الرئيسية

علم الوراثة Genetics
في البداية يجب ان نعرف ان علم الوراثة من العلوم الحديثة اذا ما قارناه بالعلوم الأخرى, فهو ثمرة من ثمار القرن العشرين حيث بدأت تتضح ملامحه اعتبارا من عام (1900) حين اكتشف بعض الباحثين المشاهدات التى حصل عليها مندل عام (1865) والتى بناء عليها وضع قانونيه الأول والثانى. وخلال هذه الفترة الوجيزة توصل علماء الوراثة الى تفهم الكثير من خفاياها سواء على مستوى العشائر أو العائلات او الافراد أو حتى الجزىء الكيميائى. وقد اتضح من الكثير من الدراسات ان ميكانيكية التوريث تتشابه الى درجة كبيرة في كل الكائنات التى تتكاثر جنسيا ابتداء من الانسان الى الفأر الى النبات الى البكتريا. ولكن بالرغم من الكمية الكبيرة من المعلومات الوراثية المتراكمة في الوقت الحالى فان المعرفة الوراثية لم تكتمل بعد عند عالم الوراثة, فلازال هناك كثير من الظواهر الغامضة فضلا عن ان الاجابة على سؤال ما كثيرا ما تؤدى بدورها الى العديد من الاسئلة المحتاجة الى اجابات جديدة. وتمتاز الوراثة بانها علم يتدخل في حياة كل انسان بلا استثناء , وكل واحد منا عبارة عن ناتج سلسلة من التزاوجات تمتد الى الوراء في التاريخ لحين بدء الخليقة. أصبح علم الوراثة من العلوم الأساسية حيث انه بالوراثة يمكن تحسين جميع الكائنات الحية النباتية منها والحيوانية وخصوصا التى لها أهمية اقتصادية. أما من حيث السلوك الوراثى للكائنات الحية فعلم الوراثة هو المنوط بدراسة هذه النقطة ويساعد في ذلك كثير من العلوم المرتبطة مثل علم الخلية Cytology وكذلك علم الوراثة السيتولوجية Cytogenetics حيث يمكن دراسة سلوك الكروموسومات من حيث انقسامها لتكوين خلايا جديدة أو لتكوين الخلايا الجاميطية وأيضا علم الطفرات Mutations والتى منها تنتج التصنيفات والاختلافات بين الافراد المكونة للعشيرة. وحيث ان علم الوراثة يرتبط تقريبا بكل العلوم التى تخدم الكائنات الحية ومنها الانسان مثل العلوم الطبية والزراعية والكيماوية بل والعلوم الاجتماعية وكل ذلك يرتبط بالعلوم البيولوجية الحديثة مثل البيوتكنولوجى والهندسة الوراثية والاستنساخ والمعلوماتية الحيوية.