نظرات في تاج العروس للزبيدي (1)

نظرات في "تاج العروس" للزبيدي (1)




نظرات في "تاج العروس" للزَّبيدي (1)
• عبارة التاج في مادة (ص ل ح):
والصَّالِحِيَّة: ة قُرْبَ الرُّهَى، من إِنشاءِ الملك الصَّالِح، والصَّالِحِيَّة: مَحَلَّةٌ ببَغْدَادَ، و: ة بها وبظاهِرِ دِمَشْق، و: ة، بمِصْر، نُسِبتَا إِلى الملك الصَّالح صلاحِ الدِّينِ يُوسف بن أَيُّوب والدِ المُلوك سُلطان مِصْرَ والشَّام[1].
التعقيب:
على كلام الزَّبيدي رحمه الله السَّابق عِدَّة ملحوظات، وهي كما يلي:
أولاً: قوله: الصَّالحية قرية قُرب الرُّهَى.
قلت: الرُّهَا بالمد (الرها)، وليست بالقصر كما ذَكَر.
ثانيًا: قوله: من إنشاء الملك الصَّالح.
قلت: ليسَت من إنشاء الملك الصالح، وإنما اختطَّها أبو عبدالرحمن عبدالملك بن صالح بن علي بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف الهـاشمي أحد أمراء الدَّولة العبَّاسية[2].
ثالثًا: قوله: الصَّالحية محلَّةٌ ببغداد.
قلت: لم يُبيِّن نسبتها؛ وهي تُنسب إلى صالح بن المنصور، المعروف بالمسكين[3].
رابعًا: قوله: الصَّالحية قرية بظاهر دمشق، نُسِبَت إلى الملك الصالح صلاح الدين يوسف بن أيوب.
قلت: نسبتها للملك الصالح صلاح الدين خطأ؛ وإنَّما سُميت بالصَّالحية بعد قدوم الإمام موفَّق الدين عبدالله بن أحمد بن قُدامة المقدسي، والشيخ أبو عمر محمد بن أحمد بن قُدامة المقدسي- عمَّا الإمام الحافظ أبو محمد عبدالغني بن عبدالواحد المقدسي- من بيت المقدِس سنة 551 هـ إلى مسجد أبي صالح خارج باب شرقي بدمشق أولاً، فسُمُّوا بالصالحيِّين نسبة إلى مسجد أبي صالح، ثمَّ انتقلوا بعد ذلك إلى سَفح جبلِ قاسيون وليس به عمارة؛ فعُرفَت محلَّة الصَّالحية بهم من ذلك الحين، فقيل لها: الصَّالحية، نسبة إليهم[4].
خامسًا: قوله: الصالحيَّة قرية بمصر، نُسِبَت إلى الملك الصالح صلاح الدين يوسف بن أيوب.
قلت: نسبتها للملك الصالح صلاح الدين يوسف بن أيوب خطأ؛ والصواب: أن نسبتها إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل محمد بن الملك العادل محمد بن الملك الأفضل أبو الملوك أيوب بن شاذي، الذي أنشأها سنة 644 هـ، في أول الرمل الذي بين مصر والشام، وأنشأ بها قصورًا وجامعًا وسُوقًا؛ لتكون منزلة للعساكر عند ذهابهم إلى الشام وعودتهم منها، والصالحيَّة اليوم إحدى قرى مركز فاقوس بمحافظة الشرقية، ويُطلق عليها (الصالحية الكبرى)؛ لتمييزها عن القرى الأخرى التي تحمل اسم الصالحية[5].
سادسًا: قوله: الملك الصالح صلاح الدين يوسف بن أيوب.
قلت: خلط الزبيدي رحمه الله عند ذكر الملك الصالح، فذكر أنه صلاح الدين يوسف بن أيوب، وليس كذلك؛ فصلاح الدين يُلَقَّبُ بالملك النَّاصر، والملك الصَّالح كما سبق هو: نجم الدين أيوب بن الملك الكامل محمد بن الملك العادل محمد بن الملك الأفضل أبو الملوك[6] أيوب بن شاذي.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/literature_language/0/87700/#ixzz3rsIUAYPy