امر ربي
أمر
ربي
أجل
هو أمر ربي
نزل
به الروح الأمين ... على الأمين صلى الله عليه و سلم .
ارتضاه
الله شرعاً
لعباده ... فدان المسلمون لربهم عز و جل به .
و
كان بنزوله قرآناً يتلى و يتعبد بتلاوته ... و يرجى الأجر بتلاوته
فكيف بالعمل به ؟
كان
آية محكمة ، لم تنسخ لفظاً و لا حكماً .
و
بعد هذا كله . . . يقولون عنه عادة ، فينقلونه من أعظم معنى ( التعبد لله به ) إلى شيء يخضع
لاستحسان الناس و عاداتهم و تقاليدهم !! فعجباً
ثم عجباً .
قال
ربي سبحانه و تعالى ( يا أيها النبي قل لأزواجك و بناتك و نساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك
أدنى أن يعرفن فلا يؤذين و كان الله غفوراً رحيماً ) سورة الأحزاب / آية 59
أأتعبد
ربي بقراءة هذه الآية ، ولا أتعبده سبحانه بالعمل بالأمر الذي جاء فيها
؟ أي فهم هذا !!
أيرتضيه
لي خالقي و مليكي
، ثم لا أرتضيه لنفسي أو أرى الخير في غيره – أعوذ بالله من هذا الحال –
إذا
لم يكن امتثال أمر ربي و طاعتي إياه عز و جل عبادة ، فما هي العبادة إذن ؟
الحمد
لله الذي شرع لنا الحجاب نتعبد به منذ أن نضعه فوق رؤوسنا إلى أن نخلعه بدخولنا
بيوتنا أو مدارسنا أو أي مكان مأمون لا أجانب فيه. . . نعم
في عبادة بلبسه وإن لم نصلي به ، وإن لم ينطق لساننا بذكر
أثناء ارتدائنا له ، في عبادة إن ارتدته الواحدة منا على أنه أمر تتعبد لله بطاعته
فيه ، لا أنها تساير مجتمعاً فرضه عليها و ألزمها به ، والله سبحانه أعلم بالنية .
الله
أكبر ، ما أقبح ما صنعوا حين أنزلوه من مقام العبادة إلى مكان العادة فحرموا
المسلمة التي اقتنعت بكلامهم أجر الاحتساب في لبسه , حرموها الاحتساب ، و
ألزموها بالحجاب – لأن بناتهم من العار و العيب أن يراهن أحد , فحرموها
إياه عبادة ، و ألزموها إياه عادة ، فبئس ما صنعوه بمسكينة أرعتهم سمعها فما صدقوا القول ، و
لا نصحوا العمل .
أما
أنت أيتها المباركة
فتعبدي ربك بحجاب يسرك أن تلقيه عز وجل به ، وفق ما شرع ، يحقق الحكمة منه ( ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين )
ولا
تتعبديه بخرقة مهلهلة خدعوك فسموها حجاباً!
قفي
أيتها الغالية المصونة واسألي نفسك كلما ارتديت الحجاب : هل
حجابي هذا به أُعرف فلا أؤذى كما أراد ربي عز وجل
, أم به أعرف فأؤذى كما أراد لي شياطين الإنس و الجن ؟
من أجمل
ما سمعت :عبارة قالتها داعية للخير –
و لا أزكي على الله
أحداً – إذ رأت إحدى طالباتها في يوم شديد الهواء و هي تمسك عباءتها بشدة حتى لا
تنفتح فتبدو زينتها : قالت : " هذه اليد اليوم في عبادة عظيمة " .
نقطة
تأمل : إذا
جاءنا أمر من رئيس في العمل لتنظيم أمر ما ، قلنا : " قراراً إدارياً "
و هذا
حق لأنه صدر من أهله .
و
إذا جاءنا أمر من وزير لتنظيم منحى من مناحي الحياة ، قلنا : " قراراً وزارياً
"
و
هذا حق لأنه صدر من أهله .
فإذا
جاءنا الأمر
من ربنا لتنظيم حياة عباده ، فماذا نقول ؟
من وفقه الله يقول "
سمعنا و أطعنا ، غفرانك ربنا و إليك المصير " .
و
يقول البعض – هداهم الله و ردهم إلى
الحق رداً
جميلا ً – عادات و تقاليد .
اللهم
اجعلنا ممن يستمعون القول ، فيتبعون أحسنه ... آمين .
سبحانك
اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
كتبته
: ازدهار بنت محمود المدني
