الاحماض في المعمل
حمـض الكبريتيـك Sulfuric Acid
أطلق جابر بن حيان على هذا الحمض قديماً زيت الزاج ( Oil of Vitroil ) بسبب تحضيره من تسخين وتقطير الزاج الأخضر ( كبريتات الحديدوز المائية ) , والكبريتات الأخرى المشابهة له .
الصيغة الكيميائية
تحضير حمض الكبريتيك
يعد حمض الكبريت من أوائل الأحماض التي تم التعرف عليها , حيث عرفه العرب منذ القرن الثامن الميلادي , وعرفته أوربا في القرنين الرابع والخامس عشر .
H2SO4
التركيب الكيميائي
الخواص الفيزيائية لحمض الكبريتيك
حمض الكبريتيك سائل عديم اللون .
زيتي القوام لا رائحة له عندما يكون نقياً , إلا أنه يعطي أحياناً رائحة غاز ثالث أكسيد الكبريت (SO3 ) عند وجود هذا الغاز بنسبة عالية اثناء تحضير الحمض . كما يتميز حامض الكبريتيك المركز بأنه موصل للتيار الكهربائي .
يتجمد حمض الكبريتيك عند درجة حرارة 10 درجة مئوية , بينما
يغلي حامض الكبريتيك المركز (100 % وزناً ) عند درجة حرارة 330 درجة مئوية محرراً ثالث أكسيد الكبريت .
تبلغ كثافة حامض الكبريتيك 1.84 جم / ملل
طريقة غرف الرصاص
وتعرف أيضاً بطريقة أكسيد النيتروجين , وهي طريقة قديمة إلا أنها لا زالت تستعمل في بعض البلدان وتتمثل هذه الطريقة في الخطوات التالية :
1- تفاعل ثاني أكسيد الكبريت مع الماء في وجود أكسيد النيتروجين , وفق التفاعل التالي :
SO2 + H2O + NO2 --------> H2SO4 + NO
2- أكسدة أول أكسيد النيتروجين (NO ) الناتج من التفاعل السابق للحصول على ثاني أكسيد النيتروجين وذلك كما يلي :
x2NO + O 2 ---------> 2NO2
3- إعادة ثاني أكسيد النيتروجين لبرج التفاعل مرة أخرى لتفاعله مع الماء وثاني أكسيد الكبريت للحصول على الحامض ... وهكذا .
SO2 + H2O + NO2 ---------> H2SO4 + NO
طريقة التماس ( التلامس )
تم إكتشاف هذه الطريقة عام 1831 م , ثم طورت حتى أصبحت في الوقت الحاضر أرخص طرق تصنيع حمض الكبريت وأكثرها إنتشاراً .
تتم طريقة التماس من خلال عدة مراحل , هي كالتالي :
1- صهر عنصر الكبريت وترشيحة لفصل الأجزاء غير المنصهرة عنه .
2- ضخ المصهور الى وحدة حرق الكبريت للحصول على غاز ثاني أكسيد الكبريت الذي يمرر على سخان ثم الى مرشح الغاز الحار لتنقيته من الشوائب وفقاً للمعادلة التالية :
S + O2 -------> SO2
3- إدخال غاز ثاني أكسيد الكبريت الى برج التحويل المحتوي على محفز – مثل معدن البلاتين أو الفناديوم – ليتأكسد ويتحول الى ثالث أكسيد الكبريت في وجود الهواء عند درجة حرارة معينة للحصول على أعلى مردود (97 % - 98 % ) من الغاز الناتج وفقاً للتفاعل التالي :
x2SO2 + O2 --------> 2SO3
4- إمتصاص غاز ثالث أكسيد الكبريت بواسطة الماء
SO3 + H2O --------> H2SO4
ثم أخذ المحلول الى وسط برج الأوليوم – حامض الكبريت مكثف مذاباً فيه ثالث أكسيد الكبريت – ليقابل حمض الكبريت الداخل من وسط البرج من الطرف الآخر .
5- أخذ جزء من الناتج من أسفل البرج الى مبرد الأوليوم ليصعد جزء منه مرة أخرى الى أعلى البرج , بينما يتجه الجزء الآخر من الحامض الناتج الى الخزانات .
6- سحب الغازات المنطلقة من أعلى برج الأوليوم الى برج الإمتصاص لتقابل حامض الكبريت حيث يمتص جزء منها ويخرج الباقي من فتحة في أعلى برج الامتصاص .
7- تنقية حمض الكبريت وتركيزه , وذلك بتبخير الحامض الناتج للحصول على ثالث أكسيد الكبريت , الذي يتم امتصاصه في أعمدة من الكوارتز لتحويله الى حامض نقي .
مخطط إنتاج حمض الكبريتيك بطريقة التلامس
يختلف تركيز الحمض الناتج باختلاف درجة تبخير الحامض حيث يصل تركيزه الى 96 % عند درجة حرارة 300 درجة مئوية , بينما يصل تركيزه الى 98.3 % عند درجة حرارة 330 درجة مئوية , وللحصول على تراكيز معينة للحامض تستخدم مبخرات خاصة عند ضغوط معينة .
يتفكك حمض الكبريتيك كلياً - عند درجة حرارة 430 درجة مئوية - متحولاً الى بخار الماء و ثالث أكسيد الكبريت الذي يتفكك بدوره الى غازي ثاني أكسيد الكبريت والأكسجين .
حمض الكبريتيك كعامل مزيل للماء
لحمض الكبريتيك ميل كبير للماء واذا مزج معه انطلقت كمية كبيرة من الحرارة , لذلك فمن الخطر عند تخفيف الحمض أن يضاف الماء اليه لان الحرارة الناتجة تعمل على تبخير الماء فيدفع البخار بعض الحمض بقوة كبيرة , لذلك يجب إضافة الحمض بالتدريج الى وعاء كبير من الماء مع التحريك المستمر لتوزيع الحرارة .
يستطيع حمض الكبريتيك انتزاع الماء من كثير من المركبات كالكربوهيدرات حيث يحولها الى كتلة إسفنجية من الكربون .
C12H22O11(s) + 11H2SO4 --------> 12C(s) + 11H2SO4.H2O
كما أن قدرة حمض الكبريتيك على إزالة الماء جعلته يستخدم في تفاعلات الاسترة والنيترة لإزالة الماء الناتج في هذه التفاعلات وبذلك يمنع انعكاس التفاعل .
C2H5OH + CH3COOH = CH3COOC2H5 + H2O
الخواص الحمضية لحمض الكبريتيك
يتأين حمض الكبريتيك في المحلول المائي مكوناً أيونات الهيدروجين .
H2SO4 ===> 2H(+) + SO4(2-) x
يتفاعل حمض الكبريتيك مع القواعد والقلويات مكوناً الكبريتات العادية أو الكبريتات الحمضية .
H2SO4 +2NaOH ------> Na2SO4 + 2H2O
H2SO4 + NaOH ------> NaHSO4 + H2O
ونظراً لارتفاع درجة غليان حمض الكبريت بالنسبة للأحماض العادية الأخرى فإنه أقل تطايراً منها ولذا يتفاعل الحمض المركز مع أملاح هذه الأحماض ويزيح أحماضها .
فيتفاعل مثلاً مع الكلوريدات مكوناً كلوريد الهيدروجين .
H2SO4 +2NaCl = Na2SO4 + 2HCl
و مع النترات مكوناً حمض النيتريك .
H2SO4 +2NaNO3 = Na2SO4 + 2HNO3
كما يمكن أن يتفاعل مع كلاً من CaF2 و NaI
H2SO4 + CaF2 -------> 2 HF + CaSO4
H2SO4 + 2 NaI --------> 2 HI + Na2SO4
حمض الكبريتيك كعامل مؤكسد
لحمض الكبريت المركز الساخن خواص مؤكسدة بالإضافة الى خواصه الحمضية فيتفاعل مع كثير من الفلزات حيث يختزل الى ثاني أكسيد الكبريت كما في حالة النحاس مثلاً .
Cu + 2 H2SO4 ==> CuSO4 + SO2 + 2 H2O
ويتفاعل الحمض المركز مع الخارصين وينتج بالإضافة الى ثاني أكسيد الكبريت بعض كبريتيد الهيدروجين والكبريت .
ويؤكسد الحمض أيضاً كثيراً من اللا فلزات كالكربون والكبريت .
C + 2H2SO4 = CO2 + 2SO2 + 2H2O
S + 2H2SO4 = 3SO2 + 2H2O
تفاعل حمض الكبريتيك مع المركبات العضوية العطرية
يتفاعل حمض الكبريتيك المركز مع الكثير من المركبات العضوية العطرية حيث تستبدل ذرة من ذرات الهيدروجين بها بمجموعة حمض السلفونيك , ولهذا التفاعل أهمية كبيرة في تحضير الكثير من المركبات كا لفينول والسكارين , فيتفاعل مثلاً مع البنزين مكوناً حمض البنزين سلفونيك .
C6H6 + HO.SO2.OH = (C6H5.SO2.OH) + H2O
استخدامات حمض الكبريتيك
لحمض الكبريتيك استخدامات عديدة فهو يدخل بشكل ما في معظم المواد المصنوعة تقريباً ويعتبر مستوى انتاجه دليلاً على القدرة الصناعية لأي بلد وتعود وفرة استخدامه الى رخصه وتنوع تأثيره الكيميائي .
يدخل حمض الكبريتيك في انتاج الأصباغ والكحولات والبلاستيك والمطاط وصناعة الصابون والمنظفات والمفرقعات وحفظ بعض الأطعمة وفي صناعة الورق و صناعة الحديد والنحاس و سحب الألمنيوم , كما يدخل في منتجات صيدلية ونفطية عديدة .
ولعل أهم استخداماته تتمثل بصفة أساس فيما يلي :
1- كمادة مؤكسدة ونازعة للماء .
لذا يستخدم حمض الكبريت في تجفيف المركبات الكيميائية من الماء .
2- إنتاج الأسمدة الكيميائية مثل :
أ- سماد سوبر الفوسفات الأحادية .
وذلك بتفاعل حمض الكبريتيك مع الصخور الفوسفاتية كما يلي :
x2H2SO4 + Ca3(PO4)2 --------> CaSO4 + Ca(H2PO4)2
ب- سماد كبريتات الأمونيوم .
ويحضر بتفاعل حمض الكبريت مع الأمونيا على النحو التالي :
H2SO4 + 2NH3 -------> (NH4)2SO4
3- تحضير الكبريتات .
مثل كبريتات الصوديوم ( تستخدم في صناعة الورق والمنظفات والزجاج وتحلية المياه) , وكبريتات الألومنيوم ( صناعة الزيوت وتكرير النفط) , وكبريتات البوتاسيوم ( صناعة الأسمدة والزجاج والشبة والمواد الغذائية ) .
مثال يوضح كيفية تحضير كبريتات الصوديوم بواسطة حمض الكبريتيك :
H2SO4 + NaCl -------> NaHSO4 + HCl
NaHSO4 + NaCl -------> Na2SO4 + HCl
4- صناعة بطاريات السيارات .
ويسمى حمض الكبريت في هذه الحالة بماء النار أو الأسيد (Acid) , ويصل تركيزه في البطارية الى 33.33 % حامض كبريتيك .
حمض الكبريتيك والمطر الحمضي
تكون الامطار الحمضية
تتكون الامطار الحمضية من تفاعل الغازات المحتوية على الكبريت . واهمها ثاني اكسيد الكبريت مع الاكسجين بوجود الاشعة فوق البنفسجية الصادرة عن الشمس، وينتج ثالث اكسيد الكبريت الذي يتحد بعد ذلك مع بخار الماء الموجود في الجو، ليعطي حمض الكبريت . الذي يبقى معلقا في الهواء على هيئة رذاذ دقيق تنقله الرياح من مكان لاخر، وقد يتحد مع بعض الغازات في الهواء مثل النشادر، وينتج في هذه الحالة مركب جديد هو كبريتات النشادر، اما عندما يكون الجو جافا، ولا تتوفر فرصة لسقوط الامطار، فان رذاذ حمض الكبريت، ودقائق كبريتات النشادر يبقيان معلقين في الهواء الساكن، ويظهران على هيئة ضباب خفيف، لاسيما عندما تصبح الظروف مناسبة لسقوط الامطار فانهما يذوبان في ماء المطر، ويسقطان على سطح الارض على هيئة مطر حمضي، هذا وتشترك اكاسيد النيتروجين مع اكاسيد الكبريت في تكوين الامطار الحمضية حيث تتحول اكاسيد النيتروجين بوجود الاكسجين والاشعة فوق البنفسجية الى حمض النيتروجين . ويبقى هذا الحمض معلقا في الهواء الساكن، وينزل مع مياه الامطار، مثل حمض الكبريت مكونا الامطار الحمضية.
تبلغ الجرعة القاتلة من حمض الكبريتيك حوالي 4- 5 سم3 وتؤدي إلي الوفاة بعد 12- 48 ساعة من التعاطي بسبب الصدمة العصبية والدموية الناجمة عن الألم المحرق أو الجفاف نتيجة القيء المتكرر. وقد تتأخر الوفاة إلي بضعة أسابيع ثم يموت المريض من الإنهاك والضعف العام الناجم عن نقص التغذية نتيجة انسداد المريء من جراء انكماش الغشاء المخاطي في موضع التآكل .
أعراض وعلامات التسمم
تبدأ بعد تناول السم مباشرة بشكل ألم شديد محرق يبدأ من الفم فالمريء فالمعدة وسرعان ما ينتشر الألم حتى يعم البطن كله ويكون مصحوباً بغثيان وقيء متكرر طعمه حمضي ولونه أسمر ويشكو المريض من عطش شديد وإمساك وقلة في البول وصعوبة في التنفس كما يصعب عليه البلع والكلام وتظهر علي كل من فم المريض ورقبته وملابسه خطوط تآكلية سوداء من جراء تساقط الحمض من الفم وسرعان ما تظهر أعراض الصدمة الثانوية مثل الوهن وهبوط درجة الحرارة وضعف النبض وتسرعه والعرق الغزير. ويحدث التسمم عادة عرضاً عندما يشرب الحمض التجاري بطريق الخطأ ويندر أن يكون التسمم انتحارياً ولكن قد يستعمل الحمض جنائياً بإلقائه علي الخصوم بغرض الانتقام أو التشوه وخاصة في النساء، وفي هذه الحالات يحدث الحمض حروقاً سطحية متسعة في الوجه والجسم والأطراف وتأخذ الحروق عادة شكل خطوط متوازية متجهة من الأعلى إلي الأسفل .
وكثيراً ما يؤدي ذلك إلي الوفاة وهو يؤدي دائماً إلي تشويه الوجه أو الرقبة أو الجسم .
وقد يكون النسيج الندبي الناشئ عن التئام الحروق سبباً في زيادة التشوه حين ينكمش بعد مدة أو تتكون جدرة (keloid) يمكن أن تتحول في النهاية إلي ورم سرطاني يقضي علي حياة الإنسان .
المعالجة
يحظر عمل غسيل للمعدة خوفاً من انثقاب المعدة وكذلك عدم استعمال المقيئات لأن المريض يقيئ بما فيه الكفاية كما لا يجوز استعمال أملاح الكربونات والبيكربونات لأن ثاني أكسيد الكربون الناتج عنهما يؤدى إلي تمدد جدار المعدة وانثقابها. ويعتبر استعمال الماء والحليب أفضل علاج ويفضل الحليب ليس لأنه يخفف الحمض فقط ولكن لأنه يحمي ويلطف الغشاء المخاطي المبطن للمريء والمعدة أيضاً وكذلك الحرارة الناتجة بين تفاعل الحليب والحمض أقل من تلك الناتجة بين الماء والحمض. كذلك يمكن استعمال زلال البيض أو زيت الزيتون. ويحقن المريض بالمورفين 5-10 مجم بالوريد لعلاج الألم ويعالج الجفاف بحقن محلول الجلوكوز والملح في الوريد ويتم التغلب علي العطش بإعطاء المريض قطعاً صغيرة من الثلج يمصها في فمه. ويجب أن تمنع تغذية المريض عن طريق الفم لبضعة أيام ويكتفى بتغذيته من الشرج أو بحقنه عن طريق الوريد ويحافظ عليه من المضاعفات الرئوية بإعطائه بعض المضادات الحيوية ، أما إذا ظهرت أعراض انسداد حنجري (مما قد يؤدي إلى اختناق) فإن ذلك يعد من دواعي فغر الرغامي (tracheostomy). أما في حالات إلقاء الحمض على الجلد فيتم غسل الجلد جيداً بكمية كبيرة من الماء والصابون وفي حالة إصابة العين فيتم غسلها بماء جاري (بدون صابون) لمدة من 15-20 دقيقة ثم يحول المصاب إلى أخصائي عيون لمتابعة حالته.
حمض الخليك
عريف الخل على أنه المادة الناتجة من عملية التخمر الثنائي للمواد الأولية المناسبة المحتوية على النشاء أو السكر أو كليهما ,حيث يتم في المرحلة الأولى من التخمر إنتاج الكحول بواسطة الخميرة والتي غالبا ما تتبع الجنسSaccharomyces والتي تعمل على تحويل السكريات إلى كحول ,بينما يتم في المرحلة الثانية من التخمر أكسدة الكحول بواسطة بكتيريا حمض الخل وذلك تحت الظروف الهوائية إلى حمض الخل والذي تتراوح نسبته في الخل عادة بين 5-8%
ويستخدم الخل بشكل واسع في مجال الصناعات الغذائية لإكساب بعض المنتجات مذاق خاص مرغوب فيه , كما يمكن استخدامه في عملية التصنيع الغذائي كأحد مكونات صناعة الكاتشب , هذا وبالإضافة إلى استخداماته في الكثير من الأغراض الطبية .
أنواع الخل:
يتم تقسيم الخل المنتج إلى عدة أقسام وذلك تبعا للمادة الأولية المستخدمة في التصنيع :
1-خل الفاكهة : وهو الخل الناتج من استخدام عصائر الفاكهة مثل عصير العنب والبرتقال والفراولة ....الخ .
2-الخل الناتج من استخدام مواد نشوية : مثل البطاطا أو الخضر النشوية بشكل عام وفي هذه الحالة يجب حلمأة النشويات إلى سكريات قابلة للتخمر .
3- خل المولت : وهو الخل الناتج من استخدام منقوع الشعير المستنبت أو القمح أو الذرة أو غيرها .
4- الخل الناتج من المحاليل السكرية : مثل المولاس وعسل النحل .
5- الخل المقطر : وهو الخل الناتج من استخدام الكحول المتحصل عليه من المخلفات الكحولية (صناعة البيرة) أو من صناعة الخميرة .
وبشكل عام يمكن إنتاج الخل من أي مادة تحتوي على كميات كافية من السكريات القابلة للتخمر أو الكحول بشرط عدم وجود مايمنع استخدامها في الغذاء .
بكتريا حمض الخل Acetobacter :
هي بكتريا عصوية سالبة الغرام توجد غالبا على شكل خلية واحدة أو ضمن أزواج , وهي هوائية إجباريا لذلك تشكل أغشية على أسطح خزانات التخمر . وهي غير قادرة على تكوين أبواغ مما يمكننا من القضاء عليها بالبسترة , وتمتاز هذه البكتريا بتحملها للحموضة العالية ولكن بنسبة أقل من بكتريا حمض اللبن (حمض اللاكتيك ) . وتتراوح درجةالحرارة المثلى لنموها ولإنتاج كمية جيدة من الحمض بين 26-31م .
هناك عدة تقسيمات لبكتيريا حمض الخل ومن هذه التقسيمات تقسيم Frateur الذي قسم بكتريا حمض الخل إلى أربع مجموعات رئيسية :
1-Oxidans : Ac. Melanogenum
2-Suboxydans : Gluconobacter oxydans
3-Mesooxydans : Ac. aceti,sub sp.xylinum
4-Peroxydans.
أهم الصفات الواجب توافرها في بكتريا حمض الخل :
1- أن تكون قادرة على إنتاج حمض الخل بالكمية والسرعة المناسبين دون أكسدة الحمض الناتج .
2- أن تتحمل تراكيز عالية نسبيا من الكحول .
3- أن لا تكون مواد لزجة منعا لانسداد فتحات جهاز التخمير .
ومن الجدير ذكره هنا أن بعض السلالات من بكتريا حمض الخل تتميز بمقدرتها على أكسدة حمض الخل الناتج إلى ثاني أكسيد الكربون وماء , أي أنها قادرة على إحداث الأكسدة الكاملة , ومن أهم هذه الأنواع ذات القدرة على إحداث الأكسدة الكاملة :
A.aceti
A.xylinum
A.lancens
وبالتالي فإن هذه الأنواع سابقة الذكر غير مرغوبة في صناعة الخل حيث أن زيادة عددها في الخل بالنسبة للأنواع الأخرى يؤدي إلى أكسدة الخل الناتج وتكون أغشية من السيليلوز النقي والتي تظهر كرواسب أو أغشية لحمية .
مراحل إنتاج الخل:
يعتمد إنتاج الخل على حدوث نوعين من التفاعلات , الأول هو تفاعل التخمر والذي يعتمد على الخمائر , أما الثاني فهو تفاعل الأكسدة والذي يعتمد على بكتريا حمض الخل .
وبالتالي يمكن تقسيم عملية إنتاج الخل إلى مرحلتين أساسيتين هما :
1- المرحلة الأولى : يتم في هذه المرحلة تحويل السكر إلى كحول وذلك عن طريق التخمر الذي تحدثه الخميرة من جنس Saccharomycesوذلك تحت الظروف اللاهوائية ويتوقف اختيار النوع التابع للجنس السابق على نوع المادة الأولية المستخدمة في العملية التصنيعية , فعلى سبيل المثال يمكن استخدام النوع S.cervisiae عند استخدام الحبوب كمادة أولية , كما يمكن استخدام النوع S.moli عند استخدام عصير التفاح .
وعلى أية حال فإن هذه الأنواع السابقة تمتاز بكفاءتها العالية في تحويل السكر إلى كحول كما أنها سهلة الترسيب بعد إتمام عملية التخمير مما يسهل عملية فصلها
واستنادا إلى سرعة التخمر يمكن تقسيم المرحلة السابقة إلى خطوتين أساسيتين :
الخطوة الأولى :
وتكون سريعة جدا وتستغرق من 3-6 أيام حيث يتم خلالها تحويل معظم المادة السكرية إلى كحول وثاني أكسيد الكربون , وتمتاز بأن الظروف المرافقة لعملية التحول آنفة الذكر لا تساعد على حدوث تلوث بكائنات حية دقيقة غيرمرغوبة .
الخطوة الثانية :
تمتاز ببطئها مقارنة بالخطوة الأولى حيث تستغرق مدة زمنية تتراوح من 2-3 أسابيع مما يزيد من خطورة حدوث تلوث ببعض الكائنات الحية الدقيقة مثل بكتريا حمض اللبن الأمر الذي يؤدي إلى تباطؤ عملية التخمر , وبالتالي يجب اتخاذ التدابير الضرورية لمنع حدوث التلوث مثل تهوية المحلول وتقوية الخميرة وزيادة درجة الحرارة وخاصة في الأشهر الباردة .
2- المرحلة الثانية :
تمتاز هذه المرحلة بأنها تتم تحت الظروف الهوائية ويتم فيها أكسدة الكحول الناتج من العملية السابقة إلى حمضخل بواسطة بكتريا حمض الخل , وكما ذكرنا سابقا يجب اختيار الأنواع التي تمتاز بمقدرتها على أكسدة الكحول إلى حمض الخل فقط واستبعاد الأنواع التي تمتاز بمقدرتها على إحداث الأكسدة الكاملة حيث أن وجودها يؤدي إلى نقص كمية الخل المفترض الحصول عليها من الناحية النظرية .
حمض النيتريك
سائل عديم اللون و مدخن و كاو جدا للجلد و الاسطح و سام جدا و يسبب حروقا مؤلمة ، صيغته الكيميائية HNO3 و وزنه الجزيئي 63.01 ، و كثافته 1.50 جرام/سم3 ، و درجة انصهاره -41.59 درجة سيليزية و درجة غليانه 83 درجة سيليزية . و هو يعتبر من المواد الكيميائية التي يكثر استعمالها في المعامل و المصانع و يدخل في تحضير العديد من المركبات الكيميائية لا سيما المخصبات الزراعية و المتفجرات .
عرف تحضير حمض النيتريك منذ زمن بعيد ، و لكن الطريقة المعروفة حاليا تنسب إلى الكيميائي الألماني جوهان رودولف جلوبير و هي تعود إلى عام 1648 حيث يتم حرق نترات البوتاسيوم مع حمض الكبريتيك المركز . و قد تم التعرف على تركيبه الكيميائي عام 1816 من قبل جوزيف لويس جي لوساك و كلاود لويس بيثوليت .
ان الطريقة الرئيسية لصنع حمض النيتريك تعتمد على اكسدة الامونيا ففي هذه الطريقة التي قام بتطويرها الكيميائي الالماني ويليام اوستوالد عام 1901 يتم اكسدة الامونيا إلى أكسيد النيتريك و ثاني أكسيد النيتريك بالهواء أو الاكسجين بوجود شبكة من البلاتين كعامل حفاز، و من ثم يمتص ثاني أكسيد النيتروجين في الماء مكونا حمض النيتريك المدخن و من ثم يتم تقطيره لازالة الماء باستخدام حمض الكبريتيك.
يتفكك حمض النيتريك معطيا الماء و ثاني اكسيد النيتروجين و الاكسجين مكونا سائلا اصفر بني . و حمض النيتريك و كما اشرنا سابقا حمض قوي يتأين بالكامل في المحاليل المائية إلى ايونات هيدروجين و ايونات نيترات و هو يعتبر ايضا عامل مؤكسد قوي . من بين اهم تفاعلات حمض النيتريك هي تفاعل التعادل مع الامونيا لتكوين نترات الامونيوم و هو مركب هام يدخل في صناعة الأسمدة الزراعية .
تسمى املاح حمض النيتريك باسم النترات . فنترات البوتاسيوم المعروف باسم الملح الصخري و نترات الصوديوم لهما اهميتهما الكبيرة في الصناعات الكيميائية ، و تقريبا جميع النتراتات قابلة للذوبان في الماء ما عدا تحت نترات البزموث BiONO3.H2O المستخدم في الطب للكشف عن الإضطرابات المعوية . و تفاعل حمض النبيتريك مع المركبات العضوية ينتج العديد من النيتراتات مثل نيتروجليسرين و نيتروسليولوز . و تستخدم نترات الصوديوم و الكالسيوم و الامونيوم و البوتاسيوم في صناعة المخصبات الزراعية لتكون مصدرا للنيتروجين لانبات النباتات .