الزخارف الهندسي
1- الزخارف الهندسية:
كانت الرسوم الهندسية معروفة منذ العصور القديمة، وفي الفنون التي ازدهرت قبل قيام الفن الإسلامي بوجه عام، ولكنها لم يكن لها الشأن الذي أصبح لها إلا على يد المسلمين، وكانت تستخدم في الغالب كإطارات لغيرها من الزخارف الرئيسية.
أما في العصر الإسلامي فقد أصبحت الرسوم الهندسية ترسم لذاتها وأصبحت عنصراً أساسياً من عناصر الزخرفة له طابع خاص أساسه إقبال المسلمين على التصرف والإبداع في هذه الرسوم الهندسية.
ومن الزخارف الهندسية التي استخدمها المسلمون في عمائرهم وعلى تحفهم رسوم هندسية كان لها قبل ذلك شأناً في الزخارف الساسانية والبيزنطية كالدوائر المتماسة أو المتجاورة (أطلس شكل 6)، والجدائل والخطوط المنكسرة والخطوط المنكسرة والخطوط المتشابكة، وذلك فضلاً عن الرسوم الهندسية البسيطة كالمثلثات والمربعات والمعينات والأشكال الخماسية والسداسية والثمانية (أطلس أشكال 276، 293، 301، 304).
ومن أخص الموضوعات الزخرفية الهندسية التي امتازت بها الفنون الإسلامية وأصبحت ميزة من مميزاته رسوم الأطباق النجمية وهي التراكيب الهندسية الأشكال المتعددة والمجمعة على هيئة نجوم (لوحة 41).
وكان بداية ظهوره في مصر في القرن 6 هـ/ 12 م على محراب السيدة رقية سنة 527 هـ/ 1133 م (أطلس ) والمحفوظ حالياً بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة، وقد بدأ بست حشوات ثم تطور وزاد عدد حشواته حتى وصلت إلى ست عشرة حشوة (أطلس شكل 401).
ويتكون الطبق النجمي من الترس في المركز ويحيط به مجموعة حشوات عبارة عن لوزات صغيرة مدببة تتكون من أربعة أضلاع تعرف باسم "لوزة" مؤلفة شكل نجمة متعددة الأطراف، تحصر بينها بعدد أطرافها أشكالاً تتكون من ستة أضلاع تعرف باسم "كندة" مؤلفة شكلاً دائرياً كاملاً "طبق نجمي كامل" أو نصف أو ربع طبق نجمي في تشكيلات هندسية رائعة.
وقد ذاعت استخدام زخرفة الأطباق النجمية في مصر وخاصة في العصر المملوكي في زخارف التحف الخشبية ، والنحاسية ، وفي الصفحات الأولى المذهبة في المصاحف ، وجلود الكتب ، وفي زخارف السقوف وغير ذلك، وقد أتقن المسلمون هذا النوع وانصرفوا إلى الابتكار والتعقيد فيه.