نموذج إجابة اختبار نقد عربي قديم -1
إجابةالسؤال الأول : " عشرون درجة "
" نما النقد الأدبي في العصر الأموي وازدهر في بيئات ثلاث هي : الحجاز و العراق و الشام ، وقد تلوّن في كل بيئة بلون الحياة و الظروف الاجتماعية و السياسية التي أحاطت بكل بيئة..."في ضوء هذه العبارة أجيبي عما يأتي :
1- من عوامل ازدهار النقد في العصر الأموي . "أربع درجات "
عوامل ازدهار النقد في العصر الأموي:
1- الصراع السياسي وما خلفه من أحزاب.
نشأ عن الصراع السياسي عدة أحزاب، الحزب الأموي الحاكم، والحزب الزبيري المناهض للحكم الشيعة، ثم حزب الخوارج الثائر على دعوى الوراثة القرشية للخلافة.
فإن هذه الأحزاب على اختلاف مذاهبها كانت باعثًا قويا من بواعث الأدب وقوة الشعر.
وقد ساير النقد هذه النهضة الأدبية، ولمع في سمائها، وأخذ ألوانا تختلف في اتجاهاتها مع اختلاف الحياة في أرجاء الدولة.
ولهذا نستطيع أن نقول : إن النقد الأموي كان محكوما بالذوق العربي الخالص من كل شائبة ، وهو عند العلماء نقد يتحاكم إلى اللغة واشتقاقاتها ، والنحو وإعرابه"
2- بعث العصبية القبلية :
قضى الإسلام على العصبية القبلية وجعل الولاء لله وللرسول ولكن بعد وفاة الرسول الكريم صلوات الله تعالى عليه وسلامه بدأت بوادر العصبية القبلية تظهر بذورها نابتة من جديد وكان ذلك زمن الخلفاء الراشدين وبالأخص في خلافة عثمان وعلي رضي الله عنهما وتفاقم وبلغ ذروته أثناء الحكم الأموي إذ تغذت العنصرية القبلية وكان للخلفاء الأمويين يد في ذلك لغرض إبعاد الناس عن سياسة الدولة وإنشغالهم في مثل هذه الأمور وليؤمنوا المعارضة أو شدتها وبغية الحد منها فكان اشتداد النزاع والصراع القبلي إلى درجة خطيرة وكان لكل قبيلة شعراؤها الذين يذودون عنها ويردون على شعراء القبيلة المناهضة لهم ويفخرون عليهم .
3- تعدد مراكز الشعر وأسواقه:
عملت مراكز الشعر وأسواقه على تجويد الشعراء ،كما عمل على نمو روح النقد عندهم، حيث كان النقاد والشعراء يوازنون بين غرض شعري وآخر في شيء من الفهم والعمق والوعي، فقد كانت تلك الأسواق بمثابة منتدياتهم الأدبية التي يعلنون فيها عن براعتهم، ورقي أذواقهم.
ومن هذه المراكز سوق المربد في البصرة وسوق الكناسة في الكوفة، فقد تحولا إلى ما يشبه مسرحين كبيرين يغدو عليهما شعراء البلدتين، ومن يفد عليهما من البادية لينشدوا الناس خير ما صاغوه من أشعارهم.
4- تشجيع الخلفاء والأمراء.
فتح الخلفاء والأمراء أبوابهم للشعراء، فوفدوا من كل فج، فاشتد تنافس الشعراء، وحرص كل منهم على أن يتخير معانيه وألفاظه ،وذلك بسبب الجوائز التي كان يرصدها الأمراء.
فأنه يمثل حركة أدبية نشطة شجع عليها خلفاء بني أمية، الذين كانوا من ذوى الحس اللغوي الصافي والذوق الأدبي والنقد، ولا ريب أن النقد قد دفع الشعراء إلى تصفية شعرهم مما يشوبه.
5- مجالس النقد.
اهتم خلفاء بني أمية بالشعر والشعراء اهتمامًا كبيرًا، لاعتمادهم عليهم في الدعوى لهم، فكان للشعراء جانب مذكور في تلك المجالس، ينقدون شعرهم .
وكان بين بعض الشعراء تود وتعاطف، فقد جمعتهم صلة الشعر، وألف بينهم ما كان فيهم من اختلاف المنزع والاتجاه ، ولم تعصف بهم ريح التنافس .
فإن هذه المجالس تناولت الأدب ونقده، مما يدل على شيوع الذوق الأدبي الرفيع، وعلى نضج العقل العربي واتساعه، وبصره بالقواعد والأصول التي يقوم عليها فن الأدب.
فإن مجالس النقد كانت عاملاً قويا من العوامل التي دفعت النقد إلى الأمام، وخلفت تراثا نقديا ضخما .
4- تعدد مراكز الشعر وأسواقه.
عمل تعدد مراكز الشعر وأسواقه على تجويد الشعراء ،كما عمل على نمو روح النقد عندهم، حيث كان النقاد والشعراء يوازنون بين غرض شعري وآخر في شيء من الفهم والعمق والوعي، فقد كانت تلك الأسواق بمثابة منتدياتهم الأدبية التي يعلنون فيها عن براعتهم ورقي أذواقهم.
ومن هذه المراكز سوق المربد في البصرة وسوق الكناسة في الكوفة ،فقد تحولا إلى ما يشبه مسرحين كبيرين يغدو عليهما شعراء البلدتين ومن يفد عليهما من البادية لينشد والناس خير ما صاغوه من أشعارهم.
5- النقائض.
فن جديد من الشعر، استلزمه الجدل السياسي والقبلي والاجتماعي والأدبي، ونبغ فيه كثير من الشعراء كجرير والفرزدق و الأخطل، وقد ظهر أثر النقائض في ازدهار الحركة النقدية واضحا في أن كل شاعر منهم التف حوله فريق من أنصاره المعجبين بشعره ،يحاولون أن يظهروا للناس محاسنه وأسباب تفوقه.
6- نشأة علوم العربية.
وضعت في هذا العصر نواة علوم العربية، كعلمي اللغة و النحو، وقد هيأ الله لهذه اللغة العلماء المخلصين، الذين ضبطوا شاردها، ووضعوا لها الضوابط التي تضمن لها العصمة من الخطأ والضياع من أمثال يحيى بن يعمر، وعبد الله بن إسحاق الحضرمي.
فقد أثر هذا النشاط العلمي في مجالي اللغة والنحو على الأدب والشعر والنقد، وكان هؤلاء العلماء ينظرون في أعمال الأدباء والشعراء، ويتعقبونهم، ويبرزون ما فيها من أسباب الحسن والجودة أو القبح والرداءة.
7- عزل الحجاز – من قبل الأمويين ،حتى يشغلوا عن السياسة ، ومجابهة الأمويين ، وأغدقوا عليهم وأسلموهم إلى الفراغ ، فانصرف الحجاز إلى العلم والدين، أو إلى الغناء والشعر ( خاصة شعر الغزل )، وبرزت طائفة الغزليين في الحجاز وبواديه" أمثال عمر بن أبي ربيعة ، والعرجي ، والأحوص ، وابن قيس الرقيات ، وجميل بثينة ،وعروة ب أذينة ، وابن الدمينة، وابن ميادة ، وغيرهم .....2- في عصر بنى أمية برزت في أفق الحياة الأدبية في المجتمع العربي ثلاث بيئات لكل بيئة منها اهتماماتها الخاصة اشرحي العبارة شرحًا نقديًا . "أربع درجات "
3- ما سمات وخصائص النقد في العصر الأموي؟ مدعمة إجابتك بشواهد نقدية. "أربع درجات
سمات وخصائص النقد في العصر الأموي:
1- أتسع نطاق النقد في هذه الفترة وكثر الخائضون فيه، حتى شمل الشعراء والأدباء والملوك، مما جعله تنصب فيه أذواق مختلفة كثيرة.
2- تشعب القول في هذا النقد، وتعددت نواحيه بتعدد الأغراض التي برزت في هذا العصر.
3- رسم هذا النقد لبعض أغراض الشعر طريقها، وألم بجوانب هامة من أدبها.
4- النقد الأموي التقت إلى بواعث الشعر عند الشاعر وأثرها في تجويد فن دون آخر.
5- بني النقد في العصر الأموي على الذوق الفطري وخاصة في بيئة الحجاز.
6- اتجه النقد بصفه عامة إلى الوضوح والسهولة، واتسم بالأصالة الفنية والعمق في فهم النصوص.
7- ظهور اتجاهات جديدة في النقد، تتجه إلى المعاني والأفكار والتصوير، وتصحيح الخيال لدى بعض الشعراء.
4- من أبرز الأسماء الناقدة في هذا العصر ابن أبي عتيق .وضحي جهوده النقدية بالشرح والتفصيل والشواهد النقدية . "أربع درجات "
لقد جاء نقد ابن أبي عتيق في صور متعددة، وهي صور جزئية تضمنت آراءه وملاحظاتِه النقدية، و هذه الصور على النحو الآتي:
أ. التعليقات:
تتمثل في صورة تعليقات ظريفة ليست في صميم النقد، وإنما تأتي على هامشه، وهي إن دلّت فإنها تدلّ على ذوق الناقد، وبصره بالشعر، وبما يستجاد أو لا يستجاد منه. وتتميز هذه التعليقات بالإيجاز والدعابة الساخرة، والتلميح دون التصريح، ثم بالعبارة التي تحاول محاكاة الشعر في لغته وبلاغته.
لا تدخل هذه التعليقات في النقد إلا من باب التجوُّز، ولكنها مما استحدثه نقاد الحجاز من أمثال ابن أبي عتيق، والمخزومي، وهناك الكثير من الأمثلة على هذه التعليقات نورد منها مثالاً واحداً:
"أنشد عمر بن أبي ربيعة قصيدة ذكر فيها جاريةً له توسّطت في الصلح بينه وبين إحدى صواحبه، وقد وصف عمر هذه الجارية في القصيدة بقوله:
فبعثنا طَـبَّةً عـالـمـةً تـخلِط الـجِدّ مراراً باللعبْ
تُغلِظ القولَ إذا لانت لَها وتُراخي عند سَوراتِ الغضبْ
لَم تزلْ تَصرِفُها عن رأيها وتـأنّـاها بـرفـقٍ وأدَبْ
فقال له ابن أبي عتيق: الناس يطلبونَ خليفةً منذ قُتل عثمان في صفة قَوّادتِك هذه يدبّر امرهم فما يجدونه!"
ب. مقياس العاطفة:
عرض ابن أبي عتيق في أخباره إلى نقد العاطفة في شعر بعض معاصريه، ومقياس الحكم على العاطفة عنده مستمد من مقياس النقّاد السابقين، فيتمثل في مدى صدقِ العاطفة أو عدم صدقها؛ فالعاطفة الصادقة في نظره هي ما تنبعث من أسباب صحيحة غير زائفة أو مُفتَعَلة. فصدق العاطفة عنده عنصر من عناصر الجمال في الشعر، وعلى الشاعر أن يكون أميناً مع نفسه وعواطفه، فلا يعبّر إلا عمّا يشعر به أويعنيه حقاً، وقد كان أحياناً يوازن بين الشعراء من حيث صدق عاطفة كلّ منهم، ومن أمثلة ذلك أن حضر ابن أبي عتيق عمرَ ابن أبي ربيعة وهو ينشد قوله:
ومَن كانَ محزوناً بإهـراق عَبرَةٍ وَهَـى غَربُـها فَلْيأتِنا نُبكِـه غَدا
نُعِنْهُ على الإثكالِ إنْ كانَ ثاكِلاً وإنْ كان مَحرواباً وإنْ كانَ مُقصَدا
فلمّا أصبح ابنُ أبي عتيق أخذ معه خالد الخِرِّيت وقال له: قُم بنا إلى عمر. فَمَضيا إليه، فقال له ابن أبي عتيق: قد جئناكِ لِموعِدِك. قال: وأي موعدٍ بيننا؟ قال: قولُك "فَليأتِنا نُبكِه غدا". قد جئناك، والله لا نبرح أو تبكيَ إن كنتَ صادقاً في قولك، أ, ننصرف على أنك غير صدق، ثم مضى وتركه.
ج. مقياس المعنى:
اتخذ ابن أبي عتيق أربعة مقاييس لقياس المعنى والحكم عليه، وأول هذه المقاييس هو الوضوح والغموض، فما يحتاج إلى تُرجمان يترجمه ليس بشعر، والمقياس الثاني هو الصدق والكذب، فيرفض المعاني التي يغالي في ها الشاعر ويغرق، ويرفض كذلك ما امتنع عقلاً وعادةً، فيأخذ على الشاعر أنه يكذب على نفسه وعلى الناس حين يدّعي ما لا يقدر عليه حقّاً وصدقاً، فينتقده بسخريته المعهودة، وهو في هذا آخذ بمقياس الجاهليين في نظرهم إلى المبالغة، فيرى في التبليغ والإغراق والغلوّ مفسدة للمعنى ومنافَيَةً للصدق.
ومن مقاييس المعنى التي اتخذها ابن أبي عتيق كذلك مقياس الصحة والخطأ، فالخطأ قد يصيب المعنى أو يتطرّق إليه من ناحية الجهل بالمدلول اللغوي للألفاظ، أو الجهل بالحقائق، أو من ناحية مخالفته للواقع والطبيعة، أو عدم مطابقته لحال المتكلم أو نوع ثقافته، فيرفض أن ننسب كلاماً إلى متكلم لا يليق بثقافته أو بحاله الفكري وعلمه، ومن المقاييس أيضاً التي قاس بها المعنى "الوفاء بالمعنى"، وذلك بأن يستوفي الشاعر كلّ ظلال المعنى وأن يأتيَ به تاماً كاملاً. وفي هذه المقاييس كلها كان ابن أبي عتيق يحكم على الشعراء ويوجه لهم النقد الساخر الموجع، وهي جليّة في الكثير من أخباره.
د. الموازنات الشعرية:
وُجِدَت الموازنة في النقد العربي منذ زمن طويل، فكن التفضيل بين شاعر وآخر، وبين شعرٍ وشعر، ولكن الاحكام فيه كانت في أغلبها عامة غير معللة، وامتد هذا النوع من الموازنات إلى النقد في بيئة الحجاز أيام بني أمية، كالموازنة التي فضّل فيها كُثيّر جميلاً على نفسه، ولكن إلى جانب هذا الموازنة فقد ظهر صور أخرى لها، يبنى فيها الحكم على التعليل، فيلتفت الناقد إلى جوانب غير مسبوقة، وكان ابن أبي عتيق الوحيد الذي اتجه إلى توسيع مجال النقد من هذه الناحية، ففي الموازنات التي عقدها بين بعض الشعراء يتجاوز التعليل إلى بحث قضايا كمن صميم النقد، ومن هذه الموازنات العديدة نورد الموازنة التالية:
"زاره في المدينة كُثيِّر عزّة فاستنشده فأنشده كُثيّر قصيدته التي مطلعها:
أَبائنةٌ سُعدى؟ نعم سَتَبينُ كما انبَتَّ من حبلِ القرينِ قَرينُ
حتّى بلغ إلى قوله:
وأخلَفْنَ ميعادي وخُنّ أمانتي وليس لِمَن خان الأمانةَ دينُ
فقال له ابن أبي عتيق: أَعلى الأمانة تبعتَها؟ فانكفّ- كُثيّر- واستغضب نفسه وصاح وقال:
كَذَبنَ صفاءَ الودِّ يومَ مَحِلِّهِ وأنكدنَني مَن وَعدُهنَّ دُيونُ
فالتفت إليه ابنُ أبي عتيق فقال: وَيْلَك! أوَ للدَّين صَحبتهنّ يا ابن أبي جمعة؟ ذلك والله أملح لهنّ، وأشبه بهنّ، وأدعى للقلوب إليهنّ. وإنما يوصفنَ بالبخل والامتناع، وليس بالوفاء والأمانة. سيِّدُك ابن قيس الرقيّات كان أعلمَ وأشعرَ منك، وأوضَعَ موضعه منهنّ! أما سمعتَ قوله:
حَبَّ ذاكَ الدَلُّ والغُنُـجُ والتي في طَرفِها دَعَـجُ
والتي إن حدّثتْ كذبتْ والتِي فِي وعدِها خَلَجُ
وترى في البيت صورَتَها مثلما في البِيعةِ السُّرُجُ
خبِّرونـي هل على رجلٍ عـاشقٍ في قُبلةٍ حَرَجُ؟
فقال كثير للسائب راويته الذي كان معه: قم بنا من عند ها، ثم نهض ومضى"
نلاحظ مما سبق أن ابن أبي عتيق تناول شيئاً جديداً على النقد في تلك الفترة، وهو صدق التجربة الشعرية، وينبع هذا الصدق من معايشة التجربة لا من تخيّلها، ومن اتعمق في فهم طبيعتها وأبعادها ومن التعامل معها على أساس القيم العاطفية، وانطلاقاً من وجهة النظر هذه تأتي موازنة ابن أبي عتيق كاشفة عن حقيقتين؛ أولاهما أن الموازنة تمّت بين كلام شاعرين وهي مشفوعة بالعلل والأسباب، والثانية أن ابن عتيق التفت إلى صدق التجربة وأثرها في قيمة الشعر وميزان النقد، وهذه الالتفاتة مبكرة ، ولكنها محاولة في سبيل تطوير الموازنات الشعرية الانتقال بها خطوة على طريق النقد القويم.
لم يكتفِ ابن أبي عتيق بمقياس صدق التجربة في موازناته، بل اعتمد على دقّة المعنى، ولطف المدخل، وسهولة المخرج، ومتانة الحشو، وتعطُّف الحواشي، ووضوح المعاني، وبساطة الفهم، فهي قيم جمالية نقدية لا بد من الاستعانة بها لادراك موان القوة والضعف في الشعر، ويزيد على هذه القيم صدق العاطفة والتأثير في عواطف ومشاعر السامعين وبلوغ الوفاء بالغرض والتعبير عنه.
ابن أبي عتيق وتشبيب عمر بنفسه:
أنشد عمر بن أبي ربيعة ابنَ أبي عتيق في أحد الأيام قائلاً:
بينما يَـنعَتنَنِـي أبصرنَنِـي دونَ قِيد الميل يعدو بـي الأغرّْ
قالت الكبرى: أَتَعرِفنَ الفتى؟ قالت الوُسطـى: نعم هذا عمرْ
قالت الصغرى وقَد تَـيَّمتُها: قد عرفناهُ... وهل يخفى القَمَرْ؟
فقال له ابن أبي عتيق: أنت لم تنسُب بها، وإنما نسبتَ بنفسك! كان ينبغي أن تقول: قلتُ لها فقالت لي، فوضعتُ خدّي فوطِئَت عليه!
التحوّل في مقياس النقد
أخذ المجتمع الحجازيّ في العصر الأموي يتحضّر بفعل عوامل شتّى جديدة طرأت عليه من الداخل والخارج، وكان الطابع الغالب على الحياة الحجازية الجديدة في هذا العصر هو طابع الترف في كل شيء، وقد مسّ هذا الترف الشعر، فتغلغل في موضوعات ومعانيه وصوره، كما مسّ ديباجة هذا الشعر المتمثلة في ألفاظه وصياغته وأساليبه، فهي ديباجة أبعد ما تكون عن الجفوة والغلظة، والتعقيد والالتواء، والغموض والإبهام، وما أشبه سماتها بسمات الحياة الظاهرة والباطنة التي كان يحيياها شعراء الغزل في الحجاز.
5- " لشعر عمر بن أبي ربيعة نوطة في القلب وعلوق بالنفس ودرك للحاجة ليست لشعر ..."من قائل العبارة ؟ وما مناسبتها ؟ وإلى أي شيء ترمز ؟ "أربع درجات "
قائل العبارة : ابن أبي عتيق.
مناسبتها: ظهور مقياس جديد في تلك الفترة في النقد لم يتنبه له إلا ابن أبي عتيق، وهذا المقياس متمثلاً في قوله عن شعر عمر ابن أبي ربيعة:
"لشعر عمر ابن أبي ربيعة نوطة في القلب، وعلوق في النفس، ودرك للحاجة ليست لشعر، وما عُصي الله جلّ وعزّ بشعرٍ أكثر مما عُصي بشعر ابن أبي ربيعة"
ونفهم من هذا القول أن الشعر الذي يلبي نزعات النفوس في عصره، ويدفعها بجمال تصويره وقوة تأثيره إلى عصيان الله في سبيل إشباع رغباتها المكبوتة قد صار من الأصول أو القيم النقدية التي تؤخذ في الاعتبار عند إرادة التفضيل بين شعر وشعر، أو بين شاعر وآخر، وابن أبي عتيق أول من نوّه بهذا المقياس، ولفت الأنظار إليه في مفاضلاته الشعرية، وأبرزه في أحكامه التي قرر بها واقعهاً ملموساً، واتجاهاً موجوداً في شعر معاصريه الحجازيين.
ترمز:
في الواقع إلى دور العاطفة وإصابة الغرض وأثرهما في جمال الشعر وقيمته .
إجابة السؤال الثاني : " عشرون درجة "
وضحي الشاهد النقدي ، مع التوضيح والتعليل لما تقولين :
1. سقط النصيف ولم ترد إسقاطه فتناولته واتقتنا باليــــــد " درجتان"
بمخضب رخص كأنه بنانه عنم يكاد من اللطافة يعقد
الشاهد النقدي :
لاحظ أهل يثرب على النابغة خللا في موسيقاه واضطرابا في أوزانه يقول ابن سلام في حديثه عن الطبقة الأولى من فحول الجاهلية: " ولم يقو من هذه الطبقة ولا من أشباهها أحد الا النابغة في قوله السابق
2- عميرة ودع إن تجهزت غاديا كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا " درجتان"
3- وقد رأينــــا بها حوراً منعَّمــــةً بيضا تكامل فيها الدَّلُّ والشَّنبُ " درجتان"
الشاهد النقدي : حدثوا أن الكميت بن زيد أنشد نصيباً القرشي يوماً وهو يستمع له، حتَّى أنشده:
وقد رأينا بها حوراً منعَّمةً ... بيضا تكامل فيها الدَّلُّ والشَّنبُ
فثنى نصيب خنصره، فقال له الكميت: ما تصنع؟ فقال: أحصي عليك خطأك، أما ترى كيف تباعدت في قولك: تكامل فيها الدل والشنب، هلا قلت كما قال ذو الرمة:
لمياءُ في شفتيها حوَّةٌ لَعسٌ ... وفي اللِّثاثِ وفي أنيابها شنبُ
الشاهد النقدي : الدَّلُّ والشَّنبُ
العبارة النقدية : قول الكميت : ما تصنع؟ فقال: أحصي عليك خطأك، أما ترى كيف تباعدت في قولك: تكامل فيها الدل والشنب، هلا قلت كما قال ذو الرمة:
لمياءُ في شفتيها حوَّةٌ لَعسٌ ... وفي اللِّثاثِ وفي أنيابها شنبُ
قال المبرد: والذي عاب نصيب من قوله: (تكامل فيها الدل والشنب) قبيح جداً، وذلك أن الكلام لم يجر على نظم، ولا وقع الى جانب الكلمة ما يشكلها، وأول ما يحتاج اليه القول أن ينظم على نسق، وأن يوضع على رسم المشاكلة.
4- هذا ابن عمي في دمشق خليفــة لـــــــو شئت ساقكم الى قطينا " درجتان"
الشاهد النقدي :
" قال الوليد: أما والله لو قال لو شاء ساقكم لفعلت ذاك به !! ولكنه قال لو شئت فجعلني شرطيا له.
5- أتصحو أم فؤادكَ غيرُ صـــــــاح عشية همَّ صحبكَ بالــــــرواحِ " درجتان"
الشاهد النقدي : قال عبد الملك : بل فؤادكَ أنت . واستمر جرير في إنشاد قصيدته حتى قال :
ألَسْتُمْ خَيرَ مَن رَكِبَ المَطَايا و أندى العالمينَ بطونَ راحِ
فجعل الخليفة يقول : نحن كذلك ، ردها علي ، فأعادها جرير، والخليفة يزداد طربا ، ويقول : من مدحنا منكم فليمدحنا بمثل هذا أو ليسكت .
6- ألَسْتُمْ خَيرَ مَن رَكِبَ المَطَايـــــــا وأندى العالمينَ بطـــــونَ راحِ " درجتان"
الشاهد النقدي : فجعل الخليفة يقول : نحن كذلك ، ردها علي ، فأعادها جرير، والخليفة يزداد طربا ، ويقول : من مدحنا منكم فليمدحنا بمثل هذا أو ليسكت .
- وفي رواية حدثني أبو عمران بن عبد الملك بن عمير، عن أبيه وحدثنيه عوانة أيضاً قال : صنع عبد الملك بن مروان طعاماً فأكثر وأطاب ودعا إليه الناس فأكلوا، ... ( فقال عبد الملك بن مروان لرجل من بني عذرة ) : هل لك علم بالشعر ؟ قال : سلني عما بدا لك يا أمير المؤمنين، قال : أي بيت قالت العرب أمدح ؟ قال : قول جرير :
ألستم خير من ركب المطايا ...... وأندى العالمين بطون راح
7- يعتدل التاج فـــوق مفرقـــه عــــــــــلى جبين كأنه الذهب " درجتان"
الشاهد النقدي : فقال له الخليفة : يا ابن قيس تمدحني بالتاج كأني من العجم ! ، وتمدح " مُصْعَبا " كأنه شهب من الله . وذكَّر الشاعر بما قال في مدح مصعب بن الزبير ، و رأى ذلك أجمل مما قال فيه في قوله :
إنما مصعب شهاب من الله تجلّت عن وجهه الظـلماء
ملكه ملك عِزّة ليس فيـــه جَبروت ولا به كِبرياء
8- قالت الكبرى : أتعرفن الفتى؟ قالت الوسطى : نعمْ ، هذا عمر" درجتان"
قالت الصغرى ، وقد تيمتها: قد عرفناهُ ، وهل يخفى القمر !
الشاهد النقدي : أنشد عمر بن أبي ربيعة ابن أبي عتيق قوله السابق
فقال له ابن أبي عتيق :أنت لم تنسب بها ، وإنما نسبت بنفسك كان ينبغي أن تقول : قلت لها فقالت لي ، فوضعت خدي فوطئت عليه .
9- وما روضة بالحزن طيبة الثرى يمج الندى جثجاثها وعرارهـــا" درجتان"
بأطيب من أردان عزة موهنـــــا وقد أوقدت بالمندل الرطب نارهـا
الشاهد النقدي : روى صاحب العقد قال: دخل كثير عزة عل سكينة بنت الحسين رضى الله عنه فقالت له يا ابن أبي جمعة أخبرني عن قولك في عزة:
وما روضة بالحزن طيبة الثرى يمج الندى جثجاجها وعرارها
بأطيب من أراد ان عزة موهنــــا وقد أُقدت بالمندل الرطب نارها ويحك ! وهل على الأرض زنجية منتنة الإبطـين توقد بالمندل نارها إلا طاب ريحها ؟ ألا قلت كما قال عمك امرؤ القيس:
ألــم ترياني كلما جئت طارقـــا
وجدت بها طيبا وان لم تطيب ؟
10.ثم اسبطرت تشتد في أثـــــــري تسأل أهل الطواف عن عمـــــــر " درجتان"
الشاهد النقدي : والله لو وصفتَ بهذا هِرّة أهلِك لكان كثيراً! ألا
قلت كما قال هذا، يعني الأحوص:
أَدور
ولولا أن أرى أم جَعْفر ... بأبياتِكم ما دُرتُ حيثُ أدورُ
وذلك حين قَدم عمرُ بن أبي ربيعة المدينةَ، فأقبل إليه الأحوصُ ونُصيب، فجعلوا
يتحدثون. ثم سألهما عمرُ عن كُثيّر عَزّة، فقالوا: هو هاهنا قَريب. قال: فلو أرسلنا
إليه؟ قالا: هو أشدّ بَأْوا من ذلك. قال: فاذهبا بنا إليه. فقاموا نحوَه، فألفَوْه
جالساً في خَيمة له. فو الله ما قام للقُرشيّ، ولا وَسّع له. فجعلوا يتحدّثون
ساعة. فالتفت إلى عمر بن أبي ربيعة، فقال له: إنك لشاعر لولا أنك تُشبِّب بالمرأة،
ثم تَدعها وتُشبِّب بنفسك.
إجابة السؤال الثالث: " خمسة عشر درجة "
أ ـ أكملي باختيار الإجابة الصحيحة من بين الأقواس مما يأتي : " خمس درجات "
1- عالج ابن سلام في " طبقات فحول الشعراء " قضية ............ " درجة واحدة "
(انتحال الشعر- النظم - اللفظ والمعنى )
2- الخطوة الأساس في النقد كما عرضها ابن سلام في طبقات فحول الشعراء هي ........... " درجة واحدة "
(تحليل النصوص – توثيق النصوص - ترتيب النصوص )
3 - نبع نقد عمر بن الخطاب للشعر من .............. " درجة واحدة "
( صدق التجربة – قيمته الإنسانية – الذوق الخاص )
4- جاء تقسيم ابن سلام للطبقات كل طبقة .............. شعراء. " درجة واحدة "
(أربعة – خمسة – سبعة).
5- النقد الموضوعي قائم على ................. " درجة واحدة "
( الذوق – التعليل – الذوق والتعليل معًا)
ب- من خلال دراستك لجهود الجاحظ النقدية وضحي : " عشر درجات "
1- رأي الجاحظ في قضية الصراع بين القديم والحديث. " خمس درجات "
كان أسبق النقاد تحررا من التعصب للقديم ، فالشعر عنده حسن أو قبيح لذاته دون نظر لقائله أو زمنه أو مكانه
2- منطق الجاحظ النقدي في الأسلوب . " خمس درجات "
أما الأسلوب فإن الجاحظ يوجب فيه التوسط بحيث لا يهبط إلى الإ سفاف ، ولا يرتفع إلى الغريب الوحشي ومدار ذلك على الوضوح والسهولة والابانة فهو " يحتاج من اللفظ إلى مقدار يرتفع به عن ألفاظ السفلة والحشوة ، ويحطه عن غريب الأعراب ووحشي الكلام "
السؤال الرابع: " خمس درجات "
ضعي علامة صح أمام العبارة الصحيحة(√) وعلامة خطأ (× ) أمام العبارة الخاطئة فيما يأتي مع تصحيح العبارة الخاطئة :
1- عاش ابن أبي عتيق في العصر الجاهلي. ( × ) في العصر الأموي
نهض الشعر الحجازي وتطور في العصر الأموي بسبب انتشار الإسلام ( × )
بسبب شيوع الغناء .
2- العلاقة بين المعنى اللغوي والاصطلاحي لكلمة (نقد) هي : الكشف و التمييز بين الصحيح والخاطئ في كلٍ . ( √ )
3- اختلف الميزان النقدي في العصر الجاهلي عنه في عصر صـــــــــدر الإسلام. ( √ )
4- النقد في العصر الجاهلي كان يعتمد أساسا على الإحساس والذوق الفطري( √ )
وفقكن الله،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أستاذ المادة /
د. عبير عبد الصادق