مَنالُ العُلى إِلّا عَلَي
رقم القصيدة : 71186 | نوع القصيدة : فصحى | ملف صوتي: لا يوجد |
مَنالُ العُلى إِلّا عَلَيكَ مُحَرَّمُ | وَكُلُّ مَديحٍ في سِواكَ يُذَمَّمُ |
وَلا مَجدَ إِلّا قَد حَوَيتَ أَجَلَّهُ | وَلا فَضلَ إِلّا أَنتَ فيهِ المُقَدَّمُ |
وَمَن يَعتَقِد غَيرَ الذي جاءَ نَصُّهُ | لَكُم في كِتابِ اللَهِ لا شَكَّ يَأثَمُ |
أَلَستُم أَقمتُم مَيلَ نَهجِ مُحمدٍ | وَقَد كادَ يَعفو أَو يَبيدُ وَيَهرمُ |
سَيَأتي قَتيلُ الطَفِّ في الحَشرِ شاهِداً | بِهذا وَحِجرٌ وَالمَقامُ وَزَمزَمُ |
غَداةَ كَسَوتُم كَعبَةَ اللَهِ وَاِعتَلى | بِأَبطَحِها الدينُ القَويمُ المُعَظَّمُ |
وَلَم يَبقَ فيها قُبَّةٌ أَو ذَريعَةٌ | إِلى الشِركِ إِلّا وَهيَ تُمحى وَتُهدَمُ |
مَعالٍ مَتى تُذكَر تَصاغَرَ عِندَها | مَعالي مُلوكٍ أُخِّروا أَو تَقَدَّموا |
فَلا مَجدَ إِلّا خَشيَةُ اللَهِ وَالتُقى | وَلا فَخرَ إِلّا الشَرعُ فيهِ المُقَدَّمُ |
لِيَهنِكَ يا عَبدَ العَزيزِ بنَ فَيصَلٍ | مَغانِمُ تُدعى وَهيَ في الأَجرِ مَغنَمُ |
إِذا شَقَّ أَمرَ المُسلِمينَ مُضَلِّلٌ | فَأَنتَ لَهُ المَوتُ الزُؤامُ المُحَتَّمُ |
دَلَفتَ لَهُ قَبلَ الشُروقِ بِفَيلَقٍ | أَحَمَّ الرَحى فيهِ المَنايا تُقَسَّمُ |
فَأَسقَيتَهُم سُمّاً زُعافاً يَشوبُهُ | بِأَفواهِهِم بِالمَوتِ صابٌ وَعَلقَمُ |
تَظَلُّ بِهِ غُرثُ السِباعِ نَواهِلاً | وَعِقبانُهُ مِنها وُقوعٌ وَحُوَّمُ |
كَما قَد جَرى يَوماً عَلى أَهلِ حائِلٍ | وَقَد صُرِفوا عَن مَنهَجِ الرُشدِ أَو عَموا |
وَظَنّوا بِأَنَّ الدارَ كَالإِسمِ حائِلٌ | نَفورٌ عَنِ الأَزواجِ جَدّاءُ مُصرِم |
فَأَنكَحتَها صُمَّ الرِماحِ فَأَصبَحَت | كِشافاً بُعيدَ الحَملِ بِالشَرِّ تُتئِمُ |
فَكَم كاعِبٍ حَسناَ تَلطِمُ وَجهَها | وَأُخرى تَشُقُّ الجَيبَ بِالثُكلِ أَيِّمُ |
وَكَم نَصَحوا لَو كانَ لِلنُّصحِ مَوضِعٌ | وَكَم عَذَلوا لَو كانَ فيهِم مُحَلَّمُ |
وَلكِن أَبَوا إِلّا الشِقاقَ فَلَم يَكُن | لَهُم وَزَرٌ إِلّا حُسامٌ وَلَهذمُ |
وَقالَ زَعيمُ القَومِ لا بَل شَقيُّهُم | إِلى اِبنِ طَلالٍ أَرسِلوا فَهوَ أَحزَمُ |
فَلَمّا أَتاهُم زادَهُم مَع خَبالِهِم | خَبالاً وَعُقبى ما أَتَوهُ الَتَنَدُّمُ |
وَظَنّوا بِأَنَّ اللَهَ يُخلِفُ وَعدَهُ | وَهَيهاتَ وَعدُ الصادِقِ الوَعدِ أَحكَمُ |
وَقَد قالَ جُندي غالِبٌ لا مَحالَةٌ | بِذاكَ قَضائي في البَرِيَّةِ مُبرَمُ |
أَطَلَّ عَلَيهِم واحِدٌ في كَمالِهِ | وَلكِنَّهُ في البَأسِ جَيشٌ عَرَمرَمُ |
بِفِتيانِ صِدقٍ في اللِقاءِ أَعِزَّةٍ | لَهُم نَسَبٌ ما شابَهُ قَطُّ أَعجَمُ |
عَلى ضُمَّرٍ بَينَ الوَجيهِ وَلاحِقٍ | تُعارِضُ ما أَبقى الجَديلُ وَشَدقَمُ |
أُولاكَ بَنو الإِسلامِ حَيَّ هَلاً بِهِم | وَأَكرِم بِهِم أَكرِم بِهِم حَيثُ يُمَّموا |
هُمُ عَرَفوا حَقَّ الإِلهِ وَرُسلِهِ | وَحَقَّ وُلاةِ المُسلِمينَ وَعَظَّموا |
رَأَوا أَنَّهُ لا دينَ إِلّا بِطاعَةٍ | لِمَن هُوَ بِالديِ الحَنيفِيِّ قَيِّم |
وَذاكَ أَميرُ المُؤمِنينَ بنُ فَيصَلٍ | إِمامُ الهُدى لِلمَكرُماتِ مُتَمِّمُ |
فَلَمّا رَأوا حِزبَ الإِلهِ يَقودُهُ | إِلَيهِم رَبيطُ الجَأشِ في الهَولِ مُقدِمُ |
تَوَلَّوا سِراعاً وَالسُيوفُ شَوارِعٌ | بِأَكتافِهِم وَالسَمهَرِيُّ تُحَطِّمُ |
وَمَن قَد نَجا مِنهُم إِذا سَمِعَ النِدا | يُراعُ وَبِالأَمواتِ في اللَيلِ يَحلُمُ |
إِلَيكَ إِمامَ المُسلِمينَ تَواهَقَت | بِها ضُمَّرٌ تَطوي المَهامِهَ عَيهَمُ |
تَعومُ إِذا اِشتَدَّ الهَجيرُ كَأَنَّها | مَعَ الدَوِّ مُحمَرُّ الظَنابيبِ أَصلَمُ |
تَذَكَّرُ أَفراخاً بِبَيداءَ حَردَةٍ | وَلِلرّيحِ نَئّآجٌ وَلِلغَيثِ مَسجَمُ |
فَظَلَّ يُناجي النَفسَ أَينَ مَراحُهُ | وَلا عَلَمٌ يَهديهِ وَاللَيلُ مُظلِمُ |
تُبَلِّغُكُم مِنّي أَلوكَةَ صادِقٍ | لَكُم مُخلِصٍ في الوُدِّ لا مُتَبَرِّمُ |
فَحُبُّكُمُ عِندَ المَهَيمِنِ قُربَةٌ | وَنُصحُكُمُ فَرضٌ علَينا مُحَقَّمُ |
وَمَن لا يَراهُ فَهوَ إِمّا مُغَفَّلٌ | وَإِمّا عَلى تَكذيبِهِ الوَحيَ مُقدِمُ |
وَما أَنسَ لا أَنسَ بنَ سُلطانَ فَيصَلاً | لَهُ ما بَقي مِنّي الثَناءُ المُنَمنَمُ |
أَخا الحَربِ إِن عَضَّت بِهِ الحَربُ لَم يَكُن | جَزوعاً وَلا مِن مَسِّها يَتَأَلَّمُ |
وَزيرَ إِمامِ المُسلِمينَ الذي لهُ | مَشاهدُ فيها مَعطِسُ الفِسقِ يُرغَمُ |
إِذا ناكِثٌ أَو مارِقٌ مَرَقَت بِهِ | عَنِ الدينِ نَفسٌ لِلشَّقاوَةِ تَرأَمُ |
سَما مُشمَعِلّاً فَيصَلٌ نَحوَ دارِهِ | يَخوضُ بِحاراً بَعضُ خُلجانِها دَمُ |
بِأَمرِ إِمامِ المُسلِمينَ وَرَأيِهِ | وَلا عِزَّ إِلّا بِالإِمامَةِ يُعصَمُ |
وَإِخوانُهُ في اللَهِ لا تَنسَ فَضلَهُم | هُمُ نُصرَةُ الإِسلامِ وَاللَهُ يَعلَمُ |
قَبائِلُ فيها مِن رِجالِ عُتَيبَةٍ | أُسودٌ إِذا حَميَ الوَطيسُ تَقَحَّموا |
يَسومونَ في الهَيجا نُفوساً عَزيزَةً | وَلكِنَّها بِالقَتلِ في اللَهِ تُكرَمُ |
وَفي الحَربِ مِن حَرب لُيوثٌ ضَراغِمٌ | أَشِدّا عَلى الباغينَ في اللَهِ رُحَّمُ |
وَلَم أَترُكِ الباقينَ جَهلاً بِحَقِّهِم | وَلا أَنَّني في فَضلِهِم مُتَلَعثِمُ |
وَلكِنَّما الأَسماءُ كانَت تَغُرُّني | وَلَم يَكُ عِندي مَن بِذاكَ يُفهِم |
جُنودُ إِمامِ المُسلِمينَ الذي لَهُم | إِلى كُلِّ مَعروفٍ مِنَ الخَيرِ سُلَّمُ |
وَصَلِّ إِلهي كُلَّما ناضَ بارِقٌ | وَما طَلَعَت شَمسٌ وَما لاحَ مِرزَمُ |
عَلى سَيِّدِ الساداتِ نَفسي فِداؤُهُ | أُصَلّي عَلَيهِ مُدَّتي وَأُسلِمُ |
كَذا آلِهِ الغُرِّ الكِرامِ وَصَحبِهِ | هُمُ صُفوَةُ الرَحمنِ مِنّا هُمُ هُمُ |
هل أعجبتك القصيدة؟ اضغط زر (اعجبني) لتشارك آلاف المعجبين
.
![]() ![]() |
![]() ![]() |