نَعَم هذِهِ أَطلالُ سُلمى
رقم القصيدة : 71185 | نوع القصيدة : فصحى | ملف صوتي: لا يوجد |
نَعَم هذِهِ أَطلالُ سُلمى فَسَلِّمِ | وَأَرخِ بِها سَيلَ الشُؤونِ وَأَسجِمِ |
وَقِف في مَغانيها وَعَفِّر بِتُربِها | صَحيفَةً حُرِّ الوَجهِ قَبلَ التَندُّمِ |
فَثَمَّ مَقيلُ الوَجدِ لا بَل مُقامُهُ | وَثَمَّ هَوى نَفسِ المَشوقِ المُتَيَّمِ |
وَمَسحَبُ أَذيالٍ لِغِزلانِ جيرَةٍ | سَقَوني سُلافَ الوَصلِ غَيرَ المُفَدَّمِ |
غَضارَةُ عَيشٍ قد تَوَهَّمتُ أَنها | تَدوم فكان الأَمر غَيرَ التَوَهُّمِ |
متى تَذكُرَ اهالي تَهِج بين أَضلُعي | عَقابيلُ وَجدٍ كالحريقِ المُضرَّمِ |
أَقولُ لِصَحبي وَالمَراسيلُ تَرتَمي | بِنا سُهَّما تَرمي الفَيافي بِسُهَّمِ |
أَلا عَوجَةٌ مِنكم على الربعِ رُبَّما | شَفَيتَ الذي بي أَو قَضَيتُ تَلَوُّمي |
فَعاجوا فَغَطَّت ناظِرَ العَينِ عَبرَةٌ | فَلم أَتَبَيَّن شاخِصاً مِن مُهدَّمِ |
أَجدَّ كما أَن لّا أَمُرَّ بِمَنزِلٍ | لِمَيَّةَ إِلّا أَمزُجُ الدَمع بِالدَمِ |
وَلا أَستَبينَ البَرقَ يَفري وَميضُهُ | جَلابيبَ مَسدولٍ مِن الجُنحِ مُظلِمِ |
بِجِزعِ اللِوى إِلّا أَبيتُ مُسَهَّداً | كأَنَّ شَراسيفي نُفِذنَ بِأَسهُمِ |
سَهِرنا فَناموا وَاِرتَحَلنا فَخَيَّموا | عَناءٌ لِنَجدِيٍّ عَلاقَةُ مُتهِمِ |
بَلى حينَ خادَعتُ اللَجاجَةَ بِالأَسى | وَمَنَّيتُها بِالظَنِّ صَبرَ المُرَجِّمِ |
تَراءَت لِمَشغوفٍ بِها لِتُعيدَهُ | ظَلومَ الهَوى في دائِهِ المُتَقَدِّم |
وَأَوحَت إِلى طَرفي بِإيماضِ طَرفِها | وَهَزَّت قَواماً كَالقَضيبِ المُنَعَّمِ |
فَكُنتُ أُمَنّي النَفسَ جِدَّ مُمازِحٍ | فَعُدتُ بِما شاهَدتهُ جِدَّ مُغرَمِ |
وقائِلَةٍ لي وَالرِكابُ مُناخَةٌ | وَقد رَقرَقَت دَمعَ الحَزينِ المُكَتَّمِ |
إِلى كَم بِها تَرمي الفِجاجَ مُخاطِراً | وَلِلرِّزقِ أَسبابٌ بِدونِ التَجَشُّمِ |
فَقُلتُ لَها مَهلاً فَإِنََ تَقَلقُلي | إِلى كَعبَةٍ يَهوي لها كلُّ مُعدِمِ |
وَيَنتابُها قَومٌ كِرامٌ أَعِزَّةٌ | فَفيها اِبنُ عُكّازٍ وَفيها اِبنُ ضَيغَمِ |
مَناسِكُ حجٍّ قد أُقيمَت فُروضُها | خَلا أَنَّ مَن يَسعى بها غير مُحرِمِ |
بَناها عِمادُ الدينِ وَالفَضلِ قاسِمٌ | وَبَوَّأَها أَبناءَهُ قُل وَأَعظِمِ |
هُمُ القَومُ لا الجاني عَلَيهِم بِسالِمٍ | وَلا جارُهُم لِلحادِثاتِ بِمُسلَمِ |
إِذا نَزَلوا الأَرضَ الجَديبَ تَزَخرَفَت | وَإِن نازَلوا شَقيَ القَنا بِالتَحَطُّمِ |
وَتَجهَلُ أَيديهِم عَلى المالِ في النَدى | وَتَحلُمُ عَمَّن ذَنبُهُ بِالتَكَلُّمِ |
عَلى رِسلِكُم يا طالِبي المَجدِ فاتَكُم | إِلى غَلَواتِ المَجدِ جَريُ المُطَهَّمِ |
أَغَرُّ عَلَيهِ لِلطّلاقَةِ ميسَمٌ | يَلوحُ لَها نورٌ بِدونِ تَوَسُّمِ |
سَرى لِلعُلا وَهناً وَأَصبَحَ غَيرُهُ | وَهَيهاتَ سارٍ لِلعُلا مِن مُهَوِّمِ |
فَتى طَلِباتٍ إِن تَباعَدنَ نالَها | بِجُردِ المَذاكي وَالوَشيجِ المُقَوَّمِ |
وَعَزمَةِ سَبّاقٍ إِلى كُلِّ غايَةٍ | وَهِمَّةِ مِقدامٍ عَلى كلِّ مُعظَمِ |
لَعَمري لِفَرعٍ بَين قَيسٍ وَحاجِبٍ | قَديماً وَلِلفَيّاضِ قاسِمُ يَنتَمي |
لِفَرعٍ زَكا في مَغرِسِ الفَضلِ أَصلُهُ | وَفاحَ شَذاهُ بَينَ عُربٍ وَأَعجُمِ |
إِلَيهِ مَصوناتُ المَعالي تَشَوَّفَت | تَشَوُّفَ ذي وَجدٍ إِلى الزَوجِ أَيِّمِ |
وَلوعٌ بِكَسبِ بِكَسبِ الحَمدِ وَالمَجدِ هاجِرٌ | خِلالَ الدَنايا شيمَةً بِتَشَيُّمِ |
إِذا ما اِنتَدى زُوّارُهُ وَضُيوفُهُ | تَبَدّى كَبَدرِ التِمِّ مِن بينِ أَنجُمِ |
يُغادونَ مَغشِيَّ الرِواقَينِ باسِماً | قَبائِلُ شَتّى مِن فَصيحٍ وَأَعجَمِ |
فَمِن مُعلِنٍ شُكراً وَمن طالِبٍ جداً | وَمن مُستَقيلٍ عَثرَةَ المُتَنَدِّمِ |
أَبا الفَضلِ لَم يَفضُلكَ زَيدٌ وَحاتِمٌ | وَمَعنٌ إِذا قِسنا بِغَيرِ التَقَدُّمِ |
لَئِن هُم أَبانوا في العُلا مَنهَجَ النَدى | لَكَم شِدتَ فيها مَعلَماً بَعدَ مَعلَمِ |
تَرَحَّلتُ عَنكُم لا اِغتِباطاً بِغَيرِكُم | وَلا عَن مُقامٍ في حِماكُم مُذَمَّمِ |
فَكُنتُ وَسَيري وَاِعتِياضي سِواكُمُ | كَبائِعِ دينارٍ بِمَغشوشٍ دِرهَمِ |
فَجاءَكَ بي وُدٌّ قَديمٌ غَرَستَهُ | وَتابَعتَهُ سَقياً بِسَجلِ التَكَرُّمِ |
إِلَيكَ رَحَلنا كُلَّ مَحبوكَةِ القَرا | أَمونِ السُرى بَينَ الجَديلِ وَشَدقَمِ |
إِذا اِلتَحَفَت أُكمُ الفَيافي بِآلِها | وَنُشِّرَ فيها كَالمُلاءِ المُعَلَّمِ |
تَزِفُّ كَهَدّاجِ يَؤُمُّ فِراخُهُ | تَنَكَّسُ مِن ريحٍ وَغَيمٍ مُخَيِّمِ |
هَدى ما هَدى حَتّى إِذا اللَيلُ جَنَّةُ | وَخافَ اِرتِكامَ العارِضِ المُتَبَسِّمِ |
تَنَفَّسَ مَزؤوداً وَخَفَّ كَأَنَّهُ | فُلَيتَهُ مَسنونِ الصَوائِدِ أَقطَمِ |
طَوَيتُ بِأَيدها الفَلا مُتَعَسِّفاً | بِها مِيثَها وَالأَمعَزَ المُتَسَنَّمِ |
لِأَحظى بِقُربٍ مِنكَ إِذ جُلُّ مُنيَتي | لِقاكَ وَأُهدي الشُكرَ غَيرَ مُجَمجِمِ |
ثَناءٌ كَنَشرِ الرَوضِ راوَحهُ النَدى | وَغاداهُ مَعلولُ الصَبا المنُتَنَسَّمِ |
وَصَلِّ إِلهي ما هَمي الوَدقُ أَو شَدا | عَلى الأَيكِ مِطرابٌ بِحُسنِ التَرَنُّمِ |
عَلى المُصطَفى الهادي الأَمينِ وَآلهِ | وَأَصحابِهِ وَالتابِعينَ وَسَلِّمِ |
هل أعجبتك القصيدة؟ اضغط زر (اعجبني) لتشارك آلاف المعجبين
.
![]() ![]() |
![]() ![]() |