نقد سكينة بنت الحس
نقد سكينة بنت الحسين
اجتمع بالمدينة راوية جرير وراوية كثير وراوية جميل ورواية نصيب ورواية الأحوص ، وافتخر كلّ واحد منهم وقال : صاحبي أشعر ، فحكّموا السيدة سكينة بنت الحسين ، بينهم لعقلها وتبصرها بالشعر ، فخرجوا يتقادون حتى استأذنوا عليها فأذنت لهم ، فذكروا لها الذي كان من أمرهم ،
فقالت لراوية جرير : أليسَ صاحبكَ الذي يقول :طرقتُكِ صائدة القلوب وليس ذا * حين الزيـارة فـارجعي بسلام
وأي ساعة أحلى للزيارة من الطروق ، قبّح الله صاحبكَ وقبّح شعره ، ألا قال : فادخلي بسلام .
ثم قالت لراوية كثير : أليسَ صاحبكَ الذي يقول :
يقرّ بعينـي مـا يقـرّ بعينها * وأحسن شيء ما به العين قرّت
فليس شيء أقر لعينها من النكاح ، أفيحب صاحبكَ أن ينكح ؟ قبّح الله صاحبكَ وقبّح شعره .
ثم قالت لراوية جميل : أليسَ صاحبكَ الذي يقول :
فلو تَركتْ عقلي معي ما طلبتُها * ولكـن طلابيها لما فات من عقلي
فما أراه هوى ، ولكن طلب عقله ، قبّح الله صاحبكَ وقبّح شعره .
ثم قالت لراوية نصيب : أليسَ صاحبكَ الذي يقول :
أهيم بدعد ما حييتُ فإن أمت * فيا حرباً مَن ذا يهيم بها بعدي
فما أرى له همة إلاّ مَن يتعشّقها بعده! قبّحه الله وقبّح شعره ، ألا قال :
أهيم بدعد ما حييت فإن أمت * فلا صلحت دعد لذي خلّة بعدي
ثم قالت لراوية الأحوص : أليسَ صاحبكَ الذي يقول :
من عاشقين تواعدا وتراسلا * لـيلاً إذا نـجم الثـريـا حلقا
قالت : قبّحه الله وقبّح شعره ، ألا قال : تعانقا .
فلم تثن على واحد منهم وأحجم رواتهم عن جوابها