تنمية بشرية
تعد تنمية الذات ضرورة لكل فرد حتي يتمكن من مواكبة التطورات والتغيرات في شتي المجالات لاسيما مع التقدم التقني وثورة المعلومات. وليتمكن المرء من الجمع بين الأصالة والمعاصرة، وهذا يتطلب من المرء أن يكون ذا قلب سليم ويتحمل الصعاب ويقوي علي تحمل العقبات وما تهواه النفس من تراخ وسكون.ففي قول الله عز وجل في كتابه الكريم علي لسان سيدنا
ابراهيم : «رب
أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلي ولكن ليطمئن قلبي»
«وإن
من شيعته إبراهيم إذ جاء ربه بقلب سليم»
«إن
ابراهيم كان أمة»
تتضح مدي
قوة القلب في المدلهمات أكثر من المسرات غالبا، وكذلك عند
السرور الشديد .. والذي يتحمل هذه الظروف
غير العادية هو الرجل ذو القلب السليم
وفي تراثنا الإسلامي سواء في
عهد والصحابة والتابعين ومن تلاهم ما يدعو للهمة العالية: فالصحابة وهم
يجاهدون في الغزوات فهم عندهم
قوة قلب
وصدق يقين فيما أخبرهم به رسول الله عز وجل وهذ يتضح في موقف الإمام أحمد بن حنبل
في فتنة خلق القرآن
توقع ايجابي (احتمالين اما النصر أو
الشهادة). فالصحابي الذي كان في يده تمرات سأل النبي صلي الله عليه وسلم: مالي عند
ربي إن قاتلت وقتلت؟
فقال الرسول
صلي الله عليه وسلم: لك
الجنة فقال الصحابي:
انها لحياة طويلة حتي آكل هذه التمرات وألقي بها وانطلق الي المعركة حتي استشهد.
تصور الجنة والنار،
فقد سئل بن تيمية عن أناس يعرفون العقوبة
ويقدمون علي الذنب فقال: إما أنهم لا يصدقون بنصوص الوعيد أو ليس عندهم تصور
ويجدر أن أذكر قصة للشاعر الجاهلي ثابت بن جابر (وكنيته تأبط شرا):
روي الأصفهاني
في كتابه الأغاني أن رجلا ثقفيا أحمقا – يكني بأبي وهب - قابل ثابت بن جابر –
الملقب بتأبط شرا – يروي أنه وجد الغول وأخذه تحت إبطه –تأبطه – فقالوا له تأبطت
الغول تأبطت شرا؟ واشتهر بهذه التسمية
وقال
له الثقفي: بم
تغلب الرجال يا ثابت وأنت دميم وضئيل؟
فرد
ثابت عليه: باسمي
.. ساعة ألقي الرجل أقول له أنا تأبط شرا فينخلع قلبه فأحصل منه علي ما أريد
ففكر
الثقفي وقال له: هل
تبيع لي اسمك؟
فرد
ثابت عليه: وبكم
تشتريه؟
قال الثقفي: بهذه
الحلة الجيدة وباسمي
فرد ثابت
عليه:
وافقت
فأرسل
ثابت أبيات الي زوجة الثقفي الأحمق وقال فيها:
ألا هل
أتي الحسناء أني حليــــــــــلها تأبــــط شرا واكتنــــــــــيت أبـا
وهب
فهبه تسمي
اسمي وسماني اسمــه فأيـن له صبري علي معظم الخـطب
وأين له
بأس كبأســـــــي
وثورتـــــــي وأين
له في كل فادحـــــــة قلبــــي
من هذه الأبيات
يتضح أن الامكانات ليست بالعضلات وكبر الجسم أو جماله فحسب بل والأهم منه قوة
القلب فقد كان ثابت كما وصفقه الأعرابي بأنه دميم وضئيل ورغم ذلك طلب منه معرفة
أسباب قهر الرجال ولم يكتف بذلك بل طلب منه شراؤه وهو مما لا يشتري بل يستنهض وينمي
لكونه كائن
داخل الانسان مثل قوة القلب الذي هو
ملك البدن