعيم ظلالها وعبق ريحانها.
هذه جملة المميزات لشعر الطبيعة في الأندلس الذي كان في الأعم الأغلب شغفاًً بمحاسنها وتصويراً حسياً لمباهجها، تموج به، بين حين وآخر، خفقة من حياة ودفقة من عاطفة صادقة. ([2])
-شعر يمثل تعلق الشعراء الأندلسيين ببيئتهم وتفضيلها على غيرها من البيئات، وخاصة ابن خفاجة، وابن زيدون وابن حمد يس وغيرهم من الشعراء
2-شعر يصف طبيعة الأندلس الطبيعية والصناعية، فشعراء الطبيعة يصفونها كما أبدعها الله في الحقول والرياض والأنهار والجبال والسماء والنجوم، ويصفونها كما صورها الفن مجلوة في القصور والمساجد والبرك والأحواض فيكمل تذوقهم لجمال الطبيعة وتتضح ألوانها وأشكالها أمام نواظرهم فيزدادون لها حباً وتعلقاً.
3-شعر يصف الأقاليم المختلفة لبلاد الأندلس، فكان لبعض الأقاليم شعراؤها الذين اهتموا بوصف ديارهم فابن زيدون يتغنى بقرطبة وزهرائها، وابن سفر المريني يصف إشبيلية، وأبو الحسن بن نزار متعلق بوادي أشات فيصوره تصويراً ينم عن براعة بها يترك في النفس من طراوة الندى والظل والشجر فيقول:-
وادي الأشاتِ يهيجُ وَجْديِ كلما |
|
أذكرت
ما أفضتْ بك النعماءُ |
لله
ظِلك والهجيرُ مسلَّط |
|
قد
بَرَّدَتْ لَفَحاتهِ الأنداء |
والشمسُ
ترغبُ أن تفوزَ بِلحظةٍ |
|
منه
فَتَطرف طَرْفَها الأفياء |
والنهرُ
يبسم بالحَبَابِ كأنه |
|
سَلخٌ
نَضَتْه حيةٌ رقطاء |
فلذاك
تحذرُهُ العيوَنُ فميلُها |
|
أبداً
على جنباتِهِ إِيماءُ |
4-وصف الطبيعة عندهم يبعث على جو الطرب والبهجة والسرور وأكثر شعرهم في الطبيعة وصف لمتنزهاتهم ومجالس أنسهم ولهوهم في أحضانها.
5-وصف الطبيعة عندهم متصل بالغزل والخمر، وهو طريق إليهما، ولذا رأينا شعراء الأندلس لا يذكرون الطبيعة إلا في رحاب الحب بل لا يذكرون الحب إلا في رحاب الطبيعة، وهم بذلك يمنحون غزلهم لوناً بهيجاً من الجمال تقدمه الطبيعة التي تضم خلواتهم وتفسح لهم مجال اللهو و الشراب.
6-المرأة صورة من محاسن الطبيعة، والطبيعة تجد في المرأة ظلها وجمالها، ولذا كانت الحبيبة روضاً وجنة وشمساً، وقد قال المقري عن شعراء الأندلس.
«إنهم إذا تغزلوا صاغوا من الورد خدوداً ومن النرجس عيوناً ومن الآس أصداغاً ومن السفرجل نهوداً ومن قصب السكر قدوداً ومن قلوب اللوز وسُرر التفاح مباسم ومن ابنة العنب رُضاباً »([3])
وهكذا كانت العلاقة شديدة بين جمال المرأة وبين الطبيعة فلا تذكر المرأة إلا وتذكر معها الطبيعة.
7-يعنى شعرهم بتشخيص الطبيعة وتصويرها على نحو إنسانى تملؤه الحركة والنشاط، كما في شعر ابن زيدون وابن خفاجة وغيرهما وكما فعل لسان الدين بن الخطيب في موشحته التي عارض بها موشحة ابن سهل والتي مطلعها:
جَادَك
الغيثُ إذا الغيثُ هَمَى |
|
يا
زمانَ الوصل بالأَندلسِ |
لم
يكنْ وصْلُكَ إلا حُلما |
|
في
الكَرَى أو خِلْسة المختلسِ |
8- لا يظهر شعر الطبيعة عندهم كغرض مستقل إلا نادراً وقد امتزج في أكثر الأغراض التي طرقها الشعراء الأندلسيون وكان الغزل كما سبق أكثر هذه الأغراض امتزاجاً بالطبيعة وأيضا نرى هذا الامتزاج في المدح والرثاء والعتاب والفخر، فهذا ابن زيدون يمدح المعتمد على نعمه فيراها جنة يضل فيها القريض:
أَورثَتْنيِ
نُعْماكَ جنةَ عدنٍ |
|
جَالَ
في وصفها فَضَلَّ القريضُ |
ثم يعاتب ابن زيدون صاحبه أبا حفص بن بُرْد ويطلب منه أن يكون مثله دائم الوفاء فينظر إلى الطبيعة فيرى في الآس وديمومة اخضراره ما يريد أن يعبر عنه :
لا
يكنْ عهدُك وَرْداً |
|
إِنَّ
عهدي لكَ آسُ |
9-قد كان لطبيعة الأندلس وما احتضنت من غزل ولهو وغناء أثر في اختراع قالب شعري جديد طبعته الأندلس بطابعها ألا وهو « الموشح » ذلك الفن الشعري المستحدث الذي غنى طبيعة الأندلس ولهوها وعاش في نعيم ظلالها وعبق ريحانها.
هذه جملة المميزات لشعر الطبيعة في الأندلس الذي كان في الأعم الأغلب شغفاًً بمحاسنها وتصويراً حسياً لمباهجها، تموج به، بين حين وآخر، خفقة من حياة ودفقة من عاطفة صادقة. ([4])
ثانياً :- رثاء الدول والممالك بالأندلس :
ثمانية قرون مجيدة عاشها العرب المسلمون في الأندلس تحت رايات التمدن وبنود التسامح وأعلام الحضارة، وانسحب تمدنهم على جيرانهم الأوروبيين وانساحت حضارتهم إلى ساحاتهم، وتغلغلت صنوف معارفهم إلى قلوبهم وألبابهم إلى المدى الذي جعل لغة الحديث في المجتمعات الثقافية الراقية في أوربا اللغة العربية والكتاب الذي تزدان به مكتبات المنازل والقصور هو الكتاب العربي بشكله الأنيق وجلده البهيج، ومحتواه النفيس يمدن العقل ويهذب النفس ويثقف الإنسان.
لقد بدأ مجتمع المجد والعلم والشعر والسحر والعمران والجمال الموهوب والمصنوع والمحسن والمبتكر يذوى وينهدم فكان أمراً طبيعياً أن يرافق الشعر هذه المراحل كلها0
المميزات الأسلوبية لمراثي الوطن الأندلسي :-
فن الموشحات الأندلسية
الموشحات بين المشرق والمغرب
شعراء الموشحات في الأندلس
الفن الشعري للموشحة
الزجل في الأدب الأندلسي
صور من الزجل
النثر الفني في الأندلس
أنواع النثر الأندلسي :-
للنثر الفني الأندلسي أنواع كثيرة أهمها : -
1- نثر الدواوين « الرسائل الديوانية » 0
2- - نثر الرسائل الخلقية والاجتماعية « الكتابة الإخوانية »0
3- نثر الرسائل الأدبية
4- النثر الخيالي
5- أسلوب النثر
الباب الرابع
من نصوص الأدب الأندلسي
نونية ابن زيدون في الغزل
رثاء الأندلس الضائعة
لأبى البقاء صالح بن شريف الرُّندىّ« نونية الرندى »
الرسالة الهزلية لابن زيدون
صور من الخطابة الأندلسية
خطبة طارق بن زياد
القصة فى الأندلس
قصة التوابع والزوابع
لابن شهيد الأندلسي
طوق الحمامة في الألفة والالآف
رسالة في صفة الحب ومعانيه وأسبابه
وأعراضه وما يقع فيه وله على سبيل الحقيقة »
تأليف أبى محمد على بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي
ثانياً :- رثاء الدول والممالك بالأندلس :