MU | Faculty Site | الدكتور بندر بن عبد العزيز اليحيى

الرئيسية

الحمد لله الذي رفع شأن العلم وشيّد أركانه، وعظّم أثره في النفوس وأعلى بنيانه، وخصّ أهله والمنتسبين إليه بأكرم مزيّة، وجعلهم خلفاء الأنبياء على اختلاف العصور بين البريّة، والصلاة والسلام على من انبعثت بظهوره الأنوار، وزال الشكّ وهتكت عن الباطل الأستار، سيدنا ومولانا محمد نبراس الهداية والإرشاد، والقاطع لدابر الشرك والضلال والفساد، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين قامت على سواعدهم قواعد الإيمان ونصروه في السرّ والإعلان، وعلى كلّ من سار على دربهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين.

أمّا بعد، فإنّ الله تعالى لمّا منّ على بعض الناس بمزيّة العلم وأعلى شأنهم بالانتساب إليه، أوجب عليهم مقابلة ذلك أن ينفقوا ممّا آتاهم الله ببثّ العلوم والمعارف بين الناس بقدر الاستطاعة، إذ العلم قدر مشاع بين الناس فإذا أوتيه أحد فلا يجدر أن يظنّ به عن غيره، ولا سيما علم الدين الذي فرضه الله على كلّ أحد، إذ به قوام الأعمال كلّها، وملاك ذلك كلّه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونحن إذا تأملنا حالة المسلمين في هذا العصر، وجدناهم قد نبذوا تعاليم الإسلام ظهريا، وتجافوا عنه كبرا وعتيا، فسوق المفاسد والضلالات في رواج، وظلام الشرك يوشك أن لا يكون له انبلاج، فكان لزاما على علماء الدين في جميع النواحي والأقطار أن يشمروا عن ساعد الجد، وينفقوا كلّ ما لديهم من وقت وجاه وكد.

هذا وإنّ طرق الإرشاد كثيرة وأسبابها متنوعة وفيرة، فتكون عن طريق إلقاء الدروس العلميّة والخطب الجمعيّة، كما تكون عن طريق الكتب والمجلات والمشاركة في الندوات والمؤتمرات، ولعلّ أهمّ تلك الطرق وأكثرها فائدة وأوسعها انتشارا في الأوساط العلميّة أن تكون عن طريق المواقع الأكاديميّة لأعضاء الهيئة التدريسيّة.

وقد نحوت إكمالا للفائدة هذه الأخيرة، حيث ألفيتها وسيلة سهلة يطالعها عموم الزملاء والطلبة، ويستفيدون منها الفوائد الجمة من غير حرج أو إعنات، وقد كثرت في زماننا واختلفت أنواعها وتعدّدت مشاربها ومشاريعها، واستفاد الفكر منها خيرا كثيرا وعلما غزيرا.

ويشتمل هذا الموقع على عدّة صفحات، منها ما يتعلّق بالدروس العلميّة في مختلف فنون العلم الشرعي، ومنها ما يتعلّق بالبحوث التي لها صلة بها والمراجع المساندة لها، ومنها ما يتعلّق بتوصيف المقررات وتقريب المفردات، وقد رأيت من التعميم للفائدة التي من أجلها تأسست هذه المواقع، وهو المقصد الأهم أن أضع بين يدي الطلاب بنوكا للأسئلة تكون لهم خير معين على استيعاب المقررات، وأسوارا يرتقونها لفهم دقيق المعاني ولطيف الإشارات.

وفي الختام نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى إتمام ما ابتدأناه، وأن يبلغنا من اعزاز هذا الجانب ما نتمنّاه، وأن يجعل هذه الصفحة نافعة لمن رام الانتفاع، صالحة للطلاب في جميع الأصقاع.