يا بارِقاً باتَ يُحيي
رقم القصيدة : 71163 | نوع القصيدة : فصحى | ملف صوتي: لا يوجد |
يا بارِقاً باتَ يُحيي لَيلَهُ سَهَرا | لَم تَروِ لي عَن أُهَيلِ المُنحَنى خَبَرا |
وَهَل تَأَلَّقتَ في تِلكَ الرُبوعِ وَهَل | جَرَّت عَلَيها الصَبا أَذيالَها سَحَرا |
لا أَستَقيلُ الهَوى مِمّا أُكابِدُهُ | وَلا أُبالي بِمَن قَد لامَ أَو عَذَرا |
نَفسي الفِداءُ لِأَقوامٍ مى ذُكِروا | تَحَدَّرَت عَبَراتي تُشبِهُ المَطَرا |
مَن لي بِأَحوَرَ مَهزوزِ القَوامِ إِذا | بَدا تَوَهَّمتُهُ في سَعدِهِ القَمَرا |
يُجنيكَ مِن خَدِّهِ وَرداً وَمِن فَمهِ | شَهداً مُذاباً وَمن أَلفاظِهِ دُرَرا |
يَحلو لِعَينَيكَ حُسناً في غَلائِلِهِ | وَيَطرُدُ الهَمَّ إِمّا كانَ مُؤتزِرا |
أَستَغفِرُ اللَهَ ما لي بَعدَ بَزَغَت | شَمسُ المَشيبِ بِلَيلِ الفودِ وَاِنحَسَرا |
فَدَع تَذَكُّرَ آرامٍ شُغِفتَ بهِم | أَيّامِ رَوضُ التَصابي بِالصِبا خَضِرا |
وَاِصرِف مَقالَكَ فيمَن لَو نَظَمتَ لهُ | زُهرَ الكَواكِبِ مَدحاً كانَ مُحتَقَرا |
مَلكٌ تَكوَّنَ من بَاسٍ وَمن كَرَمٍ | يُفني الصَفاتِ وَيَسقي ضِدَّه كَدرا |
طَغَت بِيامٍ أَمانيها فَجرَّ لها | دُهمَ الكَتائِبِ فيها كلُّ لَيثِ شَرى |
جُرداً مَتى صَبَّحت حيّاً بِمَنزِلهِ | لَم تَلقَ مُعتَصَماً مِها وَلا وَزَرا |
فَصَبَّحَتهُم جُنودُ اللَهِ ضاحِيَةً | فَغادَرَتهُم لِحَدِّ المَشرَفي جُزُرا |
قَواضِبٌ كَتَبَت أَيدي المنونِ بِها | آجالَ مَن خانَ عهدَ اللَهِ أَو غَدرا |
أَهَجتُمُ أَسداً تُدمي أَظافِرهُ | كَم أَصيَدٍ تَرَكَت في التُربِ مُعتَفِرا |
ما حكتمُ فَاِقتَضاكُم ذو مُماحَكَةٍ | ما اِعتداَ في طَبعهِ جُبناً وَلا خَورا |
فَجاءَكم حيثُ لا خُفٌ يَسيرُ بكُم | وَلا جَناحٌ إِذا ما طِرتُمُ شُهرا |
وَلَّيتُمُ بينَ مَقتولٍ وَمُنهَزمٍ | قَدِ اِستَعارَ جناحَ الرَألِ إِذ ذُعِرا |
يَدعو الوَليدُ أَباهُ بعدَ مَعرِفَةٍ | فَما يُردُّ له ليتاً وَإن جَأرا |
لَمّا اِنجَلَت عَنكمُ غُمّاءُ جَهلِكمُ | كُنتُم كنا كِثَةِ الغَزلِ الذي ذُكرا |
وَبَعدَها إِن أَرَدتُم سوءَ مُنقَلبٍ | فَشاغِبوا أَو فَقولوا لا إِذا أَمرا |
فَمن يَكونُ كَعبدِ اللَهِ يومَ وَغىً | إِذا الكُماةُ تَهابُ الوِردَ وَالصَدَرا |
الضارِبِ القِرنَ هَبراً وَالقَنا قَصداً | وَمُكرِهِ الخَيلِ حَتّى تَركب الوَعر |
شِبلُ الأُسودِ التي كانَت فرائِسهُم | صيدَ المُلوكِ إِذا ما اِستَشعَرُ صَعرا |
هلّا سَأَلتُم عُماناً كيفَ أَشعَلَها | ناراً إِلى الآنِ فيها تَقذِفُ الشَررا |
لاذوا بِمَعقَلِهِم أَن سَوفَ يَمنَعُهُم | فَجاءَهُم كَعُقابِ الجَوِّ إذ كَسَرا |
وَأَنتُمُ ذُقتُمُ من بَأسِهِم طَرفاً | يَومَ العُنَيقا دِماكُم أُلغِيَت هَدرا |
وَفي البَطاريقِ يَومَ الشَقبِ مُعتَبَرٌ | لَو كانَ فيكُم رجالٌ تَعقِلُ الخَبَرا |
يا أَيُّها المَلكُ المَيمونُ طائِرهُ | اِنشُر لِواءَكَ تَلقَ العِزَّ وَالظَفرا |
بِسَعدِ جدِّكَ هذا الدَهرُ مُبتَسِماً | بَعدَ العَبوسِ وَهذا المَجدُ مُفتَخرا |
فَاِنهَض فَأنت بِحَولِ اللَه مُنتَصَرٌ | وَاِملِك إِذا شِئتَ باديها وَمن حَضرا |
وَشِد قَواعِدَ مَجدٍ كان وطَّدَهُ | قِدماً أَبوك وَبحرُ الموتِ قد زَخرا |
وَاِشدُد يَدَيكَ بِسَيفٍ إِن ضَرَبتَ بهِ | أَصبَحتَ تَحمدُ من أَفعالهِ الأَثَرا |
أَمضى مِنَ العَضبِ مَصقولاً عَزائِمهُ | طَوعاً لِأَمرِكَ فيما جَلَّ أَو صَغُرا |
لا زِلتُما فَرقَدَي أُفقٍ بِلا كَدَرٍ | تُقَضِيّانِ بأسنى الرُتبَةِ العُمُرا |
هل أعجبتك القصيدة؟ اضغط زر (اعجبني) لتشارك آلاف المعجبين
.
![]() ![]() |
![]() ![]() |