هيَ الرُبوعُ فِقِف في عَ
رقم القصيدة : 71160 | نوع القصيدة : فصحى | ملف صوتي: لا يوجد |
هيَ الرُبوعُ فِقِف في عَرصَةِ الدارِ | وَحَيِّها وَاِسقِها مِن دَمعِكَ الجاري |
مَعاهِدي وَلَيالي العُمرِ مَقمرَةٌ | قَضَيتُ فيها لُباناتي وَأَوطاني |
بَكَت عَلَيها غَوادي المُزنِ باكِرَةً | وَجَرَّتِ الريحُ فيها ذَيلَ مِعطارِ |
مَجَرَّ أَذيالِ غَضّاتِ الصِبا خُردٍ | حورِ المَدامِعِ المَدامِعِ مِ الأَدناسِ أَطهارِ |
كَأَنَّما أُفرِغَت مِن ماءِ لُؤلُؤَةٍ | نوراً تَجَسَّدَ في أَرواحِ أَبشارِ |
لِلسَّمعِ مَلهىً وَلِلعَينِ الطَموح هَوىً | فَهُنَّ لَذَّةُ أَسماعٍ وَأَبصار |
إِذا هَزَزنَ القُدودَ الناعِمات تَرى | أَغصانَ بانٍ تَثَنَّت شبهَ أَقمارِ |
تَشكو مَعاطِفُها إِعيا رَوادِفِها | يا لِلعَجائِب ذا كاسٍ وَذا عاري |
فَكَم صَرَعنَ بِسَهمِ اللَحظِ من بَطَلٍ | عَمداً فَعَلنَ وَما طولِبنَ بِالثارِ |
يَصبو إِلَيهِنَّ مَخلوعٌ وَذو رَشَدٍ | وَلَيسَ يَدنينَ مِن إِثمٍ وَلا عارِ |
تِلكَ العُهودُ التي ما زِلتُ أَذكُرها | فَكَيفَ لا وَالذي أَهواهُ سَمّاري |
أَستَغفِرُ اللَهَ لكِنَّ النَسيبَ حُلىً | يُكسى بِها الشِعر في بادٍ وَفي قاري |
قَد أَنشَدَ المُصطَفى حَسّانُ مُبتَدِئاً | قَولاً تَغَلغَل في نَجدٍ وَأَغوار |
غَرّاءُ واضِحَةُ الخَدَّينِ خُرعُبَةٌ | لَيسَت بِهَوجا وَلا في خَمسِ أَشبارِ |
كَأنَّ ريقَتَها من بَعدِ رَقدَتِها | مِسكٌ يُدافُ بِما في دَنِّ خُمّار |
أَقولُ لِلرَّكبِ لَمّا فَرَبّوا سَحَراً | لِلسَّيرِ كلَّ أَمونٍ عَبرِ أَسفارِ |
عيساً كَأنَّ نعامَ الدَوِّ ساهَمها | ريشَ الجَناحِ فَزَفَّت بعدَ إِحضارِ |
حُثّوا المَطِيَّ فَغِبَّ الجِدِّ مَشرَبُكُم | مِن بحرِ جودٍ خَضمِّ الماءِ زَخّارِ |
يُروي عِطاشَ الأَماني فَيضُ نائِلِهِ | إِذا اِشتَكَت مِن صدى عُدمٍ وَإِقتار |
مَلكٌ تَجَمَّلتِ الدُنيا بِطَلعَتِه | وَأَسفَر الكَونُ عَنهُ أَيَّ إِسفارِ |
ملكٌ تَفَرَّعَ من جُرثومَةٍ بَسَقَت | في باذِخِ المَجدِ عَصراً بَعدَ أَعصارِ |
هُم جَدَّدوا الدين إِذ خَفيَت مَعالِمُهُ | وَفَلَّلوا حَدَّ كِسرى يَوم ذي قارِ |
هُم المُصيبونَ إِن قالوا وَإن حَكَموا | وَالطَيّبونَ نَثا مَجدٍ وَأَخبارِ |
وَالباذِلونَ نَهارَ الرَوعِ أَنفُسَهم | وَالصائِنوها عَنِ الفَحشاءِ وَالعارِ |
مَجدٌ تَأَثَّلَ في نَجدٍ وَسارَ إِلى | مَبدى سُهَيلٍ وَأَقصى أَرض بُلغارِ |
مَحامِدٌ في سَماءِ المَجدِ مُشرِقَةٌ | مِثلَ النُجومِ التي يَسري بِها الساري |
لكِنَّ تاجَ مُلوكِ الأَرضِ إِن ذُكروا | يَوماً وَأُرجِحَ في فَضلٍ وَمِقدار |
عَبدُ العَزيزِ الذي كانَت خِلافَتُهُ | مِن رَحمَةِ اللَهِ لِلبادي وَلِلقاري |
أَعطاهُمُ اللَهُ أَمناً بَعد خَوفِهِمُ | لَمّا تَوَلّى وَيُسرً بَعدَ إِعسارِ |
أَشَمُّ أَروعُ مَضروبٌ سُرادِقُهُ | عَلى فَتى الحَزمِ نَفّاعٍ وَضَرّارِ |
مُظَفَّرُ العَزمِ شَهمٌ غَيرُ مُؤتَشِبٍ | مُسَدَّدُ الرَأيِ في وِردٍ وَإِصدارِ |
ما نالَ ما نال إِلّا بَعدَ ما سَفَحَت | سُمرُ العَوالي دَماً مِن كلِّ جَبّارِ |
وَجَرَّها شُزَّباً تَدمى سَنابِكُها | تَشكو الوَجا بَينَ إِقبالٍ وَإِدبارِ |
تَعدو بِأُسدٍ إِذا لاقَوا نَظائِرَهُم | باعوا النُفوسَ وَلكِنَّ القَنا الشاري |
يَحكي اِشتِعالُ المَواضي في أَكُفِّهِمُ | تَأَلُّقَ البَدرِ في وَطفاءَ مِدرارِ |
وَكَم مَواقِفِ صِدقٍ في مَجالِ وَغىً | حَكَّمتَ فيها سِنانَ الصَعدَةِ الواري |
وَكَم عُلا طَلَّقَتها نَفسُ عاشِقِها | مِن خَوفِ بِأَسكَ لا تَطليقَ مُختارِ |
قَهراً أَبَحتَ حِماهُم بِالقَنا وَهُمُ | أُسدٌ وَلكِن أَتاهُم ضَيغَمٌ ضاري |
سَربَلتَ قَوماً سَرابيلَ الندى فَبَغوا | فَسُمتَهُم حَدَّ ماضي الضَربِ بَتّار |
نَسَختَ آياتِ مَجدِ الأَكرَمينَ وَما | يَبني المَعالي سِوى سَيفٍ وَدينارِ |
ذا لِلمُقيمِ عَلى النَهجِ القَويمِ وَذا | لِكُلِّ باغٍ بِعَهدِ اللَهِ غَدّارِ |
فَدُم شَجىً في حُلوقِ الحاسِدينَ هُدىً | لِلمُهتَدينَ غِنىً لِلجارِ وَالطاري |
وَهاكَ مِنّي مَديحاً قَد سَمِعتَ لهُ | نَظائِراً قَبلُ مِن عونٍ وَأَبكارِ |
غَرائِباً طَوَّقَ الآفاقَ شارِدُها | تَبقى عَلى الدَهرِ طَوراً بَعد أَطوارِ |
لَولاكَ ما كُنتُ بِالأَشعارِ ذا كلَفٍ | وَلا شَرَيتُ بِها مَعروفَ أَحرارِ |
وَمَوقِفُ الهونِ لا يَرضى بِهِ رَجُلٌ | لَو أَنَّهُ بَينَ جَنّاتٍ وَأَنهارِ |
طَوَّقتَني كَرماً نُعمى فَخَرتُ بِها | بَينَ البَريَّةِ مِن بَدوٍ وَحُضّار |
لَأَحمَدَنَّ زَماناً كان مُنقَلَبي | فيهِ إِلَيكُم وَفيكم ضُغتُ أَشعاري |
فَإن شَكَرتُ فَنُعماكَ التي نَطَقَت | تُثني عَليكَ بِإِعلاني وَإسراري |
وَصلِّ رَبِّ على الهادي وَشيعَتهِ | وَصَحبهِ وَارضَ عَن ثانيهِ في الغار |
هل أعجبتك القصيدة؟ اضغط زر (اعجبني) لتشارك آلاف المعجبين
.
![]() ![]() |
![]() ![]() |