الرئيسية
" رَبَنَــاَ افْتَــحْ بَيْنَنَـا وبَيْــنَ قَوُمِنَـــاَ بِالْحَقِ وأَنْـتَ خَيْـــرُ الفَاَتِـحِيــــنْ"
يَطِيبُ لي أن أرحبَ بكلِ زائرٍ كريم لهذه النافذة البسيطة، وبخاصةٍ المهتمين بالحقل القانوني، وأخصُ بالذكرِ منهم طُلابَنا بالجامعة .. سائلاً المولى عزَ وجلَ أن يُسدد الخُطى على الحق دوماً، بما ينفعُنا، وجَميعَ المسلمينَ في الدنيا، والآخرة.
نـافذة قانونيــــــــــــــــــــــة - نـــحو محاولة لنـــشر الوعي القانـــــــــــوني
* التـــعريـــف بمصطلح القانـــون
1-''القانون'' لفظ مقتبس من اللغة اليونانية القديمة. كان يُكتب وينطق:(Kanon) )، ويعني النظام الثابت أو العصا المستقيمة، ثم انتقل إلى اللغة اللاتينية (Canon)، ثم انتقل إلى اللغة الفرنسية Régle)))، ومعناها القاعدة. وقد انتقل مصطلح القانون أيضاً إلى اللغة الفارسية، ومنها انتقل إلى اللغة العربية.
2- والقانون لغةً: يعني أصل الشيء، أو مقياس كل شيء، وجمعه قوانين. وقد وردت مادة "قنن" في المعاجم الحديثة: بمعنى وضع القوانين.
3- أما اصطلاحاً: فالقانون عبارة عن "مجموعة من القواعد الملزمة، المنظمة لسلوك الأفراد في المجتمع، والتي تحملهم السلطة العامة فيه على احترامها، من خلال توقيع الجزاء على من يخالفها"..
وإذن، فالقانون عبارة عن مجموعة من القواعد أو التعليمات الملزمة التي تنظم العلاقات والروابط بين الناس أو بين الناس والدولة، وإذا خالف أحدهم هذه القواعد الملزمة أمكن عقابه بجزاء حال فوري توقعه السلطة العامة في الدولة وذلك على حسب نوع المخالفة للقانون، فمن يخالف قواعد القانون الجنائي يمكن عقابه بالقصاص أو السجن أو الغرامة على حسب جسامة الفعل المخالف للقانون... ومن خالف القواعد المنظمة لالتزام مدني أمكن عقابه مدنياً بإلزامه جبراً بالتنفيذ أو إلزامه بتعويض الطرف الآخر ... ومن خالف القانون الإداري كالموظف المهمل المتقاعس أمكن عقابه بالخصم من راتبه أو حرمانه من علاوة مستحقة أو حرمانه من الترقية أو فصله بحسب جسامة المخالفة....وهكذا
* * مراحل تطور القضاء في المملكة العربية السعودية
نظام القضاء بالمملكة قبل توحيدها:
المملكة قبل توحيدها ساد بها أكثر من نظام من نظم القضاء، باختلاف المناطق، ووفقاً لنظام إدارتها، كما تعددت مصادر القضاء.. ففي منطقة الحجاز وكانت أكثر المناطق تقدماً، وحيث كانت تخضع لإدارة الدولة العثمانية فقد وُجد بها نوعين من المحاكم: المحاكم الشرعية وكانت تحكم بموجب أحكام الشريعة الإسلامية الغراء .. والمحاكم النظامية والتي كانت تطبق نظماً أجنبية وبخاصة فرنسية، استقتها الدولة العثمانية من قوانين الدول الأوربية..
وفي مناطق أخرى، تواجد نظاما بسيطاً للقضاء اعتمد على وجود قاض يحكم بين المتقاضين وفقاً للمذهب الحنفي وحاكم إداري ينفذ الأحكام القضائية...
وثمة نوع ثالث من القضاء تواجد بالأراضي السعودية قبل توحيدها تحت راية واحدة، تمثل في القضاء القبلي أو قضاء من عُرفوا بالعارفة أو العوارف؛ حيث يقضون في منازعات الناس وفق نظام قضائي بسيط يرجع في مصدره إلى العادات القبلية والتقاليد الموروثة إضافة إلى أحكام الشريعة الغراء
وخلاصة القول، أن المملكة العربية السعودية قبل توحيدها كان بها أكثر من نظام قضائي، وأكثر من مصدر قضائي للأحكام، كما غابت السلطة القضائية الموحدة التي تتحكم في سير مرفق العدالة ..
النظام القضائي السعودي بعد توحيد المملكة العربية السعودية:
عقب توحيد مناطق المملكة تحت راية واحدة، صار للدولة إدارة نافذة حاسمة، وسلطة موحدة أشرفت على إصلاح مرفق القضاء تدريجياً، وكان أول الخطى هو إلغاء العمل بالمحاكم النظامية التي كانت تطبيق قوانين أجنبية، وتوحيد مصدر التشريع والأحكام القضائية وقصره فقط على الشريعة الإسلامية الغراء، وقصر سلطة الحكم والقضاء بين الناس على قضاء الدولة دون غيره من الصور القديمة التي تعددت وكانت من قبل.. ثم شرعت الدولة في إنشاء المحاكم الشرعية وإصدار الأنظمة المكرسة لها وللإجراءات الواجب اتباعها أمامها..
أهم مظاهر إصلاح وتحديث القضاءالسعودي
بكل سعادةٍ وصدق أُرحب من خلال هذه النافذة بكل زائرٍ كريم، وبخاصةٍ كل مهتمٍ بالحقل القانوني والقضائي، وأخص منهم بالذكر طلابنا بجامعة المجمعة .. سائلاً المولى عز وجل أن يُسدد الخُطى على الحق دوما، بما ينفعنا وجميع المسلمين