من الأجزاء المخطوط




يعدُّ محمّد بن وضّاح القرطبيّ من كبار الحفّاظ الذين نشروا الحديث في ربوع الأندلس، وكان له ولصاحبه بقيّ بن مخلد أثرٌ كبيرٌ في اهتمام رجال الأندلس بالرّواية، وقد قام ابنُ وضّاح برحلتين مبكّرتين إلى المشرق لقي فيهما كبار الأئمّة أمثال: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبي عبيد القاسم بن سلاّم وغيرهم، وتحمّل عنهم علماً جمّاً بثّه في الأندلس بعد عودته من رحلته.
وصل إلينا الكتابُ في نسخة عتيقة جدّا كتبها المؤرّخ المغربي أبو العرب محمّد بن أحمد بن تميم التّميميّ (251 هـ - 333 هـ)، وهو يروي الكتاب عن ابن وضّاح من طريق سعيد بن سفيان الخولانيّ[1] كما قيّد ذلك بخطّه في أوّل النّسخة.
وبعد، فنحن أمام جزء نادر لابن وضّاح القرطبيّ كانت تحتفظ به خزانة الشّيخ حسن حسني عبد الوهّاب، ورآه الزّركليّ واحتفظ لنا بصورة عن صفحته الأولى، والغريبُ حقّاً أنّ هذا الأثر على ندرته العلميّة لا يُرى له الآن أثر، ولا يُسمع عنه خبر، ولا ندري إلى أين آل أمرُه!
وقد سألتُ عنه - قبل بضع سنوات - القائمين على شؤون المكتبة الوطنيّة بتونس التي آلت إليها مكتبةُ الشّيخ حسن حسني عبد الوهّاب، ولم يظفروا بالكتاب أو يسمعوا له رِكْزاً. وكم تمنّيتُ حينئذ أن يكون الزّركليُّ احتفظ لنا بصورة عن كتاب ابن وضّاح، فراجعتُ فهرس مكتبته الخاصّة التي آلت إلى جامعة الملك سعود بالرّياض، فلم أرجع منها إلا بخفّي حنين؛ ولا نملك بعد هذا إلاّ أن نناشد -من خلال موقع الألوكة- القائمين على المكتبة الوطنيّة بتونس البحث بحثاً جاداً دؤوباً عن هذا الجزء في المجاميع أو (الدّشت) أو غير ذلك، كما نرجو ممّن علم خبراً عن هذا الجزء الإفادة عنه، حتّى يتمكّن عشّاق التّراث من دراسة محتواه، وإدراك مدى الإضافة العلميّة التي يحتاج إليها الدّارسون لتراث أعلام الأندلس والله وليُّ التّوفيق.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Culture/0/455/#ixzz2UtA3j2K7