القصة عند الرسول
الأقصوصة في أدب الرسول القصة أحد أسلحة القرآن في الهداية والإرشاد وهي أيضاً أحد أسلحة محمد وقد كان مبلغ تأثير القصة عظيماً في نفوس العرب اعتمد محمد على القصة في الإقناع والتأثير وقد نقلت كتب الحديث كثيراً من القصص التي حكاها الرسول وقد سماها علماء هذا الفن بالأقصوصة التي يعالج فيها الكاتب جانباً من الجوانب أما القصة فهي التي تستوعب جوانب أرحب وأفسح وقد تقصر القصة حتى تصبح خبراً قصصياً " قصة الرجل والكلب والبئر " الأقصوصة في أدب الرسول تعتمد على العديد من العناصر -الإيجاز -التشويق -الإثارة -التصوير النفسي للعواطف لكل أقصوصة وحدة فنية تكون هدفاً للكاتب يخصصها بما يعرض من صور ويرسم من شخصيات ويعالج من أحداث خيوطاً متلائمة تؤدي إلى نسيج قوي متماسك يبرز هذه الوحدة الوحدة الفنية في الأقصوصة هي الفكرة الأصلية التي يحاول القصاص إبرازها وأن تكون من الوضوح بحيث يستطيع التعبير عنها بصوره وأحدلثه تعبيراً يبرزها للقارئ وقد تضم الصورة أفكاراً هامة تتلاحق لتبرز الفكرة الأصلية . من أقاصيص الرسول التي تبرز فيها الوحدة الفنية " قصة الصخرة المطبقة على الغار " فكرتها تقوم على -تقرير أهمية العمل الصالح وهذه الفكرة لا تمنع من بث أفكار خلقية ودينية مساندة مثل حب الوالدين والرجوع عن المعصية وأداء الحق أفكار قوية تؤدي على الفكرة الأساسية وهي تقرير العمل الصالح نلاحظ تلاؤم الأفكار يسير في العمل الفني سيراً مطرداً إلى الكمال بعض القصص تعتمد في بنائها الفني على الأحداث كعنصر بارز وبعضها على الحوار وآخر على الأشخاص وبعضها على المناجاة عنصر المفاجأة هو الأبرز وكان كل لفظ في هذه القصة صورة لمشهد تلتقي خيوط القصة كنسيج متماسك وهو نمط رائع من الأدب اعتمد فيها على المشاعر . من ألوان القصص عند الرسول استخدامه للحوار وقد دعا به للحكمة والموعظة الحسنة محاكياً أسلوب القرآن معتمداً على التشويق في تسلسل حواري راق كما في قصة أهل الذكر . في قصة الأبرص والأعمى والأقرع عمد إلى تصوير الأشخاص فرسم كل شخصية من هؤلاء الثلاثة صورتين متقابلتين بينها بعداً شاسعاً وهي قصة تدعو إلى المعروف المحسوس المشاهد وألفاظ القصة وإيحاءاتها تدل على قدرته في إيصال الأحاسيس للسامعين بطريقة مبهرة يعرضها كشريط سينمائي لم ينقطع التيار عن سيره في قصة الرجل المذنب الذي اختصمت فيه الملائكة تظهر وحدة ألفاظه في قوالب معنوية تتجلى في صورة محسوسة وفيها تمثل قوة الأقصوصة وأثرها على نفس الإنسان وإننا لنلاحظ شروط نقاد العصر الحديث في الأقصوصة الناجحة -أن تكون ذات مقدرة على الإيحاء الملهم -تأتي أقوالها وأفعالها صادرة عن طبيعة فعّالة -يكون للقصة معنى خاص يصور مشاهد وأشخاص وانفعالات ملخص عن كتاب البيان النبوي للدكتور محمد البيومي . |