التنمية في الإسلام
الإسلام وضع أساس التنمية البشرية الصحيحة
نظمت اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين المصرين ندوة ابريل بعنوان " الدين و التنمية البشرية استضافت فيها المفكر الكبير الدكتور إبراهيم الفقى خبير التنمية البشرية العالمي و فضيلة الشيخ شوقي عبد اللطيف نائب وزير الأوقاف المصري و رئيس قطاع الشئون الدينية بوزارة الأوقاف و فضيلة الدكتور محمد البرى رئيس هيئة علماء المسلمين السابق.
و أشار عبد اللطيف إلى أن التنمية في الإسلام تنطلق من مفهوم خلافة الإنسان في الأرض " و إذا قال ربك للملائكة أنى جاعل في الأرض خليفة " و في آية أخرى " و إلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيرة هو أنشاكم من الأرض و استعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه أنى ربى قريب مجيب "و العمارة هنا تشمل كل ألوان التعمير في الحياة الكونية و من هنا تبين لنا بان مفهوم التنمية في الإسلام لا يقتصر على الجانب الاقتصادي المادي و إنما يشمل الجانب الروحي و الاخلاقى وهو الأعم و الشامل في الحياة و التي ترتكن عليها كل مقومات الكون من تسامح و أخاء ومحبة بين البشر من اجل أعمار الكون حسب تعالم الإسلام و ما أراد الله به من الإنسان في الأرض و الإنسان هو المحور الاساسى في التنمية لأنه لا غنى للقطاعات التنموية الأخرى عنه و قال تعالى "و لقد كرمنا بني ادم " و أن الله يحب المؤمن المحترف و حاجة العالم إلى التنمية الإسلامية لما حدث به من دمار اقتصادي أخير أدى إلى هزة اقتصادية أثرت على كل العالم
و أشار عبد اللطيف إلى أن التنمية في الإسلام فريضة شرعية حيث قال سبحانه و تعالى " وقل اعملوا فسير الله عملكم و رسوله و المؤمنون " و ارتفع بهذه الفريضة إلى مرتبة العبادة للتأكيد على مسئولية الفرد لابد أن الفرد راع فالكل مسئول عن رعيته مع الدعوة إلى الأخذ بالأساليب العلمية حيث قال فئ آيات كثيرة عن التسلح بالعلم من اجل التنمية " و فوق كل ذي علم عليم "
كما دعا الإسلام إلى حماية البيئة الطبيعية التي وهبها الله تعالى لنا حيث قال " ظهر الفساد في البر و الحر بما كسبت ايدى الناس " و أمر الله تعالى بان يكون الإنسان طيب نظيف كريم جواد و من هنا أكد الإسلام أن التنمية هي الحماية الحقيقية للبشرية من كل ما يهددها .
و أضاف عبد اللطيف أن الإسلام ركز على نماذج قرآنية للتنمية البشرية في المجال الاخلاقى ومنهم على الأنبياء السابقين و هم صالح عليه السلام حيث قال " و إلى ثمود آخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره هو أنشاكم في الأرض و استعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه أن ربى قريب مجيب " و تبى الله داود " و علمناه صنعة لبوس لكم "
.
و قال " و اجعلني على خزائن الأرض أنى حفيظ عليم " و قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون ثم ياتى من بعد ذلك سبع شداد )
و أضاف عبد اللطيف إلى هناك أنواع متعددة في الإسلام منها التنمية الروحية و التي أوصى بها الله سبحانه و تعالى خلقة و حرص الرسول صلى الله عليه و سلم على نقلها للبشرية حيث قال " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "
و أشار الدكتور محمد البرى إلى أن الإسلام كرم الإنسان " و لقد كرمنا بني ادم " و أشار إلى أن الرسول كان كريما جدا حتى مع الأعداء و الأسرى و استشهد بواقعة فتح مكة حين قذف الله الرعب في الأعداء و فروا هاربين و منهم عدى بن حاتم الطايء و لكن أسرت أخته سكانه و اطعم الرسول و أصحابه الأسرى أحسن الأطعمة وأمنهم من خوفهم و عندما طلبت منه صلى الله عليه و سلم إطلاق سراحها لكرم أبواها حاتم الطائي الذي اثني عليه الرسول صلى الله عليه و سلم وافق لها و طلبت قافلة لتأمينها للعودة معها فوافق الرسول علي إطلاق سراح من تريد معها
و عندما عادت قصت على أخيها ما فعله الرسول معها ومرافقيها من كرم ومروءة و أخلاق حسنة أسرع على الفور راغبا في تقبيل قدمي رسول الله الذي رفض و دخل الإسلام دين السماحة و العفة و الكرامة و هي من أهم أهداف التنمية البشرية.
و أشار البرى إلى أن التنمية البشرية في الإسلام لها مفهوم اعم و اشمل من التنمية الغربية حيث أنها في الإسلام جامعة لكل متعلقات التنمية للبشر من أخلاق و اقتصاد وزراعة و مال و أعمال و تجارة و غيرها من مناحي الحياة
و أشار البرى إلى أن المحجبات المحذقات هم فاسدات أخلاقيا و أنهم يخلعون الدين من ضمائرهم
و قال الدكتور إبراهيم الفقى أن الإسلام أشار في حديث نبوي شريف " تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب اله و سنتي " و هذا يشير إلى عمومية الإسلام و تمسكه بأسس التنمية بكل أنواعها و التي تحدث توازن في العلوم الإنسانية حيث إعطانا الله سبحانه و تعالى قدرات غير محدودة و هائلة من اجل استخدام الإنسان هذه القدرات و أعمار الكون حيث قال " و لا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها و ادعوه خوفا و طمعا أن رحمة الله قريب من المحسنين " و الإسلام هو الدستور في كل زمان و مكان عن طريق استخدام العقل البشرى التي حثنا عليها الإسلام
و اشار الفقى إلي أن مخ الإنسان به 150 مليار خليه عقلية يستخدم منها الإنسان 1.1% فقط حسب أخر الإحصائيات العلمية و هذا يؤكد أن الإنسان يستخدم جزء بسيط جدا مما أعطاه الله له و لابد من شكر الله على نعه الكبيرة على البشرية
و أشار الفقى انه لابد من الاعتماد إلى التنمية البشرية الروحية و الابتعاد عن التفكر الاصطناعي دون الروحاني الرباني و البعد عن م يدمر صحة الإنسان و منها العادة السيئة التدخين و التى تهدر الكثير من الأموال على الشعوب و الأمة الإسلامية و هي العادة السيئة و الحرام شرعا
و حدد الفقى أركان خمسة للتنمية البشرية و هي الركن الروحي و التسامح و العطاء و التفاؤل الصحي و لقد كا فى رسول الله صلى الله علية و سلم الأسوة الحسنة حيث قال تعالى " بقد كان لكم في رسول الله أسوة حسن لما كان يرجو الله " و العلم هو أساس الحياة و لابد من التعلم و متابعة و العلماء و الاقتداء بهم و التنمية البشرية هي أساس الإسلام و الجاهل هو عدو نفسه فقط و المرونة هي من سمات الأشخاص الأقوياء و الذين يتحكمون في احساسيهم لتحقيق الأهداف .